روايه مكتمله الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة منال محمد سالم
الأيام التالية إنشغلت إيثار برعاية الصغيرة ريفان وبمساعدة روان في التجهيز لحفل خطبتها.. واعتذرت عن العمل مؤقتا في الشركة لتتفرغ لمهامها الجديدة ..
لم تتركها للحظة وظلت ملازمة لها في كل تفصيلة صغيرة أو كبيرة لتتأكد من إتمامها على أكمل وجه ...
انتقت روان فستانا ذهبيا ذو ذيل طويل مميز ومرصع بالمفصوص اللامعة ..
أما إيثار فانتقت لنفسها فستانا رقيقا مصنوعا من الحرير الناعم ومن اللون الوردي ..
كان يتميز بأكمامه التي تنساب بوسع معقول لتغطي ذراعيها بالكامل .. وبخصره الذي يبرز تناسق جسدها الممشوق ..
ولم تتردد في تفصيل نفس الموديل للصغيرة ريفان .. لتبدو الاثنتان كتوأم متشابه مع إختلاف العمر والحجم ...
أما الصغيرة ريفان فبدت كملاك رقيق بفستانها الرائع .. وتشبه إيثار بدرجة كبيرة في هيئتها ..
واتفقت الاثنتان على عدم إخبار مالك بما سيفعلاه مع الصغيرة .. لتكون هذه مفاجئتهما له ..
لم يتجادل عمرو مع مالك كثيرا بشأن قاعة الحفل الذي ستعقد في الخطوبة ووافق على مضض على رغبته فقد أصر الأخير على اختيار قاعة فاخرة لإقامة الحفل متحججا بالكم الهائل المدعو من رجال الأعمال لحضور الحفل ...
كذلك تدخلت إيثار في تلك المسألة لإقناع أخيها بعدم الرفض وأن المسألة لا تحتاج للمشاجرة وافتعال الخناقات ..
وتمنت لو استطاعت أن ترد لها الجميل أضعافا مضاعفة .. ولكنها على عهدها بأخيها .. ستحقق لها هذا ..
................................
صدح صوت المزامير عاليا عند مدخل القاعة واصطفت الفرقة الشعبية على الجانبين لتستقبل العروسين بالأغاني الشهيرة ..
نظرت إليه بحب وبادلها هو نظرات عاشقة .. وربت على كفها المتعلق في ذراعه بحنو كبير ....
تحرك خلفهما والدته تحية وهي تلقي بحبات الملح فوق رأسيهما اعتقادا منها أنها تحميهما من الحسد ..
شعرت بيد توضع على ظهرها فانتفضت فزعة ونظرت إلى من فعل هذا بتجهم شديد فرأت مالك يبتسم لها بإمتعاض ثم همس لها محذرا
متوطيش تاني ماشي ! مش لازم الناس تشوفك كده
توردت وجنتيها خجلا وأطرقت رأسها في حياء واضح ..
ابتسم لها مالك بحب ورفع صغيرته ريفان للأعلى ليقذفها في الهواء ثم تلاقها بيديه وحملها على ذراعه وقبلها من وجنتها بقوة ..
لقد فاجئته إيثار بفكرتها الجميلة في إرتداء فستان شبيها لها وأججت في صدره مشاعر تشتعل بشدة لمجرد التفكير فيها ..
كان يعد الدقائق لتمر فينفذ الجزء الأخير من خطته النهائية في استعادة معذبة فؤاده وأسيرة روحه ...
........................
وقف على باب القاعة كلا من إبراهيم وميسرة ليستقبلا المدعوين بترحاب واضح ..
لمعت عيني ميسرة بوميض عجيب حينما وقع بصرها على ابنة أخيها ..
ها هي اليوم تراها عروسا سعيدة مع من إختاره قلبها..
لف ابراهيم ذراعه حول كتفيها وقربها إلى صدره وهو يقول بصوت هامس
اوعي ټعيطي يا ميسرة النهاردة ليلة فرح !
ردت عليه بنبرة شبه باكية وهي