الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نوفيلا الفصول من الخامس للثامن الاخير

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس
بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينهما في الخير.
ما أن نطق المأذون كلماته حتى تعالت صيحات التهنئة و الزغاريد ترج المسجد.
تلقى رماح التهاني بذهن شادر فعينيه عليها فقط بينما هي تتحدث مع والدته التي تحيطها بحنانها و ما أن تخلص أخيرا من الجموع من حوله اتجه إليها بخطوات سريعة و كأنه يعدو و عندما أصبح أمامها و على مسافة كافية تجعله يلاحظ حمرة الخجل على وجنتيها المكتظتين.

اقترابه منها بهذا الشكل اربكها كثيرا بالأخص و تلك النظرات من حولهما شهقت پصدمة عندما أحاطها بذراعيه رغم إن اتساع يديه لا يكفي لأحاطه جسدها السمين إلا إنه كان كافيا ليربت على ظهرها برفق و حنان و الأهم بحب.
همس في اذنها بحب
مبروك يا مراتي.
ابتسمت بخجل بعدما استسلمت إلى ذراعيه و قد صارت مقاومتها بلا جدوى و قالت بحياء
الله يبارك فيك يا جوزي.
أبتعد عنها يتأمل ملامحها و كأنه يحفرها في ذهنه دون أن يدري إن ذلك البريق في عينيه يخطف انفاسها و يجعلها تقع في حبه مرارا و تكرارا في كل لحظة.
انقطعت انفاسها و هي تشعر بدفء شفتيه فوق جبينها.
حمدت الله على تدخل والدته الضاحكة و شادي حتى لا يتمادى أكثر من هذا فجراءة هذا الرجل جعلتها في موقف محرج أمام الجميع بينما هو لم يهتز له رمش فقد ظل طيلة الوقت يرمقها بتلك النظرات العابثة الجريئة.
ربما يكون وقحا و لكنها عاشقة لذلك الرجل الذي لم يعد غريبا بعد اليوم و قد أصبح زوجها.
لم يشاركها في سعادتها والدتها و مريم بينما زوج والدتها فلم يكلف نفسه عناء الحضور أبدا فقد كانتا تجلسان في ركن بعيد يتأملون ما حولهما في استنكار و سخرية و لكن نسرين سرعان ما كانت تتناسى امرهما عندما تلتقي عينيها بأعين رماح.
بعد عقد القران أصبحت علاقتهما أكثر قربا و اكتشفت نسرين جانبا آخر من زوجها قد كان كريما و حنونا على أهل بيته من والدته و شقيقته و ابنا بارا بوالده أما معها فقد كان زوجا رائعا يحتويها دائما و ينصت إليها مهما كانت مشاغله و في بعض الأحيان كان يخلد إلى النوم بينما يتحدثان معا عبر الهاتف.
علاقة نسرين بعائلتها مازالت لم تتغير أو تتحسن خاصة غيرة مريم التي لا تبذل جهدا في اخفائها فالمرات القليلة التي حضر بها رماح إلى المنزل كانت تحاول أن تنسج حبالها من حوله بينما نسرين في غفلة عن حركاتها إلا إن رماح كان فطنا جدا لنظراتها القڈرة و تصرفاتها الخالية من أي حياء و لكن حرصا على مشاعر نسرين رفض ڤضحها و اكتفى فقط بالامتناع عن المجيء إلى المنزل في وجودها.
راقبت بأعين دامعة لأول مرة اڼهيار والدتها بينما تنتظر خروج الطبيب ليطمئن قلبها على مريم.
تذكرت عندما سمعت صوتا نتيجة اصطدام جسم بالأرض لتخرج من غرفتها سريعا ثم تنطلق صړختها الفزعة عندما وجدت والدتها تفترش الأرض بلا حراك و بجوارها سماعة الهاتف بعد محاولات عديدة افاقت الأم لتولول و تنوح باسم مريم و بعدما فشلت نسرين في تهدئتها هاتفت شادي الذي اسرع إلى المنزل و حاول أن يستخلص المعلومات منها ثم سرعان ما أدرك الأمر و اسرعوا إلى المشفى حيث تم حجز مريم.
خرج الطبيب و على وجهه نظرة آسفة جلبت الدموع إلى اعينهم حتى نسرين التي لم تكره شقيقتها يوما.
قال الطبيب بأسف شديد
البقاء لله.
اجهشت نسرين بالبكاء بينما ضمھا شادي و دموعه تنهمر في صمت.
ظلت الأم جامدة في مكانها دون حركة لا تستطيع تصديق فراق صغيرتها ثم سرعان ما تشقق الجليد و سقطت على ركبتيها تصرخ و تصك وجهها في اڼهيار فشلت محاولات كلا من زوجها و شادي في تهدئتها ليتم حقنها بمهدئ و نقلها إلى أحدى الغرف بينما نسرين فقد كانت تتألم لألمها و لكنها خشيت أن تقترب منها فتزيد من اڼهيارها و تحرك شجونها فاكتفت بمراقبتها عن بعد.
لا تستطيع استيعاب مۏت اختها المفعمة بالحياة التي كانت تحسدها دائما على حب والدتها.
أكان هناك أمل إذا طال عمر مريم أن تصبحتا صديقتين حميمتين!
جلست على أحد المقاعد بعدما شعرت ان قدميها قد تخذلاها في أي لحظة.
تمتمت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات