رواية فاطمة الفصل 1-2-3
أن يعتذر منها يعلم بانه جرحها ولكن تفاجئ بوجود أخرى تعمل بدلا عنها ظن منه بانها تركت العمل زفر بضيق وداخله شعور بتأنيب الضمير ولا يعلم ماذا يفعل ولكن انشغل بأمر محبوبته وعودة أهلها من السفر فقد كان على تواصل معها وتنقل له كل ما هو جديد بأمر عائلتها واخبرته بسفر شقيقتها أيضا وكان يواسي حزنها ويصبرها بانها ليست وحيدة بعد الآن فهو معها دائما ولا داعي للحزن فسوف ياتي والديها أيضا ولم تعد وحيدة ...
أشرقت شمس الصباح لتعلن عن بداية جديدة في حياة كل منهما ...
وقف أمام منزلها ينتظر خروجها لكي يقلها بنفسه إلى المطار ولا يعلم لماذا تجراء على هذه الخطوة وهو أن يقلها بنفسه ولكن لم يجد تفسيرا لتصرفاته تلك الأيام ..
مستر نديم .. في حاجة حصلت !
ابتسم بهدوء وقال بود
جاي اوصلك المطار وفى كذا حاجة هبلغك بيها في الطريق أنا لاحظت أنك ماعندكيش عربية
أومت برأسها وسارت جانبه بصمت التقط منها حقيبتها وفتح لها باب السيارة لتجلس بالمقعد المجاور له
ابتسمت برقة وهي تشكره
ميرسي لحضرتك
دار حول السيارة ليستقل مقعده خلف الوقود ثم أنطلق في طريقه إلى المطار وأثناء القيادة كان يتطلع إليها بين تارة وأخرى وينقل لها حديثه
حاضر
ترجلت من السيارة عندما صفها أمام المطار وتحركت لداخل لتنهي إجراءات الوزن قبل أن تقلع الطائرة ظل مكانه يتطلع إليها إلى أن أشارت إليه مودعة اياه ليبتسم لها ثم غادر المطار وداخله شعور غريب بسبب ابتعادها ولكن لم يجد أجابه واضحة لكل التساؤلات التي تتزاحم داخل عقله ...
عندما استقلت الطائرة توجهت إلى حيث مقعدها لتجد شاب يتحدث بصوت عال
وقفت أمامه تريد أن تجلس بمقعدها المجاور له ولكن يبدو بانه منشغل بالهاتف ولم يكترث لوجودها .
تنهدت بضيق وهى تنتظر انتهائه لكي يشعر بوجودها أستمعت لحديثه الصارخ رغما عنها
أغلق الهاتف بأنفعال ونزع نظارته الشمسية التي تحجب الرؤيه عن عيناه الحادتين ليجد فتاة تنظر له بتوتر
دقق النظر بوجهها وقال وهو يتفحص هيئتها
أنا شوفتك قبل كدة
زفرت انفاسها بضيق وحاولت التماسك بعد ما سمعته من حديثه واجابته على مضض
مااعتقدش أننا اتقابلنا قبل كده بس إذا سمحت مكاني جنب حضرتك
أبتسم وهو يفسح لها بقدمه لكي تجلس بمقعدها بجانب النافذة
كان ېختلس النظر إليها واراد أن يفتح معها حوار ولكن لم تعطيه الفرصة أغمضت عينيها تتصنع النوم من أجل الإبتعاد عنه وإرغام نفسها على تحمل تلك الساعتين التي تحلق بهم الطائرة في السماء إلى أن تهبط أرض الإمارات ولكن مرت الساعتين عليها كالدهر بسبب مقلتيه المتفحصة لكل سكناها وحركاتها ..
بعد مرور عدة ساعات ..
دق جرس المنزل لتركض رهام بفرحة تستقبل والديها بالاحضان بعدما كانت تجلس مكانها حزينة على فراق شقيقتها الآن جاء من يزيل دموعها ويبدلها لفرح وسعادة احتضنت والدتها باشتياق وانهمرت عليها بالقبلات المتفرقة فرحة بعودتها لاحضانها ثم انتقلت لاحضان والدها الحبيب وفعلت مثلما فعلت بوالدتها ..
