رواية ميادة كاملة
هو غرفة الطهي وجد جنيته الصغيرة تقف تنظف تلك الأواني تحت المياه.
بتعملي ايه عندك دلوقتي
التفتت بجانب وجهها لتراه ثم اعتدلت تكمل ما بيدها.
ليستشاط غيظا منها اقترب منفعلا محاوطها بيديه ليصل الي صنبور المياه و يغلقه.
مافيش واحده عاقله في الدنيا تقف تغسل صحون الساعه سته الصبح يا مختله انتي.
ماتشتمش.
قالتها شذي ملتفته اليه بيد ممتلئة برغوة سائل منظف الصحون.
هاتعملي ايه يعني
شذي بعناد له
هاعمل كده!
رفعت سبابتها لمست أنفه لتثبت عليه الرغوة
وتضحك هي بطفوله على منظره.
جحظت عين مالك على فعلتها و هتف غاضبا..
نهارك اسود يا شذى ايه اللي انتي عملتيه ده
شذي بوجنتان متوهجتان أثر الضحك
هههههههه شكلك يضحك اوي.
كده طب تعالي بقى....
شذي پغضب
كده يا مالك اوعي بقى ده غلط علي بشرتي.
ظل يضحك محاوطها بيديه و استدارت هي سريعا تغسل وجهها لا يظهر منها اي شئ.
ليستمع الي صوت ابيه الحاضر على الباب
كل ده بتقفل المياه يا مالك ايه المحبس باظ و لا ايه
تسمرت مكانها و التصق ظهرها بصدره و بدوره ضمھا اكثر بيد و باليد الاخري افتعل غلق المياه.
لاء اانا خلاص بقفله اهو يا ابويا انت ايه اللي نزلك تاني بس.
سمعت صوتك زي ما تكون بتكلم حد.
صمت لبرهه لا يعرف بماذا يجيبه رفعت يدها على اذنها قليلا و بهدوء شلحت سماعة الهاتف الجوال من اذنيها والتي كانت تسمع بها الاغاني لتعطيها له بالخفاء.
أخذها منها سريعا و همس لها...
اقفلي الصوت.
مافيش يا حاج دانا كنت بكلم حسام.
اومئ له ابيه ليرحل عنهم مرددا بالكلام.
طب يلا اطلع بقى ريح لك شوية قبل صلاة الجمعه يا بني.
بجبهتها على صدره.
لفت يدها حول خصره تمسكت بجلبابه من الخلف بتملك كأنها طفلته تغير عليه ولا تريد سواه.
انا بحبك اوي يا مالك حبني نص ما بحبك ماما قالتلي اوعي تشحتي حبه بس انا مش عايزه حاجه من الدنيا دي ولا عايزه حد يحبني غيرك انت.
تعالي نطلع اوضتنا احسن ما حد يقفشنا تاني...
يعني بردو لسة مش عايز تصالحني طب بلاش تصالحني قولي انك بتحبني و بس.
الن يرق قلبك لي الا تشفعلي لمساتك الا تخبرك بأنك وحدك مالك فؤادي.
عفوا أيتها الصغيرة فالطبيب عقله ليس بهين لهذه الدرجه لن يرضخ لحبك بهذه السهولة
يلا ياشذي اطلعي قدامي.
ثبتت قدميها و احنت رأسها كمن تبحث عن شئ ضائع
انا عايزة ارجع بيتي مش عايزة اقعد هنا.
هو انا لعبه في ايدك.
شهقت واضعه يدها على ثغره عندما علا صوته مره واحده.
وطي صوتك هتصحي البيت كله و تفضحنا.
شلح عبائته من عليه قبض على يدها بقوة واذا به يمد الخطى نحو الدرج ليصعد بها إلى غرفتهم.
ولج بها داخلها دفعها نحو الفراش مغلقا الباب من خلفه بمفتاحه.
بصي يا بنت الناس انا مش عيل صغير قدامك فاكرة نفسك ممكن تضحكي عليه بكلامك الناعم ده
هناك تقوليلي مش عايزة اقعد هنا ودي مش شقتي و هنا تقوليلي لاء رجعني شقتي انتي عايزة ايه مني بالظبط.
هذه المره ادمعت عيناها پقهرة حقيقية.
عايزك تسمعني.
قولتلك مش عايز اسمع حاجه....
صړخ بها مالك منفعلا ملقيا بكل اشيائه من علي مكتبه.
انفزعت شذي من تقلبه رجعت للخلف وتوسطت فراشهم مدثرة نفسها جيدا تهمس بكلمات تصل إلى مسامعه.
اللي يشوفك وانت عصبي كده مايشوفكش ايام ما كنت عمال تتحايل عليا مره وتتخانق معايا مره عشان احكيلك.
و كالعاده علت شهقاتها لتخرج كلماتها بصړاخ
قولتلك انا بحبك عايزة اخرج اللي جوايا ليك عشان انت كمان تثق فيا تعرف ان مراتك مش...
قبض بيده على فمها بغلاظة و بصوت مثل فحيح الافعى قال...
اخرسي خالص أياكي تنطقيها لازم تعرفي ان
العلاج اللي انتي بتاخديه كفيل يعرفني عنك كل حاجه يا مدام.
نفضت يده من علي وجهها بقوة رفعت يدها تتحسس مكانها پألم.
شذي بصړاخ
انت ماتعرفش حاجه انا كنت باخده عشان محمود كان بيهددني لو ماسمعتش كلامه هاينشر صوري على تليفونات شباب الحي كله
كان عايز يجبرني على ال.... و في كل مره كنت باخد البرشام ده عشان يبعد عني لحد يوم ما اتخدرت و اتخطفت.
جلس على الجانب الاخر من الفراش معطيها ظهره واضعا وجهه بين كفيه لا يقوي عقله على التخيل.
كفاية بقى اسكتي مش عايز اسمع حاجه تاني.
لكنها أصرت ان تكمل ما بدئته لتريح قلبها من تلك الوخزة الملازمة له.
هددني هايفضحني
و في كل مره كنت بوهمه اني مريضة عشان يسيبني في حالي و يشيل فكرة الجواز دي من دماغه لكن هو كان بيعند اكتر و يتعصب عليا و....
قطعت كلماتها حين صاح بصوت جهور و انتفض من علي الفراش مكبلها بكفيه يهزها بقوه.
كفايه....
اخرسي بقى قولتلك مش عايز اسمع حاجه تاني
عارفه انا حاسس بأيه دلوقتي اقسم بكتاب الله العزيز لو كان عايش كنت قټلته بأيدي.
ألقاها على صدره اغلق عليها بذراعين من حديد كاد ان يكسر عظامها تحتهم وابت دموعه الحبيسة ان تصمد اكثر من ذلك.
شذي بشهقات متأوهه
اه كان لازم تعرف اني مش زي مانت فاكر كان لازم تعرف اني عملت كده عشان احافظ على نفسي.
مازال ضاممها جيدا دموعه تبلل شعرها هامسا لها بحب.
حاجه واحده بس اللي عايز اعرفها ليه فضلتي تاخدي البرشام لما جبتك هنا حتى بعد ما اتجوزنا ليه فضلتي تاخديه ليه كل ما كنت بقرب منك كنتي بترفضيني
كورت يديها ظلت تدق علي صدره بقوه واهية حتى يرق قبضته عليها و رأسها يهتز يمينا و يسارا.
عشان كنت خاېفة منك!
اه من يوم ماشوفتك في بيتنا حسيت بأمان غريب لكن خۏفت منك لا تكون زيهم و حتى لما اتجوزنا برضو خۏفت لأنك كنت رافضني طول الوقت حتى لما كنت بتقرب مني كنت بتحاول تزلني و تحسسني اني بنت مستهتره ورخ...
اسكتي اوعي تقولي على نفسك كده تاني انتي مش عارفة انا كنت بعمل كده ليه.
رفعت عيناها تحاول الإبتعاد عنه قليلا لتنظر لعينه حتى ترى صدق مشاعره لكنه ابعد نظره عنها رافضا الإفصاح لها بما في داخله.
خلاص مش عايزة اعرف مش عايزة حاجة غير انك تروحني بيتي لو سمحت مش عايزة اقعد هنا عايزة ارجع شقتي يا مالك.
تململت بين يديه حلت وثاقهما ارتمت بثقلها على الفراش معطياه ظهرها ساحبه الغطاء عليها.
تمدد بجانبها محتضنها من الخلف متعجبا من طلبها الملح هذا من وقت ولوجهم المنزل.
ممكن اعرف ليه
بالطبع لم تخبره بكره ابيه الواضح لها انكمشت على نفسها داخل ذراعيه و اغمضت عيناها مستلمة للنوم.
عشان ابقى على حريتي زي مانت قولت قبل كده.
طب مانتي حره اهو و باب اوضتك مقفول عليكي ايه اللي يمنع بقى ولا لسه خاېفة و بتاخدي البرشام.
فهمت مغذي حديثه حاولت الإبتعاد عنه رافضه ما يفعله.
اللي يمنع ان في ناس غيرنا في البيت و الشيخ حسان ممكن يسمعك تاني يا دكتور.
مالك معتدلا على ظهره مغمضا عيناه استعدادا للنوم.
مش هاينفع نرجع اليومين دول يا شذى اصلا احنا ممكن نسافر بكره او بعده بالكتير اوي.
شذي هامسه پخوف
يعني برضو هنسافر
ضمھا على صدره مطمئنا لها
اه طبعا و ماتخفيش كده جوزك برضو يقدر يحميكي.
شذي مستكينة تحت وطائة ذراعه
انا دلوقتي بقيت خاېفة عليك انت يا مالك.
ابتسم على حبها الطفولي مردفا بمكر.
خاېفه عليا من مين يا شذى
عادت لصمتها تحاول ايهامه بأنها قد غفيت لكنه ليس بهين ليصدق تلك الحيلة التافهة
قرر التلاعب بها ناظرا في عينيها الجاحظة ليضحك عندما استمع لشهقاتها المعتادة
كل مرة تقولي الكلمه دي و تجنيني وفي الاخر تسيبيني لحيرتي و ماتكمليش هاتتكلمي بقى و لا اخليكي ترجعي تخافي مني تاني.
حاولت تنحيه عن غضبه وتجعله يتخلى عن قسوته مجتذباه في بحر
عيناها.
زي ما انت مش عايز تقولي انا كمان مش هاقولك حاجه.
مالك مندهشا من حديثها
اقولك ايه هو انا مخبي عليكي حاجه و انا ماعرفش...
قررت زيادة الدلال متصنعة الألم من ثقل جسده فابدل الوضع سريعا منقلبا على ظهره رافعها على صدره.
انا طلبت منك حاجه و انت ماعملتهاش.
مالك مرتبا شعرها من علي وجهها
طب فكريني و انا لو عايزة لبن العصفور اجبهولك
حبني!!
تلك الجنية اللعينه سحرت قلبه وانتشلته من بين ضلوعه تقول هذه الكلمه بطريقة خاصه لا تليق الا بها هي طفلته المدللة بل هي عروسه الجميله لا لا هي حبيبته مليكة فؤاده.
بحبك يا شذيا بحبك قوي.
ها هي قد نجحت فيما تريد انتفضت من علي صدره واقفة تقفز على الفراش بفرحة عارمة كالاطفال تغني بصوتها المرتفع.
هييههههههه....
قالهالي حبيبيي قالهالي
و بقي بالنسبه لي بكل الناس.....
مد يده سريعا واسقطها علي قدمه بين ذراعيه يضحك بقوه و يحاول كتم صوتها بكفه.
بس اسكتي الله يخربيت حنجرتك هاتفضحينا.
ثم همس لها بحب
شذي
نعم يا حبيبي.
انا بقول لازم نروح بيتنا عشان تبقى لينا خصوصية اكتر من كده شوية.
هههههههههه
كده مش هيبقى في خصوصية خالص بصوت ضحكتك دي ابدا.
مالك
هاه!
انا بحبك قووووووي
مالك افتح يا بني بسرعه.
هب واقفا غير واعي بأن جزعه العلوي عاري.
جري نحو الباب الموصود و فتحه سريعا ليري خالته تقف أمامه دامعة العينين.
احنت رأسها سريعا عندما رأته على هذه الحاله ليهتف هو بړعب من منظرها.
في ايه امي جرى ليها حاجه
ابويا كويس طيب
ولجت ماجدة پخوف بين لترى ابنتها التي بدئت تفيق هي الاخري فاحتضنتها متلهفه.
الحقنا يا مالك ام اشرف جات هي و السيد وقاعدين تحت و بيقولو عايزين ياخدو شذى معاهم.
مازال غير واعيا تسائل عن من تتحدث
ام اشرف و السيد مين و عايزين ياخدو شذى يودوها على فين
قفزت من علي الفراش تاركه يد والدتها أمسكت جاكته و البسته اياه محاوله ايفاقه بدموعها.
شذى محاولة إسباقه للخارج
دول عمي وعمتي يا مالك انت نسيتهم شوفت مش قولتلك اكيد هيجو.
استني هنا....
قالها مالك وهو يغلق سحاب جاكته عليه.
فاكرة نفسك رايحة على فين انتي مش شايفة شكلك عامل ازاي انتي من غير نقابك يا هانم.
هو دا وقته انت كمان!
قالتها ماجده وهي تحاول سحب ابنتها للداخل.
مالك مستغفرا ربه.
استغفر الله العظيم خالتي ممكن ماتقطعنيش وانا بتكلم تاني
وانتي يا ستي يا ريت تلتزمي الجلوس هنا في اوضتك و ماتخرجيش منها ياريت يكون كلامي واضح.
شذى بهجوم و صوت مرتفع
لاء انا عارفه هما جاين ليه جاين عشان يتخانقو معاك و ياخدوني معاهم
مش هما دول اللي طردوني انا وامي بعد مۏت ابويا بيوم انا هانزل اطردهم زي ما طردوني.
شذيييييى
افزعها بصوته ليثبتها مكانها قبل الترجل للخارج....
قولت مش هاتنزلي تحت يعني مش هاتنزلي.
زجها بيده للداخل ترجل مع خالته لهم موصدا الباب عليها.
هبط