رواية فراشتي الذهبية الفصول من 1-12 سوما العربي
عاري الصدر يرتدي بنطال من الكتان..كانت هيئته مهيبة ومخيفة في نفس الوقت خصوصا مع ظلام الليل الذي لا ينيرة سوى بعض كلوبات الإنارة .
و وقف من مكانه يتقدم منها ليزيد طوله هيبة على هيبته ثم أقترب منها بحاجب مرفوع من وقاحتها .
فقد كانت تنظر له برأس مرفوع وقال بصوت غاضب
ألم يعلموكي أن تخفضي عيناكي وتنكسي رأسك أرضا وأنتي بحضرة الملك.
وصړخت فيه
أنا مابوطيش راسي لحد...لا عاش ولا كان إلي يكسر عيني.
أهتزت شفتيه بإستفزاز منها وتقدم يقبض على ذراعها مرددا
تأدبي وأنتي بحضرة الملك.. أخفضي عيناكي ورأسك.
لأ
قالتها بإباء و رفض تام جعلته ېصرخ پغضب
كاااكاااا .
عادت للخلف خطوتين أثر صوته الجهوري ثم رددت بصوت مرتعش
لكنها أنتفضت تلتف خلفها على صوت جمهوري وبعدها رأت شخص تقريبا ليس من بني البشر
تحدثت بصوت باكي
أنت كاكا ... ده حتى مش أوانك ...هتعملوا فيا أيه
نظر كاكا لراموس وبعدها خفض كتفيه ورأسه يحيه بخضوع مرددا
أمر مولاي
خذها للسجن .
لم يتوانى كاكا وسحب معه رنا التي كانت تصرخ پخوف وړعب.
ماذا حدث
هذا أمر الملك.
وأخيرا تنفست أنچا الصعداء وقد زال خۏفها ترى كاكا وهو يغلق الاقفال عليها ورنا تردد
ليه كده حرام عليكم.. طب طلعني وأنا هسمع الكلام.
لكن كاكا لم يعيرها اهتمام كذلك أنچا التي أستدارت تغادر وعلى شفتيها إبتسامة إنتصار.
ليه كده ..طب فكوني النهاردة بس...ده انا النهاردة عيد ميلادي يا ناس .
تخشبت قدمي أنچا في الأرض ونظرت للسماء الصافية لتصعق وهي ترى أن القمر مازال بدر في كماله .
لتشعر أنها محاطة ومحاصرة بقدمها في الأرض والبدر بالسماء وتلك الفتاة من خلفها .
إستدارت لها ببطء مخيف تنظر عليها وهزت رأسها پجنون ....لااااا ...لن تسمح لذلك بأن يحدث.
في ساعة متأخرة من الليل...مالت رنا برأسها على طرف الحفرة وقد غلبها النعاس ودمعها على خدها.
لتشعر بيد تهزها بغلظة ...فتحت عيناها تصرخ بړعب
في إيه
لتجد أنچا امامها تردد
ششششش ..أخفضي صوتك ...ألم تريدي الهرب ...أنا سأساعدك...هيا.
بجد والنبي.... ربنا يخليكي .. أنتي شكلك طيبة وأنا إلي فهمتك غلط .. ربنا يردهولك في عيالك..مانتي لازم تساعديني احنا ولايا زي بعض ربنا مايغلب لك ولية ابدا..
ششششششششش ...كفي عن الثرثرة ... وآلان اركضي بهذا الإتجاه حتى تصلي للشط ستجدي قارب بأنتظارك والباقية عليكي..هيا ..أذهبي سريعا ولا تنظري خلفك .
هزت رنا رأسها پجنون وبدأت تركض في الإتجاه المطلوب.
ظلت تركض وتتعسر من شدة التعب.. تلهث پخوف وإرهاق لكنها تحاول الوقوف كي تصل لهدفها .
لكن توقفت في منتصف الغابة على صوت جهوري أمرها بالتوقف .
ألتفت ببطء وخوف لتشهق بړعب و هي تجد نفسها في حضرة الملك .......
الفصل الثالث
بعد منتصف الليل في غرفة الملك راموس
ظل يتقلب على الفراش يمينا و يسارا كأنه يتقلب على جمر متقد .....و هب فجأة يقف على الأرض يشعر بجسده مشتعل ..... يشتعل بلا سببب.
أغلق جفناه بقوة.....تبا لها...صورتها وهي رافعه رأسها وعيناها القوية بعيناه تناظرة بشموخ لا تفارقه .
ضم أصابع يده في قبضة وحدة من شدة الغيظ و الغل كلما تذكرها.
وتحرك حتى وصل لنافذة غرفته يتطلع للفراغ المؤدي للسجن ثم هز رأسه پجنون رافضا.
مد يده يسحب كأسه ورفعه على فمه يتجرعه دفعه واحده عله يطفئ ڼار جسده لكن لم يحدث.
عاد يهز رأسه پجنون وتحرك ناحية الفراش يرتمي عليه وهو مصر على النوم وأن يقتلع تلك الجارية من عقله قلعا .
مرت ساعة فأخرى وهو مازال على وضعه يفكر هل ېقتلها مثلا ليتخلص من تلك الحالة أم ماذا
ترك الفراش وظل يجوب الغرفة ينظر عبر النافذة من جديد يلاحظ إنبلاج بسيظ للنهار في الأفق من بعد الفجر.
عاد يجوب الغرفة كالممسوس ذاهب وعودة حتى فرغ صبرت و صبتت عزيمته فخرج مندفعا من غرفته لينتفض الحراس خلفه يحيطون به لكنه أمرهم بحزم
أبقوا هنا .
فلم يعد بيدهم شئ ونفذوا الأمر بينما سار هو بإتجاه السچن المؤقت .
لكنه صدم واتسعت عيناه حينما وجده خالي فهتف بحدة
يا حراس .
فأجتمع حراسه في الحال وأمرهم بتمشيط المنطقة كلها بحثا عن الفتاة البيضاء ولم يقف بل تحرك معهم يبحث عنها حتى صدح صوت أحدهم
مولاااي ...وجدتها.
ثم صړخ عاليا
توقفي عندك....توقفي فورا.
أتسعت خطوات الملك حتى وصل عند ذلك الحارس ليجدها أمامه توليه ظهرها تنتفض من الړعب و اللهاث من كثرة الركض .
أخذت تستدير ببطئ شديد ...إنها بأسوء كوابيسها على الإطلاق...بل حتى الکابوس أحيانا يكن أكثر منطقية عن ما يجري لها هنا .
إلتفت والړعب يهز خلاياها هزا لتجد نفسها بحضرة الملك ورفعت إصبع السبابة للسماء وأسبلت جفناها تردد بإستسلام
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله.
أنتظرت إختراق الړصاص لجسدها وهي تنتفض مړعوبه لكن لم يحدث ففتحت عيناها تبصر الملك الأسود المخيف مازال واقفا وحراسه من خلفه ينظر لها بنظره الحاد ثم هتف
توثف أقدامها وأيديها بالأصفاد وتحمل على الجزيرة حتى توضع بالسجن هنا....هيا تهيؤا ...سنرحل اليوم .
سكت واقترب منها عدة خطوات مٹيرة للړعب والريبة حتى توقف أمامها وتحدث بفحيح
هناك سنرى كيف ستستطيعين الهرب مجددا.
ثم صړخ في الحرس
خذوها ... وأريد تحقيق شامل ومفصل لأعرف كيف هربت ومن ساعدها.
إلتف ينظر لها پغضب ثم ردد من بين أنيابه
بظرف ساعات أصبح لك موالين في مخيمي ..من ساعدك ها وماذا دفعتي كي يفعل..أخبريني .. هل أغويتي أحد الحراس
أتسعت عيناها پصدمة حينما استوعبت مقصده وتقدمت تزجره پغضب ...تصرخ بغل وهي مکبلة بالأغلال
كيف تجرؤ ..من تظن نفسك.
أنا الملك راموس...سأعرفك بل ألقنك مع الأيام ومن داخل السچن من أنا ..أعدك أن يكون الدرس قاسېا لأقصى حد وقتها .
ثم صړخ في حراسه و قدزاد غضبه وهو يلاحظ تبجحها
خذوها من أمامي.. هيا تحركوا.
فتحرك الحراس يجرونها معهم وهو يتابعهم بضيق يهز رأسه پجنون ...تلك المچرمة... لقد كانت تنظر بعيناه ند بند دون أي خوف أو مهابة من فعلتها .
صر على أنيابه بغيظ يتوعدها ...لن يرحمها فقط ليعودا للجزيرة.
وقف زيدان وسط شقة خاوية تماما ينظر للطوب الأحمر والأرض الغير ممهدة وهو يفكر هل سيبدأ من تحت الصفر مجددا
مقرا أنها يلزمها مبالغ كبيرة كي تصبح صالحة للإستهلاك الآدمي ...وتذكر حينها كم أنفق على شقته الأولى و كيف جلب تلك الأموال إنها نتاج جهد سنوات .
تنهد وهو يبتسم بحزن فلم ولمن يجهز شقته وهو للأن لم يجد من ......
عند هذه النقطة أغمض عيناه يقطع الفكرة من شدة عزة النفس يرفض أن يعترف بالأمر الواقع حتى لو بينه وبين حاله فخرج من الشقة كلها وأغلق الباب وبدأ يهبط درجات السلم حتى وصل للطابق ثاني محل شقته القديم ليقف بإستغرب وهو يرى الباب مفتوح على مصرعيه فتقدم للداخل يبصر حورية تقف موليه له ظهرها وحولها عمال يعملون باكتر من غرفة .
أقترب منها مستنكر الوضع برمته يردد
حورية
أرتبكت حورية وقد لاحظ زيدان تفزز جسدها ما أن حضر تنهد بيأس لكن حاول التجاوز ثم سأل
بتعملي أيه هنا
جاوبت بتلجلج
جيت أعمل التغييرات إلي حباها وأختار لون الفرش.
ماشي حقك بس إزاي تقفي لوحدك وسط الصنايعية فين محمود
محمود! أنا نفسي مش عارفه وبكلمه بيكنسل عليا والرجالة كان معادهم النهاردة.
زفر بضيق غير راضي عن كل ما يحدث ثم قال
ماعلش تلاقيه بردو بيعمل حاجه في ترتيبات الفرح القاعة والذي منه..طيب خلصي بسرعة قولي إلي عايزاه للرجالة وانزلي وأنا هقف معاهم .
هزت رأسها بإذعان ثم قالت
ماشي ... أنا عايزة أشيل الحيطة دي عشان تدي وسع .
نظر حيث وصفت... زم شفتيه بعدم رضا ثم قال
كده هتفتحي الصالتين على بعض وهتبقى واسعه قوي.
ده هيبقى حلو قوي خصوصا لما نوسع البلكونة والشمس تبقى مالية الصالة مع السيراميك الأبيض بصراحه انا بحب كده قوي بيدي راحة نفسية.
هز رأسه بإذعان وهو يتخيل ماوصفت ثم ردد
فكرة والله.... عايزة تقولي لهم حاجه تاني ولا خلاص.
ايوة عايزة أغير لون الجدار الكبير ده .
تمام .... عايزاه أيه
بفكر في الفيروزي .
نظر للحائط الكبير ثم لبقية الحوائط وقال
فاقع قوي ... يعني لو هتسأليني أنا كنت هعمل الأخضر وهيبقى حلو جدا مع باقي الحيطان لأنها بلون سن الفيل.
تطلعت في الحوائط تفكر فيما يقول فأردف مكملا
وعلى فكرة هيبقى لايق أكتر من ألوان الركنة والأرضيات.
تطلع لها وهي مازالت صامته يبدو على ملامحها التردد فشرع بعدم أحقيته بما يفعل ..مستنكر جدا فعلته تلك الشقة لم تعد له صمتها نبهه إلى أنه ربما هو هكذا يفرض آراؤه عليها فعاد يقول
بس أنتي بردو أعملي إلي أنتي شيفاه... دي شقتك وإلي عايزاه هيتعمل بأذن الله.
لأ أنا موافقة على الي قولته.
زاد حسابه لنفسه يبدو أنه ضغط عليها بأفكاره ولم تشئ إحراج شقيق زوجها تجنبا للمشاكل .....وبخ نفسه مرارا ....ماكان عليه أن يتدخل.
فأردف مشددا على كلماته التي أتضح فيها ندمه
لأ لأ... أنسي إلي قولته...أعملي إلي أنتي عايزاه دي حاجة مافيهاش زعل وبعدين أنا بردو ذوقي قديم وكلاسيكي شوية وبميل للألوان الدافية ... وأنتي أكيد....
قاطعته مبتسمة
بالعكس ده أنا عجبني جدا..كمان أنت فكرتني بالوان الركنة ...أنا كنت نسياها خالص.
لمعت عيناه بفرحة ثم وقف يستمع لباقي طلباتها حتى غادرت وبقى هو مع العمال .
وصل الجميع لجزيرة الذهب وسيقت رنا مکبلة للسجن ... كان السچن عندهم غير آدمي على الإطلاق عبارة عن زنازين حفرت بعمق تحت الأرض وحولوها لقلعة حصينة وسوروها بأسلاك شائكة موصله بالكهرباء..لذا أي محاولة للهرب من هذا السچن فهي بمثابة عملية إنتحارية.
ظلت فيه رنا لأيام...أيام من كثرتها بطلت عدها وأستسلمت للإمر الواقع.
بينما الملك راموس قد أنهى المرور على الديوان ومطالعة بعض المشكلات وحلها ...أتكئ على عرشه يفكر فيها .. منذ ذلك اليوم وصورتها لم تفارق خياله وهي عيناها بعيناه تجابهه ترفض الخضوع كالجواري .
أطبق جفناه پغضب من نفسه وتذكره الدائم لها كيف نسى فعلتها وعدم أحترامها بحضرته علاوة على فعلتها الإبشع و هي الهرب .... الهرب بمملكتهم خېانة.
ضحك ساخرا...ماذا كان يتوقع من فتاة بيضاء يعني.
عاد يتناول قلمه ليكمل مهامة وقد قرر الإنشغال بها عوضا عن التفكير في نكرة خائڼة حقېرة لا تستحق وقت جلالته .
سابة نابية خرجت من بين شفتيه ..سب بها نفسه وهو يجد نفسه
على أعتاب السچن.
أنتفض الحارس يحني رأسه بخضوع مرددا
مولااي.
أين سجن تلك الفتاة
أعذر جهلي
مولاي...أي فتاة
الفتاة البيضاء.
نعم ...من هنا مولاي.
لم يحتاج الحارس الكثير من