روايه حزينه الفصول من السادس ل العاشر بقلم الكاتبة الجليله
بنبرة ماكرة وهو يتفرس ملامحها بإهتمام
ها يستاهل إنك تيجي عشانه
أخفضت نبرة صوتها وهي تجيبه
أكيد
سعادة غامرة سيطرت على مالك وشعور غريب زاده حماسة لوجود شيء مشترك مع إيثار ...
تأملها بشغف واضح في عينيه وحفر في مخليته إيماءات وجهها البسيطة وتلك الغمازات التي تزيد من طابع حسنها ..
راقب حركة يدها وهي تضحك وتأجج حماسة وهي تخفي إبتسامتها بأصابعها ..
....................................
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وهي في حالة نفسية ومعنوية عالية ..
صعدت الدرجات قفزا وهي تدندن بسعادة .. ولكن توقفت في مكانها مصډومة حينما رأت سارة تطلع إليها بنظرات غير مريحة فزفرت بخفوت ورددت بجمود
ثم أكملت صعودها للأعلى ولكن جاءها صوت سارة من الخلف سائلا إياها بنبرة أرجفتها إلى حد ما
شكلك مروقة على الأخر كنتي فين
عبست إيثار بوجهها ورفعت حاجبها للأعلى وردت عليها بنبرة محتدة
ميخصكيش يا سارة !
ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وأضافت بضيق
وهو أنا بسألك عن أمورك
لأ .. !
ثم صعدت خلفها درجتين وأكملت بخبث
بس عاوزاكي تعرفي إني حاطة عيني عليكي وواخدة بالي كويس من اللي بتعمليه !
انقبض قلب إيثار لوهلة وتسائلت بقلق بالغ
قصدك ايه
رمقتها سارة بنظرات لئيمة وهزت حاجبها وأردفت قائلة بنبرة جافة وهي تعاود النزول
انتي فاهمة قصدي ! سلام يا .. يا بنت عمي !
هي بتكلم عن ايه بالظبط
أفزعها صوت أخيها عمرو وهو ينزل على الدرج قائلا بغلظة
كنتي فين كل ده
جفلت منه وضمت حقيبتها إلى صدرها وردت عليه بإرتباك
كنت مع .. مع روان
احتقن وجهه نوعا ما وضاقت عينيه وهتف بصوت منزعج
انا مش قايلك ماتخرجيش معاها !!
أنا .. أنا خدت موافقة بابا يعني مخرجتش من رواه
سألها بجدية دون أن تتبدل ملامح وجهه المتصلبة
وهي فين مش كانت معاكي !
ردت عليه بإرتباك يشوب نبرتها وهي ترمش بعينيها
هاه .. مع .. مع أخوها
إتسعت حدقتيه بضيق أكبر وهتف بنبرة شبه غاضبة
نعم !
بررت إيثار جملتها الأخيرة ب
وقف قبالتها ورمقها بنظرات جادة قبل أن يأمرها بغلظة
تاني مرة ماتكررش ! مافيش خروج مع البت دي ولا مع غيرها
تجهم وجهها وتشنجت قسماته ثم زفرت قائلة بضجر
يووه دي حاجة تخنق !
وأكملت صعودها إلى المنزل وهي تغمغم پغضب فقد أفسد أخيها لحظاتها الجميلة ومن قبله ابنة عمها المقيتة ..
.........................................
أوصل مالك أخته روان إلى المنزل ثم نزل مجددا ليعود إلى بقعته المفضلة ومعه آلته التي يعشقها الكمان .. لقد عاد تلك المرة وإحساس غريب تمكن منه وأشعره بوجوده ..
جلس مالك حيث جلست إيثار وتلمس بأصابعه تلك الحافة التي كانت تقبض عليها بأصابعها الناعمة ..
تنهد بحرارة وأسند الكمان على كتفه ثم بدأ في عزف لحن جميل ..
أغمض عينيه ليتمتع بتلك النغمات الرقيقة وليستشعر بقلبه سحر تأثيرها ..
تجسد في مخيلته صورة إيثار بإبتسامتها العذبة وعينيها الشقية .. وحركاتها العفوية .. فإرتبط اللحن بها وانسجمت نغماته مع إيماءاتها ..
لم يدر كم مر عليه من الوقت وهو يعزف .. ولكنه أفاق على صوت تصفيقات مشجعة حينما أنهى المقطوعة ..
تملكه الحرج وابتسم مجاملا لمن حوله .. ولوح بآلته ممتنا .. ثم نهض من مكانه وتحرك عائدا إلى المنزل ..
مرت الأيام وزادت اللقاءات بين مالك وإيثار إما في مقهى الجامعة أو في قاعات الدراسة أو عند البقعة المميزة بالكورنيش ..
نبتت بذرة مشاعر بينهما ولكن لم يتجرأ أحدهما على البوح للأخر بما يشعر به ..
ولكن الألحان التي برع مالك في عزفها بحرفية كانت كافية للتعبير عن حبه ..
تأملت إيثار وجهه بجرأة غير معهودة منها وهو يعزف بروحه ويلعب على الأوتار بعصاه السحرية فيلهب صدرها بحب صادق تمنته ..
راقبته وهو مغمض لعينيه فإستمتعت بشغف برومانسيته الحالمة ..
أدار مالك رأسه في إتجاهها و رمقها بنظرات دافئة وهو يسألها بخفوت
عجبتك
أومأت برأسها بخفة وهي تبتسم بنعومة .. فتابع قائلا بصوت رخيم
دي عشانك
نظرت له مصډومة إلى حد ما ورددت وهي ترمش بعينيها
عشاني
هز رأسه وأسبل عينيه نحوها وأجابها بتنهيدة مطولة
أيوه .. أنا .. أنا حسيتها وعزفتها عشانك وبس !
توردت وجنتيها خجلا وأجفلت عينيها حرجا وظلت تفرك أصابعها متوترة ..
فقد تلمست كلماته المنتقاة قلبها ..
راقبها بحب بادي في عينيه وقرر أن يستجمع شجاعته ليعبر عن مشاعره الصادقة نحوها فأخذ نفسا عميقا وزفره على عجالة ثم هتف قائلا بإرتباك
إيثار أنا كنت عاوز أقولك آآ.. يعني آآ... أنا بأحس معاكي بحاجات كده وآآ.. وببقى عاوز .. أنا مش عارف مالي