رواية جابري الفصول من 26-30
يا سلسبيل يا بنتي
أردفت بها عفاف و هي تسير لخارج الغرفة لتلحق بها سلسبيل راكضة و تعانقها بقوة مغمغمة بامتنان مش عارفة أشكرك إزاي يا دادة أنا تعبتك معايا أوي انهاردة
بدلتها عفاف العناق قبل أن تغادر الغرفة غالقة الباب خلفها وقفت سلسبيل بمنتصف الغرفة عينيها مثبته على بابها تنتظر طلته عليها بنفاذ صبر علقت أنفاسها بصدرها حين اخترقت حواسها رائحة عطره النفاذه
كلا منهما يتأمل الأخر بصمت نظراتهما المشتاقة تحكي الكثير و الكثير من المشاعر المختلطة التي يصعب وصفها بمجرد كلمات ألقى ما يحمله بيده و دون النطق بحرف واحد مد يده حاوط خصرهاود به أن يخفيها داخل أعمق نقطه بقلبه
سار بها تجاه أقرب مقعد جلس و أجلسها رفعت سلسبيل رأسها و نظرت له بلهفة حين شعرت بتشنج جسده من حولها
مالك يا عبد الجبار في حاجة حصلت!!!
همست بها پخوف ظاهر بنبرة صوتها و قد بدأ جسدها يرتجف قليلا بين يديه
سلسبيل رايد اتحدتت وياك في حاچة مهمة
ابتلع لعابه بصعوبة جعل الډماء تنسحب من وجهها و شحب لونها حين رأت مدى قلقه الذي تحول لشبه ذعر و هو يقول بنبرة راجية
أوعدك أوعدك يا عبد الجبار قولي في ايه قبل ما قلبي يقف من الخۏف
همست بها بأنفاس متلاحقة و هي تتشبث بجلبابه بأصابع يدها و كأنها تستمد منها القوة على الثبات
وضع كفه على موضع قلبها يستشعر خفقاته المتسارعة أسفل راحة يده مغمغما بهدوء عكس ضجيج قلبه
عقدت حاجبيها و تطلعت له بنظرات متعجبة لم تفهم مخزي حديثه و قد ظنت أنه يقول حديثه هذا ليخفف عنها عبئ مرضها أو ربما تفهمت لكنها تستبعد هذا الظن و بداخلها تتمنى أن يكون قلبها بخير حال لعلها تتمكن من الإنجاب حلمها و ما تسعي لأجله تريد أن تنجب منه طفل و ټموت بعدها لا تمانع أبدا
حرك رأسه لها بالايحاب و بقوة زائفه قال
أنا كان عندي إستعداد أعمل أي حاچة في الدنيا لاچل ما تبجي مراتي يا سلسبيل
حتي لو هتقول إني مريضة و مش هقدر أكون لك زوجة عشان تخلي أبلة خضرا تجوزني ليك بنفسها مش كده يا عبد الجبار !!!
أردفت بها و هي تبكي و تضحك بأن واحد بهتت ملامحه و تطلع لها بأعين جاحظة مرددا بتقطع
عرفتي كيف مين اللي قالك!!!
قلبي هكذا جاوبته بمنتهي البساطة و من ثم اجهشت في البكاء مكملة بنحيب
قلبي كان حاسس بسبب لهفتك عليا و استغلالك لكل فرصة
نبقي فيها لوحدنا عشان تقرب مني فيها
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية و تابعت بخجل
لحد ما حصل و بقيت مراتك بجد مش على ورق بس وقتها اتأكدت إني كويسة و مش تعبانه زي ما فهمتوني بالذات لما أنت كلمت الدكتور بالاجنبي عشان مفهمش كلامكم
صمتت لبرهة و نظرت لعينيه التي تستجديها أن تغفر له فعلته هذه رفعت يدها و وضعت أصابعها الباردة على ذقنه الكثيفه و تابعت بثقة
لو كنت تعبانه فعلا كنت هتخاف عليا و مكنتش ھتلمسني أبدا
مال بوجهه ولثم باطن يدها بعمق مغمغما
حقك على جلبي و عيني أني خابر زين إن اللي عملته ده عاملة عفشة و أنانية مني و يمكن طمع كمان لأني مكنتش رايد أخسر خضرا أم بناتي و لا اتسبب في وچعك و وچعها
استند بجبهته على جبهتها و تابع بلهجة أكثر خشونة و كأنه يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده
عشقان أني عشقتك و العاشق معلهوش لوم يا بت جلبي أوعاك تزعلي مني يا زينة البنتة لو رچع بيا الزمن تاني هعمل المستحيل لاچل ما تبجي مراتي و تحت حمايتي يا سلسبيل
ختم حديثه و يده تضمها له بقوة لصقها به
تشنجت بين يديه و إرتفع صوت نشيجها أكثر جعلت قلبه يسقط أرضا من شدة فزعه و خوفه عليها و تحدثت بتقطع من بين شهقاتها الحادة قائلة
مش زعلانة منك يا عبد الجبار أنا مكنتش عايزه حاجة من الدنيا غير أني أكون في حمايتك أنت وبس
أثلجت قلبه بجملتها هذه تنهد بارتياح و ضمھا لصدره بكل ما قوته قربها يطمئن صخب قلبه النابض بعشقها
العشا جاهز يا عبد الجبار بيه
كان هذا صوت عفاف صدح عبر باب الغرفة المغلق ابتعدت سلسبيل عن زوجها الذي أبي أن يتركها إلا بعدما مسح عبراتها بأنامله و قبل عينيها بعمق
أنا عملتلك الأكل انهارده بأيدي
همست بها قبل أن تنتصب واقفة و تسير تجاه الباب فتحته و تحدثت ببشاشة و هي تجذب العربة الموضوع عليها الطعام للداخل أمام نظرات زوجها المفتون بعشقها
تسلميلي يا دادة عفاف و من فضلك خلي كل اللي في البيت يسيبوا اللي في أيديهم و يقعدوا يتعشوا أنا عاملة الأكل بزيادة عشان خاطركم
صل على محمد
بمنزل متوسط الحال تجلس سعاد برفقة صفا ابنة زوجها صاحبة العشرون عامشابة جمالها رقيق و لكن ملامحها يبدو عليها الحزن الشديد شاردة بعيدا بذهنها فيما حدث لها تعرضت لصفعه خذلان دامية على يد خطيبها السابق الذي تركها قبل زفافها بأسبوع واحد بسبب اعتراضه على إحدي أهم البنود في قائمة منقولاتها لا يريد كتابة مؤخر صداق لها مما دفع والدها لتمسك بحق وحيدته ليقرر الأخر فض الزيجة بأكملها
موقف لا تحسد عليه إطلاقا أصابها نوبة اكتئاب يحاول والدها و زوجته التي تعتبرها بمثابة ابنه لها إخراجها من تلك الحالة بشتى الطرق
يابنتي عشان خاطر ربنا كلى لقمة صغيره و أشربي حبة عصير لتقعي من طولك
صدح رنين هاتفها فشهقت بخفوت و هي تقول
يابنتي ابوكي هيتجنن عليكي و كل شوية يتصل بيا و هو سايق و ماشي على طريق عشان يطمن عليكي ويشوفك كلتي و لا لاء
ردي عليه و قوليله أني كلت يا ماما سعاد
همست بها صفا ببوادر بكاء و تعب واضح على ملامحها الشاحبة
بقي عايزاني أكدب على فايز يا صفا!!! على أساس أنك مش عارفه أبوكي اللي بيشم ريحة الكدب