رواية فاطمة الجزء الاول
ده اللى مجنني مش قادر الاقى سبب يخليه يمنعها بالشكل ده من وجوده فى العمليه بقولك قالها كده صريحه
اطلعي بره وكررها اكتر من مره كنا كلنا فى حاله ذهول
شعرت بالحزن هى أيضا وهمت بان تنهض لتبحث عنها
أنا
لازم اشوفها فين واطمن عليها
قبض على معصمها لكي يمنعها من الذهاب .
استني رايحه فين هي طلبت مني اهتم بحاله رامي وكمان الاستاذ اسامه وسابت المستشفى وأنا بصراحه ماقدرتش اتكلم معاها كان شكلها مضايق اوي
طب اسر فين هو كمان وليه ماجاش انهارده
مامته تعبت واتصل بيه يبلغني مش هيقدر يجي
خساره لو كان موجود كان هون عليها اللى حصل
رفع احدي حاجبيه بدهشه تقصدي ايه
ابتسم بغمزه يعني مش واخد بالك ان فى استلطاف اعجاب كده يعني
اه يا بنت اللعيبه وعرفتي ازاى
زى ماعرفت يا حبيبي انت مش واثق في قدراتي ولا ايه
ابتسمت بخجل بس عيب احنا فى مكان محترم ماتسبليش
يا لهوى انتي بتتكسفي أول مره اخد بالي هههه
رمقته پغضب باسل
ضحك بقوه ايوه كده ارجعي لاصلك يا حبي
دلف اسر فى ذلك الوقت وقطع حديثهم
السلام عليكم
تسمرت اعينهم على الواقف امامها
ابتلع باسل ريقه وجحظت عيناه عندما تسأل صديقه عن وجود ايسل
ثم اجابه بتردد
وعليكم السلام انت جيت ليه قصدي يعني قولت مش جاي ووالدتك تعبانه هى عامله ايه
تنهد بضيق وهو يجلس مقابلا لصديقه ويشبك بكفيه اعلى الطاوله
الحمد لله بخير هو السكر كان عالي والحمدالله اتظبط و بابا اصر اجي الشغل
ألف سلامه عليها ربنا يطمنك
الله يسلمك يا سيلا
طيب أنا هشوف شغلي بقى عن اذنكم
غادرت الغرفه لتتابع عملها وتركت باسل ليتحدث مع صديقه ويقص عليه ما حدث داخل غرفه العمليات ..
بعد أن علم بما حدث نهض پغضب يبحث عنها ولم يعطي لصديقه فرصه باخباره بانها غادرت المشفى أسرع كالمچنون يبحث عنها .
وربنا بيحبها كمان مش مجرد اعجاب
ثم لحق به خوفا من ان يتهور فهو يعلم صديقه حق المعرفه فهو مثل الحليم إذا ڠضب لن يتحمل الاذي للاشخاص المتعلق بهم ولم يقبل بجرحهم وهذه الطبيبه اصبحت جزءا من صديقه فهذه المره الاولى التى يراه بهذه الحاله لذلك ايقن بانه يعشق تلك الفتاه ..
وجده ملقى ارضا انحنى بجزعه ليتفقده بانه يخصها ام يخص شخصا اخر ولكن جحظت عيناه عندما وجد الكارنيه الخاص بها مشبث اعلى الصدر
نظر لصورتها باشتياق ووقعت عيناه على اسمها المدون بجانب صورتها باللغه الانجليزية
ابتلع ريقه بصعوبه عندما همس حروف اسمها ايسل هاشم عبدالعزيز الراسي
اغمض عيناه بقوه وهو يهز راسه بعدم تصديق ثم يعاود ينظر لاسمها ليتاكد بانه واقع حقيقي وليس حلما او كابوس
تنهد بارتياح عندما وجده امامه ثم اقترب منه ليجدها متسمرا مكانه وهو ممسك بمعطفها ومازال يهز راسه بالنفي
وضع باسل يده اعلى كتفه بقلق
في ايه يا بني
نظر لصديقه بتوهان ثم عاد ينظر لمتعلاقاتها
هزه باسل بقوه اتكلم فى ايه انت مالك عامل كده ليه فهمني
القى اسر المعطف ارضا وغادر المشفى كالاعصار ولم يستمع لمناده صديقه لم ينظر لاحد ولم يستمع لاحد وكان الدنيا فارغه امامه ولا يجد احد سواه ..
تافف بضيق بسبب حاله صديقه والتقط المعطف الذي كان بيد اسر ليعلم سبب حالته تلك وعندما وجد الكارنيه الخاص بايسل أيضا جحظت عيناه پصدمه وضغط على شفتيه بقوه ثم نظر للفراغ
مش ممكن ايسل تبقى اخت اسر طب ازاى
قاد سيارته بسرعه چنونيه عائدا الى منزله ليواجه والدته بهذا الامر فلا يستطيع التغاضي عن كل ما يحدث حوله يريد ان يعلم بالحقيقة الكامله ..
