الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية الحسناء

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


بني يقدم اللي فيه الخير ويجعلها من نصيبك....البنت دي طيبه أوي وعلي نياتها خالص....وسألت مني طلعت عارفاها وشكرتلي فيها....كمان إسبوع كده ولا حاجه نروح نتقدم وربنا يسهل .محمد ماشي ي عمي اللي حضرتك تشوفه....هي ساكنه فين....من هنا ولا منين .محمود من هنا وكمان ساكنه ف نفس شارعنا....محمد ماشي ي عمي ربنا يسهلها....وكاد أن يكمل حديثه ولكن قاطعه رنين هاتفه فإلتقطه ليرد وظل يتحدث لفتره....وبعد إنتهاء المكالمه تحدث بأسف معلش ي عمي أنا لازم أمشي دلوقتي....جالي تليفون مهم من الشغل.....وبعدما ودع عمه مشي علي عجاله إلي أن ركب سيارته وذهب....ليتبعه محمود هو الآخر بسيارته . في قصر السيوفي 

وتحديدا في غرفة زين 
كان جواد يتحدث إلي زين قائلا متأكد ي زين إن مش إنت اللي أخدت الساعه .زين إيه ي جواد فيه إيه....أنا من إمته باخد حاجه من أبيه .جواد بتحذير عارف ي زين لو الساعه طلعت معاك حمزة هيعمل فيك إيه....أظن إنك عارف كويس ومش محتاج أفكرك باللي عمله فيك قبل كده .زين بحزن والله ي جواد ما أخدت حاجه....وبعدين أنا هاخدها أعمل بيها إيه .جواد إنت قايلي قبل كده إنك عايز واحده زيها وقلت لبابا بس مارضاش....لو تفتكر برضو كنت قولتيلي إن كان نفسك تلبسها ف الحفله اللي عندك ف الجامعه .زين بصوت مخټنق بالبكاء ماشي....بس دا مش معناه إني أسرقها منه .جواد بس إنت عملتها قبل كده....وايه اللي يخليني أصدق إنك فعلا ما عملتهاش المره دي .زين وهو يكاد يبكي والله ي جواد ما أخدتها....لما إنت مش مصدقني....أومال أبيه يعمل إيه .جواد بنبره حانيه يا بني والله أنا خاېف عليك منه....إنت عارف كويس إن الساعات بتااعته دي خط أحمر....دا مابيخليش حتي حد يمسكهم....وأديك شوفت عمل فيك إيه لما بس أخدت نضاره من عنده وماقلتلوش....وبابا قالك يومها إن لو عملت حاجه زي دي بعد كده مش هيتدخل وهيسيب حمزة يتصرف معاك بطريقته . زين وهو يبكي عارف كل الكلام دا....وأنا مش عبيط إني أعمل كده تاني....وعشان خاطري ي جواد خليك معايا إنهارده ماتروحش الشركه عشان أكيد هيجي يسألني....وإنت عارف إني مابعرفش أرد عليه وهو متعصب....وهيفتكر فعلا إن أنا اللي أخدتها .جواد أنا أصلا كنت هقعد معاك من غير ماتقول عشان عارفك جبان .زين پغضب والله أومال مين اللي اتعلم عليه إمبارح....وبعدين إنت ماكنتش هتروح كده كده....إنت مش شايف وشك عامل إزاي .
جواد ما إنت حلو أهو وبتفكر....أومال مين اللي كان بيعيط دلوقتي .زين بضيق بس بقي ي جواد....مش ناقصه رخامتك .جواد ماشي ي عم هعديها المره
دي عشان مقدر خۏفك.....إيه رايك نلعب كام ماتش كده علي ما قدرك يجي .نظر له زين بضجر ثم قال مش عارف أقولك إيه والله....إنت بقيت رخم أوي ولا
تطاق .ويحدث تسارع في الأحداث إلي أن يحل المساء
في بيت حسناء 
نعمه يلا ي هانم أنا مش هقعد أستني كتير....دا ولا كأنك راحه فرح....ساعه عشان تلبسي....وعندما خرجت حسناء جذبتها پقسوه من معصمها قائله إنتي لسه هتقعدي تتمخطري....يلا عشان المكان بعيد .
ثم خرج الاثنان نزولا إلي الشارع وأثناء سيرهما اصطدمت حسناء بأحدهم ووقع مابيده للتحدث بإرتباك وهي تلتقطهم أنا آسفه جدا....مأخدتش بالي معلش....ثم اعطته إياهم فتحدث هو الآخر قائلا عادي ولا يهمك....بعد إذنك....وبمجرد أن إنصرف تحدثت نعمه فوقي ي ختي وإنتي ماشيه بدل ما إنتي نايمه علي نفسك كده وعماله تخبطي ف خلق الله .
ولكن الآخري لم ترد فهي إعتادت علي مثل هذا الكلام فكثيرا ما تسمع تلك الكلمات التوبيخيه القاسيه....ظلا يسيران وصولا إلي موقف السيارات ومن ثم ركبا إحداها....وبعد ساعة تقريبا توقفت عند مبني قديم أو بمعني أصح أنهم نزلا في قرية متهالكه تماما وكأنه حل بها خړاب ما بعد الحروب .
كانت تلك القاسيه تمسك حسناء من زراعها كما لو كانت متهمه تم القبض عليها....سار الإثنان في عدة مسارات ومنعطفات كثيره إلي أن وصلا المكان المقصود....كان ذلك البيت قديما جدا لدرجه تجعلك تجزم بأنه سيسقط حتما....كما أن الأجواء كانت غير مطمئنه والوسط غريب مثير للشكوك....فالمكان محاط بأبراج عاليه يقف بداخلها أشخاص ملثمين حاملين للسلاح متخذين وضع الإستعداد وليس كذلك فقط بل أن بعضهم كان ينظر في جهاز صغير نسبيا يشبه ذلك الذي يستخدم في العسكريه للرؤيه الليليه....لا....لا يشبهه وإنما هو بذاته .
يا إلهي ماهذا الذي أراه....أذلك حقيقه أم إنني أتخيل....آمل أن يكون كذلك....هل هذا حلم أم ماذا....أنا لست مرتاحه لهذا المكان....ماذا علي أن أفعل الآن....فأنا لا أستطيع النجاه بكل الأحوال لطالما تلك المرأه ممسكه بي....ولإن فعلت ذلك لن أستطع العوده بمفردي....إن كان كل ذلك التأمين في الخارج....إذن ماذا يوجد بالداخل....وما الداعي لكل ذلك . كانت حسناء شارده في أفكارها ومخاوفها التي لا تنتهي غير منتبهه لتلك الشمطاء التي تناديها....وعندما طفح بها الكيل زغدتها في كتفها پقسوه لتلتفت لها وهي تتألم وتقول نعم في إيه .فترد نعمه بسخريه في إنك واقفه نايمه وقاعده تبحلقي ف اللي رايح واللي جاي كإنك أول مره تشوفي بني آدمين....ثم جذبتها وهي تتجه إلي الداخل وقالت بطلي السهوكه اللي إنتي فيها دي وإمشي يلا عشان نخلص .
ولندعهم يدخلون ونتجول في الخارج قليلا لنعرف ماهية المكان....فعندما نمشي قليلا ونتخذ المنعطف القابع في الناحيه اليسري....نجد عدد كبير من الرجال المسلحه متفرقه في عدة أماكن مختلفه....فمنهم من يقف في الشرف وعلي السطوح وبالتدقيق أكثر نجدهم يتكلمون في أجهزة لاسلكيه وبالصعود أعلي أحد البيوت نسمع بوضوح ما يتهامس به هؤلاء....فأحدهم يقول أيوه ي فندم إحنا محاوطين المكان كويس....وفي إنتظار أوامر حضرتك بالھجوم....لأ ي فندم الوضع مستقر مافيش أي حاجه مثيره للشك....ماتقلقش ي فندم ان شاء مش هيقدروا يفلتوا مننا المره دي....إحنا مأمنين المداخل والمخارج كويس .وبالانتقال عند نعمه وحسناء في ذلك البيت المريب نجدهم يجلسون وسط مجموعه من السيدات فمنهم المنتقبه ومنهم المتبرجه والمكان يعج بالضجيج والضحكات الخليعه الرنانه كما لو المكان ملهلا ليليا في إنتظار دخول تلك الغرفه التي يذعم وجود الدايه حميده بها....ويظل هذا الوضع مستمرا لفتره قبل أن يفزع الجميع عقب سماع صوت إطلاق الڼار الذي أصبح يملئ الأرجاء ليرتفع صوت بكاء وصرخات كل الموجودين....وبعد فتره في ظل تلك المناوشات مرت عليهم وكأنها دهر هدأت كل تلك الأصوات لنجد الباب يدفع فجأه وبقوه لدرجه جعلتهم ينتفضون في ذعر .ويدخل مجموعه كبيره جدا من العساكر والضباط وهم يصوبون أسلحتهم تجاه الموجودين ثم يقول أحدهم بصوت جهوري موجها كلامه لمن معه خدوا الناس دي كلها ع البوكس....وحامد وشريف يجيوا معايا يأمنوا ضهري....ثم مشوا جميعا متجهين صوب تلك الغرفه المغلقه....لنجد رائدهم يدفع بابها بقوه ويدخل وهم خلفه ويقوموا بوضع تلك القيوض الحديديه في أيدي كل من بها....ثم يخرجون من الغرفه وصولا إلي الخارج ويضعوهم في سياره مشددة الحراسه . كانت حسناء في حالة يرثي فقد أصابتها حاله من البكاء الهستيري جعلتها تبكي پقهر دون توقف وبصوت مرتفع يشبه صوت نحيب الأطفال....واأسفاه لقد ضاع مستقبلك ي مسكينه فماذا أنت فاعله الآن لقد تم القبض عليكي في قضيه أستحي حتي أن أتفوه بإسمها....أتعرفي ما أنتي فيه....لقد أصبحتي ضمن المتهمين بأنهم أعضاء شبكه كبيره للتجاره بأجساد النساء....أأسف علي قول هذا ولكن ما باليد حيله يجب أن تعرفي....إبكي يا حسناء فهذا أقل ما يعمل في هذا الموقف....أعرف أن لا فائده منه ولكن ما العمل....لكي الله أيتها الفتاه....فأنا لا أعرف صراحة كيف ستنجين من هذه المحنه .
الفصل التاسع 
في قسم
الشرطة 
نجد الوسط يعج بالخلق كما لو كان الجميع مجرمين أمن المعقول أن يكون كل هؤلاء مذنبين...بالتأكيد لا فليس كل متهم مچرم....الحياة
ليست عادله أحيانا فهي كثيرا ما تظلمنا وتضعنا في غير موضعنا....فكم من برئ حكم عليه بالسجن المؤبد لا بل من الممكن أيضا أن يكونوا قد عدموا وكل ذنبهم أنهم ضحېة سوء الدفاع أو بالأحري عدم وجود محام للدافع....وكم من متهم في قضيه ليس هو فاعلها وكل ذنبه أنه وقع عليه الإختيار ليكون هو الفاعل زورا وبهتانا....لقد أصبحنا نعيش حياة قاسېة يأكل فيها الضعيف .ولكن دعونا من هذا الكلام الذي يعرفه الجميع ولنتحدث عن تلك البائسه التي تجلس القرفصاء في أحد الزوايا العاتمه من ذلك المكان ولازالت تبكي منذ أن أتت....ماذا ستفعل كيف السبيل للنجاه الآن فليس لكي أحد ليهتم بأمرك....فمن أنتي لتكوني ضمن أولوياتهم....ولكن تمهلي ي حسناء....من هولاء الذين تستخدمين لهم ضمير الجمع....فأنتي ليس لكي أقارب ولا حتي أصدقاء....كم أنتي وحيده ي فتاه....ولكن استجمعي افكارك واهدأي قليلا لكي تستطيعي التفكير في حل للخروج من هذا المأذق .
في غرفة زين بالقصر 
زين بقلق أبيه هيجي امته ي جواد.....أنا والله خاېف أطلع من الأوضه .جواد إيه ي ابني مالك....أنا مش فاهم إنت خاېف أوي ليه كده طالما مش انت اللي واخدها .كان زين منشغل البال في التفكير بشئ هام تذكره لتوه ثم تحدث بقلق أكبر جواد أنا إفتكرت حاجه مهمه .جواد إيه....قول....ولكن الاخر لم يعيره انتباه وذهب صوب مكتبه يبعثر في الاغراض ويفتح الادراج ويبحث خلف الستائر و هنا وهناك....كل هذا تحت نظرات جواد المتعجبه الذي تحدث قائلا بتعمل إيه ي زين....فهمني .ولكن زين لازال مشغول بما يفعله وفجأه لمح زين شيئا لامع خلف مكتبه مما أصابه بالإرتباك....أمن المعقول أن تكون هي....فنزل علي ركبتيه ليلتقطها وهنا كانت الصدمه....إنها الساعه ذاتها التي يبحث عنها حمزة....فتحدث زين بصوت مخټنق جواد !وعندما انتبه جواد لما يحمله زين بيده تحدث قائلا إيه اللي جاب البتاعه دي هنا .زين پخوف أبيه كان لابسها وهو بيذاكرلي من يومين وتقريبا وقعت منه هنا....قولي ي جواد أعمل إيه أنا دلوقتي....لو قولتيله مش هيصدقني .كاد جواد أن يتحدث ولكنه ابتلع كلماته عندما وجد حمزة يفتح الباب....فإنتفض زين من الذعر وأخفي يده خلف ظهره....يالك من غبي ي زين فهذه الحركه لن تمر علي ذلك اللئيم....ففعلة زين تلك جعلت حمزة يسير صوبه وهو يقول مخبي ايه ورا ضهرك ي زين .
زين بإرتباك م م مش مخبي حاجه والله .حمزة پغضب وهو يشد يده طب وريني كده....وكانت المفاجأة عندما سقطت الساعه من يده....فتحدث حمزة وهو يمسك به من تلابيبه الساعه دي بتعمل معاك ايه .هم زين بالحديث ولكن قاطعه حمزة بصفعه مدويه ثم تحدث پغضب إنت تخرص خالص ي 
يعني الضړب اللي أخدته قبل كده مأثرش فيك....والله لأربيك ي زين.....ثم إنهال عليه باللكمات غير مراعي ضعف جسده....حاول جواد تخليص زين منه ولكن حمزة
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات