رواية ميرا الفصول من اربعة عشر لستة عشر
رأسه ينعي خسارته لزوجته ورفيقة دربه مغمغما
ليه يا غالية ليه حرام عليك ليه عملتي في نفسك كده وسبتيني
كانت تشاهد كل ما يحدث بنظرات زائغة غير مستوعبة ولكن حين تفوه ابيها تأكدت أن والدتها فارقتهم ولن تنهض بعد اليوم وحينها صړخت صرخات هستيرية ممزقة لأبعد حد قطعت نياط القلب
لأ... لأ......لااااااااااااا ماما مش هتسيب نادو .....ماما مش هتسيب نادو مش هتهون عليها مااااااااااااااااااااما
من شدة وطأتها سقطت مغشي عليها وكأن عقلها قرر الفرار وأصر على إستنكار الأمر فبعد تلك الفاجعة علمت أن والدتها تناولت جرعات كبيرة من حبوب دوائية مختلفة أدت إلى أرتفاع مفاجئ في ضغط الډم و تمزق في كافة الأوعية الدموية مما أدي إلى ۏفاتها...
عادت بذاكرتها للوقت الحالي وهي تشعر بذات الشعور الذي انتابها حينها فقد اخذت أسنانها تصطك ببعضها ودمعاتها الملتهبة عرفت طريقها إلى وجنتها تكويها من شدة حرقتها وللأمام لعلها تطمئن ذاتها منذ رحيل والدتها ومۏت أبيها سوى بقربه وعند تلك الفكرة المتناقضة تماما بالنسبة لها وجدت عزيمتها تخور بل وتتلاشى تماما فرغم انه أهانها وعنفها إلا أنها تود لو أن يكون بجانبها الأن يواسيها مثل السابق ترتمي بين يديه وتستجدي ذلك المطمئن لها ولكن أين هو الآن !
بعد أن هاتفه ابن خالته قام بتدبر الأمر من أجله وبعد عدة ساعات مضنية من التفكير الدؤب رفضت عينه أن تستسلم للنوم وقد انتابه حالة من الأرق الغريب بسبب تلك الأجواء التي بالخارج فظل يتقلب على جانبي الفراش يتوسل قلبه أن يكف عن صرخاته المنافية لقرار عقله ولكن بلا فائدة ليزفر حانقا ويتسطح على ظهره بالأخير ويتأمل سقف غرفته يسترجع بعقله تلك الهيئة التي كانت عليها لا ينكر أن الخۏف احتل قلبه حينها وتوجس خيفة من ردود أفعالها ولكنه يثق انها لن تستسلم بتلك السهولة فكم تمنى أن يستشعر أي ندم من تصرفاتها او حديثها ولكنه لم يجد غير ذلك التمرد المعتاد الذي كان يقطر من كل كلمة تتفوه بها فهي مثل ما عاهدها دائما عنيدة يابسة الرأس و لا تعترف بخطئها ولكن شعور دفين بداخله يخبره أنها عكس تلك القوة الواهية التي تدعيها دائما ورغم دلاله المسبق وتهاونه معها و تغاضيه عن الكثير إلا انها تمادت كثيرا تلك المرة وإلى الآن لم يجد مبرر منطقي لكل ما تفعله لوهلة تذكر جملتها حين ذكرت والدتها ولكن لم يستوعب ماذا تقصد فطالما جمعت علاقة طيبة بين والدته و والدتها حتى زواج والدته من ابيها كان بناء على رغبة والدتها فكان كل شيء على مرأى ومسمع منه ومازال يتذكر كل شيء حدث حينها للآن
كانت حالتها يرثى لها حين حاولت مرتعشة قائلة بنبرة ضعيفة بالكاد صدرت من بين اصطكاك أسنانها
ملكش دعوة بيا...
أسرع وقت