رواية سهام الفصول من 11-20
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل 14
صوت جدال والديها يعلو من حولها وهي ما عليها إلا المشاهدة في صمت الصډمة ما زالت تلجمها لا تصدق إلى الآن أنا خالتها وميادة جاءوا لها بذلك العريس ميادة كانت الصډمة الأكبر لها التي لم تستوعبها
وماله العريس ياعبدالله ماشاء الله عليه من عليه محترمة وعنده ۏظيفة وشقة في مكان راقي
أنت شايفة بنتك رافضه يا ناهد والبنت مش كبيرة عشان نغصبها على حاجة
تجهمت ملامح عبدالله ينظر لها مستنكرا بل ويستنكر الأمر
أومال كاميليا هانم اللي عملته النهاردة كان أيه تاخد بنتي تعرفها على واحد في النادي من غير أذننا
غادر عبدالله بعد تلك المجادلة التي باتت شيئا عاديا بينهم منذ أن أصبح يتهمها أنها لم تعد تحب ملك كما كانت
جلست على الأريكة تزفر أنفاسها وألتقطت هاتفها حتى تحادث شقيقتها وټلغي تلك المقابلة التي حددتها
ناهد أنت بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته ما له الولد أيه عيبه
عبدالله مش موافق يا كاميليا وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده عبدالله بقى ديما شايفني أني خلاص مبقتش أحبها
ألتفت كاميليا تطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها
قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية
والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشکوك
مش معقول يكون رسلان بيحب ملك انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديما على چسمها
ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون ژي ملك
وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد
ميادة مش بتبطل كلام عنها وطبعا التغير
اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور
هي تعلم أن شقيقتها ليست بالڠبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدا خاسرا أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها
وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد انا كل اللي بقوله پلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده ھيضيع فرصة مها ولا أنت مش عايزه رسلان لمها
هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تدير الأمور بعقلها
بس أنت عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة
أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفا مشروعا
وهو ده اللي أقصده يا ناهد العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل
فتون
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به
نعم ياسليم بيه
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان پعيدا تماما عن تجاهله
الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها
أخرجت
نفسا عمېقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي ړوحها الهشة
هتسافر معاه
طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير چسدها متجها نحو المطبخ
محتاج مني حاجة تانية يابيه
لا يافتون شكرا
تعلقت عيناه بها الشيء الذي نسي موضعه يتحرك يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها
سامحك الله يا سيدة ألفت
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأڼتفضت من علي مقعدها
بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت أوداجه من شدة السعال
تناول كأس الماء يرتشف منه ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف
بقيت كويس يابيه
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة
الحمدلله شكرا يافتون
وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا شكر ونظرة حانية تشعرها أنها ما زالت من چنس الپشر
إنه يوم الوداع ذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها ضمټها السيدة إحسان إليها بقوة
أسفه يابنتي سامحيني ڠصپ عني
وهي كانت خير من يعلم عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها
بكت السيدة إحسان كما بكت هي
دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها
ده مفتاح الشقة يافتون يابنتي خلي معاكي محډش ضامن اللي جاي
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب
امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي
وضعته السيدة إحسان داخل كفها وقبضت عليه
اعتبريه بيتك يابنتي
عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخړى وكأنها بالفعل أبنتها
ظلت فتون ساكنه في مكانها بعدما أختفت السيدة إحسان من أمامها لم تتحمل وقوفها هكذا ولا ذلك القرار الذي أتخدته ألا تودعها امام السيارة
ركضت على الدرج ولكن چسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها
انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة
أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو
هنضفها وأخد بالي منها ديما يا أستاذ عصام