ترجلا سريعا من سيارته وسار بخطوات سريعه وهو يشعر بالاختناق وكان رئته تعجز الان عن التنفس وضع المفتاح بباب المنزل ودلف لداخل ثم اوصد الباب خلفه بقوه ليحدث صوتا قويا غادر حاتم من المطبخ عندما أستمع لقوه غلق الباب كان يظن عوده تؤامه وهم من يفعلو تلك الجلبه ليس غيرهم ولكن تفاجئ بقدوم اسر وهو بحاله يرثا لها من اثر الصدمات التى تتوالى عليه ...
اقترب حاتم منه بقلق ليعلم بما أصابه ولكن اكمل اسر طريقه الى غرفه والدته ودلف دون استاذان
وحدها جالسه اعلى الفراش تنظر للفراغ وعندما وقعت اعينها على قدومه نهضت مسرعه تتجه إليه لتطمئن قلبها بوجوده ولكن الأخير متجمد مكانه واخرج صوته مبحوح يكاد يصل الى مسامعها
ايسل تبقى اختي فعلا
ابتعدت والدته للخلف ونظرت له بحنان ولم تستطيع التفوه بكلمه فقط اكتفت بهزه خفيفه من رأسها وتسمر حاتم مكانه ينظر لذلك المشهد بصمت
تحدث بصوت اقوى هذه المره
يعني ايه اختي مش فاهم يعني بابا عايش مامتش طب هي أكبر مني ولا اصغر
تبادل النظارات بينهم
حد فيكم يتكلم يفهمني حاجه أنا خلاص هتجنن
ابويا عايش فعلا ايسل بنته ازاى اتجوز عليكي
وسابك
وعشان كده بعدتي عنه وبعدتيني عن عيلتي عشان خاېفه ياخدني منك ولا ايه
صړخ بقوه وهو يضرب بقوه بكفيه اعلى راسه
عاوز افهم ايسل تبقى اختي من ابويا ولا بنتك انتى كمان
اقتربت منه پصدمه تبعد كيفيه التى ټضرب براسه
بس كفايه ماتعملش كده عشان خاطري أنا هفهمك كل حاجه ايسل تبقى بنتي واختك التؤام
ترقرقت الدموع داخل مقلتيه وتحدث بصوت كساه الحزن
تؤامي !
طب ليه بعيده عني وابويا عايش
عايش يا حبيبي
لم تعد قداميه قادره على تحمله فهو ارضا وهو يكاد يختنق ولا يستطيع التنفس بعد
صړخت فريده بفزع اسر الحقني يا حاتم ابني بيروح مني ...
كان يجلس بمكتبه يتذكر المشاچره التى دارت بينهم ويزفر انفاسه بضيق نهض من مقعده ودار بالغرفه كالمچنون فلم يتحمل رؤيتها ټنهار امامه بهذا الشكل ومع ذلك تحدثت بقوه وثبات لتخفى ضعفها الذي شعر به وكادت ان تزفر الدموع بسبب حديثه القاسې معها ..
ياريتني بكرهك ولا عارف اكرهك اصلا بعد ما شوفتك وانتي ...
لم يستطيع اكمال جملته من شده غضبه وقبض قبضته بقوه وهوى بها اعلى سطح مكتبي لتتناثر الاوارق حوله باهمال ..
اما عن ايسل فانفردت بنفسها داخل الغرفه وأخرجت هاتفها لتتحدث مع والدها الحنون التى تشتاق اليه
وعندما اتاها صوته الحاني انسابت دموعها بغزاره .
احتاج إليك كثيرا داد
انتابه القلق اثر دموعها التى وصلت الى مسامعه
ما بك يا صغيرتي
صغيرتك تشتاق إليك كثيرا لقد أنهيت عملي وسوف ا
عود الى احضانك غدا فلم يعد لدي طاقه لاتحمل بعدي عنك .
فرح هاشم بهذا الخبر فهو أيضا اشتاق لصغيرته ولم يتحمل العيش بدونها واغلق الهاتف وهو يشعر بالسعاده تغمره بسبب قدوم إبنته والعوده لاحضانه مره أخرى ....
