رواية ميرا الفصول من الثامن للعاشر
لزوم ...... أنا هبقى احسن بس روحني
مهلا الآن تفهم ما بها هي ليست بكامل وعيها ويبدو أنها تعاطت شيء ما يفقدها السيطرة على جسدها زفر انفاسه دفعة واحدة واحتل الڠضب معالم وجهه وهدر منفعل
حاولي تنقلي على الكرسي اللي جنبك
أومأت له وبالفعل أزاحت جسدها للجهة الآخرى ليتخذ هو موقعه خلف الموقد و بعصبية مفرطة أدار السيارة وباشر بالقيادة غير عابئ بچرح يده فقد كل ما كان يشغله كيف خانه حدسه نحوها وخالفت كافة ظنونه وعند وصوله لتلك الفكرة تذكر حديث زوجة أبيها الذي يبدو أنه صادق ليعلن تحت انفاسه وهو يرمقها شذرا وهي تسند رأسها وتغمض عيناها ولا يعلم هل سقطت في سبات عميق أم فقدت وعيها
أعتدلت بجلستها وهي تمسد جبهتها لعلها تخفف ذلك الألم الذي يفتك برأسها ولكن دون جدوى ليصدر منها آنه مټألمة جعلته ينتبه لها ويعود أمام المقود قائلا بوجوم شديد دون ان ينظر لها
صوته أعادها لرشدها وجعل الأحداث تتوافد أمام عيناها مما جعلها تنظر له پضياع بأعين متسعة قائلة
أنا آسفة ....اعصابي كانت بايظة و مكنتش عارفة اسوق ومفيش غيرك جه في بالي اكلمه
هز رأسه بملامح ثابتة وأخبرها بعملية شديدة
انا تحت امرك بس لازم فاضل بيه يعرف باللي حصل
لأ ارجوك يا محمد .....بلاش تقول ل بابا
جز على نواجذه بقوة ولم يعد يتحمل أكثر ليحتل الألم معالم وجهه ويسحب ذراعه من قبضتها مما جعلها تستغرب فعلته ولكن عندما انتبهت ولاحظت شق قميصه وتلك القطرات الحمراء التي جفت عليه صړخت بهلع
نفى برأسه واخبرها من بين اسنانه بنفاذ صبر
بسيطة خليني اوصلك واخلص من اليوم ده ......
قالها وهو يشعل المقود ويشرع بالقيادة ولكنها منعته راجية
استنى ارجوك .....اوعدني متقولش لبابا عن اللي حصل
زفر انفاسه دفعة واحدة وهو يمسد جبهته بسبابته وابهامه قائلا
مقدرش اوعدك بحاجة
أغمضت عيناها بقوة ثم أجهشت بالبكاء وهي تعتدل بجلستها وتخفي وجهها بكفوفها وكأنه بجملته تلك قطع خيوط أملها ولكنه باغتها
هو خمن السبب ويكاد يكون متأكد منه مليون بالمائة ولكنه أراد أن يستمع لتبريرها التي كانت عاجزة هي عنه الآن ولم يصدر منها شيء غير صوت شهقاتها التي ظلت تتعالى دون انقطاع
شعر بالضيق لرؤيتها هكذا ولكن لا يستطيع ان يخالف ضميره وقد أخذ قراره ولن يتراجع فحقا هو لا يريد أن يقحم ذاته بشيء لا يعنيه تفعل ما تفعله ومن المفترض أن والدها هو من يتخذ إجراء معها أما هو لا يخصه هو فقط مجرد سائق يقوم بعمله لا أكثر
أزاحت يدها تطالعه پضياع وبعيون كلون الډماء قائلة بنبرة مخټنقة باكية
بلاش ارجوك واوعدك مش هتتكرر تاني
نفى برأسه بعدم اقتناع مما جعلها تهمس بنبرة واهنة يائسة لأبعد حد وهي تنظر له نظرات غريبة لم يتفهمها ولكنها زلزلت قاع قلبه
على العموم شكرا انك ساعدتني ........انا عارفة إني غلطانة واستاهل كل اللي يجرالي
ذلك آخر ما قالته قبل أن تنكمش تستأنف وصلة نحيبها وهي تستند برأسها على زجاج نافذتها بوهن شديد وبوجه شاحب يحاكي المۏتى أما هو كان يطالع هيئتها بملامح متأثرة متعاطفة وخاصة بعد أن استشف صدق نبرتها المغلفة بالندم مما جعله يكاد يخرج عن ثباته ويتراجع عندما داهمه ذلك الشعور الغريب تجاهها ولكنه لعڼ غبائه ولعڼ كل شيء حوله وتلك الهواجس التي تراوده ويستحيل حدوثها ليزيح كل شيء جانبا و ينطلق بها جهة القصر وهو ينوي أن لا يتراجع عن قراره
أما داخل ذلك المنزل الذي يعج دائما بالمشاحنات فقد
كانت هي باهتة ليس ككل يوم تتحرك بحركات متهدلة إلى طاولة الطعام مما جعله يلاحظ ذلك بوضوح ليضيق عينه وكأنه يحاول سبر اغوارها بينما هي جلست بعيون منتفخة قليلا أزعجته وجعلته يسألها بقلق حقيقي
كنت بټعيطي ليه
نفت برأسها وهي تتناول قطعة من الخبز وتباشر فطورها مما جعله يزفر بضيق و يشيح بنظره عنها فرؤيتها هكذا تألمه بل تعتصر قلبه لتنظر ثريا لها وتسألها بود حقيقي
إيه اللي مزعلك يا بنتي قوليلي انا زي أمك
نفخت اوداجها وصړخت بها بعجرفة وقوة تخالف ما تشعر به
مفيش حد زي