روايه حزينه الفصول من الواحد ل الخامس بقلم الكاتبة الجليله
على الأريكة وتابعت بتذمر
يعني ايه الفسحة تكون ربع ساعة بس ده ظلم
ردت عليها ميسرة بهدوء
معلش بكرة لما تخلصي ثانوية عامة وتخشي الكلية اللي بتحبيها هتقدري قيمة الأيام دي
هتفت قائلة بضجر
ده أنا روحي هاتكون طلعت
صاحت بها ميسرة وهي تنهرها
بعد الشړ عنك ماتقوليش الكلام ده !!
تنهدت بتعب وهي تتسأل
اه من شوية ومريح جوا في أوضته
نهضت بتثاقل من على الأريكة وسحبت حقيبتها خلفها قائلة
طب أنا داخلة أشوفه
قطبت جبينها وتأملته لبرهة دون أن تصدر أي صوت ..
لم ينتبه هو لوجودها .. فزاد فضولها لمعرفة ما يشغل تفكيره ويلهيه عن الشعور بمن حوله ..
إعتلى فمها ابتسامة ماكرة وسارت بحذر على أطراف أصابعها وهي تقترب منه ..
بس قفشتك ده جواب بقى ولا ايه
هب مالك من فراشه قائلا بضجر واضح في نبرة صوته
روان هاتي الورقة
ركضت مبتعدة عنه وهي تخبيء الورقة في يدها وتحدته قائلة
تؤ .. مش قبل ما تقولي فيها ايه !
زفر بصوت مسموع وهو يحذرها
يوووه مش بأحب كده هاتيها أحسنلك
لأ ..
ثم قامت بفتحها وهي تقفز فوق الفراش وقرأت ما بها بصوت مسموع
جدول محاضرات الفرقة الثالثة حاسبات !
في تلك اللحظة اختطف مالك الورقة منها صائحا بغيظ
هاتيها
ثم طواها ودسها في جيبه وجلس على طرف الفراش وهو متجهم الوجه
جلست روان إلى جواره وتسائلت پصدمة
ده مش جدولك !!
مالكيش دعوة
ضړبته بكتفها وهي تسأله بخبث
انت جايب الجدول ده لمين
نظر لها شزرا ولم يجبها فهمست له وهي تغمز بعينها
مالوكة حبيبي ده للجو صح
نهرها قائلا بغلظة
بت اتلمي
أضافت قائلة بمكر وهي تدقق النظر فيه
ده لإيثار
تنهد ليجيبها بنفاذ صبر
أيوه
حركت كتفيها للأعلى ورفعت رأسها في تفاخر وصاحت مازحة
رمقها مالك بنظرات محذرة وهو يرد عليها بقوة
حب !! بلاش هبل دي مجرد مساعدة
هزت حاجبيها بهمس مرح
مساعدة بردك هي بتبدأ كده
ماتبقيش بايخة
اوكي .. هاتعمل بيه ايه بقى قولي
مممم.. لسه مش عارف
سألته مجددا بإهتمام
طيب هاتشوفها امتى عشان تديهولها
معرفش
مطت روان شفتيها وهي تقترح بجدية
طب ايه رأيك أنا أديهولها
رفع حاجبه للأعلى وهو يردد
انتي !!!
لكزته في كتفه قائلة بمزاح
اينعم ومش هاقولها انه منك !
إنتهت إيثار من تنظيف صحون الطعام وكذلك الموقد .. وخرجت من المطبخ لتجفف يديها في المنشفة المعلقة على بابه .. وتسائلت بصوت جاد
حد عاوز شاي معايا
نظر لها والدها رحيم من أسفل نظارته ليجيبها بهدوء
اعمليلي يا بنتي
التفتت برأسها نحو أخيها وسألته
وانت يا عمرو عاوز شاي
رد عليها بجمود
لأ .. أنا شوية ونازل القهوة
نظرت له والدته بإستغراب وسألته مستفهمة
القهوة ليه يا بني
نفخ من الضيق وهو يرد
زهقان هاغير جو
أومأت تحية برأسها وهي تطلب منه
طيب .. متتأخرش بس برا
زم عمرو فمه ليقول بسخط
هو أنا عيل صغير !
ردت عليه والدته بصوت أمومي حاني
لأ يا بني بس انت عارفني أنا بأقلق عليك
ربنا الحارس !
ثم عادت روان إلى المطبخ لتعد الشاي الساخن لها ولأبيها ..
في نفس التوقيت صعدت روان للطابق العلوي ووقفت أمام باب منزل إيثار وطرقت الباب وهي متحمسة لرؤيتها ..
نهض عمرو عن الأريكة وتوجه ناحية الباب ليفتحه فتفاجيء بجارتهم الطائشة أمامه فعبست ملامحه وسألها ببرود مستفز
خير
إكفهر وجهها هي الأخرى ورمقته بنظرات منزعجة وهي تسأله بجمود
هو إيثار موجودة
سألها بصوت قاتم وهو يرمقها بنظراته الساخطة
عاوزة منها ايه
شعرت روان بالإهانة من نظراته تلك .. فهو يشعرها بأنها حقېرة ولا تليق بمستوى عائلته لتتحدث مع اخته فظهر عليها الإرتباك والضيق وهي تجيبه
كنت .. كنت جاية أديها حاجة
مازالت تلك النظرة الإحتقارية ظاهرة بوضوح في عينيه وتقوس فمه متسائلا بإمتعاض
ايه هي
عقدت ساعديها أمام صدرها ونظرت له بتحدي وهي تجيبه بصوت متجهم
والله حاجة بيني وبينها
زادت نظراته حدة وهو يسألها بجدية أخافتها
في ايه بينك وبين واحدة اكبر منك بكام سنة !!!!!
إرتخى ساعديها من صوته وزاغت عينيها قليلا رهبة منه .. ولكنها عاودت السيطرة على نفسها وقبل أن تنطق سمعت صوتا أنثويا مألوفا يأتيها من الداخل ب
بتكلم مين يا عمرو على الباب
صاحت روان بصوت مرتفع
انا يا طنط تحية !
روان .. تعالي