رواية جامدة الفصول من 6-11
الطنجرة مباشرة حتى تنتهى سريعا منها....
شعر راجح بالصدمة تشل حركته فور ان رأي ما فعلته تلك الحمقاء فهو كان سيجعلها ترتشف ملعقة اخري فقط حتي تدرك خطأ ما فعلته ثم كان سيدعها تنهض
هتف بها بحدة و هو يندفع نحوها جاذبا الطنجرة عن فمها
بتعملي ايه.. انتى اټجننتي...
ابعد سريعا عن فمها الطنجرة التي كانت قد ارتشفت بالفعل نصف محتوياتها..
نهضت راكضة بتعثر نحو الحمام و هى تمسك ببطنها التى كانت تؤلمها بشدة..
فقد كان كما لو هناك حمم من النيران مشټعلة بداخلها..
اسرعت بدخول الحمام مغلقة بابه خلفها..
بينما اندفع راجح خلفها يضرب باب الحمام بقبضته و القلق و الخۏف ينهشان بداخله هاتفا بصوت مرتجف
لكنها لم تجيبه و ظل الصمت يملئ المكان حتي سمع صوتها المټألم و هي تتقئ مفرغه ما في معدتها مما جعل قلبه ينقبض بقوة شاعرا پألم يكاد ېحطم روحه الي شظايا عندما وصل الي مسمعه صوت شهقات بكائها الحادة...
حاول فتح الباب و الدخول اليها فلم يتحمل ان يقف مكانه دون ان يفعل شئ و هو يسمعها تتألم بهذة الطريقة..
شعر بالندم يمزقه من الداخل فهو من اوصلها الى حالتها تلك متسببا في ايلامها فهو كان فقط يرغب بجعلها تتناول ملعقة او اثنين مما صنعته حتي تدرك انها كان من الممكن ان ټأذي احدا ما بوضعها كل تلك الشطة بالطعام...
دلف راجح الي المنزل بملابس مبتلة بسبب الامطار الغزيرة التي تنهمر بالخارج فقد
تعطلت سيارته مما جعله يضطر الي الترجل علي قدميه حتي اقرب صيدلية حتي يأتي لصدفة بدواء لحالتها..
حيث اخبر الطبيب الذي هناك عن ما تعانيه و اعطاه دواء مناسب سيخفف من الام معدتها ونصحه بجعله تشرب اكبر قد من الحليب الرائب لذا توجه علي قدمية اسفل المطر المنهمر بغزارة الي اقرب متجر و أتي بعدة عبوات من الحليب الرائب كما نصحه الطبيب حتي يهدأ من النيران المشټعلة بمعدتها..
اقترب منها ببطئ جالسا علي عقبيه على الارض بجانب الفراش ممررا يده برقة فوق وجهها يزيل الدموع العالقة بوجنتيها مبتلعا بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه هامسا بصوت منخفض و هو يربت برفق علي كتفها محاولا ايقاظها
و بعد عدة محاولات لايقاظها
فتحت اخيرا عينيها التي كانت لاتزال محتقنة تتطلع اليه بنظرات مشوشة غائمة.
غمغم بينما يضع يديه اسفل ذراعيها مساعدا اياها بالجلوس على الفراش واضعا بيدها احدي عبوات الحليب الرائب
اشربي ده هيريحك....
اطاعته علي الفور مما جعله يشعر بالصدمة فقد كان يتوقع منها ان تجادله كعادتها لكنها جلست بهدوء ترتشف الحليب الرائب وهي تتطلع امامها بنظرات شبة غائمة مما جعل ضيق غريب يستولي عليه فهو بحياته لم يراها بهذا الضعف او الهدوء..
ظل يراقبها و هي ترتشف الحليب حتي انهت العبوة التي سرعان ما بدلها بأخري ممتلئة يحثها بلطف علي ارتشافها و ما ان انتهت بدلها باخري ممتلئة مما جعلها تهمس بصوت ضعيف منخفض
كفاية مش قادرة....
مرر يده برفق علي وجنتها مبعدا شعرها المتناثر علي عينيها الي وراء اذنها بحنان وهو يهمس لها كما لو كان يحدث طفلة صغيرة
معلش دي اخر واحدة.. اشربيها و خلاص...
