الإثنين 06 يناير 2025

رواية خالد 31-32 والخاتمة

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الواحد والثلاثون
لن أعود...
عجبا لحنين قتال في القلب توا مولود
من خلف أنيني يراقبني من جوف الأمل المسدود
و خيال خصب يغرقني يغريني بالعود المحمود
كم كانت تسبر غاياتي بخطيئة جرم مشهود
و عبير شذاها يراودني بخليطة عطر مورود
لكن خيانتها توخزني قد سفكت قلب بجحود
جاءت قاتلتي تطلبني هيهات تحرك جلمود
لن أعود
بقلم إيهاب سليمان

قالت جورية بجزع
تطلب إيدى من جدى إيه بسمش هيرضى طبعا..إنت ناسى إنك متجوز
رمقها خالد بإبتسامة هادئة دون أن ينطق بحرف..لټضرب بقدمها الأرض فى حنق قائلة وهي تذهب إليه تسحبه من ذراعه لينهض معها وهي تقول
إنت دلوقتى تقوم تمشى من هنا قبل ما حد يشوفك..مفهوم
لتتجه إلى بوابة المنزل تسحبه وراءها وهي تستطرد قائلة
وعشان خاطرى متجيش هنا تانى..أنا ياسيدى مش موافقة على جوازنا..مبحبكش ولسة بحب فهد..إرحمنى بقى ياخالد.
توقف فجأة ليوقفها معه..إلتفتت تنظر إليه لينظر إلى عمق عينيها قائلا
بصى فى عينية وقوليلى تانى إنك مبتحبنيش.
نظرت إلى عيونه تشعر بالتيه..لا تجد فى نفسها القدرة على نطق تلك الكلمات..ليبتسم بداخله وهو يمسك بيدها..يرفعها إلى ثغره يقبلها مغمض العينان ثم أنزلها وهو مازال متمسكا بها..يفتح عيناه يواجهها بنظراته الغائمة وهو يقول بمشاعر ظهرت فى نبراته
لو إنتى فعلا مبتحبنيش زي ما بتقولى..طب فسريلى رعشة إيدك جوة إيدى دلوقتى..
ليمد يده الحرة ويضعها على خافقها مستطردا
وفسريلى كمان نبض قلبك اللى زاد مع نبض قلبى فى اللحظة دى.
..ولكنها تركت يده وتراجعت خطوة إلى الوراء وسط حيرته..تبتلع ريقها بصعوبة ..ثم تنظر إلى عينيه بثبات قائلة
مفيش حاجة من اللى بتقولها حقيقية..كلها أوهام فى دماغك بتحاول تقنع بيها نفسك عشان تفسر رد فعل طبيعى من واحدة بيقرب منها راجل.
أمسك خالد كتفيها يقربها منه فجأة..يهمس أمام شفتيها قائلا بحدة
بس أنا مش أي راجل وإنتى عارفة.
ليتأمل ملامحها القريبة جدا منه لتلين نبراته وهو يقول بعشق
أنا الراجل اللى بيحبك وإنتى بتحبيه ياجورى .
تزلزل كيانها الذى يضعف الآن بين يديه..ولكن تبدلت صورته فى عيونها لصورة ريم فوجدت لديها القوة لتدفعه بعيدا قائلة
قلتلك..مبحبكش..مبحبكش.
زفر بقوة وهو يجول بناظريه فى الحديقة يمرر يده فى شعره بعصبية فلقد كاد منذ لحظة واحدة أن الذى ينطق الآن بالأكاذيب..لتتوقف عيناه عند تلك النقطة ويعقد حاجبيه بشدة ..فهناك وبين الأشجار يوجد كوخ..أدرك أنه مألوف لديه وبشدة..ليقول بحيرة
الكوخ ده بتاع مين
أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهما مجددا تقول بثبات
بتاع البواب..من فضلك ياخالد إمشى بقى قلتلك..متعمليش مشاكل مع جدى..ده لسة قايم من أزمة قلبية وأنا خاېفة عليه.
تجاهل كلماتها كلية وهو يتجه إلى الكوخ..لتتبعه جورية وهي تدعوا الله أن لا يذكره هذا الكوخ بشئ آخر..ليتوقف خالد أمام الكوخ وصور تتراءى له..وتتوالى فى عقله..ليغمض عيناه ويدعها تتدفق إليه..يرى من خلال تلك الصور قصة لرجل يشبهه..ولكنه أكثر بساطة وسعادة ..ورأى أن هذا الرجل عاشقا لحبيبته..يكتب عنها كلمات العشق كل ليلة ثم يمزقها ولا يمنحها إياها..يرى جورية ترتب منزله..يراقبها من تلك النافذة الصغيرة بعشق ملك جوارحه..ثم رآها وسط النيران..وهو ينتشلها منها..مسرعا.
إلتفت ينظر إليها عاقدا حاجبيه ثم إقترب منها يمد يده ويرفع جانب شعرها الأيمن ليرى أثر ذلك الچرح الذى أدرك مكانه على الفور وكأنه رآه من قبل..ليبعد يده عن شعرها وهو ينظر إليها فى دهشة قائلا
أنا إزاي عارف مكان الچرح ده وعارف سببه كمان ..وإزاي بشوف أدامى دلوقتى قصة حب عشتها وياكى مكنتش فاكر منها غير ملامح باهتة ودلوقتى بقت واضحة ..وإزاي قادر أوصف الكوخ من جوة وكأنى شفته قبل كدة وعشت فيه
أطرقت برأسها ليتأملها للحظة قبل أن يلتفت مقتربا من الكوخ ..ليدخله..
وتتبعه جورية مضطرة فى صمت وهو يقول
عارف إن فيه سرير وطرابيزة صغيرة وكرسيين..ومطبخ وحمام ..ودفاية فى الركن الشرقى من الكوخ.
دار بعينيه فى المكان ليجد كل شئ كما قال تماما..ليلتفت إليها قائلا
مينفعش دلوقتى تسكتى ياجورى..لازم تتكلمى وتفسريلى اللى بيحصلى ..عيونك كانت دايما بتقولى إن عندك تفسير لكل اللى بيحصل ده..
أطرقت برأسها تخفى عنه عيونها..تود من كل قلبها لو تخبره ولكن ما يمنعها هو وجود ريم وشاهيناز فى حياة حبيبها..تخشى أن يتذكر فيتخلى عن زوجته وتدمر أسرته التى لاذنب لها حين أحب عائلها وهو فى حالة من النسيان....
وجدت صوتها لتقول بضعف
تناسخ أرواح زي ما بتقول..متحاولش تدى الأمر أكبر من حجمه ياخالد.
لترفع عيونها إليه قائلة
إرجع لبيتك ولعيلتك وإنسى المكان ده خالص وإنسى كمان سكانه.
إلتمعت عيناه وهو ينظر إلى نقطة ما بجانب السرير ..ليقول بثبات
لأ مش تناسخ أرواح ياجورى..أنا كنت عايش هنا معاكى ..والدليل على كدة هناك أهو ...
ليتجه إلى الكومود القابع بجانب السرير يأخذ شيئا من عليه..يرفعه أمام وجهها لتبتلع جورية ريقها بصعوبة..تدرك الآن أن أمرها قد كشف للتو..وأنها على وشك الإعتراف بكل شئ.
إستيقظ مؤيد يشعر بۏجع فى رأسه..ليفتح عينيه ببطئ..ينظر إلى محيطه..إتسعت عيناه بقوة..وهو يدرك أنه فى هذا المنزل الذى إختطف فيه لين من قبل..ليتذكر مختطفته الصهباء..ويعقد حاجبيه بشدة يتساءل كيف عرفت الطريق إلى هذا المكان..وكيف أحضرته إلى هنا...ولماذا
أفاق من أفكاره على صوت دخول لين إلى الحجرة..تبتسم برقة قائلة
حمد الله على سلامتك يامؤيد..
ليدرك أنها تقتبس كلماته التى قالها لها فى موقف مماثل..وهي تستطرد قائلة
نورت بيتك ياحبيبى..ياريت الإقامة فيه تعجبك بجد..ما هي لازم تعجبك ..لإنك هتنورنا هنا ...كتير.
نظر إليها قائلا بسخرية
طول عمرك تلميذة شاطرة يالين وبتقدرى تبهرينى..بس ممكن أعرف إيه هدفك من اللعبة السخيفة دى
تجاهلت سخريته اللاذعة وهي تقول بإبتسامة
تحب تاكل إيه على الغدا النهاردةيلا..أطلب وإتمنى..انا اللى هطبخلك زي زمان..فاكر زمان يامؤيد
إختفت ملامحه الساخرة لتحل مكانها القسۏة وهو يقول بحدة
قول للزمان إرجع يازمان..زمان كنت فاكرك حاجة وطلعتى حاجة تانية خالص..زمان كنت بحبك ..دلوقتى مش فارقة معايا ومتهمنيش على فكرة..أنا مش هستنى هنا لحظة واحدة..وهمشى حالا ..مفهوم
نظرت إليه لين للحظات قبل أن تقول بثبات
مستنى إيهإتفضل إمشى.
عقد حاجبيه وهو ينظر إليها للحظات قبل أن يتجه للخارج بخطوات غاضبة..أوقفه صوتها وهي تقول بسخرية
بس هتروح ماشى..
إلتفت إليها لترفع يدها بالمفاتيح تلوح بهم قائلة
لإن مفاتيح العربية معايا أنا.
قال فى برود
هاتى المفاتيح يالين.
إبتسمت بهدوء قائلة
مش هجيبهم يامؤيد..العربية دى أنا اللى مأجراها ومأجراها عشان أروح بيها الحتة اللى أنا عايزاها..والحقيقة أنا حابة أقعد هنا..إنت اللى عايز تمشى..تمام ..إمشى.
أصابه الحنق ليقول بټهديد
لين..قلتلك تنسى لعبتك السخيفة دى وتدينى المفاتيح عشان أمشى..أنا ورايا طيارة بكرة الصبح ولازم أخلص كل حاجة النهاردة قبل ما أسافر.
قالت لين بهدوء
الظاهر الطيارة هتفوتك يامؤيد لإنى مش هسمحلك المرة دى تبعد من غير ما أقولك على كل اللى فى قلبى..و....
قاطعها مؤيد قائلا پغضب
وأنا مش عايز أسمعك ..مش عايز..وزي ما حرمتينى من فرصتى زمان ..هحرمك من فرصتك دلوقتى..أنا خلاص مبقتش عايز أي حاجة تربطنى بيكى وكلامك مش هيفرق معايا فى حاجة..غير إنه هيقلل من صورتك فى نظرى..لإنك فى نظرى مش هتكونى أكتر من واحدة بائسة بتشحت الحب من واحد خلاص كرهها ومبقاش طايق يشوفها.
رغما عنها..أغروقت عينا لين بالدموع تشعر حقا بأنه يعنى كلماته..لقد كرهها بالفعل وفات الأوان على إصلاح مابينهما..تبا كم يؤلمها هذا ..شعر مؤيد بالندم على كلماته الجوفاء..وكاد أن يتراجع عنها ولكنه خشي ضعفه ليقول بصوت حاول أن يجعله
باردا فلم

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات