رواية ميرا الفصول من اربعة عشر لستة عشر
على رغبتك وسمعت كلامك يبقى كده عملتي اللي عليك تجاهي وتجاه بنتك
نفت غالية برأسها بعدم اقتناع وصړخت بهستيرية
اللي حصل ده كان علشانك أنت وعلشان اديك فرصة تعوض كل اللي معرفتش ادهولك أنا عارفة أني قصرت معاك وأنت صبرت معايا كتير بس ياريت كان بإيدي علشان خاطري يا عادل بلاش تضغط على اعصابي انا مش عايزة اتعذب أكتر من كده صدقني مش هقدر اتحمل اللي أنت بتطلبه مني ...
قالها بنفاذ صبر وهو يغادر الغرفة ويترك المنزل بأكمله دون أن يلحظ كون نادين تنكمش في أحد الزوايا و وصلها كل ما دار بينهم.
نظرت نظرة معاتبة لأثر أبيها وكم شعرت بلاستياء حينها كونه يتشاجر مع والدتها ويحزنها ثم سارت خطوتين داخل الغرفة لتجد والدتها تجثو على ركبتيها بإنهزام تام وتبكي بكاء مرير جعل الدمع يتكون بعيناها أيضا ويتهدل من سودويتاها التي كانت مفعمة بالبراءة حين غمغمت بحزن
رفعت غالية رأسها المنكسة بضعف وكفكفت دمعاتها
انا كويسة يا قلب ماما متعيطيش انا بس اعصابي تعبانة وبابا مصر يفرض عليا ال...
ابتلعت باقي حديثها بمرارة وصمتت وكأن شيء اقوى منها يمنعها عن الايضاح اكثر لتربت نادين على ذراعها بحركة حانية بريئة و پبكاء تشارك به بؤس والدتها حين استأنفت
هو مش قادر يفهم اني خاېفة ...خاېفة اوي ...خاېفة اتعذب يا نادين أنا اتعذبت كتيير اوي وكل يوم بستنى قدري يخبط على بابي كل يوم بنام وببقى خاېفة مصحاش سامحيني يا بنتي انا عارفة إنك اتظلمتي بأم زي بس أنا تعبت ....والله تعبت ومبقتش قادرة استنى اكتر من كده
زاد نحيب والدتها ولم يصدر منها شيء بعدها سوى تلك الكلمات التي ترجوها بها أن تسامحها وتغفر لها على شيء هي تجهله و لم تذكره والدتها قط وحين استيقظت صباح اليوم التالي علمت لم طلبت والدتها غفرانها.
فكان جسدها مسجي على ارضية الغرفة باستسلام غريب حين هرعت نادين لها متلهفة
لم يأتيها ردها بل كانت ساكنة لم يصدر منها شيء بتاتا لتغمغم هي من جديد بنبرة مرتعشة للغاية مغلفة بالقلق
ماما مش بتردي عليا ليه أنت زعلانة مني
ايضا لم يصدر منها شيء مما جعلها تهزها وتصيح بنبرة راجية
ماما قومي وردي عليا... أنت مش بتردي على نادو ليه...!!!!! ماااااااما...
كانت تهزمامها تستجدي ردها او صدور أي ردة فعل منها ولكن والدتها كانت شاحبة كقطعة ثلج ومتيبس لحد كبير وشفاهها تميل للزراق فكان رؤيتها هكذا أكبر بكثير من قوة احتمال طفلة بنفس عمرها لم تستوعب بعد فكرة المۏت ولذلك اخذت تمرر كفوفها الصغيرة على وجهها تزيح خصلاتها جانبا وتربت على وجنتها وهي ترجوها بنبرة هستيرية غير متزنة بالمرة
لا شيء أيضا وحينها شعرت بشلالات متدفقة تسيل من عيناها دون وعي و انتابتها رجفة قوية جعلت أسنانها تصطك ببعضها وكأن كافة حواسها ادركوا الأمر إلا عقلها آبى واستنكر لتنفي برأسها مرة وراء مرة و تردد من بين أسنانها وهي ترفع رأس والدتها مستخدمة كل قوتها كي تضعه بحجرها وتظل تربت على خصلاتها قائلة بنبرة مرتعشة غير مستوعبة من هول الفاجعة
خلاص ... مترديش ونامي هتبقي احسن ...
ظلت تتمتم كلمات غير مرتبة وبعدم اتزان وهي تظن ان والدتها ستنهض بعد قليل وتنعم بدفها من جديد ولكن استمر الأمر لعدة ساعات مرو عليها بصعوبة بالغة على أمل حدوث معجزة من السماء.
في تلك الأثناء دلف عادل للمنزل وحين دخل لغرفتها وجدها تجلس على الأرض بجانب رأس زوجته وتربت على خصلاتها بملامح شاحبة وعيون دامية تخبره پجنون وهي تضع سبابتها المرتعشة على فمها
ششششش ماما نايمة...شوية وهتصحى
تقلصت معالم وجه عادلمن هول المنظر وهرول بلهفة ملتاعة يطالع هيئة زوجته ويلحظ علب الحبوب الدوائية الفارغة تغطي ارضية الغرفة ليربت على وجنتها زاعقا باسمها بهلع وبأعصاب تالفة يجس نبضها ولكن دون جدوى.
استغرق الأمر دقيقة واحدة كي يتيقن أن روحها فارقت جسدها لينهار باكيا ويحاوط