رواية اسراء القصل الثالث والعشرون
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل ٢٣
ومازالت الشمس وبعد كل هذا الزمان لم تقل للأرض أني ملكك
أنظر ماذا يحدث مع مثل هذا الحب!...
إنه يملأ السماء نورا...
لأول مرة كان يضع لفافة التبغ بين شفتاه..ېدخن ب شرود وبداخله يشعر ب عدم الرضا..أليس هذا ما كان يسعى إليه!..إذا لم يشعر ب فراغ وكأنه هناك حلقة مفقودة بل حلقات!!..أطفأ اللفافة وتوجه إلى الشرفة وبقى حديث كرة الشعر يدور ب رأسه
عودة إلى وقت سابق
بعد يومان..يومان فقط وهو يشعر ب أن الأمر ب رمته غير صحيح..أراد الحصول عليها ب أي ثمن وكان الثمن كرامته وكبرياؤه ك رجل..دهسته في سبيل إنتقامها الأنثوي..أنثى حرج كبرياؤها ف كات هو الوسيلة للإنتقام..هذا كل ما دار ب رأسه أسفل تلك الشجرة القريبة من القناه حتى قطع خلوته صوت أنثوي يعرفه
تطلع إلى تلك القزمة التي تأمره ب كل عجرفة أن ينهض وكأنه العرش الملكي..ب الرغم من الظلام و ضوء من القمر ينير المكان..إستطاع إستبيان ملامحها الهادئة..و خصلاتها السوداء التي تمردت عن حجابها الأسود لتخرج من جميع الإتجاهات..ذلك الوشاح المنتفخ أسفله يجزم أنه فراء وليست خصلات
عندما لم تجد رد تنهدت وجلست ب جانبه ثم مدت يدها ب فطائر منزلية الصنع وقالت ب إبتسامة مرحة
مد إيدك متتكسفش...
مر الوقت دون سماع رد وهى تمد يدها ب تلك الفطيرة حتى ظنت أنه لن يرد ولكنه أخذ الفطيرة وقال ب جمود
شكرا
ضحكت وقالتيا ساتر..ومالك بتقولها وكأنك مجبور عليها...
متخلكش إتم كدا..خليك روييييح
رد عليها ب ضجربقولك إيه!..أنا جاي أريح دماغي متجيش أنتي وتوجعيها
خلاص خلاص..مش هعمل صوت...
ثم شرعت في إلتهام فطيرتها وهى تخرج همهمات تعبر عن روعة ما تلتهم لتقول ب إبتسامة فخر
تسلم إيدك يا بت يا مروة..والله وهتكون أم جوزي دعياله
رد عليها شريف ب سخريةقصدك داعية عليه
ردت ب عدم إهتماممش مهم..أهم حاجة إن فيه دعوة خرجت...
حرك رأسه ب يأس وعقله يأبى الصموت..ذلك الزواج وما حدق يكاد يصيبه ب الجنون
و ب جانبه كانت مروة تأكل فطيرتها وهى تتابع ملامحه المقتضبة..هناك ما يشغل باله لتتساءل ب فضول
رد دون أن ينظر إليهامفيش...
ياراجل..طب عيني ف عينك كدا!
أبعد رأسه ب ڠضب وقالأنتي عبيطة يا بت أنتي
أشارت ب سبابتها وهتفتمتغيرش الموضوع...
تنهدت وهى ترى ملامحع تزداد قسۏة لتعتدل ب جلستها ثم قالت ب فتور
براحتك بس كان ممكن أساعدك...
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها بل صمت وصمتت هى تشاهد السماء..وبقى هو ينظر إلى فطيرة السكر التي ب يده ثم شرع في تناولها بل إلتهامها..لتنظر هى إليه وتضحك ف كم كان مشهد لطيف وهى تراه يلتهم ما ب يده وكأنه طفل صغير
إنتهى من تناولها ونظر إليها وكأنه يطلب المزيد..لتخرج من خلفها علبة مستطيلة الشكل وتعطيها إياه..ليأخذه ويتناول أخرى وأخرى حتى إنتهت الفطائر وإمتلأت معدته..سمع صوتها الرقيق يهتف
مسح فمه ب يده ثم قالحقيقي كان طعمهم تحفة..تسلم إيديك
إبتسمت وتشدقتتعالا كل يوم وأنا أأكلك منها...
لأول مرة تراه يبتسم لها..كانت تشعر ب فراشات تطير أسفل معدتها وقلبها يتراقص بين ضلوعها..لتزداد إبتسامتها إتساعا ثم همست
أنا مش عاوزة أعرف مالك..بس إضحك وإبتسم عشان أنت تستاهل كدا..أنا هروح وأسيبك تصفي ذهنك...
همسة ضعيفة أنبأتها ب حجم ألمه
خليكي...
لم تحتج التفكير مرتان..جلست دون أن تسأله..ف الصدمة ألجمتها وإحمرار وجنتيها كانا أكثر من كافيين أن يثبتا مدى تذبذبها..ساد الصما عدة دقائق قبل أن يسرد ما حدث دون النظر إليها
من زمان