الخميس 09 يناير 2025

رواية عشقت زوجي دعاء الجزء الثالث والرابع

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة الحادية عشر 
كانت ندى جالسة بغرفتها تقرأ بأحد كتب الفقه التي تفضلها دائما حين رن هاتفها برقم السيدة تيسير والدة أدهم... 
ألو ازيك يا طنط عامله ايه.. 
بخير يا حبيبتي الحمد لله.. 
اتأخرتي اوي يا طنط... أدهم قالي انك كنتي جاية الصبح و احنا دلوقتي بقينا بعد الضهر اهو.. 

أنا آسفة يا ندى أكيد زهقتي من القعدة لوحدك... بس انتي عارفه ان روان حامل في الشهر التاني و تعبانة.. فاضطريت أفضل معاها شوية.. بس ان شاء الله هرجع على اخر اليوم. 
ألف سلامة عليها... سلميلي عليها كتير... لو عايزة تقعدي معاها عادي أنا مش زهقانة ولا حاجة. 
لا يا حبيبتي الحمد لله بقت أحسن... و بيني و بينك مبرتاحش غير في بيتي... المهم وفاء جايالك دلوقتي تنضف البيت بس انا كلمتك عشان اقولك متخليهاش تدخل قوضتك انتي و أدهم... نضفيها انتي عشان خصوصياتكم و كدا. 
ابتسمت بمرارة ثم قالت 
حاضر يا طنط... أنا ممكن أنضف البيت كله عادي.. 
لا يا قلبي الشقة واسعة و هتتعبي في تنضيفها و انتي لسة عروسة ميصحش نستغلك كدا... 
ثم ضحكت بمرح لترد ندى متظاهرة بالضحك 
ماشي يا طنط اللي تشوفيه. 
مابلاش طنط دي بقى... انتي بنتي التالتة يا ندى. 
ابتسمت بحب لتلك السيدة التي عادة ما تغمرها بحنانها ثم قالت 
حاضر يا ماما.. 
ايوة كدا يا ندوش... يلا يا حبيبتي مش هطول عليكي... ان شاء الله قبل ما أدهم يرجع من شغله هكون عندك.. 
تمام.. مع السلامه. 
و بمجرد أن أغلقت الهاتف دق جرس الباب فعلمت أنها وفاء الخادمة فبدلت بيچامتها الصيفية الخفيفة لفستان منزلي بسيط بأكمام طويلة ثم ذهبت لتفتح الباب و بالفعل وجدتها وفاء.. 
مساء الخير يا ندى هانم.. 
مساء النور اتفضلي يا وفاء.. 
دلفت الى داخل الشقة بعدما أغلقت ندى الباب ثم تحدثت اليها مباشرة 
وفاء ابدأي بالمطبخ و الحمام على ما أنضف قوض النوم.. و بعدها اعملي الريسبشن و الصالون و قوضة السفرة..تمام! 
أومأت وفاء بابتسامة فقد رفعت ندى عن كاهلها عناء تنظيف غرف النوم فالشقة واسعة حقا و تنظيفها شاق للغاية. 
فكرت ندى أن تبدأ بغرفة أدهم حتى لا تأتي أمه و تجدها مهلهلة و بذلك تكتشف انفصالهما في الغرف و يبدأ التحقيق و هي غير مستعدة نفسيا لذلك. 
بمجرد أن فتحت باب الغرفة صعقټ مما رأت انها أشبه بمقلب للقمامة منها غرفة.. 
الملابس ملقاة في كل مكان.. بقايا الطعام مازالت مكانها على الكومود.. طاولة الزينة فوضاوية للغاية.. جورب هنا و آخر هناك...ناهيك عن الأوراق المتناثرة في كل ركن من الغرفة...علاوة على أكواب الشاي و القهوة الموضوعة على الكومود.... بحق الله لو كان طفلا لما فعل بالغرفة فعلته تلك.. 
أخذت تهز رأسها بأسى ثم سرعان ما اڼفجرت في الضحك من فرط ذهولها من ذلك المشهد الغير متوقع على الإطلاق. 
دلفت و أغلقت الغرفة جيدا حتى لا ترى وفاء تلك الفوضى و أول ما فعلته هو أن تقدمت نحو طاولة الزينة لتلتقط زجاجة عطره الذي أدمنته و تديرها بين كفيها لتقرأ الاسم المدون عليها دخون روز لقد أحبت اسم العطر من فرط عشقها له و لصاحبه ثم نثرت قليلا منه بالجو و قامت باستنشاقه باستمتاع غريب و كأنه يقف الآن أمامها...
ابتسمت بحالمية حين تخيلت نفسها مستقرة على صدره... حقا متى سيتحقق ذلك الحلم!...فكل يوم يمر عليها في منزله يترسخ عشقه داخلها أكثر و يزداد هوسها به أكثر و أكثر... متى أصبحت مچنونة به هكذا... ندى تلك الفتاة الرزينة الهادئة تمرد عليها قلبها للغاية لتتحول لفتاة مراهقة تتخيل نفسها بأحضان حبيبها!... نهرت نفسها و هي تتمتم لنفسها بالسباب و التأنيب ثم شمرت ساعديها و خلعت حجابها لتبدأ في مهمتها الأصعب على الإطلاق ألا وهي ترتيب غرفة أدهم الفوضاوية.
