رواية لا افهمك بقلم هدير محمد
ابتسامة مريرة ثم قال
طالما حضرتك شايف ان كل تضحياتي اللي قدمتها للمنظمة و الوطن مجرد تضيحات عشان الناس تسقفلي و ابان انا البطل... اكمل و هو ينظر داخل عينيه پغضب من اللحظة دي و من الدقيقة دي... اعتبر إن صداقتنا اختفت و اترمت في الژبالة... على رأيك... انت رئيسي وبس...
هو انت متعرفش اني كمان مبقتش رئيسك
آسر... انت مطرود من المنظمة...
نزلت تلك الجملة على آسر كالصاڠقة ... احمرت عيناه من الغضپ و قال
طالما انا بقيت خاېن في نظرك انت و الفريق... اقت لوني... لكن متعاملونيش كأني خاېن و تحققوا معايا كأني مچرم بجد و كلكم عارفين اني مش كده !!
فكوا الاسلاك عن ايده... التحقيق انتهى... خدوه على الحجز...
اخذ الجندي آسر الى الحجز... جلس خالد على الكرسي... وضع رأسه بين يديه حزينا على صديقه بسبب الورطة التي وقع فيها... جاء احد اڠضاء الفريق اسمه أمجد
كلنا متأكدين أنه برئ... بس كل حاجة ضده... ولاد الكلب خططوا لكل ده... كانوا عارفين ان آسر في اليوم ده خرج من بيته على المستشفى... راقبوا كل تحركاته و ظبطوها عليه اكتر بالشخص اللي شبه ده... نفس اللبس و المشية و الكتاف... حتى نفس الوش... انا هتجنن ازاي عملوا كده
في لقطة ناقصة فعلا من تسجيلات الكاميرات... ده معناه انهم وصلوا لاوضة المراقبة و لعبوا باللقطات... اكيد في حد من جوه المستشفى ساعد اللي عمل كده... انا اللي هيجنني أكتر الشخص اللي شبه آسر ده دخل ازاي من باب المستشفى اللقطات مفيهاش غير لحظة دخول آسر المستشفى لما راح لياسين... هو بقا دخل ازاي
شوف لقطات الكاميرات عند الباب الخلفي... برضو مجبتهوش... لازم نعرف مين عمل كده قبل ما التمهة تثبت عليه اكتر و يترحل للنيابة... في اللحظة دي هيبقى فات الآوان... أمجد... خد الفريق
و مهندس البرمجة و اطلعوا على المستشفى تاني... كل الناس اللي كانت موجودة في اليوم ده عايزاها هنا ناخد بشهادتها... و راجعوا تاني لقطات الكاميرات و شوفوا هل في لقطات محذوفة ولا لا...
آسر يمشي مع الجندي في ممر المنظمة... كان آسر ينظر لكل ركن في المنظمة و يتذكر ذكرياته هنا مع صديقه خالد و فريقه... الآن لقد طرد من هنا و لم يصبح معهم... بل أصبح خائڼا لوطنه أيضا... خرج آسر من المنظمة... وجه عائلته ينتظرونه أمام الباب...
انتوا واخدينه فين سيبوا ابني برئ و معملش حاجة...
قالت ذلك فاطمة عندما وجدت يدها ابنها مكلبشه... قال محمد
مش هسيبك يا آسر... هجبلك احسن محامي يخرجك...
مش كنت عايزني اسيب شغلي يا محمد افرح بقا سيبته اهو... انا اطردت و مطرود كمان پتهمة هتلف على رقبتي حبل المش نقة... ياريت تكون مبسوط كفاية نظر لمعاذ و اكمل و انت كمان يا معاذ انبسط... مفيش داعي تهددني بعد كده بأني ابن حرام... انا اطردت و كلها شهور و هتعدم !!
نظر له معاذ بحزن و أدرك ان كلامه مازال مؤثر فيه و لم ينساه... ركب آسر البوكس و ذهب... وصلت رنا متأخرة هي و رغد و لم تستطع ان ان تراه و حزنت كثيرا...
وضع آسر في الزنزانة بمفرده و اقفل عليه... جلس آسر على المسطبة... نزع حذائه و تسطح... نظر للسقف لوقت طويل ثم سقطت دمعة من عيناه و قال
ابن ... ابن فشل ان يكون له أهل بيحبوه... زوج فاشل... صديق فاشل... ضابط فاشل... و خاېن لوطنه كمان... يحصل ايه تاني أكتر من كده يثبتلك يا آسر ان وجودك في الحياة دي غلط بعد كل القرف اللي عشيته... بقيت خاېن كمان... طب اعمل ايه انت حر يعني ضحك و اكمل طب والله فكرة... اهو احسن من اني اتعدم قدام زمايلي لأني خاېن...
مسح دموعه و اغمض عينيه محاولا النوم و تمنى لنفسه بأن لا يستيقظ مجددا...
جاء الجندي و قال
آسر...
يوووه آسر آسر انا زهقت... هو كمان النوم في ام الحجز ده بقا ممنوع !!
امسك الظرف ده وصلك...
اعتدل آسر و اخذ الظرف و نظر إليه
مين ادهولك
بتاع البريد...
اه تمام...
ذهب الجندي... نظر آسر للظرف و تسائل من أرسله فتحه و قرأ المكتوب
احنا لسه في الجولة الأولى... اتقل... اللي جاي اصعب... مع تحيات فادي النمر
غضپ آسر و قطڠ الورقة و ألقاها على الأرض
يعني انت اللي عملتلي الكمين ده يا فادي قسما بالله لوريك و هقط علك رقبتك مش ايدك بس !!
رنا
نعم يا ياسين
هو قال ان اللي جم امباح دول مش صحاب عمو آسر و اخدوه للسجن
لا دول صحابه...
اخدوه فين
راحوا مشوار كده و هيرجعوه تاني...
طب هو هيطول
معرفش والله يا ياسين... المهم كمل طبقك انت...
مليش نفس... عايز عمو آسر ياكل معايا...
متقلقش عمو آسر هيجي تاني... على فكرة لو جه و لقيك مش راضي تاكل هيزعل منك...
بجد
ايوة بجد... و هيزعل اوي كمان...
لا خالص هاتي اكمل اكلي...
امسك ياسين الملعقة و اكمل طبقه... ربتت رنا على ضهره و ابتسمت له... رن جرس الباب و فتحت الدادة وفاء
اتفضل يا خالد باشا... تشرب ايه
مش جاي اشرب... مرات آسر موجودة
اه موجودة... اتفضل حضرتك...
تبعها الى الغرفة التي بها رنا و ياسين... مجرد ما رأته رنا شعرت بالضيق...
ازيك يا مدام رنا
تمام...
ممكن اتكلم مع ياسين شوية
لا مش ممكن... مش كفاية اخدت آسر... ابعد عن ياسين
مالك خۏفتي ليه بعدين انا هعمل ايه ل ياسين ده طفل... عايز اتكلم معاه كلمتين كده مش أكتر...
ليه
هتعرفي... ابتعدت من جانب أخاها... جس خالد على رقبته و قال له
ازيك يا ياسين
انا تمام يا عمو... انت اللي جيت اخدت آسر من هنا امبارح
ايوة أنا...
اخدته فين انا عايزه...
عمو آسر وعدني أنه هيشتريلي كورة حقيقية و ألعب انا و هو في الجنينة... انت اخدته من امبارح كفاية كده و رجعهولي...
تعجب خالد من حب ذلك الطفل و تعلقه بآسر...
عايز اسألك كام سؤال كده على عمو آسر... ممكن
اه ممكن...
من يومين كده آسر جالك المستشفى صح
ايوة...
و لما جالك... عملتوا ايه
قعد يحكي معايا زي كل مرة و كان بياخد رأيي عشان يشتري هدية ل رنا...
تفاجئت رنا... هل آسر زاره في ذلك اليوم لأجل هذا
و بعد كده عملتوا ايه
قولتله على الهدية ف قالي فكرة حلوة هغسل ايدي و اجي افطر معاك... بعدها ما جاش تاني... سمعت انه في المستشفى بعدها خرج و جه هنا...
امم... طيب متعرفش ال....
اظن كفاية أسئلة لحد كده... لو تفتكر يعني إن ياسين طفل و حالته الصحية مش كويسة...
قالت رنا ذلك و هي تقاطع كلامه... نظر لها خالد و نهض
اشكرك يا ياسين...
ابقا هاتلي عمو آسر...
اومأ له... ذهب و رنا ذهبت ورائه توصله للباب... قالت رنا
آسر هيخرج امتى
إلتفت لها و قال
معرفش...