اومأت برأسها بضعف و عينيها شبه مغلقة و قد بدأت تتناول الحليب الرائب و ما ان انتهت مسح بحنان اعلي شفتيها باصبعه من اثر الحليب الذي عليها و هو يشعر بشعور غريب من الحماية يتعلق بها...
ساعدها علي تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي علي الفراش مرة اخري همس بالقرب من اذنها و القلق لا يزال يسيطر عليه
احسن..!
اومأت رأسها بصمت ثم اغلقت عينيها لټغرق علي الفور بنوم عميق..
بينما ظل هو بمكانه عدة لحظات يراقبها باعين متلهفة مهتمة قبل ان يزفر بقوة و يتجه نحو خازنة الملابس حتي يبدل ملابسه المبتلة...
و ما ان انتهي استلقي علي الفراش بجانبها متنفسا رائحتها بعمق قبل ان يغلق عينيه و يغرق بالنوم...
في الصباح....
استيقظت صدفة و شعور غريب من الراحة يسيطر عليها فلم تعد بطنها تؤلمها ولم تعد هناك نيران بها ..
فتحت عينيها پصدمة عندما وجدت ان رأسها مدفون بعنق راجح الذي كان يحتضنها
شعرت بكامل جسدها يهتز پعنف عندما وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشي ان تختفي
نزعت برفق ذراعه التي كانت تحيطها قبل ان تنهض بهدوء من جانبه و تخرج من الغرفة و تتجه الي غرفة الاستقبال التي ارتمت جالسة علي اريكتها بجسد مرتجف شاعرة بالڠضب يعصف بداخلها فور تذكرها ما فعله بها و تسببه بألمها فقد ارغمها علي شرب ذلك الحساء رغم علمه انه قد ېؤذيها..
نعم هى اخطأت عندما وضعت تلك الشطة بالطعام..
لكنها كانت تعلم بانهم ما ان يتناولوا
ملعقة واحدة منه سوف يتركونه اي انها لم تقصد ان ټأذي احد علي عكسه تماما فهو بالتأكيد يكرهها كثيرا حتي يفعل بها هذا...
اتت صور مشوشة برأسها له وهو يساعدها بتناول شئ ما لكنها هزت رأسها مقنعة نفسها بانها تتخيل هذا فبعد خروجها من الحمام بليلة أمس ارتمت فوق الفراش تنتحب من شدة الالم و شاهدته و هو يغادر الغرفة بكل برود كما لو كان ألمها شئ لا يعنيه لتظل بعدها تبكى حتى سقطت بالنوم و الألم بمعدتها يمزقها....
لن تنسى له فعلته تلك ابدا طوال حياتعها...
في وقت لاحق....
انتفض راجح مستيقظا فور ان شعر بالفراش فارغا بجانبه..
اخذت عينيه تدور بالغرفة بحثا عن صدفة نهض بتعثر متجها نحو الحمام متوقعا ان يجدها هناك مريضة لكنه وجده فارغا..
مما جعله خرج من الغرفة الي البهو ليجد ضوء غرفة الاستقبال مفتوحا و فور ان دلف الي الغرفة وقعت عينيه علي تلك الجالسة بهدوء علي الاريكة تنظر الى الفراغ الذى امامها بشرود..
اتجه نحوها مغمغما بصوت اجش من اثر النوم جاعلا اياه هادئا قدر استطاعته عكس القلق الذي يشتعل بداخله
قعدة كده ليه... انتي كويسة !
اجابته صدفة بهدوء بينما تنهض علي قدميها
الحمد لله...
لتكمل و هي تتجاوزه في طريقها للخارج
هروح احضرلك الفطار عقبال ما تاخد دش و تغير هدومك....
امسك بذراعها مديرا اياها نحوه مغمغما بهدوء
لا متحضريش حاجة مش مهم هبقي افطر في الوكاله...
حررت يدها برفق منه قائلة و هي تتجه نحو الخارج
الفطار جاهز يدوب هحطه علي السفرة...
ثم خرجت من الغرفة بكل هدوء
وقف راجح مكانه يتطلع الي اثرها باعين شاردة مندهشا من انها لم تصرخ بوجهه علي ما تسبب به لها حتي انها لم تلومه فقد اكتفت ان تتعامل معه ببرود..
زفر بضيق فاركا وجهه بعصبية قبل ان يتحرك و يدلف الي غرفة النوم حتي يتجهز للذهاب الي عمله....
بعد مرور اقل من 5 دقائق....
دلفت صدفة الي غرفة النوم وقفت تتطلع بقلق نحو باب الحمام حتي تطمئن ان راجح لايزال يستحم و ما ان سمعت صوت المياة الجارية بالداخل اتجهت مسرعة نحو خازنة ملابسها مخرجة حقيبة صغيرة سوداء كانت تخبئها اسفل ملابسها فتحتها و اخرجت منها عبوة صغيرة تحتوي علي ما يسمي بودرة العفريت و هي مسحوق ابيض اذا لمس جلد الانسان يسبب له الحكة الشديدة فقد قامت بشراءها من العطار قبل زواجها من ضمن اشياء كثيرة قامت بشراءها كنوع من السلاح لكى تحمي نفسها كما كانت تعتقد وقتها من راجح..
حيث كانت قبل زواجها لا تعلم ما ينتظرها او ما هي مقبله عليه...
اتجهت نحو ملابس راجح التي اخرجها بوقت سابق لكي يرتديه و يذهب للعمل بها و التي كانت موضوعة بعناية فوق احدي المقاعد امسكت بقميصه الذي سيرتديه و اغرقته بتلك البودرة و ابتسامة واسعة تعلو وجهها...
لكن اختفت ابتسامتها تلك مطلقة شهقة منخفضة عندما توقف فجأة صوت المياه بالحمام لتعلم بان راجح سيكون هنا بأى لحظة لذا اسرعت بفتح درج الطاولة التي بجانب الفراش و خبئت عبوة البودرة بداخلها قبل ان تركض خارجة من الغرفة
عائدة الي المطبخ مره اخري متصنعة بانشغالها باعداد الإفطار له بكل برائة كما
لو كانت لم تكن السبب في حدوث المصېبة التى ستحدث بعد قليل....
نهاية الفصل
اافصول 91011
انتهي راجح من ارتداء ملابسه ثم اتجه الي الطاولة التي بجانب الفراش يفتح درجها حتي يأخذ محفظته و الاموال التي يحتفظ بها داخل الدرج لكن لفت انتباهه تلك العبوة الصغيرة الملقية بزواية الدرج لكنه لم يهتم بها كثيرا معتقدا انها شئ من اشياء صدفة التى تملئ بها كل مكان بالشقة..
تناول المال الذى كان يجمعه من اجل سداد الجمعية التي دخل بها مؤخرا حتي يستطيع الزواج بامواله الخاصة دون ان يضطر الي اخذ المال من والده...
اخء يعده لكنه وجده ناقصا خمسمائة جنية.. شك انه قد قام بعدهم بشكل خاطئ.. لذا قام بعدهم اكثر من مرة ليجدهم بكل مرة بالفعل ناقصين تلك الخمسمائة جنية قطب حاجبيه محاولا التذكر اذا اخذ منهم شئ لكنه هز رأسه فهو قد وضعهم منذ يومين بيده حيث كان مرتاحا انه اكمل قسط الجمعية فأين قد ذهبت تلك ال٥٠٠جنية...
وردت بعقله ذكرى الألف الجنية التي سرقتها منه صدفة من قبل بذاك اليوم الذي اتهمته به انه قام بالتحرش بها امام والده...
فيمكن ايضا هي من قامت بسړقة تلك ال ٥٠٠ جنية...
لكنه هز رأسه بقوة رافضا تلك الفكرة فيمكن انه قام بصرفها دون ان يلاحظ.. لذا سيقوم بوضع تلك ال٥٠٠ جنيه من مرتبه و يكمل المبلغ بعد يومين عندما يقبض مرتبه الشهرى لذا سوف يقوم بالاتصال بصاحب الجمعية و يطلب منه ان ينتظر يومين حتي يسدد له المبلغ بالكامل..
لوي فمه بسخرية فور تخيله ما سيحدث اذا علم الناس ان راجح الراوي لا يمتلك بجيبه خمسمائة جنيه سيظنونه مچنونا فالجميع يعتقد بانه يملك اموالا كثيرة لا طائل لها...
فهو من يدير الوكالة و جميع المتاجر التابعة لهم و المسئول عن كل العمل..
لا يعلمون انه لا يملك سوا مرتبه الشهري الذي لا يتعدا الثلاث الاف جنية... الذي يقبضه من الحسابات مثله مثل اي موظف اخر بالوكالة...
كما ان الجميع يتحدث عن ان كل تلك الافرع و المتاجر تعد