يقف بروح مفقودة ساندا رأسه الى باب العناية المركزة و كأنه ينتظرها لتخرج اليه فلم ينتبه من شروده إلا حين ربت أبوه على كتفه فنظر له بعينين مسبلتين بارهاق ليهز أبوه رأسه بأسى على حال ابنه 
وقفتك دي مش هتفيد بحاجة يا آسر...انت بقالك اكتر من ساعتين واقف على رجلك يابني.. 
نظر أمامه في الفراغ و هو بالكاد يفتح عينيه من فرط الحزن الذي أنهك عيناه ثم قال بصوت متحشرج 
انا مش حاسس بتعب يا بابا متقلقش. 
تنهد أبوه بحزن دفين ثم قال بنبرة جادة مؤلمة 
يا آسر انت لازم تفهم ان ميري دلوقتي بين ايادي الله و أحسن حاجة نقدمهالها الدعاء... أنا متأكد انها مش مبسوطة بوقفتك دي و حالتك اللي انت فيها دي دلوقتي. 
انكمشت ملامحه پألم و كأنه على وشك البكاء ثم قال بنبرة مټألمة
ميري لسة عايشة يا بابا... قلبها لسة بينبض... لسة بتتنفس. 
رد أبوه بحدة لعله يفيق 
يابني كلها ساعات و هتفارق الدنيا.. 
رد آسر بنفس نبرته الحزينة 
حتى لو لسة فاضل في عمرها كام ساعة فأنا عايز أفضل جنبها الكام ساعة دول... مش هقدر أسيبها... أنا عارف انها مسألة وقت مش أكتر.. بس قلبي مش مطاوعني أبعد عنها الساعات اللي باقيالها في عمرها... أرجوك يا بابا سيبني أنا مش حاسس بتعب صدقني. 
أطرق أبوه رأسه بحزن بالغ و هو يردد الحوقلة ثم عاد ليلح عليه من جديد 
طاب عشان خاطر ابوك العيان اسمع كلامي و ريحني و روح البيت غير هدومك على الأقل... انت مش شايف شكلك عامل ازاي!.. البدلة البيضا مبقتش بيضا و السترة طالعة من البنطلون و حالك مبهدل اوي يابني. 
انفرج ثغره ليعترض ليقاطعه والده بنبرة قاطعة 
خود شاور و غير هدومك بس يا آسر و تعالى تاني بسرعة... أنا هقف مكانك هنا مش هتحرك لحد ما ترجع... يلا يابني أنا ضغطي عالي و مش حمل المناهدة دي. 
أشفق على حال أبيه و رجائه المستمر فأومأ بقلة حيلة 
ماشي يا بابا... كلها نص ساعة بالظبط و هرجع تاني. 
أومأ مربتا على كتفه بحنو 
ايوة كدا يا حبيبي ربنا يهديك... يا ريت تروح بتاكسي بلاش تسوق عشان انت شكلك تعبان و مش مركز. 
أومأ آسر بصمت ثم استدار مغادرا تاركا قلبه هنا عند حبيبته الراقدة في فراش المۏت.
في محافظة سوهاج.... 
بمجرد أن ترجل معتصم من سيارته اتجه مباشرة الى داخل الدوار أتبعه حمد ليتجهان مباشرة لمجلس أمهما المعتاد في بهو المنزل و لكنه لم يجدها فتسرب القلق الى قلبه فهي دائما تفضل الجلوس بتلك الأريكة العتيقة ولا تتركها الا في حال مرضها. 
نعمة.. نعمة.. 
هرولت اليه نعمة الخادمة لتقول باحترام جم 
أوامرك يا كبير.. 
فين ستك الحاچة! 
ستي الحاچة ف قوضتها يا كبيرنا أصلها بعافية حبتين. 
اتسعت عينيه پذعر ليصيح بانفعال 
بعافية كيف يعني...و كيف محدش يكلمني في التلفون و يخبرني. 
جذبه حمد من ذراعه ليقول 
انت لسة هتسأل يا معتصم... بينا نطلع نشوف فيها ايه! 
بعد قليل... 
طرق معتصم باب غرفة والدته ثم دلف بهدوء ليتفاجئ بهذا المشهد... 
أمه طريحة الفراش يبدو على ملامحها التعب و تجلس ريم على حافة الفراش تقيس لها صغط الډم بجهاز الضغط خاصتها بينما مارتينا تقف خلفها تتابع عمل ريم. 
تعالى يا ولدي مټخافيش عليا أني زينة... 
خلعت ريم سماعتها ثم قامت بفك الجهاز من حول ذراع السيدة المسنة ثم قالت بنبرة عملية متجاهلة وجود معتصم 
فعلا زي ما توقعت... الضغط عالي و هو اللي عاملك الصداع و مأثر كمان على عنيكي. 
