الأربعاء 08 يناير 2025

رواية دعاء الجزء الاخير كامل بقلم دعاء فؤاد

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة السادسة
رواية مهمة زواج
عودة من جديد الى القاهرة 
في شقة أدهم.... 
تململت بفراشها حين تسلل الى أذنيها صوت أذان الظهر ففتحت عينيها ببطئ و هي تحاول تذكر أين و متى هي الآن فقد انتابتها حالة من فقدان الذاكرة استمر معها لثوان معدودة إلى أن تذكرت أخيرا آخر ما حدث بينها و بين أدهم. 

نهضت لتجلس بالفراش و هي تردد أذكار الاستيقاظ ثم ما لبثت أن تنهدت بحيرة فلا تدري بما عليها أن تشعر الآن!.. أتشعر بالسعادة أن أصبح مالك قلبها أمامها و بين يديها!.. و لما لا و هي التي لطالما حلمت فقط بالجلوس معه و لو لدقائق.. 
أم تشعر بخيبة الأمل و الخذلان!..فحبيبها لا يهتم لشأنها و لا يشعر بها من الأساس.. تزوجها فقط كتأدية واجب لا أكثر. 
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم ثم تركت الفراش و اتجهت للمرحاض لتتوضأ لصلاة الظهر. 
انتهت من الصلاة ثم شرعت في ترتيب الغرفة و قامت بوضع ملابسها في الخزانة و حين فتحت احدى درفها تفاجأت بملابس له بداخلها فابتسمت بتهكم مرير ثم تركت درفته الخاصة بملابسه كما هي و استكملت ترتيب ملابسها و قد خصصت رفا لتحتفظ به بكتبها الخاصة بالفقه و الشريعة و بعض الكتب الأخرى. 
أخيرا انتهت ثم ألقت نظرة رضا الى الغرفة ثم قررت الخروج إلى المطبخ لتعد الإفطار. 
ارتدت اسدالها و توجهت للمطبخ فوجدت وفاء الخادمة تعد الطعام فتنحنحت حتى انتبهت لها لتقول وفاء 
صباحية مباركة يا ندى هانم... الست تيسير هانم بعتتني عشان أحضرلكو الفطار.. ثواني هرصه ع السفرة و أمشي علطول. 
أومأت برأسها و هي تبادلها بسمة باهتة ثم استدارت لتخرج إلا أنها اصطدمت بصدر أدهم فقامت رغما عنها بالاستناد على صدره بكفيها فقام هو بإحاطة خصرها بيديه لكي لا تسقط فتوترت ندى للغاية و حاولت أن تبتعد عنه إلا أن يدي أدهم طوقتها بقوة منعتها من الحركة فنظرت له پغضب و لكنه أشار بحاجبيه إلى الخادمة و 
أنا هستناك على السفرة.
أمسك كفها عنوة و هو يقول و يدفعها أمامه بلطف
تعالي بس عايزك.
صدرت ضحكة مكتومة من الخادمة فقد فهمت شيئا ما جعل وجنتي ندى تتوردان خجلا فرمقته ندى بنظرة تحذيرية فضحك و قال لها بهمس و هو يخرج بها من المطبخ
أنا غرضي شريف على فكرة...هي اللي دماغها شمال.
بمجرد أن ابتعدت عن ناظري الخادمة نفضت يدها من يده و تركته و ذهبت لغرفتها بخطوات غاضبة أشبه بالركض بينما أدهم لحق بها و دخل خلفها ثم أغلق عليهما الباب. 
هبت به بانفعال 
انت كمان بتقفل علينا الباب! 
صاح بها بعصبية 
اهدي شوية بقى... كلها خمس دقايق و تمشي. 
أخذ صدرها يعلو و يهبط بانفعال بالغ فاسترسل بنفس نبرته المتعصبة 
و بعدين انتي هتفضلي لابسة الاسدال دا كدا علطول!...لو حد لاحظ على فكرة هنبقى مكشوفين اوي. 
ردت بانزعاج 
أنا مش هقعد معاك في بيت واحد بلبس مكشوف و لا هقعد من غير طرحة...مكشوفين بقى مش مكشوفين دي مشكلتك انت مش مشكلتي. 
سار نحوها حتى أصبح بمواجهتها و هتف بحدة 
انتي بتعانديني يعني ولا انتي ايه بالظبط. 
مش بعاندك....أنا بعمل اللي يبرأني قدام ربنا.. كون انك مش حاسس إن دا غلط فانت حر... انما أنا لأ يا أدهم بيه. 
انتي كدا هتتعبيني معاكي.. 
أشاحت بيدها بدون اهتمام و هي تقول 
اتفضل بقى اخرج من هنا... كفاية كدا. 
