الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية الحسناء

انت في الصفحة 7 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


وبمجرد أن أغمض عينيه حتي غرق في النعاس ....فالموقف الذي حدث له منذ قليل كفيل بتحتطيم أعصابه .أشرقت الشمس بطلتها المبهجه معلنه عن بدأ يوم جديد ليستيقظ كل من في القصر عدا حمزة فظل نائما لوقت متأخر علي غير عادته مما أثار فضول الجميع فقررت والدته الصعود لإيقاظه فهي والداه الوحيدان المسموح لهما بإيقاظه ......بعدما صعدت ليلي الطابق الذي توجد به غرفته فتحت الباب برفق وقامت بإزاحة الستائر سامحه لتلك الأشعه الذهبيه بالدخول ......تململ حمزة محدثا صوتا يعبر عن ضيقه من ذلك الضوء الذي أفسد نومه .......ليلي قوم

يلا ي حمزة الوقت إتأخر ...... إنت مش رايح المحكمه إنهارده ولا إيه وبمجرد أن سمع أن الوقت قد تأخر حتي هب واقفا عن الفراش وقال هي الساعه كام دلوقتي ليلي الساعه دلوقتي ٩ ونص ......إيه اللي نيمك لحد دلوقتي حمزة مافيش ي ماما .......رجعت إمبارح متأخر .ليلي طب سهرت ليه ي حمزة وإنت عارف إنك هتصحي بدري .حمزة كنت مع صحابي وماحستش بالوقت .ليلي طب يلا البس بسرعه عشان تلحق تروح الشغلحمزة لأ خلاص أنا كده مش هلحق ...وأصلا أنا تعبان وعندي صداع ومش هقدر أروح .ليلي سلامتك ي حبيبي .......تعالي يلا عشان تفطر وتاخد حاجه للصداع .حمزة إنتم لسه مافطرتوش .ليلي لأ لسه ......بنستناك عشان عارفه إنك مابتحبش تاكل لوحدك .حمزة حاضر ي ماما اتفضلي إنتي وأنا هحصلك .
ليلي ماشي ي حبيبي ......متتأخرش .
أومأ لها برأسه وانتظر حتي تخرج.......فقام بإخراج ملابس منزليه ودخل الحمام الملحق بغرفته ......بعد فتره ليست بقليله خرج مرتديا ملابسه وقام بتمشيط شعره ورش عطره المميز ذو الرائحه النفاذه ثم نزل متجها إلي غرفة المعيشه .....وعندما دخل وجد حسناء تقوم بوضع بعض الصحون علي الطاوله فرمقها بنظره محتقره وخرج
كي لا يراها إلي أن تنتهي .......وبعد دقائق كانت حسناء تخرج متجهه نحو المطبخ لتتجمع العائله حول الطاوله .
عز الدين إنت لسه مالبستش ليه ي حمزة حمزة أنا مش رايح إنهارده .......
عز الدين ليه مش عوايدك يعني .حمزة وهو يلوك الطعام بفمه صحيت متأخر ...زين هامسا اممم..... عشان كده ماما أخرت الفطار....دا أنا ھموت من الجوع وكله بسبب أبو ڠضب .
جواد بس الله ېخرب بيتك هتفضحنا ...زين إيه ي ناس جعان ....وهوه زي الباشا يصحي براحته واحنا نقعد نستناه .جواد بس بدل ما يسمعك ي فالح ...ويطلعهم عليك وساعتها هتبقي زي الكتكوت المبلول .زين خلاص ي عم سكت أهو .حمزة بسخريه إيه ي أستاذ زين شايفك صاحي نفسك مفتوحه ع الكلام يعني .لم ينطق زين بحرف واحد وإنما وضع رأسه في صحنه بإحراج وظل يأكل بهدوء ......فتحدث جواد تستاهل......أصل إنت مابتعرفش تبدأ يومك غير بجرعة الهزائه بتاعت كل يوم زين بضيق ما خلاص بقي ي جواد .......دا أنت ما بتصدق .جواد ما أنا قاعد أقولك اسكت إنت اللي ماسمعتش الكلام .
وهنا تذكر جواد مكالمة هاني بشأن الرجل صاحب الشاليه الذي يريد أن يبتاعه فقال اه علي فكره السفر إتقدم ولازم نسافر علي بكره كده. ......لأن الراجل صاحب الشاليه هيسافر بعد بكره بالليل .عز الدين مافيش مشاكل طالما إن مافيش وراك حاجه.....ابقي قول لحازم بقي عشان يعمل حسابه .جواد أنا قولتيله إمبارح وراح يعمل الأجازه إنهارده .زين وهو ينهض من مكانه بسعاده دا أنا قوم أجهز الشنطه بقي ..تضايق حمزة من تصرف زين الطفولي وقال بضجر ماتعقل بقي ي زين ......ماعندك اليوم طويل ....وبلاش تصرفات الأطفال دي إنت مش صغير .جواد وفيها إيه يعني لما يطلع يجهزها ......وبعدين دي حاجه تضايقك في إيه يعني مش فاهم .حمزة ماهو دفاعك الأعمي عنه دا وتبريرك لكل تصرفاته هوه اللي مخليه يتمادي ف الأسلوب الطفولي دا .......ف خليك فحالك ي جواد .....ومالكش دعوه بيه .جواد بعصبيه وإشمعنا إنت يعني بتدي لنفسك الحق إنك تتحكم فيه زي اللعبه ف إيدك .....ومابتدلوش الحق يختار أي حاجه ف حياته ....حمزة بصوت جهوري اطلع أوضتك ي زين .إنتفض زين إثر صوته المخيف ذاك ثم صعد غرفته بدون نقاش فالوضع أصبح شائكا لا يحتمل الجدال .
حمزة پحده قولتيلك مېت مره قبل كده ماتتكلمش قدامه ف حاجه وإنت برضو بتعاندي ......لآخر مره بقولهاك مالكش دعوه بزين وخليك ف حالك ي جواد .
جواد بعصبيه يعني إيه ماليش دعوه دي .....إنت فاكر نفسك مين يعني عشان تتحكم فينا كده .
حمزة بصوت جهوري ماتحترم نفسك ي جواد مش عايز أمد إيدي عليك .
جواد بإستنكار تمد إيدك عليا ....طب والله كويس .
وعند هذا الحد تحدث عز الدين پحده ماكفايه بقي ....دا أنتم مش عامليني أي إعتبار ..... وبعدين ي أستاذ حمزة مش عشان إنت الكبير دا يديك الحق إنك تمد إيدك علي أخوك ......دا أنت خلاص إتفرعنت ي حمزة ......
حمزة بإحراج معلش ي بابا بس هوه اللي عصبني ....حضرتك مش شايف الأسلوب اللي بيكلمني بيه .
جواد مش لما يبقي أسلوبك معايا كويس ....أبقي أكلمك بأحسن من كده .عز الدين بعصبيه خلاص ي جواد ......دا أخوك الكبير يعني إحترامه من إحترامي بالظبط وماينفعش تكلمه كده 
لم يتكلم أي من جواد وحمزة فإستكمل عز الدين حديثه اللي حصل إنهارده دا ماعدتش يتكرر .....ويلا كل واحد فيكم يشوف هوه رايح فين .
فإنصرف جواد دون أن يتحدث بكلمه بينما هم حمزة لينصرف لكن إستوقفه والده قائلا استني ي حمزة عايزك .
حمزة نعم ي بابا .
عز الدين
إنت عارف إن جواد ممكن يقبل منك أي حاجه وأي تصرف إلا إنك تعمل حاجه ف زين .....فعشان خاطري خف شويه ي حمزة أنا مش عايز إخواتك يكرهوك بسبب تحكمك الزياده دا فيهم .
حمزة والله ي بابا ماحد هيبوظ زين غير جواد ....دا مابيشفلوش ولا غلطه .عز الدين بالعكس والله ..... جواد بيشد عليه وبينصحه بس براحه عشان كده زين بيسمع كلامه علي طول لأنه بيحبه ومش عايز يزعله .....لكن إنت لو جيت تبص هتلاقي إن طاعة زين ليك خوف منك مش أكتر .
حمزة سيبنا من موضوع زين دلوقتي ....حضرتك عاجبك الأسلوب اللي جواد بقي بيكلمني بيه دا .....أنا والله حايش نفسي عنه بالعافيه عشان خاطر حضرتك ي بابا .عز الدين حسن أسلوبك إنت معاه الأول .....ولو تلاحظ هتاخد بالك إن جواد مبيحاولش يتكلم معاك خالص وبيتجنب المكان اللي إنت فيه .....ولولا إني مش موافق إنه يقعد ف بيت لوحده كان زمانه سابلك البيت من زمان . حمزة يعني جواد باشا كان عايز يسيب البيت ....طب والله كويس .عز الدين يعني إنت سايب الكلام كله ومسكت ف دي .....دا أنت مستفز...حمزة يعني
أعمل إيه ي بابا يعني عز الدين صاحب إخواتك وقرب منهم ...وإحتويهمحمزة حاضر ......أي أوامر تانيه نظر له عز الدين نظره ذات مغزي وقال ما أنت عارفحمزة بضيق يوه ي بابا ......هنرجع لنفس الموضوع دا تاني .......عز الدين أيوه هنرجعله تاني وتالت ......أنت كبرت ي حمزة ......قولي كده في واحد عنده ٣٣ سنه ولسه ماتجوزش .....دا اللي قدك دلوقتي مخلفين بدل العيل إتنين وتلاته .....وأنا نفسي أفرح بيك بقي .
