رواية جامدة الفصول من 17-22
من شأنه...كما هى لم تعد تهمه...
كذبه القلق و الخۏف اللذان ېمزقان قلبه كلما تذكر بان حياتها معرضة للخطړ بسبب مرضها...
تنهد راجح بقزة و هو يفكر انه لا يمكنه ان يستسلم للصوت الذي بداخله و يلتف و يغادر و يتركها تواجه مصيرها.. لا يمكنه ان يقف ساكنا و يدعها ټموت
فهو لا يزال يحبها يعلم ان هذا يجعل منه احمق.. ضعيف... لكن لا يمكنه تركها ټموت فسوف يأخذها للمنزل و سيجعل و الدته تعتنى بها حتى تصبح حالتها افضل و وقتها سيطلقها و يدعها تذهب مرة اخرى اعتصرت قبضته بقوة الورقة التى بيده...
استجمع شجاعته و فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل ليزفر براحة عندما رأها غارقة بالنوم...
ا
لكنه تراجع بصعوبة و خرج من الغرفة بخطوات سريعة كما لو ان الشياطين تلاحقه وقف بردهة المشفى يلهث بقوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة كما لو كان يعدو اميال عديدة و هو يشعر بعجز لم يشعر بمثله طوال حياته..
بشقة راجح....
قامت نعمات بمسح قطعة من القماش المبللة فوق جسد صدفة التى كانت مستلقية فوق الفراش بغرفة النوم ..
حيث ساعدتها على تبديل ملابسها من ثم حاولت ايقاظها و جعلها تتناول بعض الطعام الذى اعدته لها لكن رفضت صدفة الاستيقاظ و ظلت غارقة في ثباتها العميق...
مررت نعمات يدها على رأس صدفة هامسة بحنان و شفقة
يا ضنايا يا بنتى شكلك اتبهدلتى جامد....
ايه ده هو راجح... رجعها...بجد... طيب ازاى....
استدارت نعمات اليها قائلة بحدة
هو ايه اللى ازاى....يا منيلة
اجابتها هاجر بارتباك وهى تبتلع ريقها بتوتر
ابدا... ابدا يا ماما مقصدش بس استغربت بس انهم رجعوا بعد كل اللى حصل يينهم...
ياما بيحصل بين المتجوزين و كله بيعدى بعدين الاتنين روحهم في بعض ميرجعوش ليه..
هزت هاجر رأسها صامتة بينما عينيها مسلطة على الهاتف الخاص بصدفة الموضوع بجانب رأسها قبل ان تلتف و تخرج لكن اوقفتها والدتها قائلة
راحة فين استني ساعديني اصحيها علشان اخليها تاكل....
مش فاضية يا ماما عندي مذاكرة
ثم استدارت خارجة من الغرفة لتجد راجح جالسا ببهو الشقة اقتربت منه قائلة بتردد و هى ترغب التأكد من رجوعهم لبعضهم البعض و الخۏف يسيطر عليها من ان يكتشف شقيقها ما فعلته..
راجح... هو... هو انتوا رجعتوا بجد لبعض...
رفع راجح رأسه من بين يديه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه و هو يقرر الكذب علي شقيقته فهو لا يريد ادخالها بمثل تلك الامور التى قد يصعب عليها فهمها بسنها الصغير هذا
ايوة يا هاجر..... رجعنا
طيب الحمد لله.... و الله فرحت اوي...
لتكمل وهي تتجه بتعجل نحو الباب
معلش هنزل انا.... علشان اذاكر
ثم هبطت الى الاسفل مسرعة و هى لا تدرى ما يجب فعله بتلك المصېبة...
بينما خرجت نعمات من الغرفة قائلة
بحاول اصحيها يا بنى و مش راضية تصحي خالص.... لازم تاكل مينفعش كده...
نهض راجح على قدميه قائلا بهدوء يعاكس الاعصار القائم بداخله
معلش ياما سبيها نايمة شوية كمان الدوا اللى خدته في المستشفي اللى عمل فيها كده....
ليكمل وهو يتجه نحو غرفة النوم حيث توجد صدفة
هدخل اغير هدومى... علشان ارجع الوكالة
اومأت نعمات برأسها و هى تتصنع تصديقه فقد كانت تعلم ان هذا ليس الا حجه حتى يدخل الى الغرفة و يطمئن عليها همست بصوت منخفض
ربنا يا بنى يهديلكوا الحال... يا رب..
