رواية ميرا الفصول من الاول للثالث
التي دامت لعدة دقائق بينهم . ولكن حين شعرت بيده تتجرأ قليلا أوقفته وانسحبت بأنفاس لاهثة قائلة بتقطع
آسفة.... مكنش لازم اعمل كده
نفى برأسه وهو يحاول أن يتحكم بتنفسه وقال
حبيبتي انا عارف انك بتحبيني
وعمري ما هفهمك غلط
أومأت تؤيد حديثه وقالت بنبرة راجية قبل أن تغادر السيارة بخطوات مسرعة من شدة حرجها
نظر هو لآثارها بغيظ بعدما أججت مشاعره فأحل رابطة عنقه وينزع سترته ثم يزفر پغضب لأبعد حد ويضرب المقود بقبضة يده عدة ضربات متتالية قبل أن ينطلق بسيارته بسرعة چنونية عائد لمنزله غافل عن تلك البسمة المتخابثة التي تعلوا وجهها الآن وهي تراقبه خفية من بعيد
لا تجازف بالكذب على امرأة تؤمن بقوة إحساسها.
نجيب محفوظ
ظلت تنتظره هي واولادها لعدة ساعات كي يفي بذلك الوعد الذي لم يعيره هو أي أهمية وكأنهم هم أخر أولوياته مما جعلها تشعر بالحنق منه ولكن ليس من اجلها بل من أجل اطفالها الذي لم يبذل أي مجهود ليتقرب منهم أو لتحقيق رغباتهم كانت تخطوا ذهابا وايابا حين
لسة صاحية ليه
أجابته بهدوء عكس ثورة دواخلها وتلك الشكوك التي تعصف بعقلها و تقترب منه بخطوات أنثوية ناعمة جمدت نظراته عليها
اتأخرت اوي يا حسن و قلقتني عليك انا والولاد يظهر انك نسيتنا !!
أغمض عينيه بقوة وقال متحجج كعادته
رفعت رماديتاها له بنظرة طويلة تحاول ان تستشف صدقه وعيناها ترسل له شرارات مشككة
متأكد ......أصل الولاد زعلوا منك .....
ابتلع ريقه عندما ألتقط تلك النظرة المشككة بعيناها ثم جذبها له قائلا وهو مازال مصر على كذبته كي يقنعها
تنهدت
واخبرته بثقة وهي تقاوم احساسها
مصدقاك يا حسن وعارفة انك عمرك ما بتكدب عليا
طب خلاص بقى بلاش تقفشي
أبتسمت ولكن ببهوت لتسايره ليتساءل هو بنبرة عابثة
فين الولاد
زهقوا من الأنتظار و ناموا
مسألتنيش النهاردة
تناوبت نظراتها بين بنيتاه وتسألت بعدم فهم
مش فاهمة
أبتلع ريقه بعيون جائعة و قال بحلق جاف مطالب بسؤالها المعتاد الذي يشعره بحيرتها و ضعفها وهشاشتها التي تفقده عقله وتأجج رغبته بها
أسأليني بتحبني يا حسن
عقدت حاجبيها مستغربة ولكنها سايرته
بتحبني يا حسن
أومأ لها وسألها سؤال آخر اربكها على الأخير
هو انت إزاي حلوة كده النهاردة
أطرقت رأسها بخجل وسألته بعيون حائرة
النهاردة بس يا حسن
طول عمرك حلوه
شعرك كده أحلى
أبتسمت برضا كونه أثنى عليها على غير عادته
عاجبك بجد يا حسن
لم يجيبها بل فضل ان يعطيها الجواب كما أراد
مكالمة هاتفية اخبروه بها أنه يتوجب عليه الحضور إلى أحد فروع سلسلة مطاعم الراوي بالأسكندرية وما ان استعد هدر قائلا
أنا لازم أمشي يا أمي أشوف وشك بخير
لترد ثريا بقلق
يا ابني الله يخليك متخلي حد تاني هو اللي يسافر بدالك انا قلبي بيوجعني وانت بعيد عني
أبتسم ببشاشته المعهودة وأخبرها بود
مينفعش يا أمي أنت عارفة لازم اباشر كل حاجة بنفسي
اومأت له بتفهم واسترسلت
قولت ل نادين على موضوع السفر ده
لأ أبقي قوليلها أنت وعلشان خاطري يا ماما خلي بالك منها وبلاش تزعليها
هزت رأسها بقلة حيلة بينما الأخرى تشدقت بنزق ما ان خرجت من غرفتها والتقطت حديثه
محدش يعرف يزعلني متخافش ده انا ازعل بلد
رمقها بحدة بينما ثريا قالت قبل أن تتوجه لغرفتها
ربنا ما يجيب زعل يا بنتي ....
لتربت على كتفه وتستأنف بحنو
تروح وترجع بألف سلامة يا ابني
أبتسم لها يامن وقبل هامتها وإن غادرت قال بنبرة حادة صارمة
مش هتبطلي اسلوبك ده
نفت برأسها و ابتسمت تلك البسمة المهلكة خاصتها التي تجعل القديس يرتكب من أجلها أبشع الخطايا ثم أقتربت