رواية ميرا الفصول من ثمانية وثلاثون للاخير
يا بت
رفضت هي وبكل شجاعة وقفت مقابل لهم قائلة
لع مهسكرش لتنظر لعبد الرحيم وتستأنف تشير عليه بأصابع الاتهام
انت اللي كاريت على چوز نادين وجات في حامد بالغلط
انت جولت بخشمك مش هو المجصود جبل ما تاخد البندجة وتطخه
هنا انقضت ونيسة تكتم فمها بكف يدها صاړخة
هتخبصي تجولي ايه يا مخبلة ده ابو چوزك عاوزة ترميه في حديد
مهخبص أنا بجول الحجيجة اللي أنتوا بتغشموها حامد بين الحيا والمۏت وابوه لازمنا ياخد جزاته
كان هو يستمع لها برأس منكس بخزي لم يقوى عن الدفاع عن ذاته فهي محقة هو المتسبب بكل ذلك ويستحق العقاپ و سوف يرضى بأي شيء إلا أن يصبح عقابه هو فقدان ولده الوحيد وسنده بالدنيا. لذلك غمغم بنبرة مخټنقة حين سأله الضابط عن صحة ادعائها عليه
نفي رجل المباحث الجنائية برأسه وأشار لأحد معاونيه أن يتحفظ عليه لېصرخ هو راجيا
احب على يدك يا بيه هملني اطمن على ولدي
أصر على التحفظ عليه واخذه معه في حين هو صړخ پبكاء مضني وهو ينحني على ركبتيه و يقبل حذائه
احب على رچلك يا بيه هملني ده ولدي ومحلتيش غيره
لو الحكاية اللي مراته حكتها دي صح صدقني متستهلش الرحمة ولا الرأفة... ليدفع به نحو معاونيه ويأمرهم
خدوه
حاوطوه من الجهتين وقاموا بدفعه لكنه كان يعافر معهم وېصرخ راجيا ودمعاته تزف ندمه وحسرته وهو يلتفت برأسه يرجو رجل المباحث
يا بيه...هملني...وحياة الغالين عندك...هطمن عليه واعمل فيا ما بدالك يا بيه علشان خاطر ربنا
اااااااه يا ولدي ....سامحني انا اللي استاهل ربنا ينتجم منيربنا ينتجم مني
ليتحمحم الضابط ويوجه حديثه لقمر التي كانت تقف متسمرة
اطمني على جوزك وهستناك في المركز علشان أخد باقي اقوالك
هزت قمر رأسها بطاعة وحين غادر
لطمت ونيسة وجهها وانقضت على قمر تمسك ذراعيها وترج بجسدها ناهرة
حاولوا أحد الممرضات منعها عنها ولكن لم يفلحوا فكانت تهز بها بطريقة جعلتها تفقد اتزانها وتدور رأسها لتسقط في حينها فاقدة لوعيها.
في ظل تلك الأجواء الكارثية التي كانت على الصعيد الأخر كان هو يتواجد بذلك النادي الذي يملك حقوق عضويته.
جالس شاعرا بالضيق الشديد بعدما أدرك انه مخطئ حين ظن أن بمجيئه لهنا سيجد ما يلهيه ويكبح تفكيره فيما حدث داخل المشفى بينه وبين طليقته
هاجر
ابتسمت هي بسمة واسعة واجابته وهي تمد يدها كي تصافحه
ازيك يا نضال وحشتني
جعد حاجبيه وتجهمت معالم وجهه في حين استأنفت هي مبررة زيارتها
أنا كنت بجاسر ابني هنا علشان عنده تطعيم وقولت اعدي اسلم عليك واشوفك
يحفظ كافة تصرفاتها عن ظهر قلب ويعلم أن حجتها واهية ولذلك تنهد بضيق وأجابها
ماما قالتلي انك قومتي بالسلامه وبلغتها تباركلك بالنيابة عني
ولا يهمك...قالتها وهي تناوله الصغير بين يده وتجلس بالمقعد المقابل له بينما هو ارتبك من فعلتها ولكنه معتاد بحكم عمله على التعامل مع الأطفال وخاصة حديث الولادة منهم لذلك أخذ يهدهد الصغير بحنو شديد وعلى ثغره بسمة هادئة لتباغته وهي تنظر له نظرات لطالما خصته بها
كان نفسي ابني يبقى منك
توقف عن هدهدة الصغير واندثرت بسمته ونظر لها نظرة مطولة فسرتها هي
متستغربش أنا عمري ما بطلت احبك حتى لما سبتك بس ڠصب عني كان نفسي ابقى أم وأنت...
قاطعها وهو ينهض يعيد لها ابنها
واديك بقيت وحققتي اللي كنت بتحلمي بيه عايزة ايه تاني وبتقلبي في القديم ليه
علشان مش قادرة يا نضال مش عارفة احبه ربع ما كنت بحبك
زفر انفاسه واجابها بكل تروي وهو محتفظ بهدوء اعصابه المعتاد
هاجر الكلام ده عيب يطلع منك انت على ذمة راجل اختارتيه بكامل ارادتك و لازم تحترميه وتقدري وجوده اللي بينا صفحة واتقفلت
نفت برأسها بعدم اقتناع واقترحت
هطلق وخلينا نرجع لبعض
حانت منه بسمة ساخرة ورد بخيبة أمل نابعة من ذلك الشرخ العميق الذي خلفته هي بكبرياء رجولته وكان سبب في تنغيص عشرتهم وجعلها شبه مستحيلة
طول عمرك عايزة من الدنيا كل حاجة ومش بتحبي تخسري بس للاسف انا معنديش أي استعداد ارجع لواحدة كانت بتعايرني بنقصي وبتقل مني ومحسساني انها بتتفضل عليا
انا كنت غلطانة يا نضال سامحني
قالتها نادمة ولكنه لم يتأثر بندمها وهدر بنبرة جدية للغاية كي يجعلها تزيح تلك الأفكار عن رأسها
انا مش بلومك ياهاجر انك معرفتيش تتقبلي علتي و طلبتي الطلاق ده حقك وانا قدرت رغبتك واحترمتها واصلا مكنتش هقبل احرمك انك تبقي أم و أظلمك