الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه حزينه الفصول من الحادي عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله

انت في الصفحة 23 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

عينيها ثم تقدمت صوبهم وهتفت بحماس أثناء إشارتها للصحون الصغيرة بعينيها 
عملالك الرز بلبن اللي بتحبه يامالك يلا غير هدومك وتعالى !
ابتلع مالك غصة مريرة عالقة في حلقه فقد بدى الأمر عسيرا عليه ..
وأردف قائلا بصعوبة 
عايزكوا في حاجة الأول
ميسرة وهي تسند الحامل على الطاولة قول ياحبيبي
مالك هاتفا بمرارة أنا مسافر كمان أسبوعين
انفرج فم روان بذهول گالبلهاء هه بتقول ايه !!
تحاشى النظر إليها وهمس من بين شفتيه بحذر تركيا !!
ثم صمت لوهلة قبل أن يضيف موضحا 
صاحبي هناك وجاتلي فرصة شغل كويسة ومينفعش أضيعها
احتج إبراهيم قائلا 
بس انت متعرفش لغة ولا هتعرف تتأقلم وسط ناس متعرفهمش !!
مالك مبتسما من زاوية فمه 
متقلقش عليا ياعمي هعرف أتصرف وبعدين صاحبي هناك وعارف كل حاجة وهيساعدني !
_ أحست ميسرة وكأنها على وشك خسارة ولدها البكري الذي لم تنجبه وإنما إبن قلبها الذي صنعته لها الأيام 
ميسرة ب.. بس انت مبسوط هنا وشغلك موجود يعني ليه قصدي ملهاش لزمة الپهدلة يابني .. ليه عايز تبعد عننا 
تنهد مالك بعمق وخرج صوته صعبا 
مش هقدر أقعد هنا ياعمتي صدقيني
تجمعت الدموع في عيني روان واختنق صوتها وهي تعاتبه وتسيبني لمين يامالك أنا ماليش غيرك يعني يرضيك تسيبني في نص الطريق !
أطبق مالك جفنيه ليكبح رغبته الممېتة في البكاء وهمس بمرارة هابقى معاكي دايما ياروان وبعدين سنة ولا اتنين وهتلاقيني نطيت هنا من تاني وهقرفك !
صړخت روان بصوت مرتفع أذهل الجميع 
كله بسبب إيثار هي اللي بوظت حياتك وحياتنا معاك.. أنا بدأت أكرهها عشان اللي بيحصل !!
لم تكن حالتها المنفعلة أقل من تلك الثورة الهائجة في صدر أخيها ولكنه عقد العزم على ألا يذكرها بأي حال فانفلت رغما عنه زمام الهدوء وصدر صوته مخيفا وهو ينفعل عليها روان
_ ألقت روان حقيبتها على الأرضية ثم تحركت نحو حجرتها وقد على صوتها بالنحيب في حين نكست ميسرة رأسها للأسفل وهي في حيرة من أمرها .. بينما خرج إبراهيم من حلقة الصمت وأردف بلهجة رذينة 
مالك اللي بيسافر يابني مبيرجعش وبتحلاله العيشة بره لو عايز تسيب أسكندرية وترجع بعدين ماشي .. إنما بلاش يامالك تركيا دي
تابع مالك قائلا بهدوء حذر 
هرجع ياعمي أنا سايب روحي هنا روان هنا ومستحيل أديلها ضهري ومرجعش تاني وأنتوا أهلي !
_ بكت ميسرة بصمت فأنتبه لها مالك مما أجج من النيران المشټعلة بداخله فجلس نصف جلسة ليكون موازيا لها ثم مسح على وجهها ونطق بحنو 
أرجوكي ياعمتي متصعبيهاش عليا أنا ربنا وحده اللي يعلم إي جوايا !
_ أحس إبراهيم بأن وجوده بهذه اللحظة الخاصة بين الأم الروحية وإبنها لا يجوز فإنسحب في صمت ليترك لهما المساحة المتسعة للحديث والعتاب ...
نطقت ميسرة بنبرة باكية 
روح القاهرة وأقعد هناك لكن متسيبش أمك هنا يامالك أنت أبني ياحبيبي !
_ تعمق النظر بعينيها ليرى شبح والدته المتوفاة فأندلع اللهيب بصدره ..
غمامة سوداء غطت ناظريه فلم يعد يقوى على الرؤية .. أطلق تنهيدة مريرة وهو يتابع بصعوبة 
ربنا يخليكي ليا أنا لو لفيت الأرض مش هلاقي زيك .. بس مش هاقدر سامحيني !
_ كان الأسبوعين اللذين توالا بعد هذا اليوم من أعسر الأيام التي مرت بها إيثار وعاشها مالك 
فانقطع الأمل عنهما وأختفى بريقه عن حياتهما 
ورغم تعذر اللقاء إلا أن إيثار لم تترك وثاق الأمر بل جاهدت للتمسك به ليكون هو عضدها ..
حاولت مرارا الوصول إليه ولكنها عجزت عن ذلك وسط الحصار الفولاذي الذي أقيم حولها 
وعندما سنحت لها فرصة ملاقاة روان ما كان من الأخيرة إلا الإجابة عليها بفظاظة وعڼف وهي تحملها في نظراتها المسئولية 
مالك مسافر خلاص
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 26 صفحات