روايه تحفه 1 الفصول من الحادي عشر ل الثالث عشر بقلم الكاتبة الجليله
مش بالضبط .. بس كل حاجة ماشية تمام .. انا مطمنة اوي يا خالتو ..
تنهدت نورا بسعادة وهي تتمنى ان تتم هذه الزيجة فهي تحب روبي كثيرا بسبب شخصيتها الجذابة وطبيعتها النقية رغم انها لا تظهر ذلك للجميع ..
..
كانت ميرنا تسير داخل صالة الجلوس ذهابا وايابا وهي تشعر بالضيق الشديد من عدم مجيء باسل حتى الان ..
زفرت انفاسها وهي تتذكر محتوى رساله وكانت تريد حقا ان تتصل به لكنها منعت نفسها من ذلك بالقوة ..
لا تستطيع الجزم أنه لا يحبها لكن بمعرفتها السابقة له تستطيع الجزم بأنه ليس من النوع الذي يغفر بسبب مشاعره وهي تدرك ذلك جيدا وقد عايشته من قبل ..
عادت ذاكرتها الى الخلف وتحديدا الى ثاني لقاء جمعها به بعد لقائهما الاول في كافيتريا الجامعة ..
في كلية الهندسة ..
كانت ميرنا تسير متجهة خارج الجامعة بعدما انهت جميع محاضراتها ..
حيث اتجهت نحو كراج السيارات وتحديدا نحو سيارتها لتجد جميع اطارات سيارتها مفرغة من الهواء ..
زفرت انفاسها بضيق وقالت بتذمر
مش وقتك خالص .. ھموت من التعب .. اروح البيت ازاي دلوقتي ..اكيد فيه حد عمل الحركة دي ..
صدح صوت من خلفها لتجده باسل الذي تذكرت شكله واسمه جيدا فهي رأته منذ ثلاثه اسابيع في الكافيتريا وما زال اسمه المميز مطبوع في ذاكرتها ..
ردت ميرنا بجدية وقد شعرت انه جاءها من السماء
نايمين .. الاربعة .. انا مش عارفه اعمل ايه ..
تأمل باسل السيارة للحظات وهو يتذكر ما سمعه على لسان صديقه احمد عن قيام عزام بفك أطارات سيارة ميرنا ليشعر بالكره الشديد له ولتصرفاته التي تفاجئ لأول مرة بحقارتها ..
ردت ميرنا بسرعة
لا انا هتصل بأخويا واقوله وهو يتصرف ..
ثم اكملت برقة
ميرسي على محاولتك للمساعدة ..
ابتسم بهدوء لتنظر اليه بإعجاب فقال بجدية محاولا عدم الاهتمام بنظرات اعجابه خاصة بعدما أخفتها بسرعة ويبدو انها ندمت على تسرعها بذلك مما أزعجه ذلك بشدة ..
قالت ميرنا بهدوء
لا شكرا هاخد تاكسي ..
ثم نظرت الى ساعتها وقالت
لازم اروح عشان تأخرت ..
اتفضلي
قالها بهدوء لتبتسم وهي تتجه خارج الجامعة يتابعها هو بنظراته ..
في اليوم تفاجئت ميرنا بأنه تم تصليح إطارات سيارتها بالكامل بينما هي لم تخبر مازن بما حدث فقد أخبرتها صديقتها انها تعرف ميكانيكي جيد سوف يأتي بعد الساعة العاشرة ويقوم بنفخ الاطارات ..
وبالفعل استغلت انه ما زال الوقت مبكرا على محاضراتها فإتجهت الى قاعات محاضرات المرحلة الثالثة بعدما علمت انه في سنته الثالثه ..
وقفت تنتظره وهي تعلم ان لديه محاضرة باكرا وسوف تنتهي بعد اقل من نصف ساعة ..
ظلت واقفة تقلب في هاتفها تارة وتنظر امامها تارة اخرى ..
بدأ الطلاب يخرجون من المحاضرات لتنظر نحو باب القاعة بلهفة فاجئتها لكنها لم تهتم لها حتى وجدته يخرج بجانب صديقه ..
ابتسمت بخفة وهي تتجه نحوه ليراها اخيرا فيتقدم بدوره نحوها وصديقه يتبعه ..
ابتسمت ميرنا بسرعة وقالت
انا جيت عشان اشكرك علشان صلحت عربيتي .. بجد شكرا ..
بادلها باسل ابتسامتها وهو يقول بصوت هادئ رخيم أثار مشاعرها وشدها أكثر نحوه
العفو .. انا عملت واجبي ..
تنحنحت بحرج ولم تعرف ماذا تقول لتهتف بعدها وهي تنظر الى ساعة يدها
محاضرتي هتبدأ لازم اروح دلوقتي ..
ثم اتجهت بسرعة وقلبها يتقافز بسعادة تاركة باسل ينظر الى أثرها بصمت لكن لمعة عينيه أدهشت صديقه الذي هتف بعدم استيعاب
ايه كل ده ..! هي السنارة غمزت ولا ايه ..!
نظر اليه باسل بصمت للحظات قبل ان يهتف مغيرا الموضوع
خلينا نروح النادي .. محتاج اشرب حاجة تفوقني ..
تبعه احمد بسرعة وهو يشعر بالدهشة حقا ..
اما ميرنا فكانت تجلس في قاعة المحاضرات تنظر الى الاستاذ امامها بشرود وهي تتذكر باسل وافعاله ..
انتهت المحاضرة لتلملم اغراضها حينما سمعت صديقتها رولا تهتف بخفة
نيالو اللي شاغل بالك ..
ابتسمت ميرنا ولم تجيب لتكمل رولا
اعترفي بقى انك معجبة بيه ..
رمقتها ميرنا بنظرات حادة مصطنعه لتضحك رولا التي أحبتها ميرنا حقا رغم معرفتهما التي ما زالت في اولها
خلاص خلاص .. اسفين ..
ابتسمت ميرنا وقالت
خليك فخطيبك وملكيش دعوة ..
تنهدت رولا وهي تهتف بهدوء
هحاول ..
ابتسمت ميرنا بخفة على تلك العنيدة التي ما زالت رافضة أمر خطبتها من ابن عمها ..
ابتسمت بشفقة على رولا التي لم يكن لها حق الاختيار بناء على تقاليد عائلتهم المصون فالفتاة لإبن عمها كي تظل اموال العائلة بينهم ..
وبالرغم من كونها لم تر هذا الخطيب لكنها علمت من رولا مدى جفائه معها وتسلطه والتي تقابله رولا بدورها بلا مبالاة تشعل الخلافات بينهما ..
فرولا بدورها عنيدة وقوية بشكل لا يناسب عمرها ولا يتناسب مع فرق السن بينها وبين خطيبها مراد ..
سارت معها ميرنا وهما تتحدثان سويا بسعادة حينما لمحت عزام يتحدث مع احدى الفتيات وهو يوليه وصوت ضحكاتهما تعلو بشدة بينما أثار انتباهه حديثه الذي كان يخصها وجعلها تشعر بالڠضب ناحية باسل ..
أفاقت ميرنا من شرودها وهي تبتسم بخفة واحداث ما حدث بعدها تهاجمها بقوة وقبل ان تشرد بتلك الذكريات من جديد كان باسل يدلف الى الداخل لتستقبله وهي تبتسم بسبب تلك الذكريات فيرفع باسل حاجبه بدهشة لتشعر بالحرج فموقفها هذا غبي وضحكتها الغبية في وقت كهذا لا تدل الا على شيء واحد وهو چنونها ..
اختفت ابتسامتها وهمت بالحديث ليشير اليها باسل ان تصمت ويقول وهو يرمي بكيس كبير نوعا ما نحوها فتلتقطه بسرعة
ولا كلمة .. قومي غيري هدومك .. هنخرج سوا .. نتعشى بره واخدك عالبحر تغيري جو ..
تطلعت اليه ميرنا بدهشة مما قاله وفكرت ان الجنون اصاب باسل فهل فقد ذاكرته ليتجاهل كل شيء ويخبرها بهذا ..!
قال باسل وهو يراها تنظر اليه بدهشة بينما ذراعيها تحتضننان الكيس امام صدرها
هو انا قلت حاجة غريبة للدرجة دي ..
لتهز ميرنا رأسها وتسير مسرعة متجهة نحو الغرفة لتغير ملابسها ..
بعد حوالي ساعة دلف الاثنان الى احد المطاعم الشهيرة ..
تناولا طعاميهما بصمت وأحاديث عامة لا تخص وضع ميرنا وهذا فاجئها وجعلها تتناسى كل شيء تمر به وحتى موضوع اخيها والفيديو لم تسأل عنه لإنها تثق بأن باسل قادر ان يحميها وبدورها تريد ان تنسى كل شيء يخصها ولو لساعات معدودة .. تريد تجربة احساس الراحة ولو لساعة واحدة حتى ..
ولا تعرف لماذا