نظر لها بغيظ ثم تركها و خرج من الغرفة صاڤعا الباب خلفه و كل ما يشغله أنه كيف سيستمر معها على هذه الشاكلة أمام أمه و بقية أفراد أسرته... لابد و أن يجد لها حلا قبل قدوم والدته. 
بينما ندى نزعت غطاء رأسها بعصبية و هي تبكي بحسرة على حالها تحبه و تتمنى قربه تود لو ترتمي بين أحضانه و لكنها لا تستطيع أن تستمتع بقربه طالما أنه ليس حلالا. 
ماذا تفعل و كيف تتصرف!.. كيف ستستمر معه هكذا و إلى متى..حتى و إن أنهى زواجه بها كيف ستواجه صډمتها.. ليتها لم تطع أباها.. و لكنها وافقت على أساس أنه طلبها للزواج بكامل إرادته و ليس تحت ضغط حتما لو تعلم بنيته ما وافقت من الأساس مهما كانت قدر عشقها له. 
انتهيا من الإفطار كعادتهما في صمت مطبق ثم قامت بإعادة الأطباق إلى المطبخ و قامت بتنظيفها و ما كادت تسير إلى غرفتها حتى استوقفها أدهم هاتفا بها 
استني يا ندى... احنا لازم نتكلم و نحط حد للموضوع دا. 
سارت نحوه بقلب مضطرب فأكثر ما تخشاه أن ينهي زواجهما الذي لم يبدأ بعد. 
جلسا في احدى أركان الصالة الواسعة حيث يوجد الصالون كأرض محايدة ثم استطرد حديثه قائلا 
اللي انتي عايزاه هعملهولك...عايزة جوازنا يبقى رسمي أنا موافق... عايزاه مؤقت برضو أنا موافق. 
صډمتها كلماته فقد وضعها في موقف لا تحسد عليه لم تتوقع أن يبدأ حديثه بهذه الطريقة من فرض الخيارات و كأنها في امتحان بما يتعين عليها أن تجيبه الآن فإن اختارت أولهما... 
عند هذا الحد و ثارت خلاياها العصبية بطريقة مفرطة جعلتها تتحدث پغضب مكتوم 
بالله عليك دا سؤال تسأله ليا... يعني أنا مش عارفه انت بتفكر ازاي..انت بتتكلم كأنك بتقولي اختاري إن جوازنا يبقى مؤقت...ماهو مستحيل هقولك و النبي عشان خاطري خليه رسمي. 
كور قبضتيه بعصبية ثم قال و هو يكظم غيظه 
لا بقى انتي اللي صعبة في التعامل... انا مبقتش عارف أتعامل معاكي ازاي. 
ولا عمرك هتعرف.. اللي انت شايفه صح اعمله.. 
تنهد بحيرة فحقا هو غير قادر على حسم ذلك الأمر ينتظر منها هي الحل الأمثل و لكنها أيضا تراوغه. 
سكتت مليا ثم قالت بأسى بنبرة طفولية بحتة 
أنا بتمنى لو ارجع لبابا تاني.. حاسة بغربة فظيعة من غيره.. لو قدرت ترجعني يبقى انت عملت معايا معروف مش هنساهولك أبدا. 
نظر لها بإشفاق ثم قال بهدوء 
صدقيني يا ندى لو ينفع مش هتأخر أبدا...بس حياتك في خطړ و انتي أمانة عندي مينفعش أفرط فيها. 
اغرورقت عيناها بالعبرات ثم أخفضت رأسها و هي تقول بصوت مخټنق بالبكاء 
أمانة أه فعلا.. 
ازداد إشفاقه عليها رغم جموده الظاهر ناحيتها و اقترب منها في المقعد حتى أصبح لا تفصلهما سوى عدة سنتيمترات ثم التقط منديل من علبة المناديل و قام بتمريره على عينيها و هو يقول بحزن 
أنا مقدر اللي انتي فيه عشان كدا عايز أعملك اللي انتي عايزاه و اللي تحبيه.. مش عايز أفرض عليكي وضع انتي مش حباه. 
أنزل يده عن عينيها بينما هي كانت ساكنة تماما مستسلمة على عكس عادتها معه الشيئ الذي أثار دهشته و لكنه لم يعقب حتى لا يثير حنقها مرة أخرى كانت تشعر أنها ضعيفة.. ضعيفة لأقصى درجة.. تود لو كان بإمكانه أن يحتويها بين ذراعيه لعلها تطمئن قليلا.. ربما يهدأ قلبها مليا... لعلها تستعيد شتات نفسها. 
بدون وعي منها و كأنها كانت مغيبة قالت بصوت مبحوح 
ممكن تاخدني في حضنك! 
أصابته صدمة كبيرة لثوان و كأن التي أمامه ليست ندى و كأنها قد أصابها فصام في الشخصية و لكن صډمته لم تدم طويلا فقد كان مشفقا على حالتها الرثة هذه ظن أن ذلك نبع من حاجتها لأبيها و افتقادها له فاقترب منها أكثر و دون أن ينطق قام 
ظلا على هذا الوضع لدقائق.. لا يتكلم.. فقط ترك العنان لها لكي تفرغ كل ما يحوية صدرها من هموم و أحزان لتلقي بها على صدره الذي تستقر عليه الآن. 
ابتعدت ندى و تركت حضنه و هي تجفف عبراتها و لم تقوى على النظر إليه بل نهضت سريعا إلى غرفتها تاركة إياه ينظر في أثرها بحالة من التيه و التخبط فقد استطاعت إثارة شيئا ما بقلبه أحب قربها و لكنه نفض ذلك عن رأسه مقنعا ذاته أنه فقط مشفقا عليها و على ما يحدث لها.
حين انتبهت لوضعها و هي بين ذراعيه ابتعدت عنه ثم ركضت إلى غرفتها و هي في حالة من الندم ترثى لها. 
أغلقت على نفسها الباب ثم جلست أمام المرآة لتتأمل وجهها الباكي و هي تحدث نفسها بذهول 
ايه اللي انا عملته دا!!.. إزاي سيبت نفسي للشيطان كدا!..أنا امتى بقيت جريئة و وقحة كدا!...لا أنا مينفعش أعيش معاه لوحدنا.... مينفعش.. 
قالت كلمتها الأخيرة و هي تبكي ندما و الشعور بالذنب يكاد ېقتلها. 
دلفت لتتوضأ ثم جلست بفراشها تستغفر الله كثيرا و بعد الكثير من التفكير قررت أن تلفظه من قلبها ثم تغلقه بسلاسل من حديد حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر مرة أخرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
أما على الجهة الأخرى..
جلس أدهم بشرفة غرفته المطلة على حديقة صغيرة.. مازال يشغله ما صدر من ندى منذ قليل.. يسأل نفسه ترى ما الذي دفعها لفعل هذا!.. هل تحبه!.. و لكنه عاد ليسخر من نفسه أن فكر في ذلك.. فمن المستحيل أن تحبه بين ليلة و ضحاها فهما لم يتقابلا منذ عشر سنوات منذ كانت طفلة فمتى أحبته إذن.. هو حتى لا يذكر أن تحدث معها و لو مرة حين كانت عائلته مرتبطة بعائلتها فقد كان منشغلا في دراسته في كلية الشرطة. 
و لكن أكثر ما شغل باله هو استجابته الفورية لها و عدم التفكير كثيرا و كأن جسده كان متحفزا للانجذاب إليها متى أصبح رومانسي هكذا.. فالرومانسية لم تعرف طريقا لشخصيته يوما فلم يطلق عليه محمود لقب قفل من فراغ. 
ضحك بسخرية من نفسه و هو يهز رأسه يمينا و يسارا ثم استنشق الهواء العليل ببطئ و زفره على مهل ثم حدث نفسه بصوت مسموع 
أنا شاغل نفسي ليه.. الموضوع مش مستاهل التفكير دا كله.. 
رن هاتفه برقم أمه فابتسم بسخرية فحتما تتصل به لكي تطمئن عليهما و بالطبع لن تتوانى عن سرد النصائح و التنبيهات.. 
ألو.. و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله يا حبيبتي بخير. 
ها يا حبيبي كله تمام! 
ازدرد لعابه بتوتر مردفا 
احم.. اه.. اه كله تمام يا أمي. 
و ندى عاملة ايه.. اوعى تكون زعلتها ولا قولتلها كلمة ملهاش لازمة.. أنا عارفاك. 
لا يا ماما متقلقيش.. كله تمام. 
مش هوصيك على ندى يا أدهم.. البنت صعبانة عليا أوي.. عشان خاطري يابني راعي مشاعرها شوية. 
حاضر يا ماما ندى في عنيا. 
طاب اديهالي أصبح عليها و أباركلها. 
تحرك بؤبؤي عينيه بتوتر ثم أردف بكذب 
هي
في الحمام يا أمي لما تخرج هخليها تكلمك. 
ماشي يا حبيبي.. ابقى سلملي عليها.. هبعتلكو وفاء تطبخ الغدا بعد شوية. 
بدون تفكير قال لها بتلقائية 
لا يا ماما متخليهاش تيجي... هنطلب دليفري و خلاص. 
ضحكت و هي تقول 
عايز الجو يخلالك... امممم... طيب يا عريس و ماله. 
تعجب من ظنها و لكنه في ذات الوقت اندهش من حاله أن طلب منها ذلك
 

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات