روايه حزينه الفصول من الواحد ل الخامس بقلم الكاتبة الجليله
يا بنتي !
ابتسمت لها روان بإصطناع وتابعت
سوري إن كنت جيت من غير ميعاد
بادلتها تحية الإبتسام وهي ټحتضنها
ولا يهمك !
أردف عمرو قائلا بخشونة
انا نازل يا ماما أجيبلك حاجة وأنا جاي
تسلم يا بني
غمغمت روان مع نفسها وهي ترمقه بنظراتها المنزعجة
أووف مش برتحاله خالص
هتفت تحية بصوت مرتفع وهي تدير رأسها للخلف
إزيك يا روني عاملة ايه
الحمدلله
بعد لحظات ولجت الإثنتين إلى داخل غرفة إيثار فتسائلت الأخيرة ب
ها في ايه بقى
مدت روان يدها بالورقة لتقول بتنهيدة حارة
اتفضلي يا ستي !!
تناولت الورقة من يدها وسألتها بإستغراب
ايه ده
غمزت لها قائلة بهمس
جدول محاضراتك يا جميل !
جدول محاضراتي !
ابتسمت لها وهي تقول
أها أي خدمة بقى يا حلوة !
سألتها إيثار بغموض
مين جابه
غمزت لها روان وهي تجيبها بمكر
اللي بالي بالك ..!
فكرت إيثار في مالك فهو الوحيد الذي يعرف بمسألة جدول محاضراتها وتشكلت إبتسامة خفيفة على فمها ..
كان الوقت قبيل الفجر بقليل حينما كان مالك لا يزال محدقا في صورة فوتغرافية قديمة تجمعه مع أبويه الراحلين ... تنهد بحزن عميق وهو يمسح بأنامله عليها ..
أدمعت عينيه آسفا على رحيلهما ورغم مرور السنوات على تلك الحاډثة المفجعة إلا أنه مازال يذكرها وكأنها حدثت بالأمس القريب ...
أجيبلك تاكل يا مالك
لأ يا ماما مش جعان
تعلقت روان بمقعد والدتها وهتفت بصوت طفولي
هاتلي ثاندوتس دبنة سندوتش جبنة
ابتسمت لها الأم برقة مجيبة إياها
وفجأة اتسعت حدقتيها بړعب جلي وشهقت بصړيخ مخيف
حاسب يا رشاد حاسب !
لألألألألألألألأ
أطاحت سيارة نقل بسيارتهم الصغيرة فإندفعت بقوة للجانب لټرتطم بالسور الحجري قبل أن تنقلب رأسا على عقب ...
كان أخر مشهد إلتقطته عينيه الصغيرتين هو نظرات الذعر في مقلتي والدته والتي تلون وجهها بدمائها المراقة .. وصوت والده المنتحب وهو يلهث قائلا بصعوبة
أفاق مالك من ذكرياته الحزينة وهو يشهق بصوت مكتوم .. وتسارعت العبرات في الإنهمار من عينيه فأبعد الصورة عنه وډفن وجهه في راحتي يده وأصدر أنينا يحمل مرارة الفقد والحرمان ثم رفع رأسه للأعلى وتجمدت نظراته على آلة الكمان الخاصة به ..
بدأ مالك في عزف تلك المقطوعة الحزينة والتي عبرت نغماتها الساحرة بصدق عما يشعر به قلبه ...
استسلم لإحساسه العالي وتناغمت أصابعه مع الأوتار فخرج اللحن شجيا مؤثرا ..
تقلبت إيثار في فراشها وتحرك جفنيها بصورة مقلقة ..
كانت كالذي يقاوم شيئا ما في منامه ..
لقد رأته يهاجمها في أحلامها حاولت الفرار منه ولكنه تمكن منها وطوق عنقيها بقبضتيه الغليظتين لېخنقها أكثر ..
حاولت أن تصرخ أن تستغيث بمن ينقذها .. لكنها كانت عاجزة بين يديه .....
وفجأة انتفضت مذعورة من نومتها وقلبها يخفق بقوة ..
تسارعت أنفاسها بشدة من فرط الخۏف وجابت بنظراتها المرتعدة الغرفة من حولها لتتأكد من أنه مجرد حلم لا أكثر ..
رددت لنفسها بصوت لاهث
مش حقيقي الحمدلله الحمدلله ..
حاولت أن تضبط أنفاسها لتهديء من روعتها .. فمجرد رؤيتها لخطيبها السابق في منامها تنغص عليها حالها وتذكرها بمدى وضاعته معها وخسته حينما أطلق عنها الأقاويل الكاذبة والشائعات المغلوطة ليجبرها هي وأهلها على الانتقال جبرا لمكان جديد بعد أن شوه سمعتها ظلما على يده ..
تنفست الصعداء لوجودها بغرفتها وانكمشت على نفسها في الفراش .. وحاولت أن تنام مجددا .. لكن مازالت ذكرى تلك الکاړثة تطاردها ..
تسلل صوت اللحن الحزين من تلك الآلة إلى مسامعها فعزفت بعمق على أوتار قلبها ولامست بصدق مشاعرها الدفينة .. فأغمضت عينيها مستسلمة لنغماتها الساحرة وإنسابت عبراتها تلقائيا على موسيقاها الآسرة وتنهدت بحرارة لتنفس عن قدر قليل من تلك الأحزان الحبيسة في صدرها .............................................
الفصل الخامس
_ في صباح مشرق غزت فيه الشمس أحضان السماء إستيقظت إيثار مبكرا لترتدي ثيابها استعدادا لأول يوم دراسي لها بالجامعة حيث ارتدت