السبت 23 نوفمبر 2024

رواية نورهان العشري كاملة

انت في الصفحة 4 من 211 صفحات

موقع أيام نيوز


المتعجرف المغرور الذي كانت تتمني لو أنها لم تقابله أبدا في حياتها . و لكنها كانت تود أن تحمي شقيقتها من براثن أخاه و قد جاءت زياراتها له بنتائجها المرجوة فبعد ذلك اللقاء لم تسمع جنه تتحدث مع ذلك الشاب أبدا و قد بدت ملامحها ذابله حزينه فأرجعت ذلك لأن ذلك المغرور أجبر أخاه علي الإبتعاد عنها و قد كان كان الندم يقرضها من الداخل و الألم يعصف بها لرؤيه شقيقتها بذلك الحال و شعرت بأنها كالسيدة القبيحة التي تحاول منع سندريلا من الذهاب إلي الحفل! 

لكنه كان أفضل لها من تلك المغامرة الخاسرة مع شاب مستهتر مثل حازم .
دخلت غرفتها و قد قررت بأنها ستنهي ذلك اليوم الممل بالنوم عل الغد يأتي حاملا الفرح بين طياته ..
الثانيه عشر بعد منتصف الليل و أغلب الوسائد تفوح منها رائحه الدموع فمنهم من يبكي علي فراق اجبر قسرا عليه و منهم من يبكي علي غائب سرقته الحياة عنوة و أصعبهم من يبكي ندما علي فقده ما لا يمكن تعويضه حتي لو بكي مائه عام ..
نورهان العشري 
كانت جنه وسادتها التي كانت غارقه في سيل من الدموع التي لا تهدأ أبدا و كأن أنهار العالم أجمع سكبت في عيناها . فقد كان هذا حالها منذ أسبوع مضي و هي تجلس وحيدة بغرفتها لا تشعر بشئ حولها و كأنها تود لو تختفي بتلك الغرفه للأبد . ترفض محاولة شقيقتها في التحدث إليها و تشعر بالإمتنان لها كونها لم تضغط عليهاو لكن هل ستصمت طويلا 
رجفه قويه ضړبت أنحاء جسدها و هي تتخيل أن تصارح شقيقتها بجرمها الذي لا تعلم كيف إرتكبته في حق نفسها أولا 
إزدادات عبارتها بالهطول و خرجت شهقه قويه من جوفها تحكي مقدار الۏجع الذي ينخر عظامها و لم تجد له أي دواء حتي الآن . و فجأة خطړ علي بالها شئ قد يريحها قليلا فهبت من مكانها و توجهت إلي المرحاض بأرجل مهتزة و أخذت تتوضأ بترو و كأنها تزيل عن روحها ما علق بها من قذارة ذلك العشق الذي كان كالإعصار أطاح بحياتها و دمرها كليا
بعد مرور دقائق كانت تصلي بكل خشوع و دموعها منسابه علي خديها لا تملك القدرة علي إيقافها و لا تعرف ماذا تقول فقط كل ما كانت تقوله حين لامست جبهتها الأرض الصلبه 
يارب . سامحني . يارب 
ظلت تردد تلك العبارة كثيرا و كأنها لا تعرف غيرها . فهي كل ما تحتاجه في تلك الحياة كي تستطيع مواجهه ما هو قادم .
بعد دقائق كانت أنهت صلاتها و ما أن همت بخلع ثوب الصلاة حتي سمعت إهتزاز هاتفها فتوجهت بخط ثقيله لرؤيه المتصل و حينها سقط قلبها من شدة الذعر و تجمدت بمكانها حتي هدأ إهتزاز الهاتف حينها إستطاعت أن تطلق زفرة قويه من أعماقها و جلست بتعب علي السرير خلفها ليعيد الهاتف إهتزازه مرة آخري و لكن تلك المرة كان رساله نصيه فقامت بفتحها بأيد مرتجفه لتخرج منها شهقه فزعه حين قرأت محتواها 
انا قدام الباب لو منزلتيش تقابليني دلوقتي هعملك ڤضيحه قدام الناس كلها 
إرتعش جسدها بالكامل من هذا الټهديد الصريح لهذا الوقح الذي كانت عاشقه له حد النخاع والآن تتمني لو أنها لم تلتقي به أبدا .
عاد إهتزاز الهاتف مرة آخري فهبت من مكانها و قامت بالضغط علي ذر الإجابه و قبل أن تتفوه بكلمه واحده جاءها صوته الغاضب 
أنا مستنيكي قدام الباب تحت دقيقه و الاقيكي قدامي و إلا هنفذ إلي قولته في الرساله .
أجابته بإرتجاف و دموعها تسري علي خديها 
حازم أنت مچنون أنت عارف الساعه كام دلوقتي 
حازم بصياح 
تكون زي ما تكون قولتلك إنزلي دلوقتي حالا 
إرتعبت من لهجته الغريبه كليا عليه و قالت بلهفه 
طب أرجوك وطي صوتك . وأنا هنزلك حالا.
أغلقت الهاتف و قامت بالتوجه إلي باب
الغرفه بحذر شديد و نظرت إلي غرفه شقيقتها و الندم يكاد يفتك بقلبها ثم أعادت انظارها إلي الباب أمامها و بخط ثقيله توجهت لملاقاة ذلك المچنون ففتحت الباب برفق فقد كان الجو باردا جدا و المطر علي وشك الهطول فإحتمت بوشاحها أكثر و هي تنظر حولها إلي أن وقعت عيناها علي ذلك الذي كان ينتظرها بجانب الطريق فتوجهت إليه و ما أن همت بالحديث حتي إقتادتها يداه و أجلستها في المقعد المجاور للسائق دون أي حديث و ما أن جلس بجانبها حتي أنطلق بالسيارة بأقصى سرعه فجن چنونها و قالت بصړاخ 
أنت مچنون أنت واخدني و رايح علي فين 
كان موجها نظراته إلي الطريق أمامه و هو يقول بنبرة قويه 
هنهرب من هنا !
كانت تغط في نوما عميق حين أخذ الهاتف يرن دون إنقطاع فتململت في نومتها و ألتفتت إلي النافذه فوجدت الخيوط الأولي لشروق الشمس تلون السماء فإلتفتت تجاه الهاتف لرؤيه من المتصل لتجده
 

انت في الصفحة 4 من 211 صفحات