حمزة محاولا إنهاء الحوار ربنا يسهل ......لما أبقي ألاقي بنت الحلال ....عز الدين كل مره أجبلك فيها سيرة الموضوع دا تقعد تقفل عليا ومابتبقاش عايز تتكلم فيه ...... حمزة ما أنا قايل لحضرتك ي بابا قبل كده إن الموضوع دا مش ف دماغي دلوقتي ......بس أوعدك هفكر .
عز الدين بنفاذ صبر ربنا يهديك ......فإبتسم له ثم قبل يده وذهب . في مطبخ القصر 
حسناء أنا خاېفه .....إيه كل الزعيق دا .....ربنا يسترحنان ي رب ...حسناء أنا أول مره أسمع جواد بيزعق ......دا علي طول بيبقي هادي .....إظهار كده إنه إتعدي من أبو ڠضب ....الله يهديه . كان جواد يقف متكأ علي بابا المطبخ يستمع لها دون أن يشعر به أحد ثم قال بتجيبي ف سيرتي ليه بقي دلوقتي .شهقت حسناء ثم إلتفتت له وقالت حرام عليك خضيتني ي جواد ......جواد إيه ي بنتي إنتي علي طول قلبك خفيف كده .حسناء البركه ف أخوك مربيلي الړعب .جواد مربيلنا الړعب كلنا وحياتك .......المهم لو خلصتي تعالي يلا عشان نروح المول .حسناء بإستفهام المول ......ليه مش فاهمه جواد مش إنتي وداده حنان رايحين المول إنهارده .حسناء أيوه رايحين بس إنت إيه علاقتك مش فاهمه !جواد بمرح ما تشغلي مخك بقي ي حسناء .......أكيد طبعا أنا اللي هوديكم .....إنتم يعني ليكم مين غيري .
حسناء ماشي ي عم .......اه م الحق كنت بتزعق ليه .....أوعي أبو ڠضب يكون عملك حاجه ...قول ماتخفش وأنا أجبلك حقك .جواد بمشاكسه تجيبيلي حقي ......ي واد ي جامد ....دا علي أساس إنك مابتبقيش عامله قدامه زي الأرنب .حسناء بتمثيل مسرحي والله إنت بتشك ف قدراتي ......ماكنتش أتوقع منك كده .....طب يلا امشي من هنا أنا مش هكلمك تاني ....وع العموم الكلام بينا إنتهي ي جواد وكل واحد فينا يشوف حاله ......إحنا مش لبعض ي إبن الناس . وهنا قهقه جواد بشده علي تمثيلها المرح .....حاول إيقاف ضحكاته المسموعه ولكن لم يستطع..... فجاء زين علي صوت تلك الضحكات وقال ليكم نفس تضحكم من غيري .....طب أنا زعلان ....جواد من بين شهقاته حرام عليكي ي حسناء بجد مش قادر .حسناء أنا عملتيلك حاجه ي بني .زين ماتضحكني معاك ي جواد بدل النكد اللي إحنا فيه دا .حسناء نكد ....إنتوا إيه حكايتكم إنهارده .زين جواد وأبيه حمزة كانو بيتخانقم ...حسناء ليه إيه اللي حصل جواد ماهو دا العادي .....مافيش جديد .....كل مره نتخانق بسبب أستاذ زين اللي علي طول جايبلنا الكلام .
زين بحزن والله أستاذ زين قرف ......نفسي مره لما أعمل حاجه ماحدش يعترض عليها وتسيبوني براحتي بقي ونفسي أبيه يبطل يتحكم فيا كده .....بجد أنا زهقت .جواد والله كلنا زهقانين ......هوه مابيتحكمش فيك لوحدك دا عايز كل حاجه تحت سيطرته .....ربنا يهديه .حسناء بمرح قولتيلك أروح أجبلك حقك إنت اللي مسمعتش الكلام .زين دا إحنا بقينا جامدين ......طب روحي بقي ي شبح وورينا هتعملي إيه .حسناء بخضه إيه ي عم إنت مابتصدق ....دا أنا كنت بضحك معاكم .....ماتبقوش تاخدولي علي كلام .جواد والله إحنا اللي لازم ناخدلك حقك ي حسناء .....دا إنتي أكتر
واحده مأذيه منه .حسناء بحزن ماعدتش فارقه والله ......أنا بجد بتمني إن ربنا يهديه ويبعد
 

انت في الصفحة 7 من 32 صفحات