رواية ناهد كاملة
دي مراتي ومن حقي اطمن عليها على الأقل!
_مرواحك ملوش لازمه يا يزن خليك لبكره مش هتعرف تشوفها دلوقتي وبلاش عشان متشدش مع أكرم وانتوا علي طول واقفين لبعض علي الواحده.
والحقيقه أن يزن هو من يفتعل دوما المشاكل مع أكرم ليس سوي لضيقه منه بسبب قربه الشديد لزوجته حيث صور له عقله أن أخيها أقرب لها منه وتهتم له أكثر منه وكان يتقبل هذا نوعا ما أثناء خطبتهم لكن بعد الزواج أصبح لا يطيق الأمر فمعظم الوقت تحادث أخيها ودوما تتحدث عنه وكأنها تعرف سير يومه بالتفصيل دفعته غيرته للنقم علي أكرم ولكن لم يفكر أنها تفعل هذا لأنها لا تجده بجوارها وإن قللت حديثها مع أخيها لن تجد من تحدثه ولن تجد ما تشغل به وقتها فدوما يزن مشغول فلا يجلس معها وقت كافي ولا حتي حينما تحادثه في الهاتف يعطيها الفرصه! وفي نفس الوقت تري كيف لديه وقت من أجل دينا!.
في اليوم التالي..فتحت عيناها لتجد أخيها بجوارها نائما بعمق ورأسها فوق ذراعه ابتسمت بسعاده وهي تراه بجوارها ولم يتركها أمس مستغلا نومها نظرت للساعه فوجدتها العاشره! اتستعت ابتسامتها حين ادركت أن أكرم لن يذهب لعمله اليوم من أجلها..
_لا يا حبيبتي اتكلمي معاك اهو.
_أصل سامعه دوشه حواليك لو مشغول هكلمك بعد شويه.
_لأ خليك بس ثواني هطلع المكتب أصلي في موقع الشغل عشان كده تلاقي دوشه..
ثوان وعاد حديثه بعدما اختفت الأصوات.
وضع الهاتف علي المكبر ووضعه بجواره كي يستطع ترتيب أوراق العمل رغم أن العمل في أوجته لكن لم يشاء أن يهمل حديثه معها..
_ امبارح بهار ماټت..
بهار هي إحدي بطلات المسلسل التركي الوطني العهد أحد أشهر المسلسلات التركيه وأعظمهم.
_ايوه ما الخاطف قټلها..
_هو جوزها ملحقهاش
_لحقها بس وهي رايحاله بعد الراجل ده ما سابها ملحقتش توصل وضړب عليها رصاص جت رصاصتين في ضهرها تخيل!
_أكيد مشهد كان صعب.
_طبعا أنت في حداد علي بهار..
_أكرم متتريقش عليا أنت عارف أن نفسيتي بتتعب حتي لو تمثيل.
_والله يا حبيبتي مش بتريق أنا عارفك فبتكلم جد وكمان عشان كده قولتلك بطلي تسمعي مسلسلات دراميه خليك في الكوميدي.
_مش بحبه.. بعدين اعمل أيه بمل من القاعده لوحدي.
_ذاكري عشان امتحانات اللي فاضل عليها اسبوع يا هانم.
_بذاكر والله بس مش هفضل اذاكر كتير برضو بزهق.
_انزلي لطنط اقعدي معاها.
_ما انا بنزل بعد الضهر عشان انزل الغداء أنت عارف أني أنا اللي بطبخ هنا وبنزل الأكل فبنزل انزله واقعد معاهم شويه واطلع بعد العصر كده او المغرب عادل بيرجع من الشغل بعد العصر وبنحرج افضل قاعده عشان ياخد راحته.
_يزن بيرجع امتي من الشغل
تنهدت بحزن خفي وقالت
_يعني علي ١٠ او ١١ حسب الشغل واوقات بيرجع ١.
_أنا مش عارف جوزك ده بيحب الشغل زي عينه.
أرادت تغيير الموضوع فقالت
_فاكر الهيلز البني اللي جبته من اسبوعين.
_آه ماله اوعي تقولي كعبه اتكسر.
_آه اتكسر فعلا.
_يا بنتي ما انت جايباه وقولتيلي حاسه ان كعبه مش هيتحمل وهيتكسر جبتيه ليه!
_عجبني شكله اوي.
_طيب بصي صوريه وابعت صورته هند خطيبته هترجع آخر الأسبوع من باريس هبعتلها الصوره وتشوف حاجه شبهه تجيبه ليكي أصلا كانت بتسألني تجيبلك ايه معاها.
_بجد هند دايما تاعبه نفسها في كل سفريه لازم تجبلي حاجه كده..
_بطلي هبل هي بتعتبرك أختها وبتتبسط لما بتجيب حاجه وتعجبك.
_مش هتعجبني ازاي وهي أشطر ديزاين مصممه أزياء في مصر.
أغمضت عيناها تتنهد بهدوء وهي تتذكر كيف لم ينشغل عنها أكرم يوما رغم وجود خطيبته ورغم عمله ورغم الكثير وكيف ينشغل عنها زوجها رغم أحقيتها في الاهتمام والمحزن في الأمر أنها لا تطلب من يزن الكثير ولا تطلب أن يفعل معها مثلما يفعل أكرم بل تحتاج فقط لساعه في اليوم حينما يعود يتحدث معها ويسألها عن يومها حينما تحادثه لا يغلق الهاتف قبل أن تكمل حديثها حينما تريد أن تستأذن منه للخروج او الذهاب لمحل ما لا تبقي يومان وربما ثلاث حتي تستطيع الحديث معه والاستئذان لاتراه غير
صباحا يستيقظ ليفطر سريعا ومن ثم يرتدي ملابسه ويذهب للشركه مع حديث قليل بينهما وحينما يعود إن عاد مبكرا يكون منهكا فيغير ثيابه ويتناول عشائه ويجلس قليلا وبالطبع لن تفتح معه مواضيع وهو منهك هكذا وبعدها يذهبوا للنوم... روتين يومي ممل لأبعد حد وتتعجب كيف أصبحت حياتهم هكذا بعد كل الحب الذي بينهم! لم يكن يزن بهذه الحاله في الأشهر الأولي لزواجهم بل كان يغدقها بالحب والاهتمام ولكن بعد عدة أشهر قليله تحولت حياتهم تدريجيا لتصبح بما عليه الآن فقد مر ما يقرب علي عامان ونصف منذ زواجهم.. تتسائل إن كان هذا هو الحال ولم يمر كثير علي زواجهم إذا ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وربما أكثر!!
_صباح الخير.
استفاقت علي صوت أكرم فابتسمت له
_صباح النور يا حبيبي.. مروحتش شغلك النهارده!
_مينفعش اسيبك وأنت تعبانه كده.. عامله ايه دلوقتي
_احسن الحمد لله..
استمعوا لصوت الخادم من خلف الباب..
_أكرم بيه.
_ايوه يا حسن.
_يزن بيه تحت وعاوز حضرتك.
نظرت له بصمت فقال
_ماشي انزل انت وانا جاي وراك وشوفه يشرب ايه.
الټفت لها يقول
_ها حابه ترجعي امتي
_مش دلوقتي يا أكرم..
أمنيه الموضوع مش حكايه اللي حصل امبارح صح!
ابتلعت ريقها بهدوء قائله
_أكرم ممكن متضغطش عليا أنا محتاجه افضل هنا فتره ومعرفش قد اي يمكن اسبوع ويمكن اكتر معرفش بس مش هرجع دلوقتي واه الموضوع مش بس اللي حصل امبارح في حاجات تانيه مش حابه اتكلم دلوقتي.
_ماشي طيب هو اكيد هيعوز يشوفك.
_قوله نايمه.
نظر لها بدهشه فما كل هذا الرفض الموجه ليزن من ناحيتها يبدو أن الأمر يستحق!
نزل درجات الفيلا بهدوء واتجه لمكان تواجد يزن..
_نورت يا يزن.
حاول يزن التحلي بالصبر وهذا ما حدث نفسه به قبل مجيئه أن يكون هادئ لاقصي درجه..
_أهلا يا أكرم..
_اتفضل اقعد..
_أنا مش جاي اقعد يا اكرم أنا جاي اشوف مراتي اللي جت عندك هنا من غير أذني.