بحثت والدتها عن طفلتها الأخرى قائلة بتسأل
امال فين فيروز اوعي تقولي راحت الشغل انهاردة
ابتسم صالح وهو يضع يده على كتف زوجته
لا أكيد عارفه أننا جاين انهاردة وهتعتذر عن الشغل مش كده يا رهومه
ابتسمت رهام لوالديها وهزت رأسها نافية لحديثهم
روزة مسافرة شغل فرع الشركة فى دبي ومديرها في الشغل بلغها بالسفر من يومين بس
تحدث صالح بحزن
وازاي ماحدش فيكم بلغنا كنا حاولنا قدمنا ميعاد الطيارة عشان نشوفها ونطمن عليها قبل ما تسافر هو يعني ماينفعش حد كان يسافر غيرها
تنهدت دريه بحزن وربتت على كتف زوجها قائلة
معلش يا حبيبي شغلها بردو اللي بتحبه وأكيد ماكنتش تقدر ترفض ربنا معاها ويرجعها بالسلامة هنتصل بيها ونطمن عليها ..
فى مطار دبي هبطت الطائرة وترجل الجميع
انهت فيروز إجراءات الخروج ووجدت هاتفها يهتز بداخل سترتها لتعلم عن وجود اتصال .
التقطته من جيب سترتها وتطلعت لشاشته باهتمام لتجد رقم غير مسجل وعندما دققت النظر للارقام وجدته رقم خاص بدوله الإمارات العربية المتحدة علمت وقتها بأنه الشخص الذي ينتظرها بهذه البلدة الغريبة عنها اجابت على الفور .
الو
اتاها صوت شاب يتحدث بالمصري علمت بانه مصري الچنسية
الو انسه فيروز معايا
ايوه أنا فيروز
وأنا زياد نديم بلغني بميعاد وصولك وأنا هنا قدام المطار خلصتي إجراءاتك ولا محتاجة أي مساعدة
لا أنا خلصت وخلاص خارجة من صاله المطار
حلو أوى أنا قدامك على طول معايا عربيةسماوي وواقف مستنيكي
نظرت حولها بترقب وهي مازلت تحمل الهاتف وتضعه أعلى أذنها رفع زياد يده ملوحا لها بالهاتف
سارت إلى حيث وجوده حضرتك مستر زياد
ابتسم لها بود ومد يده يصافحها
زياد العمري
صافحته بود وقالت
فيروزه صالح
تشرفت بمعرفتك ودبي كلها نورت
ابتسمت له مجامله
دبي منوره باهلها وناسها
حمل عنها الحقيبة
اتفضلي هوصلك الشقة الأول وبكرة أن شاء الله هعدي عليكي الساعة ٨ نوصل المصنع وبعد كده نطلع على الشركة تتابعي الشغل هناك ربنا معاكي
هزت رأسها بتفهم واكتفت بالتطلع إلى الطريق حولها بعد عدة دقائق كان يصف السيارة ثم ترجل منها ليحمل الحقيبة
دي العمارة اللي فيها الشقة في الدور السابع هوصلك بنفسي
شكرته على ذؤقه وبالفعل صعد معها إلى حيث الشقة المنشودة ليضع الحقيبه أمام الباب ويخرج من جيبه مفتاح الشقة ثم أعطاه إياها قائلا
اتفضلي المفاتيح ومعاكي رقمي لو احتاجتي لاي حاجة كلميني وأنا هكون عندك والشقه موجود فيها أكل واليوم تقضيه بقى راحه عشان من بكره الجد ماتنسيش هكون قدام العمارة ٨ بالدقيقة
هزت رأسها بالايجاب
حاضر ماتقلقش أنا منضبطة في مواعيدي
ودعها ثم استقل المصعد الكهربائي ليهبط إلى الطابق الأرضي وتوجهت إلى سيارته وقبل أن يقودها اخرج هاتفه ليهاتف صديقه ويخبره بوصولها وقص عليه ما حدث قبل لحظات ..
بعدما أغلق الهاتف مع صديقه أطمئن قلبه لوصولها إلى وجهتها ثم ضغط زر الاتصال بها بعد لحظات ياتيه صوتها الهادئ .
ألو
تحدث هو على الجانب الآخر
حمدلله على سلامتك زياد بلغني بوصولك
الله يسلمك يا فندم فعلا لسه واصله حالا
تمام خلي بالك من