رواية ميرا الفصول من اربعة عشر لستة عشر
انت في الصفحة 17 من 17 صفحات
ورغم سوء الجو بالخارج إلا أنه أتى بوقت قياسي وقام واوصى لها بعدة عقاقير طبية تفيد حالتها وحين غادر الطبيب جلست ثريا بجانبها بملامح متهدلة حزينة تضع قطع القماش الباردة على جبهتها بمحاولة بائسة منها أن تزيح تلك الحرارة الناشبة بجسدها ولكن دون جدوى لترفع نظراتها المؤنبة له وتقول
الحرارة مش عايزة تنزل
كان يجلس هو منكس الرأس بجانب فراشها دون أي ردة فعل تذكر لتصرخ والدته من جديد
رفع عينه المرهقة التي يحتلها الحزن ولم يقوى على الحديث فقط توجه بخطواته نحو المرحاض الملحق بغرفتها وملئ حوض الاستحمام بالماء ثم عاد بخطواته وغمغم لوالدته
روحي يا أمي حضريلها لقمة علشان تاكل وسبيني معاها انا هتصرف
تناوبت نظراتها المتوجسة بين تلك المحمومة الملقاه بحالة يرثى لها وبينه واعترضت
زفر بقوة وقال وهو يفرك ذقنه بتوتر
أمي هي غلطت بلاش تدافعي عنها وتاخدي صفها
لتجيبه ثريا بدفاع وحماية كأي أم
برضو ده ميدكش الحق تمد ايدك عليها وتحبسها وحتى لو غلطانة نقتلها يعني!! ......أنت ابني اه لكن عمري ماهسمحلك تفتري عليها دي أمانة عادل وغالية و وصوني عليها انا لو سكت كنت بقول هي غلطت ومكنش ينفع تعدي اللي حصل بالساهل وكان لازم تهدى وتفكر بعقلك لكن أنت نسيت وصية أبوها وقسيت عليها
أمي أنت عارفة أن عمري ما كنت مفتري و إني ضدد المبدأ أصلا بدليل إني كنت بتحمل عجرفتها وتجرحاتها وبطول بالي عليها على أمل انها تتغير بس انا راجل جبت مراتي بعد نص الليل من القسم بعد سهرة هايلة في مخور يعني رقص وشرب وما خفي كان أعظم لأ وكمان بتستغفلني وكانت هتأذيك بالحبوب اللي بتخدرك بيها ... والله أعلم للمرة الكام اللي عملت فيها كده وبعد كل ده بتقوليلي افتريت عليها لأ انا مفترتش ولو ابوها نفسه مكاني كان هيعمل أكتر من كده
انا من ساعة ما ابوها وصاني عليها وانا حاسس إني شايل هم الدنيا كله فوق كتافي وانا تعبت ومش عايز حاجة غير إني ارتاح.
تنهدت ثريا ونهضت من جلستها تربت على ظهره بعدما فرت دمعاتها حصرتا عليهم ثم دون أضافت المزيد توجهت للمطبخ بينما هو رفع رأسه ينظر لموقع رقدتها بتنهيدات حزينة مثقلة تنعي حظ قلبه ثم دون إضاعة أي وقت كان بيده حبات العرق المتلألئة على جبينها
بردانة يا يا...من
هتبقي كويسة...
ظلت تهز رأسها بضعف تجهش پبكاء واهن إن دل على شيء دل على هشاشتها التي تتوارى دائما خلف رداء التمرد والقوة التي تدعيها كوب وجنتها بكف يده وتمتم بنبرة مهزوزة بعض الشيء تأثرا بهوانها وهو
نظرت له نظرة ضعيفة منكسرة
لأبعد حد يقسم انها المرة الأولى التي يراها بعينها فقد ألمت قلبه وجعلته يشعر ب أعاصير ټضرب دواخله من وطأتها فهو يعلم انه قسى عليها ولكن لن يغشم حاله هي تستحق وهو ليس نادم على ردة فعله بل مازال غاضب حد الچحيم من فعلتها ولكن سيجبر ذاته أن يضع كل هذا جانبا الآن إلى أن تتحسن حالتها دام تواصلهم البصري عدة ثوان قبل أن تغلق عيناها لم يتحرك هو بل ظل مستكين على وضعيته الغير مريحة بالمرة من أجلها و لمدة عدة دقائق وحين
شعر أن حرارتها قد انخفضت بعض الشيء
لازم تغيري هدومك
أومأت له بضعف وبعيون مسبلة بأرهاق جعلته يلعن وهو يتمنى لو يتبرأ من ذلك العاصي بين ويخبره أن يرأف بها ليزفر أنفاسه على دفعات متتالية كي يستعيد رباط جأشه فعلتها وبين قلقه وخوفه عليها وهي بتلك الحالة ليجد ذاته يزفر حانقا مرة آخرى وكأن تضيق به أنفاسه ثم نظر لأعلى وكأنه يناجي ربه أن يرأف بنكبة قلبه ويعينه عليها.