روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
شحنة غضبه فيه أردف قائلا بصوت متشنج
انزلي يا آنسة روان هنا
أومأت برأسها موافقة وتحركت بإستحياء للأمام ثم ترجلت من الحافلة ..
لحق بها عمرو وأخذ يعدل من هندامه ثم تساءل بجدية وهو ينظر لها بتفحص
انتي كويسة
هزت رأسها بإيماءة خفيفة
ايوه !
ترددت هي في شكره على مساعدتها إياها ولكنه كان يستحق هذا لذا بلا تفكير طويل هتفت قائلة بحذر
أنا معملتش حاجة ده واجبي إنتي زي إيثار وأنا مقبلش إن حد قذر يمد ايده عليها
خجلت منه وابتسمت قائلة بإيجاز
ميرسي
سألها عمرو بهدوء
تحبي أوصلك في حتة
حركت رأسها نافية وهي تقول
لأ شكرا أنا ..آآ
أخفضت بصرها لتحدق في كنزتها فوجدتها ممزقة من الجانب فصړخت بفزع
سألها بتوجس وهو مسلط أنظاره عليها
في ايه
ردت بإرتباك وهي تحاول تغطية جسدها
دي بلوزتي مقطوعة !
صدم مما قالته وهتف بذهول
ايه
همست روان بخجل كبير وهي تتلفت حولها
يادي الفضايح
أشار لها بيده وهو يقول بهدوء جاد
طب اهدي !
ثم نزع عنه سترته ومد يده بها نحوها وهو يتابع بصوت آمر
اعترضت بشدة وهي تقول
لالالا ماينفعش
قطب جبينه بتعجب وهتف بصوت شبه منزعج
هو ايه اللي ماينفعش استري نفسك بيه وأنا هاوصلك البيت تعالي معايا !
أخذت سترته منه على استحياء ووضعتها على كتفيها ثم نفخت بضيق وهي تتمتم بصوت خاڤت
أوف يا ربي هو كان لازم يحصل كل ده !
.................................
يالا يا روفي وقت الشاور بتاعك وبعدها هنلعب كتير وهاحكيلك على حاجات حلوة
لم تجبها الصغيرة كالمعتاد بكلماتها المبهمة بل كانت شاحبة الوجه قليلا ساكنة على غير عادتها ..
نظرت لها إيثار بريبة واقتربت منها لتحملها لكنها تفاجئت بإرتفاع حرارة جسدها فشهقت مذعورة
ضمتها إلى صدرها ثم ركضت بها مسرعة خارج غرفتها وهي تصرخ بهلع
راوية يا راوية الحقيني بسرعة ريفان سخنة جدا
ثم نزلت سريعا على الدرج وهي تكمل صړاخها المړعوپ ..
أتت الخادمة على إثر صوتها وهتفت متوجسة و بنبرة عالية
يا ساتر يا رب أنا هاكلم مالك باشا أبلغه
كلميه أنا مش هاستنى هاوديها على المستشفى السخونية خطړ جدا عليها
استني طيب
حاولت راوية اللحاق بها لتوقفها وهي تهاتف مالك ولكنها لم تتمكن من هذا ..
....................................
استقلت إيثار سيارة الأجرة وطلبت من السائق التوجه بها إلى أقرب مشفى لإنقاذ الصغيرة ..
في نفس التوقيت أبلغت راوية مالك بما حدث فجن جنونه لتركها إياها تأخذ ابنته بمفردها دون الذهاب معها ومعرفة إلى أين ذهبت بها وصاح مهتاجا فيها وترك عمله وهو يتوعد إيثار بشراسة ...
...............................
لعڼ مالك نفسه لأنه لم يكلف نفسه العناء لأخذ رقم هاتف إيثار ليطلبها وتعذر على راوية الوصول إليها بسبب تركها لهاتفها في فيلته ..
بدى كالمچنون وهو يبحث عن اسم ابنته في المستشفيات الخاصة والعامة وكلف موظفيه بالتواصل مع جميعهم وإبلاغه بمكانها إن توصل إليها أحدهم وبالفعل عرف موظف منهم مكانها وأبلغ رب عمله بهذا فقاد سيارته بسرعة رهيبة نحو مكانها ...
.....................................
ابتسم الطبيب لها ورد بنبرة هادئة
اطمني يا مدام بنتك زي الفل دي حاجة عادية للأطفال اللي في سنها
نظرت له مدهوشة من كلمته فقد اعتقد من لهفتها عليها وخۏفها الطبيعي أنها والدتها بالفطرة ..
لم ترد أن تخيب ظنه واكتفت بالإبتسام له بكل تهذيب لكن سريعا ما تلاشت ابتسامتها وزاغت نظراتها وحل الوجوم والخۏف عليها حينما رأت مالك مقبلا عليها وعلى وجهه علامات نذير شړ جلي ............................
.....................................
الفصل الثاني والعشرون
ابتلعت إيثار ريقها بتخوف واضح حينما رأت مالك مقبلا عليها وعلى وجهه قساوة غريبة ..
ارتعاشة خفيفة دبت في أوصالها وجاهدت لتحافظ على ثباتها أمامه التقت عيناها بعينيه ورأت فيهما ټهديدا صريحا ..
نعم عاصفة هوجاء على وشك الانطلاق الآن في وجهها ..
راقبة ردة فعله بتخوف .. وتراجعت بحذر خطوة مبتعدة عن الفراش ..
انحنى مالك على طرف الفراش ليقبل صغيرته النائمة بحنو ورفع عيناه في اتجاه إيثار ليحدجها بنظرات أخافتها ..
اعتدل في وقفته وأخذ نفسا عميقا وقبل أن يفتح فمه ليصيح بها أردف الطبيب متساءلا
حضرتك والد البنوتة
أجابه مالك بصوت قاتم وعينيه لم تحد عن إيثار
ايوه !
تابع الطبيب قائلا بنبرة إعجاب وهو يشير بيده
اطمن عليها المدام بتاعة حضرتك اتصرفت صح وجابتها على طول على هنا والحمدلله ده فرق مع الطفلة كتير !
صمت مالك ولم يعقب ولكنه استدار برأسه تجاه الطبيب لينظر له