الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ديفا كاملة

انت في الصفحة 30 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

بتلات ولاد يعوضونا مۏت اخواتهم زي ما قال دكتور جمال ربنا ادخرلنا فرحة كبيرة في الأخر 
انهمرت دموعها وغمغمت لصوت مرتجف مثل قلبها طب انا مش هنام افرض برضو كان حلم علي الأقل خليني عايشة فيه شوية 
اقترب وحاوطها بحنان هامسا غمضي عيونك واطمني هننام وبعد شوية هنصحي أذا أراد ربنا وهتتأكدي انك مش في حلم 
تراخت أهدابها رويدا و سريعا ما غطت بنوم عميق كانت تحتاجه بشدة وكلمات الطبيبان بتوائمها الأصحاء تطوف في عقلها تبتسم رغم غفيانها يهمس جسار أحلمي يا حبيبتي حلمك خلاص بقى حقيقة وبحذر نهض من جوارها ليتوضأ ويصلي شاكرا ربه ويدعوه بنجاة صغاره
بدأت خيوط الشمس تنفذ إليهما لتبدأ شمس بإفاقة ثم أشرعت عيناها تستوعب ما حولها وبغتة تدفق لذهنها ما حدث بالأمس فأمسكت بطنها وهي تغمغم بما يشبه الهذيان أنا مش بحلم! الدكتور جمال قال اني هجيب تلاتة والدكتور التاني قال انهم مش مشوهين!
ثم راحت تنظر حولها بړعب ودون وعي دفعت زوجها الراقد جوارها پعنف صائحة جسار أصحى يا جسار 
استيقظ بفزع وهو يصيح في ايه يا شمس حصلك حاجة وجد وجهها غارق بدموعه باحتواه بين راحتيه پخوف بټعيطي ليه حبيبتي مش الدكتور قال التوتر غلط
غمغمت بخفوت حصل ايه امبارح هو احنا روحنا للدكتور طب قالنا ايه 
ايقن شتاتها وظنها الخائڤ ان ما عرفوه بالامس كان مجرد حلم فابتسم ولثم بين عيناها مطولا ثم قال وهو يزرع نظرته القوية بمقلتاها ويحدثها بحنان احنا روحنا لاتنين دكاترة قالوا ان مراتي الحلوة هتجيب تلات توائم حلوين زيها ومش مشوهين خالص بأمارة ما دكتور جمال بكى علشانا وقال هيتابعك لحد الولادة عشان يطمن وبعدها رجعنا هنا وبعدين صحيتي دلوقت أتأكدتي بقا انه مش حلم 
كانت عيناها متسعة ووجهه بفضول گ طفلة مبهورة بقصة يسردها لها أبيها أخذت تضحك وهي تتمتم يعني أنا مش بحلم يا جسار! أخيرا هشوف ولادي واشم ريحتهم 
بإذن الله حبيبتي ربنا يقومك بالسلامة رفعت وجهها إليه طب هنفرح بابا وماما والعيلة كلها امتى 
هنعزمهم كلهم عندنا بكره ونقولهم بس مش الخبر كله ازاي مش هنقولهم الخبر كله
يعني هيعرفوا انك حامل في طفل غير مشوة ووقت الولادة خليهم يتفاجئوا لما تولدي إن شاء الله بالتلاتة ايه رأيك راقها اقترحه كثيرا فصاحت
موافقة جدا 
خلاص انا هعمل أوردر بكل حاجة من برة هنحتاجها بكرة عشان انتي تقعدي وسطيهم زي الملكة متعمليش حاجة مفهوم يا مشمش 
ضحكت بدلال ممزوج بفرحتها مفهوم ياجسورتي 
حذرها بعبث محبب بلاش جسورتي دي لحد ما تولدي خليني مؤدب وماسك نفسي للأخر 
قهقهت عاليا فعاد وضحكتها الصافية يدوي صداها في قلبه وروحه وداخله يتضرع لله شكرا لما وهبه من سعادة كان ينتظرها ك ليلة العيد 
كلما أخبر جسار أحدا من عائلتيهما بحمل زوجته وصحة طفلهما يبكي ويعانقه بقوة الجميع كان قلبه يرتجف من سعادته بحمل تلك المسكينة التي صبرت كثيرا هي وزوجها من الله عليهم وروى قلوبهما بما تمنوا وسوف يحصون الساعات والأيام إلى أن يحين موعد قدوم صغيرهم العزيز لا يعلمون أن مفاجأة اكبر تنتظرهم حين يبصرون الصغار الثلاث
بعد خمسة أشهر 
ينهب جسار ردهة المشفى مجيئا وإياب حوله كل عائلته والجد نادر وأسرته هو الأخر حاضرون مترقبين ذاك الحدث الهام الجميع يتضرع أن يقر أعينهما بطفلهما المعافى ولا يعلمون حقيقة ما ينتظرهم 
انفرج الباب فجأة ليهرول جسار علي الطبيب وخلفه أبيه أمين وعمه رضوان وولدي الأخير حمزة و ريان 
طمني يا دكتور جمال ولادي ومراتي بخير 
ابتسم له الأخير الحمد لله بخير ربنا كرمكم بولدين وبنت زي القمر ومدام شمس بخير وهتفوق كمان شوية 
انحنى جسار يسجد لله ويشكره باكيا بانفعال كبير فربت على ظهره الطبيب بحنان أبوي ورفعه إليه وقال بما يجيش بصدره لأول مرة في حياتي علي مدار سنين ممارستي للطب اكون فرحان لحالة عندي بالشكل ده كأن ولادي هما اللي ربنا رزقهم يمكن
عشان انا كنت شاهد علي معاناتكم الطويلة والمؤلمة ألف مبروك يا ابني ليك انت ومراتك ويتربو في عزك وخيرك إن شاء الله 
تركه الطبيب بعد أن فاض بعاطفته و دارت عيناه في وجوه أفراد العائلة وقرأ ذهولهم فابتسم متفهما صدمتهم وفرحتهم معا بالأحفاد ثم تحولت مشاعرهم لسيل من المباركة والزغاريد والبكاء يعظمون عطية الله ويشكروا عليها 
ريان هتسموا الولاد ايه يا جسار انت وشمس
نظرت الأخيرة لزوجها بحب وقالت اللي يختاروا جوزي موافقة عليه 
صدح صفير مشاغب من رائف وريان وحمزة والجدة جمانة تعاتبهم بتحذير من بين بكائها الذي لم يهدأ من فرط فرحتها اعقل يا واد انت وهو هتزعجوا أحفادي 
هتسميهم ايه يا روح ابوك
قالها أمين وهو يربت على ظهر أبنه الذي قال وهو ينظر لطفلته بحب البنت هسميها ريحانة 
لمعت عين أبيه بسعادة بعد أن صدق ظنه في ابنه ليستطرد جسار اما الولد الأول هسميه !
وصمت وهو يدنوا من الجد قائلا نادر علي أسم الراجل اللي رباني وكبرني وحبني من كل قلبه 
ترقرقت عين الجد وعانقه بقوة عاجز عن قول شيء يشكره به ليعود جسار ويقف قبالة والده هاتفا أما الولد التاني هسميه 
قاطعه أمين سريعا لأ مش هتسميه الولد التاني بأسمي 
رمقه جسار بدهشة فاستأنف أمين وهو يقبض علي كتفيه العريض باحتواء حاني هنسميه يوسف ده الأسم اللي أمك ريحانة أختارته ليك يا جسار من زمان والقدر يا ابني ادخره أسم لأبنك ولحفيدها 
دمعت عيناه وعانق أبيه بقوة ثم كفكف دموعه مغمغما وهو يمازحه خلاص يبقي الولد الجاي هيكون على أسمك يا بابا
ولد جاي مين خلاص يا روحي شطبنا 
قالتها شمس بحمية وسط ضحكات البقية لتواصل الحمد لله دول فلتوا من التشوه وربنا سلمهم انا مش ضامنة الجاي يجي ايه أنا ممكن أخلف فار بعد كده 
دوت قهقهة الجميع بقوة على قول شمس المضحك العفوي ليمازحها جسار ثانيا بس انا عايز أمين يا مشمش 
طب رد علي ابنك ياعمو أمين أنا مش هتكلم 
ضحك الأخير ودعم ابنة أخيه مشمش عندها حق يا جسار احمدوا ربنا علي كده 
رضوان وربنا يبارك في ريحانة ويوسف ونادر ويتربوا في عزكم وينورا حياتنا كلنا 
سارة ومن دلوقت ريحانة بنت اخويا محجوزة لنديم ابني حمزة ونادر هاخده لبنتي اللي لسه هتيجي 
رائف طب سيبولي يوسف وانا هظبط مع مراتي يومين في الساحل واجيبله بنت 
لكزه توفيق على رأسه أختشي يا ولد عيب 
إلهام وليه ريحانة ماتاخدش طارق حفيدي 
سارة لا كده هنزعل مع بعض يا طنط أنا حجزتها الأول 
صاحت عليهم صابرين والدة سارة وصوتها يشاطرهم الفرحة أهدوا ماتتخانقوش سيبوهم هما يقرروا لما يكبروا هيتجوزا
مين ويحبوا مين واحنا ما علينا غير نبارك حياتهم نقول مبروك 
نظرت شمس لصغارها بحنان طاغي وقالت بعاطفة جياشة صح ياطنط خليهم هما يقرروا حياتهم هتكون ازاي لما يكبروا 
بعد ست سنوات في فيلا أمين الرشيدي 
ريحانة حاسبي تقعي يا حبيبتي 
مش تخاف يا بابا مش تخاف 
يوسف برجولة مبكرة أنا واخد بالي من اختي هي ونادر اخويا يا بابا 
ومضت عين جسار بحنان شاطر ياحبيبي 
شمس جسار شوف اخويا حمزة فين عايزين نبدأ عيد الميلاد بتاع الولاد 
حاضر هتصل اهو 
أنت فين ياحمزة اتأخرتوا ليه
أجابه الأخير عبر الهاتف انا بالظبط عشر دقايق واكون وصلت يا جسار 
خلاص منتظرك والولاد يا سيدي بيقولوا مش هنطفي الشمع غير لما خالو حمزة يجي 
حبايب خالو اللي وحشوني 
شمس صائحة من خلفه جسار ريان ومراته وولاده وصلوا وسارة وأدم وولادهم كمان وصلوا و رائف اخوك وولاده ومامته وباباه كمان لسه جايين تعالي رحب بيهم عشان انا بعمل حاجة 
حاضر رايح ارحب بيهم 
ذهب ليستقبل جمعيهم فتسائل توفيق 
فين بابا ياجسار اصله جالك من بدرى ومأخدش علاجه 
جدي هناك اهو مع بابا وعمي رضوان لو ماتقلقش اخد علاجه كله انا خليته ياخده قدامي 
أريج طب فين التوائم وحشوني يا أبيه 
أشار لها هناك بيلعبوا مع الولاد خدي طارق ابنك واخوه يلعبوا معاهم على ما نبدأ الأحتفال 
ابتسمت إلهام كل سنة وولادك طيبين ياجسار 
غمغم بتهذيب وحضرتك طيبة اتفضلي هناك مع خالتو وطنط صابرين وحضرتك روح عند جدو وبابا
وعمي قاعدين في الناحية التانية 
ثم حدث أخيه قائلا تعالي معايا يا رائف عايزك في حاجة 
معاك ياكبير 
راقبهما توفيق بعين غائمة و يبدو عليه الشرود لتلاحظه زوجته متسائلة
مالك سرحان في ايه 
غمغم بتنهيدة قوية سبقت قوله بتعجب من حال الدنيا يا إلهام الطفل الرضيع اللي أهملناه ولفظناه من حياتنا سنين طويلة ومقدرناش نحسسه لحظة واحدة بحنان الأم والأب وعاش محروم وبيعاني بسببي انا انتي هو دلوقت اللي بيسأل علينا و واخد ابننا الوحيد تحت جناحه وعمله عزوة وبقت عيلة جسار الكبيرة واللي تشرف دي عيلة لأبننا ولأحفادنا حتى بابا كل أهل جسار بيحبوه و يسألوا عنه و بيوقروه و بقي كبيرهم بابا أكتر واحد حصد نتيجه تربيته لجسار يا إلهام عيونه بتلمع من السعادة والراحة وسط العيلة الطيبة والأصيلة دي وانا واكلني تأنيب ضميري
وخجلي كل اما اشوف كرم جسار واهتمامه بينا ولد قلبه ابيض ونسي كل حاجة وافتكر بس تربية بابا له وطمرت فيه 
سريعا ما انتقل إليها ذات الشعور بالۏجع والخزي معا زوجها محق فيما قاله ليتهما منحوا جسار ما كان يحتاجه ويستحقه لو فعلوا لما تقزموا هكذا أمام أنفسهم وذبحهم ضميرهما لوما 
زحفت دموعها فوق خديها فازالها مع قوله 
بس تعرفي إن لسه في حاجة حلوة نتمسك بيها احنا ندمنا أنا وانتي و حاولنا نعوضه يا إلهام كنا ممكن فضلنا زي ما احنا قاسين وبعاد عنه يمكن عشان كده ابننا رائف سعيد وهو فرد وسط الناس دي ودي عبرة أخيرة تنضاف للعبر الكتير اللي أخدناها من حكاية الطفل اليتيم جسار اللي بعد حرمانه من الضنا ربنا كرمه بولاد وماحرموش من العزوة 
تنهدت بعمق وهي تكفكف باقي عبراتها عندك حق يا توفيق الحمد لله اننا فوقنا لنفسنا وقربنا من جسار وحبيناه بجد وربنا جازانا ان ابننا رائف مش هيكون وحيد بعدينا 
ايه ياجماعة واقفين بعيد ليه اتفضلوا
التفتوا لجمانة خالة جسار التي واصلت وهي ترحب بهما نورتونا والله جمعتنا مابقيتش تكمل من غيركم اتفضلوا 
تبادل توفيق وزوجته نظرة أخيرة قبل أن يتبعوا السيدة حيث تتجمع بقية العائلة 
اقترب سريعا حين لمح جسار ضيفاه قائلا بترحيب 
يا أهلا بأستاذ حسن ومدام ياسمين نورتونا ثم
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 31 صفحات