رواية فراشتي الذهبية الفصول الاخيرة
عليهم باعين مغرورقه بالدموع على مايبدو أنها كانت تستمع لما يدور
لحظة توق وشوق مرت على كلاهما وهما يتطلعان لبعضهما هو يعترف ويعرف انه قد أشتاق لها لكن حوريه لم تسعها الفرصه لتسأل نفسها هل إشتاقت له هل تريد الانفصال فعليا
فقد مرت الأحداث تباعا ولم تختلي بنفسها كثيرا وربما حانت لحظة المواجهة مع النفس
فوقفت حوريه متخبطه والصمت هو سيد الموقف لكنها كانت تتحاشى النظر له وهو يطالعها بإلحاح كأنه يرددأنظري لي ربما لعلمه أنه بات يملك تأثيرا عليها أو يرجو ذلك
أحيانا النظرات تخضعفنظرتها الخاطفة له ثم إشاحتها السريعه لعينيها عنه هزت قلبه وأوقعته بين قدميه تفسيره الوحيد أن ما حدث ما هو إلا رفض صريح
والخۏف حينما يتلبس البعض يحول أفعاله لمالا يمكن توقعه أو تخيله
بصي يابنتي هو يا إمساك بمعروف يا تسريح بإحسان وزيدان ابني صحيح لكن أنتي بردو بنتي والجواز مافيهوش ڠصبانيه شوفي لو عايزه تكملي ياريت مش عايزه خلاص أمر الله وأنا الي هطلقك منه كمان
فاندفع زيدان في الحديث بعدما انتفض واقفا
فوقف شداد بسرعه يضع يده على فم ابنه المتهور يحبس باقي تصريحاته العنتريه في جوفه ثم ردد بكياسه
شوفتي حتى زيدان موافق على كلامي مافيش غصبانية مش عايزك لا تخافي ولا تقلقي وخدي قرارك براحتك مش كده يا زيدان
زيدان كمان موافق يالا بالأذن احنا بقا وان شاء الله الرد يكون خير سلام عليكم
إستقبال مهيب يتلوه عدة مقابلات وأجتماعات خاصه كلها أنهكت الملك الذي وصل للتو غرفته الخاصه يقف في شرفتها يحاول سحب نفس عميق
صك أسنانه فهاهو يفكر فيها وهاهو من جديد يعترف لنفسه بأنها خانته يعني أنها تعنيه ولم تكن مجرد جاريه تبا لها
نفض عن رأسه التفكير ونظر خلفه حيث رأى مساعده الشخصي قد غفى على كرسيه من شدة التعب وهو يعمل بجهاز الاب توب
فدلف داخل الغرفه ليأخذه من على قدميه ثم عاد للشرفه يجلس على أريكه مريحه تطل على الحديقه الغناء وبدا بتصفح الجهاز
ظل هكذا قرابه الربع ساعة يده تقلب بلا اهتمام الأخبار والمقاطع التسجيلية المنتشرة
إلى أن توقفت يداه عن التقليب وجعد مابين حاجبيه مستغربا ثم اتسعت عيناه وهو يدرك حقيقة مايرى
في مطار القاهرة وصلت طائرة منسية تقل أفراد مانسيين من مديرهم ومن الجميع
كانوا ينظرون لبعضهم بقلق وړعب تكاليف باهظة وميزانيه رهيبه وفي النهاية عادوا بكفي حنين
لكن غضبهم ونظراتهم جميعا منصبه على منه هي من ظنت نفسها ريسه ويمكنها قيادة مهمة كبيرة كالتي ذهبوا اليها
وقفوا في صالة المطار لاستلام الحقائب وهم يتبادلون النظرات إلى أن سألت أحدهن بړعب
هنعمل ايه
فرد آخر عليها
هنجيب كل حاجة على دماغ ست الريسه مش هي دي الحقيقة احنا يادوب بننفذ تعليماتها ورؤيتها وإلا هنبقى خالفنا الأوامر البت دي لازم تلبس اسود وإلا كلنا هنشيل الطين
ليتقدم آخر ويقول
عمالين أنتوا تفكروا في حاجات تفاههه وناسيين المصېبه الكبيرة
أيه!!
احنا راجعين ناقصين رنا مش معانا هنقولهم ايه
بردو دي مسؤلية منه مش مسؤليتنا
و والنبي كل واحد بقا يشيل شيلته
كل ذلك يحدث تحت أنظار منه التي تتابع كل ما يجري منهم وتلاحظ همسهم ترى الغدر وتبييت النية في عينهم ولكنها كذلك تنتوي لهم ان فعلوا فعلت
عاد زيدان مع والده ودقا الباب لتهرول رشا سريعا وهي على علم بأنه الطارق توقف فردوس من تقدمها البطيئ
خليكي أنتي ياطنط عشان رجلك أنا هفتح
الله يباركلك يابنتي أنا والنبي رجلي مش شيلاني
فتحت الباب لتتسع ابتسامتها وهي تبصر امارات الخدلان والإرهاق على ملامحه التي باتت تراها وسيمة لتتأكد أن الأوضاع في سوء مستمر بينه وبين حوريه
دلف بعد والده الذي ألقى السلام بتعب وهم فيما جلس زيدان على اول كرسي بصمت تام فقالت فردوس
طمنوني عملتوا إيه
عرفنا نحذف الفيديوهات بس ماعرفناش نرجع حوريه
تهلل وجه رشا بينما هتفت فردوس بحزن
ليه بس!
أمها ست صعبه وشديدة دي خدتنا غسيل ومكوة
ماكنتش عارف تلين دماغها بكلمتين يا شداد يعني خلي بالك فوزية من الجيل القديم الي الطلاق عنده زي المۏت
دي وليه صعبه صعبه ولسانها معاها ومتبري منها
طب
كادت أن تكمل حديثها لولا جرس الباب فهمت لتقف وتفتحه لكن من جديد أسرعت رشا تردد بحنو مستحدث
خليكي ياحبيبتي عشان رجلك
ذهبت لفتح الباب بينما شداد يتابعها بعينه وهو يسأل زوجته مستعجبا
هي رشا بتعمل ايه هنا!
بنت حلال وفيها الخير والله جت تساعدني عارفه ان الزعل بيأثر على رجلي
يا سلااام وماله
بتلك اللحظة كانت رشا قد فتحت الباب لتبصر والدتها أمامها تناظرها پغضب شديد ثم قالت
سلام عليكم يا جماعه
فردت فردوس
وعليكم السلام تعالي ياختي اتفضلي خطوة عزيزه
يعز مقدارك يا حبيبتي أنا جيت أنادي رشا اصلها اتاخرت واحنا عندنا مشوار
قالت جملتها الأخيرة وهي تناظر ابنتها بنظرات تردي الحي قتيلا لكن رشا سألت بوقاحة
مشوار ايه
مشوار مهم يالا قدامي سلام احنا بقا يا جماعه
همت فردوس ترد متشكره
الله يسلمك يا حبيبيتي وشكرا يا رشا عملت الحوض والرز مكاني ربنا يكرمها
نظرت تحية لأبنتها وهمست بغل
والله من امتى الشطارة دي
ثم رفعت صوتها تردد السلام من جديد وسحبت أبنتها پغضب ورحلت تشيعهم نظرات شداد إلى أن عاودت فردوس طرح الأسئلة من جديد
ظل يعيد تشغيل المقطع المصور لا يفهم ولا يدري ماذا يرى لكنه متأكد أنها هي والله هي قبطيته الملعونه
انفاسه أصبحت عميقة طويله وتمهيداته عاليه تهد الحيل الأن فقط أدرك لأي درجه قد أشتاق لها
عيناه لمعت سرحت بحنان وشوق طوق لها ولمستها له يتذكر لحظاتهم سويا
عادت عيناه تتتبع الفيديو وبدأ يحاول فهم ما يدور والان فقط خطړ بعقله السؤال الأولى بالطرح أين هي ومن هؤلاء وماذا تفعل بينهمأهذه برازيليا أم ماذا واين الطبيب عشيقها تبا له ولها
هب من مجلسه وتحرك ناحية مستشاره الخاص يوقظه ويأمره بتتبع الأمر وقد أبلغه أنه في غضون ساعه لا أكثر عليه ان يعود له بالخبر اليقين
جلسه عائلية بامتياز ضمت كل من فوزيه وابنتها بشقة فوقية ورنا بعد العشاء وجلسن يتابعن مسلسلهن المفضل إلى أن جاء فاصل إعلاني مطول فانخرطتتا الشقيقتان في الحديث وبالطبع الحدث الأهم والمستولي على كل الاهتمام حاليا هو خلافهم مع منزل شداد
وبين وجهة النظر وعكسها كانت حورية تتابع بصمت حزين والان فقط سألت نفسها سؤال واحد وهو المهمهل تريد العودة لزيدان أم لا
وانحرفت بعقلها تفكر هل كانت ستعجب في يوم بالأيام بزيدان لو لم يحدث ما حدث لو لم يكن شقيق محمود
الإجابه أنها ماكانت تنتبه له رغم القلق الذي يصنعه في الحي بسبب طباعه الحادة وعصبيته المبالغ فيها
هي بالفعل كانت تخف منه لحظة
هل صرحت بأنها كانت!
كانت ولم تعد! بللت شفتيها وهي تستشعر ولادة بسمه جميله على شفتيها مع تسرب شعور لذيذ داخلها بينما تتذكر انه كان لين ولطيف جدا معها بل كانت تشعر احيانا أنه يستجدي إعجابها يحاول أن يخبرها بأنه ليس عصبي أو صعب كما يشاع عنهكأنه كان يقول لها أنا جيد أرجو ان تتقبليني
لكن لما طلقها! لما فعل ذلك وبدون حتى أخذ رأيها أوليس ذلك من حقها هي الأخرى هو من تخلى عنها لا مبرر لما فعله
ما فعله زيدان زاد الطين بلله و وأوسع الچرح الغائر الذي تسبب فيه محمود يوم تركها بفستان الزفاف
تصرف زيدان كان وكأنه أزال القشرة التي تكونت فوق الچرح عنوة وتركها ټنزف عزز لديها الشعور بالدونيه وعدم الإستحقاق وأنها لا تستحق سوى الهجر والترك
مازالت تتذكر لهفته عليها البائنة في عيناه كالشمس في السماء لكنها غير مبررة ما فعله بها لقد أدمى قلبها وسبب لها صدمة نفسيه كبيرة ما كانت ستستشعرها بعد ترك محمود لها ليلة الزفاف
تخلي زيدان عنها كان أهوج مجحف وبلا سبب يخبرها أنها لا تستحق ان يتمسك بها أحد هي معرضه للتخلي في أي وقت
وانتبهت على صوت خالتها تقول
خلاص بقا يا فوزيه صلي على النبي البيوت ياما بيحصل فيها سيبي الجدع يرجع مراته بلاش تركبي دماغك وبطلي عند
بادلتها فوزية النظر بتردد مابين الرفض وإلاستجابه وكادت ان تسأل حوريه رأيها
لكن حوريه قطعت عليها الفرصه و وقفت مقرره
أنا هرجع شقتنا عايزه انام بدري وارجع تاني أروح شغلي تصبحوا على خير
خرجت سريعا لا تريد الحديث هي بالأصل مذبذبه ومتوترة
فتنهدت فوقية تردد
هربت عشان مانفتحش معاها السيره البت دي إستوت ياحبة عيني ومابتلحقش تفرح
تنهدت بحزن واكملت
أااااه قال على رأي المثل رايح فين يا حظ رايح لعفانتهم طب والحلوين ياحظ قال كفايه عليهم حلاوتهم
بتلك الأثناء كانت رنا تجلس تستمع وتتتابع بصمت على غير العادة كانت لا تمتلك رأي بتلك القصه لقد تغيرت رنا تماما فرنا القديمه كانت صاحبة رأي وشخصيه مقدامه ومبادرة هي الفعل دوما ولم تكن يوما رد فعل
على عكس تلك الساهمة الصامته التي تجلس الآن تتمنى أنها يكن كل ما هي به الآن لهو مجرد شعور مابعد الصدمة وأنها فترة وستطيب وتعود لسابق عهدها
أغمضت عيناها تجاهد إلاتبكي هي تشعر أنها حطمت من الداخل
وبلحظة انقطع الفاصل الإعلاني بنشرة إخباريه تعاقبت فيها الأخبار داخل مصر ثم أخبار من حول العالم لتتجمد وتشعر بالبرودة تجتاحها بينما يعرض أمامها زيارة رسمية من لملك جزر الذهب للمغرب
أنه هو لحظة وكأنها طارت من على كنبة بيتهم القديمة وعادت هناك تتذكره وتتذكر أيامه كيف كان يلمسها كيف كان يتحكم فيها
تذكرت كذلك مناداته لها بصغيرتي والأهتمام الذي خصها به وحدها
سحبت نفس عالي بتعب وقد داهمتها المواقف من كل ناحية كأن الذكريات تتوافد على عقلها بصورتها معه في كل الأوضاع وهو يحاول معها وهو يعبث بجسدها وكأنها لعبة يمتلكها كيف كان يعتصر نهديها و مؤخرتها ان الشعور بالعاړ يكتنفها حد الإختناق
تتذكر كيف كانت تعامل معاملة العبيد هم بالفعل