روايه حزينه الفصول من الواحد ل الخامس بقلم الكاتبة الجليله
ال آآ..
قاطعها مالك مجددا ليقول بهدوء
استني .. احنا نعمل حاجة حاجة وبعد كده نشوف فاضلك ايه
اوكي
سار الإثنين في إتجاه مكتب الخزينة وظل مالك ينظر إليها بطرف عينه .. واعتلى ثغره ابتسامة هادئة .. هي كانت مختلفة عن الأخريات .. هادئة بطبعها تتحدث قليلا .. ترتبك من مجرد كلمات عابرة ويظهر خجلها على وجهها .. عاود النظر إليها وهو يمني نفسه برؤيتها
شهقت إيثار قائلة پصدمة
كل دول طلبة !!
بدت علامات الإنزعاج على وجهه وهو يجيبها
أومال انتي مفكرة ايه ده الدخول والخروج من هنا بقوة الدفع
تسائلت إيثار بحيرة وهي تشد على حقيبة يدها المعلقة على كتفها
طب أنا هادخل ازاي
قصدك هاتتحشري إزاي
أووف
أشار لها مالك بكفه قائلا بجدية
ماتشليش هم أنا هادفعلك الفلوس هاتي بس الجواب وهاتصرف
هزت رأسها معترضة وهي تقول بيأس
مش مشكلة هابقى اجي وقت تاني تكون الزحمة خفت
أضاف مالك قائلا بإحباط
مش هايحصل هنا الوضع هايفضل على حاله !
هاتي الجواب واستنيني هناك ولما أطلع هاكلمك
قطبت جبينها مشدوهة من جملته وسألته بإستغراب بادي في نبرتها
تكلمني !!
ابتسم لها ببلاهة مجيبا إياها ب
أها .. ماهي فرصتي اعرف رقم موبايلك
نعم !
بهزر بدل ما تقفشي .. !
وأشار لها بإصبعه قائلا بحزم
أومأت إيثار برأسها لتهمس بإستسلام
شق مالك طريقه وسط الزحام وتلاشى بين أجساد الواقفين فتابعته هي بقلق بعد أن تراجعت للخلف في إحدى الزوايا وانتظرت لبرهة في الخارج ثم زفرت بتعب وتمتمت مع نفسها بإنزعاج
اتأخر أوي جوا !
بدت كالتائهة والغريبة هي تقف بمفردها لا تعرف أي أحد بالمكان ..
إنكمشت على نفسها وراقبت بتوتر المارة وهي تحتضن حقيبتها بكفيها ..
اقترب منها وهو يهتف بمزاح
ده دمارشامل جوا
ابتسمت بخجل له وهي تجيبه على استحياء
ميرسي على تعبك
تابع مالك قائلا بمزاح وهو يرمقها بنظراته الناعمة
إرتبكت بشدة وتلعثمت وهي تحاول البحث عن كلمات مناسبة لتجيبه فتدارك الأمر سريعا فقد إعتاد على خجلها وتشدق قائلا وهو يمد يده نحوها بالإيصال
انتي لو عاوزة أي حاجة أؤمري بس وأنا تحت أمرك
نظرت له بإمتنان وهي تهمس
ش.. شكرا
ثم تناولت منه الإيصال ووضعته بداخل حقيبتها وتابعت بجدية
هامشي أنا بقى كفاية كده النهاردة
عبست ملامحه وهو يسألها بإضطراب
بسرعة كده طب مش ناوية تجيبي جدول محاضراتك !
ردت عليه بإقتضاب
بكرة .. أنا مش مستعجلة
ممممم..
هزت رأسها وهي تتحرك للأمام قائلة بخفوت
أشوفك على خير سلامو عليكم
سار إلى جوارها وهتف بتلهف
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
رمقته بنظرات حادة وهي تقول بجدية بالغة
أنا أعرف أوصل لوحدي شكرا على ذوقك
توقف في مكانه وهو يتعجب من تبدل حالها سريعا .. فهي في لحظة تكون طيعة خجولة وفي الأخرى حادة الأسلوب .. ولكنها في النهاية تمكنت من شغل تفكيره رغم قلة اللقاءات بينهما ..
استلم عمرو عمله بهيئة النقل العام فرع السكة الحديدية وتنفس الصعداء بعد تمكنه من الحصول على تلك الوظيفة ..
فلولا وساطة عمه لما ظفر بها ..
جلس على مقعده ومسح بيديه على سطح مكتبه وفجأة وجد من يلقي ب رزم من الملفات لتتراكم أمامه ..
فحدجه بنظرات ڼارية وهو يهتف غاضبا
ايه ده كله
رمقه زميله بنظرات باردة وهو يجيبه ببرود
أوراق ناس ومصالح متعطلة شوف انت هتعمل ايه فيها
إلتوى فمه عمرو قائلا بسخط
من أولها كده !
رد عليه زميله بتهكم
أومال مفكر نفسك المدير انت هنا في السكة الحديد يعني غلب السنين وقرفه
استعنا على الشقى بالله
ده لسه في كتير بس خلص دول الأول
ربنا يدبرها !
قالها عمرو وهو يحاول فهم طبيعة العمل في هذا المكان ..
زفرت في إنهاك وأغمضت عينيها يائسة ..
كم ودت لو لم تخض تلك التجربة المؤسفة التي جعلت ثقتها في الچنس الأخر تهتز ..
ألقت روان بحقيبة مدرستها على الأرضية وهي تسب بحنق ټعنف المعلمات مع الطالبات في المدرسة وإصرارهن على تزويد حصص المراجعة .. فڼهرتها عمتها ميسرة قائلة
يا بت اتلمي والله تستاهلي اللي بيعملوه فيكي
زفرت قائلة بغيظ
يا عمتوو دول مستقصدنا
هما عشان عاوزين مصلحتكم يبقوا ضدكم !
ألقت بجسدها