رواية فاطمة كاملة
فى براثنه .
فما الجدوى وقد حكمت عليه منذ زمن طويل بالمۏت من أجل ابنتها الوحيدة تقى ..
انهار ...انت طلعتلى منين
حرام عليك قلبى انا مش ناقصة .
حرام حرام .
ثم لمعت عينيها بالدموع .
فولجت إليها تقى وعلى وجهها ابتسامة مرددة بمرح ...ست الكل يا ست الكل
انت يا قمر انت يا عسل .
فجففت انهار دموعها سريعا حتى لا تراها ابنتها ..ورسمت على محياها ابتسامة مزيفة مرددة ...خير يا ست البنات أنت
انا ست البنات وعشان كده العرسان عليا زى الرز .
ولسه مستلمة عريس دلوقتى .
يارب يقع فى حبى المرة دى ويسلم الراية مش يخلع زى اللى قبليه .
فانشق قلب أنهار وحدثت نفسها ...كسرت بخاطر البنت يا زين وكسرت قلبى بعد ما حولت كتير ارممه من سنين .
جيت انت فى لحظة هديت
ولكنها حاولت التماسك وأظهرت الفرحة لأبنتها
انهار ...مين اللى أمه دعياله وهياخد القمر بتاعى
تقى ...زميل خطيب زينب يا ماما .
اسمه عبد الرحمن وزينب عطيته نمرتك وهيتصل بيكى تحددى معاد
وخليه يوم الجمعة افضل عشان إجازة .
للتسع عين انهار مرددة ...هى زينب بقت خطبة كل شوية تبعتلك عريس .
تقى بضحك ...عايزانى اونسها فى الجواز .
.............
ليأتى الليل وتأتى معه اوجاعه .
وحاولت أنهار أن تخلد للنوم ولكن هاجمها التفكير به .
واذا بها تتذكر كلماته لها وابتسامته ولمعة عينيه لتجد نفسها تبتسم بدون شعور .
فلا سلطان يعلو سلطان الحب ومهما أنكرت إلا أنه بالفعل بدء يستحوذ على قلبها .
وبينما هى كذلك رن هاتفها فانتفضت وكأنها شعرت أنه هو المتصل .
وبالفعل كان هو فهى لم تسجل اسمه ولكنها حفظت الرقم عن ظهر قلب .
انهار محدثة نفسها ......انت تانى لا مش هقدر ارد عليه .
مش هخلى قلبى يحن .
ولو حن هحطه تحت رجلى وادوس عليه
.
انا هحظر رقمه بعد ما تخلص الرنة .
انا مبقتش صغيرة على كده .
ده خلاص بنتى عروسة فحب ايه وجواز ايه تانى .
كنت جوزت وهى لسه فى اللفة بعد ما ابوها ماټ فى البحر .
وفعلا انتهى رنين الهاتف ومع كل رنة كان قلبها يدق بأسمه زين .
ثم حاولت أن تنفذ ما قالته وتضغط على كلمة حظر .
ولكنها لم تستطع وانهمرت دموعها الحارة على وجنتيها .
ليعاود زين الاتصال مرة أخرى .
حدث زين نفسه ...ردى يا أنهار ارجوكى سمعينا حتى صوتك وانت بتتعصبى عليه المهم اسمعك لكن كده صعب انا محتاجك جدا .
ردى حرام عليكى صدقينى مش قادر .
انا فعلا حاسس انك بقيتى حتة منى ومقدرش استغنى عنك حد يقدر يستغنى عن روحه يا ناس .
ولكن للاسف انقطع الرنين فى المرة الثانية .
فلم يجد أمامه سوى أن يبعث لها برسالة على الواتس .
أهمس لك أنا أحبك لأجل تخفيها داخل قلبك كل ما ضاق بك صدرك ترددها بهمساتي .
استمعت انهار إلى رنين يفيد بوصول رسالة .
فأسرعت إليها كالطفل الذى ضل المسير فبكى ثم فجأة ا رأى والدته فأسرع إليها .
لتفتحها على عجل لتقرء كلماته ومع كل كلمة تتنهد پألم وتنهمر عينيها بالدموع .
لتجد نفسها بدون وعى تردد ...وانا كمان بحبك .
ولكن سرعان ما انتبهت لكلمته تلك فوضعت يدها على فمها لتغلظ القول لنفسها ...اخرسى خالص أنت قولتى ايه
ولا نسيتى نفسك وسنك وبنتك .
أنت خلاص انتهيتى .
وظلت تبكى حتى غفت فى النوم .
وفى اليوم التالى تحدث معها عبد الرحمن على حرج .
لتحدد معاه معاد للرؤية الشرعية يوم الجمعة بإذن الله.
أما زين فظل يبعث لها رسائل على الواتس لعله يلين قلبها .
اسحريني بإشراقات ثغرك ولمعان عينيك فلقد سئمت سيمفونية الفراق وحفظت أبجديات الحرمان دعينا ننشر ترانيم الحب في مسافات روحنا ونجمع فتات الأمل المثخن بالجراح ننسج أنشودة عشق تتغنى بها القلوب النابضة بالحب تتهاوى بلقائنا حواجز الصمت وتنمو لغة الاشتياق.
وظلت أنهار تقرء رسائله حتى أعلن قلبها الاستسلام أمام هذا الغزو .
فاستطاع فعلا أن يمتلك عليها قلبها وفقدت قدرتها على المقاومة .
فكانت تنتظر رسائله ليلا تقرئها لتعيش بها فى عالمها الخيالى الوردى .
وهو يرى أنها فعلا تراها ولكن لا تقوم بالرد عليها .
فيكتفى بابتسامة وكأنه شعر أن فى رؤيتها لرسائله امل فى الوصول إليها .
فماذا بعد إذا
لمتى سيكتفى بإستنشاق عطر الوردة من على بعد
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أريدك ولا أعلم كيف أجذبك لي أبحث عن تفاصيلك وأرتب الكلمات لك علها تأتي بك
تمكن بالفعل زين من سحر أنهار لتقع فى حبه ولكن مازال عقلها يرفض أن ترتبط به فى هذا العمر من أجل ابنتها .
ثم جاء اليوم المحدد .
لزيارة عبد الرحمن الذى صاحبه إلى بيت العروس صديقه محمد كما وعده .
استقبلتهم انهار بترحاب شديد ودعتهم إلى الجلوس للراحة .
فجلس عبد الرحمن ومحمد .
ثم تحدث محمد بروحه المرحة كالعادة قائلا ....احنا جايين نطلب رجل بنتك .
اسف قصدى أيدها لابننا عبد الرحمن .
بس الاول يشوف الطلب ويعينه بنفسه .
فنكزه عبد الرحمن مرددا بحرج ...ايه يا ابنى هى بضاعة .
انا غلطان اللى جيتك معايا .
ثم ردد عبد الرحمن بحرج ...انا اسف يا امى محمد بيحب الهزار شوية.
وكمان اسف على كلمة امى لأن ماشاء الله حضرتك شكلك لسه صغير .
بس كنوع من الاحترام مش اكتر لحضرتك .
فاعجبت أنهار بأخلاقه واحترامه فرددت ...نورتنا يا ابنى وفعلا عندك حق الاحترام مش بالسن .
وانت باين عليك ابن حلال .
محمد ...وانا يا حاجة ابن حرام ولا ايه
انهار ...استغفر الله يا ابنى وانت كمان ابن حلال وقاصد خير .
نورتنا وربنا يسعدك مع زينب وسلامى ليها
.
ثم وقفت قائلة....هدخل اجيب العروسة عشان مكسوفة .
لتأتى تقى فيضع الله سبحانه القبول فى قلب عبد الرحمن ويعجب بها وكذلك هى .
ليسرع عبد الرحمن فى قوله ...طيب نقرء الفاتحة .
أنهار بضحك ...كده على
طول يا ابنى مش تصلوا الاول صلاة استخارة وبعدين لو فيه قبول نكلم فى الأصول .
عبد الرحمن ...انا قلبى دليلى يا امى .
وانا اول ما شفتها قولت هى دى .
وحاسس برده انها مش هتقول لأ .
أما الأصول والواجب وكل حاجة فهى عليا ان شاء الله.
انا الحمد لله جاهز وشقتى فيها كل حاجة الحمد لله.
ومش ناقصها الا العروسة تنورها.
وبرده تيجى تشوف الشقة والعفش ولو مش عاجبها حاجة تغيرها انا تحت أمركم فى كل حاجة .
فتنهدت انهار بإرتياح مرددة...الحمد لله .
ربنا عالم بالحال .
ثم نظرت الى ابنتها فوجدتها تبتسم ففرح
قلبها لفرحتها .
ثم حدودوا موعد الخطوبة أما الزواج فسوف يكون بعد انتهاء الدراسة بإذن الله .
.............
مرت الايام ببطىء شديد على زين الذى كان ينتظر بفارغ الصبر مضى الامتحانات ليحين موعد زفاف الفتاتين .
والجميل أن تقى وزينب اتفقا أن يكون زفافهم فى يوم واحد لتعم البهجة والفرحة على الجميع .
لتأتى اللحظة الموعودة .
ليرى فيها زين أميرته التى شغلت فكره وعقله فى حفل الزفاف تقف شامخة بجانب ابنتها .
ترتدى فستانا من اللون الذهبى مع حجابا من نفس اللون .
فكانت كالشمس المضيئة .
ولم يفتر زين عن النظر إليها ولكنها كانت تتجاهله وتخشى النظر إليه .
سهير محدثة نفسها ....يا عينى عليك يا ابنى .
والله صعبان عليه وبعد ما كنت مش عايزة الجوازة دى .
بقيت فعلا بتمنى توافق عشان ترجع زى ما كنت .
ده الضحكة مكنتش بتفارق وشك .
بس النصيب والقدر وربنا يجعلها عوض ليك .
أما سالم الصغير عندما رأى انهار اسرع إليها وقام بجذبها من فستانها لتنبه لمن يجذبها قائلا ...ماما انهار وحشتينى كتير .
فوقعت دفىء الكلمة على قلبها كالبلسم الشافى من چروحها لتثنى بركبتيها إليه وتحمله إلى صدرها مرددة ...اهلا يا حبيبى وانت وحشتنى كتير اوى .
وانت عامل ايه وسليم عامل ايه
هو كمان وحشنى اوى .
سالم ...انا وسليم بنحبك كتير .
ونفسى تيجى عندنا .
انهار ...ان شاء الله يا حبيبى .
زين مراقبا الموقف فحدث نفسه ...هو انا حبيتك من شوية .
انا مش عارف قلبك ده زى ما يكون اجتمع فيه حنية العالم كله .
بس الا عليه انا امتى بس تحنى على قلبى اللى محتاجك .
اقترب زين من والدته وهمس فى أذنها ...ارجوكى يا امى عشان خاطرى روحى وكلميها يمكن لما تكلميها تقدر فعلا انى عايزها فتوافق.
سهير ...على عينى والله يا ابنى حاضر .
هروح اكلمها .
فذهبت سهير بخطوات بطيئة بسبب ضعف جسدها واستقبلتها انهار بابتسامة .
انهار ...اهلا يا امى .
سهير ...اهلا بيكى يا بنتى .
بصى انا هدخل فى الموضوع على طول .
ما تيجى يا بنتى نخلى الفرحة فرحتين .
وتقبلى تجوزى زين ابنى ده بيتمناكى من اول يوم شافك فيه .
وادى بنتك الحمد لله اتجوزت يعنى خلاص مبقاش فيه حاجة تقدر تمنعك من شرع ربنا .
أنت لسه يا بنتى صغيرة ومحتاجة حد يقف معاكى ويحرك ويراعيكى سند يعنى بعد ربنا .
ومش هتلاقى زى زين ابنى ابدا .
اخفضت أنهار عينيها خجلا فهى تريده بالفعل زوجا محبا يعوضها عن سنين عمرها الضائعة ولكن مازال فى قلبها غصة أنه لم يكن لها من البداية وجاء خاطبا لابنتها وهذا وإن تزوجت ابنتها فربما تظن أنه تركها من أجلها فيحدث فجوة فى علاقتهما وهذا ما لن تتحمله ابدا .
فقد تتحمل فراق الحبيب عن فراق فلذة كبدها .
لأنها أم ولا شىء يعادل تضحيتها ومحبتها لأولادها مهما كان .
فرددت بخجل ....صدقينى يا امى انا فعلا شايفه استاذ زين زى ما حضرتك قولتى .
لكن للأسف صعب عليا اتقبل انه طلب بنتى فى الاول .
فمعلش سامحونى وان شاء الله ربنا يكرمه بأحسن منى .
تبدلت ملامح سهير بحزن مرددة ...يعنى مفيش فايدة يا بنتى .
انهار ...اسفة والله يا امى سامحينى .
ثم قالت والدموع بدئت تلمع فى عينيها ..بعد اذنك هشوف تقى عشان خلاص الفرح قرب ينتهى .
وحضرتك برده شوفى زينب .
سهير ...اه طبعا اتفضلى وربنا يسعدهم ويهنيهم .
وعندما غادرتها اسرع لها زين بقلب ينبض مشتاق لخبر موافقتها بفارغ الصبر ولكن عندما اقترب من والدته ورأى فى عينيها نظرة حزن علم ما فى الأمر .
فتراجع من غير أن يسئلها وشعر بضيق فى صدره وكان الهواء قد نفذ من رئتيه فخرج مسرعا من القاعة يلتقط أنفاسه وأخذ يجوب فى الطرقات لا يعلم أين يتجه ولكنه يمشى فحسب .
واخذ يحدث نفسه ...ليه مصممة تبعدينى عنك ليه عايزة تموتينى ده جزاء حبى ليكى .
حرام والله ده اعمل