_اللي حصل امبارح يا يزن مكنش وقته التفكير في انها تاخد اذنك او غيره الوضع مكنش متحمل وحالتها كانت وحشه.
_بس على الاقل كنت كلمني أنت.
_أنا عارف إن كان لازم نعرفك بس صدقني أنا كنت خاېف عليها ومشغول معها من وقت ماعرفت انها في المستشفى ومجاش في بالي اكلمك.
_حصل خير عن اذنك هطلع اشوفها.
قالها وهو يتجه للصعود حينما توقف علي صوت أكرم المضطرب قليلا فالوضع محرج له..
_يزن أمنيه نايمه دلوقتي.
التف يسأله بعقدة حاجبيه
_وفيها ايه يعني هو انا حد غريب!
_لا مش قصدي بس..
_في أيه يا أكرم! بعدين ما انا كده كده هاخدها معايا.
_لا هي حابه تفضل هنا شويه.
اتسعت عيناه بدهشه قائلا
_نعم! يعني ايه تفضل هنا شويه!
_هي حابه تغير جو وتفضل هنا كمان بعد اللي حصل في الشقه هتخاف ترجع دلوقتي.
_وانا مش معاها يعني!
_هتبقي في شغلك يا يزن وهي مش هتعرف تقعد لوحدها في الشقه ومش هتفضل طول الوقت عند والدتك واخوك موجود.
_لا لحظه يا أكرم عشان انا عاوز افهم في أيه بالضبط لأن كل اللي بتقوله ده مش داخل دماغي في حاجه هي قالتهالك انا معرفهاش!
_بص يا يزن اللي اقدر اقوله أن واضح إن أمنيه عندها أسباب لوجودها هنا بس حقيقي هي لسه متكلمتش معايا ومعرفش اي اسبابها بالضبط.
_أسباب! وياتري برضو مش عاوزه تشوفني!
كاد أكرم يجيبه حينما رن هاتف يزن فأخرجه ليجدها دينا.
_الو..
_يزن تعالي بسرعه بليز وصلني الجامعه لأن عندي امتحان كمان نص ساعة وعربيتي عطلت وعادل مش هنا راح الشغل.
_حاضر يا دينا جاي.
أغلق الهاتف ووجه نظره ل أكرم يسأله
_ويا تري هتروح امتحاناتها ولا لأ
قطب أكرم حاجبيه بذهول
_امتحاناتها! أمنيه مخلصه امتحانات من أسبوعين يا يزن!
_ اسبوعين!
قالها يزن بدهشه فهو لا يعرف متي بدأت من الأساس فدينا أول امتحان لها اليوم وهما بنفس الجامعه وبنفس السنه الدراسيه الأخيره! ولكن مع اختلاف القسم فقط..
أما أكرم فبدأت الأمور تتضح له فكيف يكون زوجها ولا يعرف متي تنهي امتحاناتها ومتي تبدأ! فمن الواضح أن يزن ليس له وجود بحياة أخته وما خفي كان أعظم...
_امشي يا يزن شوف وراك أيه ونصيحه مني راجع نفسك وشوف أنت مأثر مع مراتك في أيه وايه اللي عملته يخليها تيجي تقعد معايا هنا رغم أن المفروض بعد اللي حصل كنت تكون أنت أول حد تسأل عليه وتحتاجه عشان يطمنها شوف ايه الغلط في حياتكوا يا يزن والأفضل أنك تكتشفه قبل ما ييجي وقت المواجهه بينك وبينها عشان تلاقي رد تقولوا لها.
نظر له يزن بتفكير ولأول مره يشعر أن أكرم معه حق بحديثه يجب أن يفكر مع نفسه ويكتشف ما الخلل بحياتهم وماذا حدث في الفتره الأخيره يجعلها لا تريد العوده لمنزلها بل ولم تحتاجه لجوارها بعد ما مرت به!
كانت جالسه فوق فراشها كالعاده تتذكر أحد المواقف بينهما والتي كانت قبل عدة أشهر ..
دلف لغرفتهما بعد الإفطار ليرتدي ملابسه ويذهب لشركته دلفت خلفه تريد التحدث معه لكي تخبره برغبتها في الذهاب مع صديقتها للتسوق