ثم دلفت الى المطبخ حتى تصنع عدة عصائر مناسبة لحالة نقص الحديد التى لدى صدفة...
في ذات الوقت....
ما ان هبطت هاجر الي الاسفل
تناولت هاتفها تتصل بتوفيق الذى ما ان اجاب اخذت تخبره بكل ما حدث و هى ترتعد من الخۏف
هتف توفيق بصوت ممتلئ بالڠضب
يعنى ايه رجعها..... يبقي مصدقش اى حاجة من اللي بعتنهاله....
همست هاجر بارتجاف و خوف
طيب هنعمل ايه يا توفيق راجح لو اكتشف اللي عملناه ھيقتلنا..
قاطعها بۏحشية مما جعل يدها التى تحمل الهاتف ترتجف
بطل زن على دماغى انا مش ناقصك و لا ناقص نواحك...
ليكمل و هو يزفر بحدة
انا هتصرف ان مكنش صدق اللي فات... هخليه يصدق المرة دي و هتبقي القاضية اللي هتنهي الليلة دي خالينا نرتاح منها مرة واحدة....
اجابته هاجر قائلة پخوف
هتعمل.. ايه مش فاهمة...
قاطعها مغمغما بحدة و نفاذ صبر
مش مهم تعرفى هعمل ايه... المهم قوليلي موبيلها لسه معاها...!
اجابته هاجر علي الفور و هي تتذكر رؤيتها للهاتف الذي كان بجانبها على الوسادة
اها معاها لسه شايفاه....
ضحك توفيق قائلا بفرح
حلو اوي كدة سهلة و متقشرة....
ليكمل بحدة وفظاظة
اقفلي يلا خاليني اشوف هعمل ايه
بعد مرور ساعتين...
كان راجح جالسا بمكتبه يتفحص بعض الورق لكن عقله كان منشغلا بتلك المستلقية بالمنزل مريضة عندما وصلت رسالة الى هاتفه ليتصلب وجهه بقسۏة عندما وجد انها من ذلك الحقېر....
ايه يا راجح باشا..ايه صدقتها و رجعتها اما شيطانة بصحيح قدرت تقنعك ازاي انها بريئة ... و لا انت شكلك معرفتهاش حاجة و مصدقتنيش برغم كل اللي بعتهولك... طيب خد اخر دليل..
سكرين شوت لاخر رسالة المدام بعتهالى من نص ساعة يعنى لسة طازة...
صدفة انا اتصالحت انا و جوزي و رجعت معاه البيت خلاص بس تعبانة شوية بسبب الانيميا....يعنى متقلقش لو مقدرتش اكلمك الفترة دى... و ياريت انت كمان متتصلش بيا و نقلل مقابلات الفترة دي علشان راجح اكيد هيبقي مركز معايا و مش عايزاه يشك في حاجة....
ظل راجح جالسا بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع الى شاشة الهاتف باعين مظلمة ممتلئة بالڠضب العاصف قبل ان يلقي الهاتف من يده...
ويفتح درج مكتبه مخرجا منه هاتف صدفة الذي كان يحتفظ به داخل هذا الدرج منذ ان وصل الي هنا...
يا ولاد الك لب....
نهاية الفصل
الفصل_الثانى_والعشرون
م
ظل راجح جالسا بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع الى شاشة الهاتف باعين مظلمة ممتلئة بالڠضب العاصف قبل ان يلقي الهاتف من يده...
ويفتح درج مكتبه مخرجا منه هاتف صدفة الذي كان يحتفظ به داخل هذا الدرج منذ ان وصل الي هنا...
فعند
دخوله الى غرفة النوم لكى يبدل ملابسه رأى الهاتف ملقى على الوسادة بجانب صدفة التى كانت لازالت غارقة بثباتها العميق ليتذكر بانه قد نسيه هنا بتلك الليلة التى قام بضربها و طردها بها...
ليسرع وقتها بأخذه و وضعه بجيب بنطاله مقررا اخفاءه حتى لا تتمكن التواصل مع عشيقها فقد تأكد بوقت سابق من والدته انها لا تملك هاتف اخر عندما قامت بتبديل ملابسها لها....
اعتدل في جلسته و كامل جسده متصلب من شدة الڠضب بينما يفتح الهاتف و يقوم بفحصه حيث وجد ان الرسائل موجودة عليه بالفعل زمجر بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسۏة
يا ولاد الك لب....
اسرع بتناول هاتفه متصلا بوالدته التى اجابته ليسألها على الفور
صدفة صحت ولا لسة ياما....
اجابته نعمات بهدوء
لا يا بنى لسه نايمة حاولت معاها كذا مرة بس هي مفيش خالص و ادينى قاعدة معاها في الاوضة من ساعة ما مشيت مش جايلى قلب اسيبها لوحدها.....بس ابوك جه و عمال يزن عايزنى انزل احضرله العشا وانت عارفه مش بيسكت
زفر راجح پعنف و النيران التى بصدره تشتعل
اكثر و قد تأكدت شكوكه...
طيب ياما... انزلى انتى و انا ربع ساعة و هبقى عندك....
اغلق معها و ظل جالسا بمكانه يحدق بالهاتف الذي بين يديه وعقله يبدأ بنسج خيوط ما يحدث...
فهو الان متأكدا من ان صدفة لم ترسل تلك الرسائل فمن اذا فعلها...
ابتلع الغصة التى تشكلت بحلقه فور ان ضړبته فكرة ان يكون كل هذا لم يكن الا مخطط للايقاع بزوجته و هو بسبب غيرته و جنونه قد وقع به بكل سهولة...
وقف مسرعا يلملم اشياءه حتى يغادر و هو ينوى كشف ما يحدث و بداخله ينمو الامل ببرائتها... امل اذا ثبت عدم صحته فسوف يتدمر حقا هذة المرة ...
فور ان دلف راجح الى المنزل اتجه بخطوات مترددة نحو غرفة صدفة ليصل الي سمعه صوت اناتها المټألمة بينما تتقئ بالحمام...
وقف بمنتصف الغرفة بجسد متصلب بينما قلبه يلتوى بداخله و هو يستمع الي المها هذا.
ظل واقفا بمكانه عينيه مسلطة على باب الحمام المفتوح نسبيا يضغط على يديه بقوة بينما يقاوم بصعوبة رغبته بالاندفاع لداخل الحمام و الاطمئنان عليها..
توقف اخيرا صوت تقيؤها و حل الصمت بارجاء المكان توتر جسده بينما عينيه مسلطة علي الباب ينتظر خروجها الوشيك و مواجهته اياها...
لكنه ظل منتظرا عدة دقائق و لم تخرج ببعد و لايزال الصمت ل يحل على المكان مما جعل القلق ينبض بداخله..
اندفع نحو الحمام يفتح بابه ليهتز جسده بشدة فور ان رأها ملقية بأرضية الحمام بوجه شاحب كشحوب الامۏات و عينين شبه مغلقة بينما العرق يملئ جبينها و يتساقط على وجهها اتجه نحوها على الفور ينحنى عليها هاتفا اسمها بصوت يملئه اللهفة و الخۏف فور تذكره كلمات الطبيب عن وجود خطړ على حياتها...
اخذ يربت برفق على خدها بيده التى كانت ترتجف بشدة و عقله ينسج سيناريوهات بشعة لكنه زفر بارتياح فور ان فتحت عينيها بصعوبة كما لو كانت تقاوم الغمامة التى تحيطها تنظر اليها بتشوش كما لو كانت لا تراه..
اسرع بحملها
بين ذراعيه و خرج بها من الحمام واضعا اياها برفق على الفراش لتستلقى عليه و هى شبه غائبة عن الوعى ..
ملئ كوب كبير منه واخذه عائدا به نحو الغرفة مرة اخرى ليجدها على حالتها التى تركها عليها....
رفعها بين ذراعيه يسندها اليه بينما يرفع كوب العصير الي شفتيها يحثها برفق على الارتشاف منه...
اخذت ترتشف منه ببطئ بينما لازالت شبه لا تدرك ما يحدث حولها لكن عندما وصلت لمنتصف محتوى الكوب بدأت تستعيد بعضا من وعيها رفعت رأسها نحوه ببطئ تنظر اليه بصمت عدة لحظات قبل ان يشحب وجهها شحوب فوق شحوبه كما لو كانت استوعبت اخيرا هويته..
اشاحت وجهها بعيدا لكن