الفصل العاشر
دلفت تبحث عنه الى ان وقعت عيناها على وجوده يقف بجانب فتاه يتحدث معها والابتسامه تعلو ثغره منما زاده وسامه شعرت بالغيظ وعادت للخلف كادت ان تغادر المكان لولا ان اوقفها صوته القوي
سماء رايحه فين قربي أنا دقايق وافضالك
اتكئت على اسنانها بغيط
لا خد راحتك مش عايزه اعطلك
وقف يصافح الفتاه بلباقه وسار جانبها مودعا اياها الى ان غادرت المعرض وعاد يقترب من تلك الغاضبه برفعه حاجب
ها بقى يا ستي كنتي بتقولي ايه
لوت ثغرها بضجر ستي
ابتسم بقوه وظهرت انيابه وتحدث وهو يغمز لها بحب
ستي وتاج رأسي كمان
خجلت من نظراته وطريقته في الحديث معها وتناست لماذا أتت إليه
جذب لها مقعد لتجلس امامه
اتفضلي اقعدي تشربي ايه
نظرت حولها بتردد ينفع نخرج محتاجه اتكلم مع حد
حد وأنا موجود عيب عليكي يلا بينا
ثم جلب متعلقاته من اعلى المكتب وسار بجانبها الى حيث سيارته واخبر العامل بالمعرض بان يهتم به ريثما يعود ..
بمنزل دكتور حاتم ..
نهض من الفراش بعدما استعاد وعيه ولكن يد والدته منعته من النهوض
حبيبي خليك مرتاح دلوقتي
ابتعد عنها بهدوء محتاج ابقى لوحدي
بس انت تعبان وأنا اديتك مهدئ ومحتاج راحه
أنا كويس يا با لم يكمل كلمته ثم نظر له بحزن
أنا كويس حضرتك
طب خد حد من اخواتك معاك
لم ينظر لوالدته فقط اكتفئ بابعاد عيناه عن عيناها
مخڼوق بجد ومحتاج افضل لوحدي
تحدثت بحزن طب اجي معاك ونكمل كلامنا طيب
كفايه اللى عرفته لحد دلوقتي مش مستعد اعرف أي حاجه تانيه على الاقل دلوقتي
غادر المنزل بضيق وسار بخطوات تائهه لا يعلم الى اين تخطى قداميه فقط سير بلا هوجاء .
بتطلع بصمت لمن حوله ويحدث نفسه بالم
ابويا عايش واتحرمت منه سنين عمري كلها وسابني لواحد غيره يربيني سأبني أقول لغيره يا بابا وكمان ايسل اختي تؤامي كمان وماحدش فينا يعرف حاجه عن التاني طب ليه يعملو فين كده ذنبنا احنا ايه ندفع تمن اخطائهم ومشاكلهم ليه نفترق بالشكل ده ليه ليه انكتب عليا اعيش يتيم وهو حي يرزق رغم وجود بابا فى حياتي الا ان كنت حاسس بيني وبين نفسه انه مش ابويا وان ليه افضال كتير عليه كفايه انه هو اللى رباني وطلعني دكتور ناجح وايسل ذنبها ايه تعيش بعيد عن والدتها وتدوق إحساس الحرمان ليه يقسو علينا كده ليه مافيش مبرر للى هم عملوه معايا ومع اختي مافيش أي حق انهم يظلمونا بالشكل القاسې ده ومشاعري اتجاه
ايسل كانت ايه أنا كنت ممكن أحب اختي واتعلق بيها بشكل مرفوض
لم تعد قدماه تقدر على السير فجلس على جانبي الطريق اعلى الاريكه الموضوعه على جانب الرصيف وظل ينظر لحركه مرور السيارات امامه واكتفى بالصمت والتتطلع حوله بقلب شارد ...
صفا سيارته اعلى جبل المقطم فهذا المكان من اختيارها .
نظر لها بقلق ليه اصريتي نيجي هنا وفى الوقت ده احنا بالليل ولو حد شافنا هنتفهم غلط
ترجلت من السياره أولا فلحق بها .
وقفت اعلى الجبل تنظر للفراغ ثم عادت تنظر اليه بحزن
بحب اقعد هنا كتير مع نفسي كل لم أكون مخنوقه
باجي هنا وبخرج كل اللى جوايا
وقف جانبها بصمت لينصت لها
زفرت بقوه ثم طلبت منه الجلوس اعلى الرمال وجلسو سويا
استجمعت قوتها وهى تتحدث عن الۏجع الساكن بقلبها
سالتي قبل كده ليه بتصرف بتهور وليه عايزه اكسر بابا بتصرفاتي كنت غبي وأنا بتصرف بطيش بعمل أي حاجه عشان اوجع بابا واكسره بيه وأنا كنت باذي نفسي قبله عارف ليه
تنهدت بحرقه وانسابت دموعها
عشان بابا اتجوز على ماما وهى كانت مريضه وفى اخر ايامها وهي ماستحملتش وبعد ۏفاتها جاب مراته تعيش معانا وتاخد مكان ماما فى حياتنا بس أنا رفضت وسبت البيت وقعدت عند خالتي خالتي عرفتني ان هو سبب وفاه امي مش المړض أتخلى عنها فى اكتر وقت كانت محتاجه لوجوده جنبها يدعمها ويواسيها ويخفف عنها الۏجع والالم