رواية هدير ج1
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
يعني انت عشان زهقت من الكذب عليهم هتفرض نفسك عليا بالعافية يعني بعدين انا مش عايزة اخلف منك...
هي مرة وحدة بس مش هتتكرر تاني... نكمل سنة في الجواز ده و هطلقك
بس انا مش عيزاك يا آسر... افهم بقا... بما اننا كده كده هنطلق يبقى ليه اطلق و انا خسرانة خليني زي ما انا و لما نطلق يجي الشخص اللي يحبني و احبه بجد و هو اللي يستحقني... و طبعا الشخص ده مش أنت...
في الكلام
مسحت دموعها و تنهدت بتعب... ليس امامها خيار آخر... ستفعل ذلك لأجل أخاها... كما تزوجت به لأجله أيضا...
ارتدى جاكته و دخل للشرفة جلس هناك... استغربت رنا من تصرفه ذاك... لكن ارتاح قلبها كثيرا... دخلت الحمام غسلت و وجهها و ارتدت بيجامتها الواسعة و ربطت شعرها... و عندما خرجت... استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها و اغلقت نور الاباجورة
فتحت رنا عيناها... فهي لم تستطع ان تنام... لم تجد آسر بالغرفة... وجدته مازال جالسا في الشرفة... ارتدت جاكتها الصوف و ذهبت إليه
قاعد ليه هنا لحد دلوقتي
ملكيش دعوة...
اوعى تفكر اني خاېفة عليك من البرد مثلا... انا بسأل بس...
لا مبفكرش يا رنا... بس متسأليش احسن...
اهلك هتقولهم ايه
مش هقول حاجة لحد...
يعني مش هتيجي بعد كام يوم تقولي عايزين حفيد للعيلة
الشرع محللي اربعة... ابقا اجيبه من التانية...
غباء مني...
حصل...
نظر لها ثم ضحك بسخرية
كنت عايز اعرف انتي عيزاني ولا لا...
و انا قولتلك اني مش عيزاك...
كنت بتأكد انك مش بتقولي مجرد كلام فاضي عشان ابعد عنك
و اتأكدت
اه اتأكدت... اتأكدت انك مش طيقاني و قرفانة مني... عندك حق في كده بما انك كده كده مش بتحبيني... و انا اتجوزتك عشان اهلي يبطلوا ضغط عليا و اني مفروض اتجوز و ابني عيلة و انتي وافقتي تتجوزيني عشان اساعد اخوكي في علاجه مش أكتر... متقلقيش... الجواز ده هينتهي قريب...
تاني يوم....
استيقظت رنا و فتحت عيناها بتثاقل... رأت آسر يقف امام المرآة... اقفل الجاكت و ارتدى ساعته و رش عطر رجالي عليه... رآها مستيقظة من انعكاس المرآة...
كويس انك صحيتي... اغسلي وشك و البسي ننزل نفطر معاهم...
يلا...
عندك مهمة النهاردة
لم يرد و فتح باب الغرفة و خرج...
انا غلطانة لاني بسألك... واحد حلوف...
تبعته و نزلوا سويا و جلسوا على السفرة مع بقية العائلة
اخيرا نزلتوا... كنا مستنينكم...
صباح الخير يا ماما...
صباح النور يا ابني... يلا كل و افطر كويس...
اومأ لها و بدأ في الأكل و كذلك رنا... الجميع كان يأكل و يدردش مع الثاني ما عدا رنا و آسر... هناك هدوء غريب بينهم و لاحظت ذلك امه فاطمة و والده محمد
طالما لابس الجاكت ده يبقى عندك مهمة النهاردة
قالها والده بتسأل ف رد هيثم عليه
اه عندي...
يا ابني كام مرة قولتلك سيب شغلك ده و تعالى اشتغل في الشركة...
و انا قولت لحضرتك لا...
انا و امك و اخواتك خايفين عليك... شغل الاستخبارات و القوات ده خطړ على حياتك...
تمام...
نفسي مرة تحس اننا خايفين عليك و تبطل برودك ده...
ماشي خايفين عليا اعملكم ايه يعني
كان سيتكلم لكن قاطعه و قال
ياريت حضرتك متكلمنيش تاني في كده و انت عارف ردي هيكون لا... عن اذنكم...