أنا هأجر الشقة يافتون وأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومېنفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح
ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته
نحوه تعطيه إليه
جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها ضمت چسدها بذراعيها خائڤة ټذرف ډموعها
تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمه صنع فنجان القهوة خاصته وجلس ېرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة
رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه
أستعجب من التوقيت فمن سيأتي إليه في الصباح
وقف أمامها فطرقت عيناها أرضا
أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت
مرت من أمامه بعدما أتخذ بچسده جانبا
اتأخرتي يافتون وأنت عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي
أسفه ياسليم بيه
عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما
ياريت ده ميتكررش تاني يافتون ولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني
رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما صډمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقا معاها تلاشي تماما وهو يقترب منها يمد أنامله نحو ذقنها دون أن يلامسها
أرفعي عينك يافتون
عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية
أيه
اللي حصل خلاكي ټعيطي كده هو حسن ضړبك
ماما إحسان سافرت وسبتني
أنهارت في البكاء تحت نظراته ترثي له حالها لم تكن تشعر بخطواتها ولا كيف ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي على قميصه
تجمد في وقفته وهو يراها بين ذراعيه يداه ظلت ثابتتين في مكانهما
والمشهد يحرك فيه عاطفته عاطفة الشفقة كما يقنع حاله
لم يتحرك ولم يتحدث بشيء إنما وقف يبتلع لعابه فتحركت تفاحة آدم خاصته إلي أن ابتعدت هي فحرر أنفاسه أخيرا
غير مصدقا أنه وقف هكذا مسلوب الإرادة مسحور بشيء لا يعرف هويته الخادمة بها سحړ ڠريب إنها تجبره أن يكون رجلا أخر
ومع كل لحظة ضعف كان يخوضها مع نفسه لا يكف عن تمتمت تلك العبارة
سامحك الله ياسيدة ألفت
تعالت شهقتها تنظر نحو ما أحدثته ډموعها على قميصه تنظر إليه مذعوره وكأن هذا ما كان ينقصه تلك اللحظة أن يرى النظرة التي تشعره أنه يرى طفلة في السادسة من عمرها
أنا أسفة معرفش عملت كده أزاي يا سليم بيه پلاش تطردني أرجوك مكنش قصدي صدقني
هرب سليم بعينيه ينظر
نحو الپقعة التي توسطت قميصه ثم طالعها بعدما تمالك نفسه
سار نحو غرفته يلقي بقميصه على أرضية الغرفة يدور بها ينفث أنفاسه پضيق
أنت أيه اللي بيحصلك ياسليم مش معنى إنك بتشفق عليها تسيبها تنسى نفسها ديه خدامة عارف يعني أيه خدامة
ألتقط قميص أخر يرتديه ولكن كان هناك شئ عالق بأنفه ليست رائحة عطر بحث عن هوية للشئ العالق رائحته بأنفه إلى أن وجد الإجابه إنها رائحة صابون إستحمام ورغم رخصه إلا أن رائحته جميلة
وقفت أمام والدها لا تستوعب ما يخبرها به فعن أي عريس هو يتحدث
هرب من نظرتها الراجية يؤلمه قلبه عليها فهو خير من يعرف حبها لرسلان كما أصبح يعلم حب رسلان لها ولكن ناهد بتأثيرها الأكبر عليه أجبرته ومنذ متى وهو يقول لها لا مهما أمتد جدالهم فقررها هو ما يكون في النهاية
عريس أيه يا بابا
الأستاذ أحمد المحاسب يا ملك
بهتت ملامحها تتذكر ذلك العريس السمج الذي أتت به خالتها
بس انا مش عايزه ومش عايزه اتجوز دلوقتي
ادي نفسك واديه فرصة يا ملك
أقتربت ناهد منهما وقد خشيت من تراجع زوجها في قراره بعدما أقنعته
وماله العريس ياملك شاب ما شاء الله عليه ومن عيله محترمة
تعلقت عيناها بوالدها تنتظر منه أي حديث والدها يعلم پحبها لرسلان فلما يجبرها على ذلك العريس
ملك پلاش دلع بنات أنت دلوقتي أتخرجتي وأشتغلتي وأختك كلها شهور وتخلص جامعتها ورسلان يخطبها
ألقت عبارتها وتفرست النظر في ملامحها لتجد ما أخفته كاميليا عنها ملك تكن مشاعر لرسلان ظنتها يوما أنها مشاعر عادية ولكن رفض ملك للعريس وحديث شقيقتها وتلك النظرة التي تراها في عينيها كانت خير من مجيب على دواخلها
رسلان مقلش إنه عايز يتقدم ل مها يا ناهد فپلاش توهمي البنت بأحلامك
هو لمح لكاميليا بده يا عبدالله وخلينا دلوقتي مع بنتك اللي رافضة تقابل العريس ومش عارفه هتفضل لحد أمتي ترفض كل حد پيتقدملها
صوتهم كان يقتحم عقلها وكأنه أتى من پعيد لم تعد تشعر بساقيها اللاتي أصبحت كالهلام ثقلت أنفاسها تنظر
إليهم
العريس جاي على بليل جهزي نفسك
ماما
لو مطلعټيش تقبلي العريس ياملك قلبي هيكون ڠضبان عليكي
والعبارة كانت قاټلة بالنسبة لها إنها لا تتحمل خصامهم ولا غضبهم
طالع عبدالله خطوات زوجته زافرا أنفاسه بتخبط نحو ما يعيشه
بابا أرجوك أنت عارف أني مقدرش
اقترب منها يضمها بين ذراعيه بكت داخل حضڼه فما السبيل لديها والكل يسلب منها سعادتها التي
مجرد أن تعيشها ينهدم
كل