رواية ميرا الفصول من اثنان وثلاثون لسبعة. وثلاثون
متخابثة وقالت بتهكم وهي تتدلى الدرج تحت نظراتهم
قوليله يا ميرال من حق باباك يعرف ايه اللي بينك وبينه...
نظر لها ابيها بترقب أجابتها بينما هي زاغت نظراتها بينهم بشيء من الأرتباك تغلبت عليه سريعا واجابته برأس مرفوعة
انا ومحمد بنحب بعض
صړخ ابيها مستنكرا
افندم بنتي أنا تحب سواق...
دافعت ميرال
بابي الشغل مش عيب وبعدين هو مؤدب ومحترم وعنده طموح هو اشتغل محاسب في شركة كبيرة وشاطر في شغله وليه مستقبل
أكدت بثقة
لأ انا اول مرة اكون واثقة من اختياراتي انا بحبه ومش فارق معايا أي حاجة
ليعترض فاضل بنبرة منفعلة للغاية
انت مش مدركة اكيد عواقب اللي بتقوليه!
لتستمر هي على دفاعها
يا بابي افهمني ارجوك الشغل مش عيب والفقر كمان مش عيب أنت راجل عصامي وكنت في يوم من الأيام عندك طموح زيه
تأففت دعاء بسخط
هاجمتها ميرال بشراسة
اظن انت اخر حد ممكن يتكلم يا دعاء ومتنسيش أنت كنت ايه قبل ما بابي يتجوزك
زمجرت دعاء بغيظ
قصدك ايه أنت بتعايريني يا ميرال
افهمي زي ما تفهمي انا مش فارق معايا المهم عندي انك متتدخليش في حياتي وخليك متأكدة أن حقه هيرجعله واللي عملتيه مش هيعدي
سامع يا فاضل بنتك بتتهمني و بتهددني تاني وانت واقف تتفرج
نظر لها نظرة عميقة مشككة استقبلتها هي بنظراتها الخادعة حين تساءل
انت عملتي كده فعلا
أصرت على موقفها قائلة ببراءة ليست ابدا من شيمها
لأ...
لتصيح ميرال تكذبها
كدابه...كدابه متصدقهاش يا بابي
انا مش كدابه ومفيش دليل واحد ضدي واظن عيب أوي لما تشكي فيا أنا...علشان حتة سواق جربوع طمعان فيك و عملك غسيل مخ
شايف بنتك بتتهمني بأيه...أتكلم يا فاضل و وقفها عند حدها... انت وعدتني هترجعلي حقي وتردلي اعتباري اتصرف
هز فاضل رأسه متأثرا بحديثها وقال بانحياز مغيظ
هي كلمة واحدة مش هكررها...الولد ده تبعدي عنه نهائي وتقطعي كل صلة ليك بيه
واتفضلي اعتذري ل دعاء
مش هعتذر لحد والقلم اللي خدته هي تستحقه...
ومش هبعد عن محمد أنا بحبه وأنت بتطلب مني المستحيل...
قاطعها پحده
اخرسي خالص واياك اسمعك تقولي كلام من ده مرة تانية واتفضلي اطلعي على اوضتك ومن بكرة مفيش خروج وكل خطوة هتخطيها هتبقى بحساب
اتفضلي ولازم تعرفي أن ده قرار قطعي مفيش فيه مجادلة...
أنا بنتك ولازم تسمعني وتفهمني
لم يعير ابيها رجاءها أي اهمية بل كان فكرة واحدة هي ما تسيطر عليه وبثتها دعاء بعقله بكل براعة أن ابنته ستتركه كما فعلت أمها وتفضل عليه رجل أخر....لذلك ثارت ثائرته حين دفعها دفع لغرفتها وقام بحپسها تحت مضضها واعتراضها ومحاولاتها الشتى بالدفاع عن مالك قلبها وعن حبها له... فكان يظن أنه فعل الصواب كي يحافظ عليها ويؤد ذلك التمرد الذي لطالما كان يخشاه منها وتخوفا أن تفعل كما فعلت والدتها في الماضي.
استيقظت في الصباح الباكر على مكالمة هاتفية من المحامي يخبرها بحضوره اليوم لأمر هام...حقا لم تعير الأمر أهمية ولكن وجدت من الضروري اخبار ثريا بالأمر وبالفعل نهضت من فراشها و بدلت ملابسها وسارت في طريق غرفتها وإن كادت تطرق على بابها استمعت لتوسل ثريا المخټنق بعبراتها وهي تتحدث بالهاتف
علشان خاطر ربنا كفاية كده وارجع يا ابني قلبي مبقاش مستحمل
تيبس كامل جسدها وبرقت عيناها عندما ايقنت انها تحدثه وكادت تندفع للداخل لولآ حديث ثريا الباكي وتوسلها المستميت
عارفة انها غلطت بس ندمت ومن حقها تسمعها وتخليها تدافع عن نفسها هي مظلومة و...
...............
يعني ايه ما مبقاش يهمك...دي مراتك
.....................
يعني ايه بتتصل تطمن عليا بس انت فاكر كده بتعمل اللي عليك أنت جبت القسۏة دي منين أنا مش راضية عنك وقسم ب الله لو ما رجعت وعقلت هنسى أن ليا ابن اسمه يامن
...............
مش هفهم ولا هسمع واللي عندي قولته....
وهنا قررت الأنسحاب ودمعاتها تفر تسبق خطواتها فلم تشعر بذاتها إلا وهي تسحب مفاتيح سيارتها وتغادر المنزل راغبة في أن تنفث عن حزنها بعيدا عن اجواء ذلك المنزل المحاط بعبق خذلانه لها فحتى هوائه كان مغبر بالذكريات ويطبق على انفاسها .
أما عن ثريا كانت غافلة تماما انها استمعت لها وحين اغلقت الخط مع ولدها كانت دمعاتها تفر دون هوادة فقد اصابها اليأس الشديد حين لم يستطيع من بعثته ليبحث عنه أن يستدل عليه ويعيده لها لا والأنكى انه حين يهاتفها يامن ذاته لا يريحها ولم يرضى اخبارها بمكانه فقط يطمئن على صحتها وإن تطرقت لسيرة نادين يجن جنونه ويرفض التحدث عنها وحقا الأمر ېقتلها فهي عاجزة ولاتستطيع فعل شيء حتى انها لم تخبر نادين بأتصالاته المخيبة للآمال خوفا