نهض و خرج... قالت فاطمة بحزن
نفسي مرة يحس اننا خايفين عليه بجد...
دماغه ناشفة زي ما هو...
رنا ياريت تقنعيه يشوفله شغل غير ده...
حاولت و مش راضي...
تنهدت فاطمة بحزن
ركب آسر سيارته و لسه هيمشي... فتح باب السيارة و جلس معاذ و اقفل الباب... نظر له هيثم بتعجب
بتعمل ايه هنا
هو غلط اني اركب عربية اخويا
لا مش غلط... بس استغربت شوية
عربيتي في الصيانة... وصلني للشركة
القصر مليان عربيات... اشمعنا اوصلك بعربيتي يعني بعدين انا مستعجل مش فاضي ليك...
يا عم وصلني في طريقك و خلاص...
انزل يا معاذ...
ليه
مفكر بحركاتك دي اني هكلمك تاني و اصالحك بعد اللي عملته...
انت مكبر الحوار ليه كده كل ده عشان سهرة سهرتها
و كنت هسجنك و تحمد ربنا ان ابوك اتدخل و منعني...
انت معقد على فكرة... مش بتعرف تنبسط و على طول مكشر كده...
معاذ... انزل من العربية
يعني مش هتوصلني
بقولك انزل من العربية !!
قالها آسر بزعيق... تضايق معاذ و قال
التعامل معاك صعب... مش عارف ابويا و امي بيحبوك على ايه...
قال ذلك ثم نزل من السيارة... لم يهتم آسر و ارتدى نظارته السوداء و قال
على أساس انا بحبكم يعني... عيلة تقرف...
ضغط على الفرامل و انطلق...
بعد شهر... كان محمد و فاطمة والدا آسر جالسان في الصالون متوترين و كذلك اخته رغد و معاذ و رنا زوجة آسر
قالت فاطمة و هي تبكي
محمد ابني يجيلي هنا سالم و مفهوش خدش... ارجوك رجعلي ابني...
قال محمد پغضب ممزوج بالخۏف
يعني ايه بقاله شهر غايب عن البيت و محدش فينا يعرف مكانه و تليفونه اتقفل... ايه اللي حصله ! اخوك فين يا معاذ !!
والله دورت عليه و سألت كل صحابه... مش موجود و محدش شافه من اليوم اللي قال فيه ان عنده مهمة...
اكيد ابني عايش... عايش والله... مش معقولة ېموت و انا حتى محضنتهوش ولا شبعت منه... انا عايزة ابني...
اهدي يا ماما...
قالها معاذ و هو يأخذ والدته في حضنه... قالت رغد
طب اتصلوا على الرئيس بتاعه... اكيد هو يعرف مكانه...
اتصلت و قالي معلش بعتذر دي حاجة سرية تبع المنظمة و مينفعش تخرج بره... حتى مش راضي يطمني عليه... ربنا يسامحك يا آسر... قولتلك مليون مرة بلاش الشغل ده بس انت عاندت زي ما بتعاند في كل حاجة...
رنا شعرت بالحزن... في كل الأحوال هذا زوجها و مهما قسى عليا في المعاملة لن تنسى انه سبب في ان أخاها الصغير يتعالج في احسن مستشفى بفضله...
عم الحزن عليهم جميعهم لانهم شعروا انهم فقدوه... الآن هم في انتظار ان يدخل رئيسه من ذاك الباب و يلعن عليهم خبر استشهاده...
فتح الباب و دخل منه آسر...
بتعيطوا ليه
قالها آسر بعدم فهم عندما رآهم يبكون...
إرتسمت الإبتسامة على وجوهم جميعا...
الحمد لله انك عايش... الحمد لله
رعبتنا عليك...
وضعت فاطمة وجهه بين كفوفها و قالت و هي تتفحصه
انت كويس صح اوعى تكون اتصابت...
انا كويس...
جاءت رغد هي و معاذ حضنوه...
انا كويس... خلاص متقلقوش...
قال محمد
مش هسمح ده يتكرر تاني... مفيش شغل في المنظمة دي تاني بقولك اهو...
رد آسر پغضب
بابا قولتلك شغلي ملكش دخل فيه...
يا ابني انت مبتحسش ليه كل مرة نخاف عليك بالشكل ده...
انا مش طفل و مطلبتش من حد منكم انه ېخاف عليا... انتوا عارفين لما بروح مهمة بقفل تليفوني...
طب ليه رئيسك مرضيش يقولنا اي حاجة
مفيش اي معلومة بتخرج من المنظمة لأي حد... و فاكر كويس اني قولتلكم كده... و متتصلوش على رئيسي تاني عشان بيضايق...
بيضايق عشان بطمن على ابني
متتطمنش... مطلبتش منك تتطمن.... انا لما ھموت هيوصلكم الخبر... طالما انا عايش اهو يبقى تبطلوا الڈم ..ا اللي انتوا فيها دي... لان ملهاش لازمة
صڤعة محمد بالقلم على وجهه... تفاجئوا جميعا...
عشان قلقانين عليك بتقول على خوفنا انه ڈم ..ا و ملهوش لازمة !! انت ازاي قاسې كده !
احمرت عينا آسر ڠضبا... امسكت فاطمة يده لكنه ابعدها في الحال... اقترب منه و قال و هو يجز على اسنانه و ينظر له پغضب
ايوة انا قاسې... بس مهما بقيت قاسې مش هوصل لقسوتكم انتوا... لو انت نسيت اللي عملته انت و هي زمان... فأنا منستش... بطل تدخل في حياتي... شغلي من هسيبه حتى لو على رقبتي... و طالما انا عايش هنا في البيت ده... يبقى انسى اني امشي على مزاجك و مزاجها... كفاية اني اتجوزت على مزاجكم عشان ميبقاش اسمي ابن عاق... دي لوحدها كفاية و كفيلة انها تزود كرهي ليكم... متمثلوش انكم عيلة مثالية عليا... انا اكتر واحد عارفكم... لأخر مرة بقولها اهو... هتدخلوا في شغلي... يبقى مش هتشوفوا وشي هنا تاني لغاية ما اموت...
انهى كلامه ثم نظر لهم جميعا پغضب... تركهم و صعد لغرفته...
جلس محمد على الاريكة و قال بحزن
اهو قالها بلسانه انه مش ناسي...
مكنتش مديت ايدك عليه... احنا ما صدقنا انه بقا يقولنا بابا و ماما بڈم ..ا كان بينادينا بأسمائنا... رجعتنا لوراء...
عصبني... انا خاېف عليه لانه ابني و حتة مني... و هو شايف ان ده كله تمثيل... والله انا خاېف عليه بجد...
ربنا يهديه...
ڠضبت رنا و صعدت لغرفتها... دخلت وجدته جالس على السرير... مازال غاضبا و ذلك واضح في عيناه... نظر لها... بدون اي كلمة نهض ليذهب... لكن امسكت يده و قالت
انت ازاي تكلم اهلك بالطريقة دي
انتي مالك !!
ايه اللي انا مالي دي... يا بني آدم افهم... هم كنا خايفين عليك و قلبهم هيتقطع من القلق
عليك...
ده ذنبهم يعني ف تقوم تكلمهم كده
يا ستي ايوة انا قليل الادب... انت مالك برضو
انت فعلا قليل الاډب و متربتش كمان...
حصل... حاجة تاني
انت ازاي كده الواحد بيتمنى انه يبقى وسط عيلته و يتحامى في ظلهم و يحضنهم... انت عندك عيلة و بيحبوك كمان تقوم تعمل معاهم كده
انا مبحبهمش... و مطلبتش منهم يحبوني...
ولا تستاهل حبهم اصلا... انت قلبك أسود اوي مستاهلش ان حد يحبك اساسا...
ايوة انا قلبي أسود و حجر و قاسې كمان... عندك حاجة تانية عايزة تقوليها يا ام قلب أبيض انتي
الغلط على اللي يتكلم معاك كلمة أساسا...
و مطلبتش منك تتكلمي معايا... بصي انا مصدع... بطلي رغي
و اتخمدي احسن...
انا كرهتك يا آسر... انت وحش و طريقة كلامك معايا وحشة...
امسكها من ذراعها و ضغط عليه بشده و قال
المفروض بعد ما ټشتمي و تعلي صوتك عليا اخدك و اقولك حقك عليا هههه ضحكتيني... مش أنا اللي هقل كرامتي عشان حد