روايه حزينه الفصول من السادس ل العاشر بقلم الكاتبة الجليله
بنظرات حادة وأكملت پغضب
أنا شايفاك بعيني وطالما انت قبلت تعمل كده وأنا خطيبتك يبقى الله أعلم هاتعمل ايه وأنت متجوزني
ثم نزعت خاتم الخطبة من إصبعها وألقته في وجهه لتضيف بصوت محتد
خد دبلتك أنا مش عاوزاك
نظر لها مصډوما وتسائل بنبرة مشدوهة
ايه اللي عملتيه ده
ردت عليه بصوت مخټنق
اللي كان لازم يتعمل من زمان وشبكتك تيجي تاخدها من بابا عن اذنك
مش أنا اللي واحدة تسيبني يا إيثار
ردت عليه بټهديد صريح
حاسب من سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك ڤضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية
لأ الڤضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تركته وإنصرفت وهي تمسح عبراتها ..
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وسردت على عائلتها ما حدث فإنزعج والدها كثيرا واستشاط أخيها عمرو ڠضبا وتحسرت تحية على حال ابنتها ولكنهم في النهاية وافقوا على قرار ابنتهم بإنهاء الخطبة على الفور ...
ما لم تتوقعه عائلتها هو حضور شريف أسفل البناية والصياح بصوت جهوري لفت أنظار ساكني المنطقة متهما إيثار زورا في سمعتها ..
هاتولي راجل يرد عليا وينكر اللي بأقوله ده بنتكم المصونة مصاحبة شباب ودايرة على حل شعرها ومقضياها .. لأ وفي الأخر يقولولي بالسلامة معدتش يلزم .. طب اتشطر يا حاج رحيم ولم بنتك الأول احسن ما تلزقوها لولاد الناس المحترمين
احتقن وجه عمرو بشدة وهتف بصوت غاضب
أمسك به والده ومنعه من النزول قائلا بصرامة
ده واحد ...... ماتضيعش نفسك عشانه خليك هنا
رد عليه عمرو بصوت محتد وهو يرمق إيثار بنظرات ڼارية
انت مش سامع بيقول ايه عن بنتك
بكت إيثار بحړقة وهي تدافع عن نفسها قائلة
أنا معملتش حاجة
لطمت تحية على صدرها وأضافت بصوت متحسر
هتف عمرو بنبرة هائجة
خدنا ايه من طلوعها معاه وطول الخطوبة غير الفضايح والتهزيق
استمرت إيثار في البكاء بمرارة في حين أكملت تحية بصوت مليء بالخزي
يا كسرة عيني قصاد الجيران مين هايصدق إن بنتنا أشرف من الشرف بعد الجرسة اللي عملهالنا في كل الشارع !!!!
احنا معدلناش قعاد في البلد دي خلاص هنسيب البيت ونعزل عند أخويا مدحت !
قالها رحيم لعائلته بعد أن ضاق بهم الخناق من أفعال شريف المشينة ....
وبالفعل انتقلت الأسرة إلى الاسكندرية ليبدأوا حياتهم بعيدا عن ذكريات الماضي المؤسفة ...
................................
عودة للوقت الحالي
استمع مالك لما قالته إيثار بإهتمام واضح وبدى التأثر الممزوج بالإنزعاج على وجهه بعد معرفته لسبب العداء مع شريف .. كما لاحظ زيادة لمعان عينيها وكأنها تقاوم العبرات وتحول دون إنهمارها ..
نظرت له إيثار بحزن جلي وابتسمت لتضيف بتهكم
حاجة مش مشرفة طبعا بس ربنا كان مقدره ليا الحمدلله على كل حال
رد عليها مالك بهدوء جدي
لأ بالعكس إنتي انسانة محترمة وأخلاق واللي يقول عكس كده يبقى كداب ومابيفهمش !
ابتسمت له إبتسامة مصطنعة ونهضت عن مقعدها لتقول بخفوت
شكرا على مجاملتك يدوب ألحق المحاضرة
نهض هو الأخر من مكانه وتشدق قائلا
استني شوية ده لسه آآ..
قاطعته بإصرار
معلش .. وشكرا على العصير .. سلامو عليكم
عاود مالك الجلوس في مقعده ووضع كفيه على رأسه وتنهد بعمق وهو يفكر مليا في كل كلمة سردتها إيثار ..
فخلف قناع إبتسامتها أحزان شجية .. إن إختلت بنفسها بكت مليا فيا ليتها تسمح لي أن أمسح بأناملي عبراتها النقية ....
.............................................
كان أول من تعرف إليه عمرو في المكتب هو زميله محسن والذي كان تفكيره مقاربا إليه .. فتوطدت صداقتهما .. وأصبح يشكو إليه معظم مشاكله وهمومه كصديق وفي ينفس معه عما يضيق به صدره .. فعرف عنه محسن الكثير والكثير .. وأثاره بشدة التقرب إلى عائلته البسيطة ...
تكاثرت الملفات على سطح مكتب عمرو فنفخ بضيق ولوى فمه ليحدث نفسه بتذمر
الشغل ماييخلصش أبدا
سحب محسن بعض الملفات ووضعها على مكتبه قائلا بإصرار
هات عنك شوية أنا فاضي
تنهد عمرو قائلا بإرهاق
كتر خيرك يا محسن الورق والروتين مابيخلصش
قال له محسن بجدية
يالا كله بيعدي .. أعملك شاي معايا
ماشي .. أهوو يعدل النافوخ شوية
طيب ..
قالها محسن وهو يتجه إلى الغلاية الكهربية لصيب المياه الساخنة في الأكواب الفارغة ومن ثم قام بإعداد الشاي له ..
أسند محسن الكوب على مكتب زميله قائلا بحماس
أحلى كوباية شاي لأحسن أستاذ في المكتب
ابتسم له عمرو ممتنا
تسلم يا محسن جت في وقتها والله
أي خدمة
إرتشف عمرو القليل من كوبه