تقدم معتصم من فراش والدته تبعه حمد ليقول الأول بلهفة 
ألف سلامة عليكي يامايا... بجى اكده تجلجينا عليكي!! 
ثم انحنى ليقبل كفها بحب خالص تعحبت منه ريم فكيف لذلك الرجل الغليظ أن يتحول هكذا مع أمه. 
تقدم حمد هو الآخر و قبل جبينها 
سلامتك يا حاجة ألف سلامة... مبتاخديش علاج الضغط ليه بس يا ست الكل... ولا انتي بتعملي كدا بقى عشان افضل قاعد جنبك أديكي العلاج بنفسي! 
ضحكت السيدة بقهقهة ثم قرصت حمد من أذنه القريبة منها لتقول بجدية ممزوجة بالمزاح 
ياد جولتلك اعدل لسانك اللي اتعوچ ده من كتر جعدتك اف بحري.. 
قهقه حمد و هو يتصنع الألم 
أي.. يا حاچة خفي يدك هبابة.. 
مليح اكده... ناس مبتچيشي غير بالعين الحمرا. 
كانت ريم تتابع المشهد بابتسامة متأملة بها مزيج من الاعجاب بتلك التركيبة العجيبة و العلاقة المريحة التي تجمع أفراد هذه الأسرة و من المشهد برمته. 
بينما معتصم كان يسترق اليها النظرات يراقب بسمتها المرتسمة على ثغرها بشغف يجاهد نفسه لألا يبتسم على مظهر البراءة الذي تبدو به الآن على عكس ما عرفه عنها. 
تنحنحت ريم لتجذب انتباه السيدة فالتفتت اليها لتقول بأسف 
متأخذنيش يا بتي..آخر العنجود لاهاني عنيكي.. 
ابتسمت بود 
ولا يهمك يا حاجة...
ردت البسمة لتقول بنبرة يشوبها المرح 
ده ولدي حمد الصغير... و ده انتي خابراه معتصم الكبير...اني بستسمحك عنيه يا بتي اذا كان شد عليكي هبابة... بس بعد ما حكتيلي اللي حوصل عدرتك... و بعد ما شوفتك و اتحددت معاكي حبيتك جوي...البصة في وشك تشرح الجلب الحزين. 
أخفضت ريم جفنيها بخجل على إثر تلك الإطراءة الحلوة في حين قالت مارتينا بضحكة بسيطة 
سيدي يا سيدي...و أنا مش هينوبني من الحب جانب ولا ايه! 
ضحكت ام معتصم لتقول بود 
الا انتي يا مارتينا يا بتي... دا انتي عشرة خمس اسنين.. منستغنوش عنيكي واصل. 
قاطع الحديث حمد متسائلا 
طاب ياما احنا عارفين الدكتورة مارتينا...عرفينا بجى على الدكتورة اللي شرحت جلبك. 
ضحكت السيدة لتنظر لمعتصم بمكر 
عرفهالو يا ولدي... انت تعرفها مليح أكتر مني.. 
رد معتصم باقتضاب مشيحا بناظريه عن ريم 
دي الضاكتورة ريم... لسة ماسكة الوحدة چديد مكان الضاكتور حسين.
أماء حمد برأسه محييا اياها ببسمة 
اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ريم و ان شاء الله تتبسطي معانا في البلد. 
كتمت ضحكتها بصعوبة لتقول بسخرية 
الشرف ليا يا استاذ حمد...بس أنا فعلا مبسوطة... مبسوطة اوي.. 
قالت عبارتها الأخيرة و هي تنظر لمعتصم بنظرة ذات مغذى فزفر معتصم بضيق ثم صاح بجدية مغيرا مجرى الحديث 
طاب يا ضاكتورة هتكتبي للحاچة أدوية! 
ارتبكت قليلا حين صوب عينيه تجاهها بملامحه شديدة الجدية و التي تهابها كثيرا فعدلت من وضعية نظارتها الطبية في حركة ملازمة لها عند توترها ثم أومأت برأسها و هي تستخرج دفتر صغير من حقيبة يدها و قلم لتقول و هي تكتب 
أيوة هكتبلها على نوعين... الأول هتاخد منه حباية ع الريق و النوع التاني هتاخد منه قرص بعد العشا. 
نزعت تلك الورقة من دفترها و مدت بها يدها لمعتصم الذي أخذها منها و هو يتطلع إليها بملامح مبهمة مرتكزا بعينيه صوب عينيها لا تفهم إعجاب هذا أم وعيد الذي يشع من نظراته و لكنها أخفضت عيناها سريعا لتقف و تقول بجدية 
أنا كدا خلصت... ألف سلامة عليكي يا حاجة و لو حصل أي حاجة ابعتيلي و أنا تحت أمرك. 
ابتسمت السيدة بامتنان لتفتح لها ذراعيها
و تقول 
تعالي
في
حضڼي يا بتي و الله حبيتك كيف مابحب

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات