رواية ميرا الفصول من الثامن للعاشر
بنتي بعد مۏتي
ربتت ثريا على يدها وقالت بحسرة وبحزن حقيقي
بلاش سيرة المۏت محدش هيربي بنتك غيرك
نفت غالية برأسها وترجتها بعيون تفيض بالدمع
ريحيني يا ثريا و وافقي
تنهدت ثريا وتساءلت بعدم استيعاب ودمعاتها تنسل بحسرة على صديقتها
لا حول ولا قوة إلا بالله عايزاني اوافق على ايه بس
لترد غالية بإصرار وبكل رضا
تلك الجملة كانت كفيلة ان تزلزل كيانها وتعيدها للوقت الحالي وتجعلها تشعر بقلبها يعتصر بين ضلوعها بسبب ما حدث بعد ذلك فكم تمنت ان يكون مصيرها مختلف ولكن خانتها عزيمتها وجعلتها تكرر إنهاء حياتها بنفسها عوضا عن انتظار المۏت أن يأتيها... نفضت دمعاتها وهي تترحم عليها وتدعوا لها بالمغفرة ثم نهضت كي تستعد لكي توافي رهف كما وعدتها
صباح الخير يا ميرال
نهضت قائلة بإحتياج وبنبرة واهنة
وحشتني يا بابي
ربت فاضل على ظهرها وقال بحنو
ده هو يومين بس اللي غبتهم يا بنتي لحقت اوحشك
هزت رأسها وقالت مؤكدة
متسافرش تاني وتسبني
حاضر يا ستي مش هسافر تاني ولو سافرت هاخدك معايا طالما بوحشك
صكت دعاء اسنانها واعترضت
ايه الدلع ده! هو انت بتسافر تتفسح ولا علشان الشغل
وأضافت بخبث وهي تنظر له نظرات ذات مغزى يعلمه جيدا
ودراستها والجامعة اللي بقالها كذا يوم مش بتروحها...المفروض انك تعارضها و تخاف على مستقبلها اكتر من كده
دعاء عندها حق مستقبلك اهم
ليه مش بتروحي الجامعة
كم شعرت بالخذلان من حديثه التي أثبت به أن زوجته هي صاحبة السلطة الأكبر على قراراته مما جعلها تنظر ل محبة التي تقف بالزاوية تحسها أن تساندها وهي تجلس على طاولة الطعام من جديد وتتلعثم قائلة
كنت تعبانة شوية
ليتساءل فاضل بحدة
وليه محدش بلغني
حقك علينا يا بيه أصل كنت ملخومة بيها ودعاء هانم من ساعة ما سافرت وهي عند ولدتها ومتعرفش حاجة
أومأ فاضل بتفهم بينما ظلت دعاء ترشق محبة بنظرات مغتاظة جعلت محبة تشعر ببعض الارتياح
وخاصة عندما وجدت فاضل تجاهل حديث تلك الصفراء و وظل يربت على ظهر ابنته بحنو ويطمئن عليها في حين ميرال كانت تبتسم ببهوت وتخبره انها اصبحت بأفضل حال
اهلا يا محمد اخبارك ايه
تمام يا فندم انا جيت علشان...
قطع حديثه عندما تعلقت عينه بها يرى تلك النظرة الراجية بفيروز عيناها وكم كان يجاهد ضميره حين استأنف بعملية شديدة تحت نظرات الجميع المترقبة
علشان اطمن على آنسة ميرال واشوف إذا هتخرج النهاردة او لأ
تهللت أساريرها وهي تنظر له بامتنان حقيقي ثم هتفت وهي تلملم أشياءها
انا بقيت كويسة ...وهروح الجامعة
هز رأسه لها واستأذن بأدب وسبقها إلى الخارج وهرولت تلحق به لتدعوا محبة بسرها
ربنا يصلح حالك ويريح بالك يا بنتي
شكرا
قالتها بإمتنان حقيقي وهي تصعد للسيارة مما جعله يتنهد بملامح واجمة وهو يتحاشى النظر لها
انا متعودتش اشوف الغلط واسكت عليه والاستثناء ده مش هيتكرر تاني والمفروض انت اللي تعرفي مصلحة نفسك ...
اومأت له واخبرته بندم
انت عندك حق اوعدك مش هعمل كده تاني انا ساعات بيبقى عزيمتي ضعيفة و استسلم لكن وعد مش هأذي نفسي زي ما طلبت مني
هز رأسه بملامح مازالت واجمة وأخبرها بإقتضاب
تمام
ابتسمت ببهوت وقالت بعرفان للجميل وهي تراه يشعل مقود السيارة بيده المضمدة
انت جدع اوي وعمر ما في حد عمل علشاني كده ابدا وعلشان كده نفسي نبقى صحاب
نظر لها نظرة غامضة لم تستشف منها شيء ثم قال بعملية شديدة وبكامل صوته الأجش المفعم بالكبرياء وهو ينطلق بها
آسف مفيش حاجة في قاموسي اسمها اصحاب ... انا هنا سواق جنابك وبس واللي عملته أي راجل عنده نخوة كان مكاني كان عمل زيه واكتر منه كمان
احتل الحزن عيناها وتراجعت للخلف فكم طعنها قوله وأكد لها أنها سيئة ومرفوضة و الجميع ينفر منها ويتخلى عنها
بينما هو لعڼ نفسه ربما للمرة الألف بعد المائة انه احرجها ولكن هو لا يريد أن يقحم نفسه بها أكثر ويتوهم بشيء يستحيل حدوثه فهو يعلم ذاته تمام المعرفة ويعلم أن ليس باليسير ابدا ان تتمكن أنثى أن تزعزع ثباته وتجعله يخالف ضميره لأول مرة بحياته من أجلها
كم كانت تود أن تحلق بالسماء من شدة سعادتها عندما اخبرها الطبيب بذلك الخبر السار وكم