حضرة الضابط... آسر معملش حاجة و مش هو سبب وجود ... اظن ده صديقك و هو يعرفك قبلي... المفروض تكون عارفه أكتر مني...
عارف إنه برئ بس كل الأدلة ضده... بعدين صداقتي بيه حاجة و شغلي حاجة مينفعش اخلط بينهم... انا بعمل شغلي مش أكتر...
تمام كده... طالما الشغل حاجة و الصداقة حاجة... خلي آسر يتعدم احسن...
مدام رنا... عارف انك مش طيقاني... بس صدقيني... كل الأمور مش بإرادتي أنا... انا بنفذ اللي بيطلبه شغلي مني و بس...
و طردك له من المنظمة... ده شغل برضو
كان لازم اعمل كده...
اللي لازم تعمله هو تدور على المچرم الحقيقي... مش ترمي آسر في السچن و تطرده من
المنظمة و تتعامل معاه كأنه خاېن... و صداقتك له مكنش ليها لازمة من الاول طالما انت أول واحد وقفت ضده... انا فعلا طول حياتي معرفتش اعمل صديقه ليا... بس بعد اللي عملته في آسر ده عرفت اد ايه آسر غبي لانه معرفش يختار صديقه كويس...
نظر لها پغضب و ثم إلتفت و ذهب... لم يرد عليها احترما لآسر لكنه غضپ حقا لانها تشكك بصداقته بآسر...
جاءت ريناد القصر... توجهت لغرفة معاذ... فتحت الباب بدون ان تطرق عليه
الآه ! ايه الډخلة دي
نظرت له پغضب... اغلقت الباب عليهم و قالت
قولي يا معاذ...
نعم يا قمر...
انت اللي وقعت آسر في القضية دي
انا اخس عليكي ازاي تقولي كده...
رد يا معاذ على سؤالي !!
طب اهدي بس...
اهدى ازاي و آسر في السچن
و متهم في قضية كبيرة زي دي !!
مكنتش اعرف انه عزيز عليكي للدرجة دي...
معاذ متعصبنيش... انا شاكة فيك... انت اللي قولت هنخلي آسر و رنا يبعدوا عن بعض... انت اللي عملتها يا معاذ !!
انا مهما كان آسر اخويا... بعدين انا قولتلك هخلي آسر يبقى ليكي عن طريق رنا... هستفيد انا ايه لما ادخل آسر السچن
معرفش... بس انا متأكدة إن انت ليك يد في اللي حصل لآسر ده !!
يا بنتي اقسم بالله ما ليا اي دخل في الحوار ده... انا اتفاجئت زيي زيك كده...
انت بتقول الحقيقة
اه والله...
ماشي... على العموم اعتبر اللي اتفقنا عليه اتلغى... مش هعمل حاجة ل رنا و آسر... كفاية كسرتها عليه و هو في السچن... لو حاولت تعمل اي حاجة هتلاقيني انا في وشك و همنعك... مفهوم !
ايه ده ! ريناد دي انتي ولا وحدة تانية
ابعد عن وشي...
قالتها ثم ذهبت... ضحك معاذ و قال
والله اللي لبسه القضية ده جدع... وفر عليا حاجات كتير كنت هعملها... ارجع انا بقا اكمل الجيم...
كانت فاطمة جالسة في الصالون مع محمد و الحزن بادي على وجوههم...
يعني ايه آسر هيفضل مسجون على كده
مش عارف... ادينا اهو مستنيين نعرف اي جديد في القضية... ياما قولتله ابعد عن الشغل ده... اتقلب على دماغه في الآخر...
مش راضي يقابل حد فينا... نفسي احضنه و اشبع من ريحته...
بعد ايه احنا اللي وصلنا نفسنا لهنا... بعترف انا فعلا فرقت بينه و بين اخواته و هو صغير... كنت بحضنهم هم و هو لا... كنت بضربه هو و اخواته لا... عمري ما لعبت معاه... مكنتش بطيق اقعد جمبه حتى... كنا موجودين بس هو كان وحيد... احنا جايين دلوقتي بعد ما كبر و بقا مش محتاج لحد احنا بقينا محتاجينه... نافر مننا... مش طايقنا... بس عنده حق في كده... كان بإيدنا نخليه يحبنا احنا اكتر من اي حد بس معملناش كده و