السبت 23 نوفمبر 2024

رواية نوفيلا الفصول من الخامس للثامن الاخير

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بنبرة باكية
ربنا يرحمك يا مريم.. ربنا يرحمك يا حبيبتي.
بعد دقائق طويلة لم تتحرك نسرين من مكانها و لم يتوقف بكائها ففتاة فتية كمريم فقدت حياتها في لحظة واحدة فجأة و كأنها لم تكن.
نسرين!
رفعت رأسها لتجد رماح أمامها يتأملها بحنان و حزن لتندفع إلى ذراعيه بتلقائية شديدة و ټدفن رأسها في صدره الذي كتم بكائها بينما هو فقد كان يربت على ظهرها في حنان بينما عبراتها تؤلمه للغاية و تجرده من رجولته كان يتمتم بكلمات حانية ليهدئ من عڼف نحيبها و ارتجاف جسدها.
بعد فترة من النحيب انحصرت شهقاتها حتى هدأت فسحبها لتجلس دون أن يبعد ذراعيه عن كتفها.
تمتمت بنبرة مرتجفة
مريم ماټت خلاص!
اشتدت ذراعه من حولها و قال بحنان
اهدي يا حبيبتي الأعمار بيد الله ادعيلها بس.
رفعت أعين دامعة إليها و بشفاه مرتجفة قالت
كان نفسي تبقى علاقتنا زي أي اختين بس...
توقفت عن المتابعة عندما عجزت الكلمات عن اسعافها ليقول بنبرة حازمة
مفيش حاجه بعيده عن ربنا يا نسرين و أكيد ربنا ليه حكمة في كده انت مش هتبقي أحن عليها من اللي خلقها..
استطرد بنبرة أكثر لينا
صح و لا إيه
أومأت في صمت و استرخى رأسها المرهق على كتفه دون أن تغلق جفنيها فقط تطمئن في حضور الأمان و الدفء بين ذراعيه.
الأيام التالية كانت تتم إجراءات الډفن ثم تلقي العزاء في المنزل وجدت نسرين نفسها المسئولة عن كل شيء خاصة مع تدهور حالة والدتها العقلية فهي لم تخرج بعد من صدمة ۏفاة طفلتها المدللة مريم و لكن نسرين لم تتركها فقد كانت تتكفل تماما بالعناية بها جيدا بينما زوجها فقد كان لا يعود إلى المنزل إلا قليلا و أغلب الوقت خارج المنزل دون أن يهتم بمعاونة زوجته على العودة إلى حالتها الطبيعية.
في تلك الفترة العصيبة كان رماح يعاونها دائما فإذا لم يكن بالفعل فكان يدفعها إلى الأمام بكلماته المشبعة بالثقة و الحب.
اتجهت إلى الغرفة تحمل صينيه تضم أشهى الأطعمة وجدت والدتها على نفس الحالة رغم مرور شهر على ۏفاة مريم كانت شاحبة الوجه و قد برزت عظام وجهها لشدة هزالها تحتضن صورة مريم.
حاولت نسرين أن تمتنع عن البكاء و قالت بنبرة حانية و ابتسامة شاحبة على شفتيها
يلا يا ست الكل علشان تفطري.
لم ترد أو تلتفت إليها فاقتربت نسرين منها تلمس كتفها بخفة قائلة
يلا يا ماما علشان تاكلي.
انطلقت صيحة ألم من ثغرها عندما دفعتها والدتها لتتعرقل و تسقط أرضا تأملتها پصدمة بينما صاحت والدتها پغضب
أنا مش أمك فاهمه متنادينيش كده تاني.
تمتمت بصوت مرتجف النبرات بينما تجلس اسفل قدميها
أنت بتقولي إيه يا ماما!
صاحت الأم بدون رحمة
أنا مخلفتش إلا مريم فاهمه مريم بس هي اللي بنتي.
استطردت بعويل
اه يا مريم اه يا بنتي.
لم تهتم بتلك الجالسة أرضا دون أن تأتي بأي حركة و لم يرمش لها جفن و كلمات أمها كسياط لذعتها بقسۏة.
قالت الأم پجنون فجأة بعد فترة
أنت اللي قتلتيها أنت اللي قټلتي مريم.
أحاطت عنقها تحاول أن ټخنقها بينما نسرين فقد كانت مستسلمة ليديها فقط عبرة تسللت من عينيها ثم أغلقت جفنيها في هدوء تام.
الفصل السادس
كانت شبه فاقدة للوعي عندما دلف شادي إلى داخل الغرفة و لكنها استطاعت الشعور بذراعيه و صوته يخترق الضباب من حولها يحثها على النهوض و لكنها ما أن اطمأنت إلى وجوده حتى فقدت الوعي تماما دون أن تسمع صرخته الملتاعة بعدما انهار جسدها بين ذراعيه.
انتفضت تشهق پعنف تحاول أن تستنشق بعض الهواء انخفض الفراش قليلا تحت ثقل وزن شادي الذي اسرع بالجلوس بجوارها و احتضانها متمتما بكلمات مطمئنة فتبدأ الذكرى تتوالى إليها سريعا كومضة فلاش لترفع أعين دامعة إليه بينما يلامس كفها أثار الأظافر على عنقها حيث تركت قبضة والدتها أثرا.
تمتم بحنان
أهدي انتي كويسه و ده المهم.
تجاهلت كلماته و تسائلت بنبرة باكية
بجد أنا مش بنتها!
حاول التملص من سؤالها و قال بابتسامة شاحبة
ارتاحي شويه و نتكلم بعدين.
تشبثت بكفه ما أن حاول النهوض و قالت بإصرار
أنا عايزه اعرف.
استطردت پبكاء و الخۏف يملأ نظراتها من الاجابة
أنا بجد مش بنتها!
تنهد بإرهاق و كأن السر الذي حمله طويلا قد انهكه للغاية و أدرك إن الوقت قد حان أخيرا لتدرك

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات