رواية حب حياتي الجزء الاول
.. طالما هتكوني فالاخر ليا هستحمل ..
ابتسمت وقالت بنبرة حانية
مع السلامة ..
ثم اغلقت الهاتف بسرعة وهي تتنهد بقوة وتدعو الله ان تمر الايام القادمة على خير .
الفصل الرابع
اوقف جاسر سيارته امام فيلا حامد الاسيوطي ..
هبطت ملك مسرعة يتبعها هو بهدوء شديد .. وقف خلفها وهي ترن جرس الباب عدة مرات كطفلة صغيرة حتى فتحت الخادمة لها الباب بعد قليل فإندفعت الى الداخل وهي تسأل بلهفة
تفاجئ جاسر بالطفلين يهبطان درجات السلم بسرعة قياسية ويقفزان نحوها بشكل جعل الثلاثة يقعون ارضا بينما ملك بقوة والطفلين يشددان من ضمھا ويبادلانها قبلاتها المتفرقة ..
كان جاسر في اوج دهشته من المنظر الذي يراه فأخر ما تصوره ان تكون علاقة ملك بأخوانها هكذا ..
فملك لم تتجاوز سن التاسعة عشر كي ترتبط بطفلين صغيرين بهذا الشكل ..
تقدمت من الخادمتين وضمتهما وحيتهما وكأنهما صديقتين لها وليستا خادمتين ..
حسنا هذا شيء اخر لم يتوقعه ففي قصره يتعامل الجميع مع الخدم بحدود لا يتجاوزها أيا كان ..
لكن ملك تتحدث وتمزح مع الخدم وكأنهم رفاقها ..
ذهبت الخادمتان عائدتان الى المطبخ بعدما انتهت وصلة الترحيب بينما ملك ما زالت ممسكة بالطفلين حيث همس علي اخيرا بصوت سمعه جاسر
ماما ..! حسنا هذا يكفي .. قالها جاسر لنفسه مندهشا فالطفلين ينادونها ماما ويتعاملان معها على هذا الاساس .. شعر انه اذا بقي لحظة واحدة هنا سوف يجن ..
لقد زار الفيلا هنا مرات قليلة وكانت لقائاته تقتصر على ريم وحامد .. اما ملك فرأها يوم خطبته فقط والطفلين لم يرهما ابدا ..
وجد ملك تجيب علي بخفوت
قالت منى بصوت مسموع
بس ده وسيم اوي ..
نظرت اليه ملك بضيق من خلف نظاراتها بينما تجاهل جاسر كلمات الطفلة وهو يقول
مش هنقعد بقى ..
قالت ملك بسرعة
اه طبعا اتفضل ..
قالتها وهي تشير الى صالة الجلوس حيث جلس جاسر على احد الكراسي وجلست ملك على الكنبة المقابلة له والطفلين بجوارها ..
تقدمت احدى الخادمات منهما وقالت
نظرت ملك الى جاسر وسألته
تحب تشرب ايه ..!
اجابها بهدوء
قهوة سادة ..
قالت ملك للخادمة
اعملي قهوة سادة ليه .. واعمليلي هوت توشكلت انا وموني وطبعا عصير التفاح لعلي ..
ابتسمت الخادمة وهي تتجه الى المطبخ لتعد ما قالته ملك بينما قال علي
خلاص مش هتروحي تاني يا ماما ..!
اجابته ملك بجدية
صغيرة وارجع ..
قالت منى بضيق
كل ده بسبب ريم .. انتب بعدتي عننا بسببها .. انا بكرهها ..
نظرت ملك الى جاسر الواجم ثم عادت وأشارت الى منى قائلة
عيب يا موني .. مينفعش نتكلم على ابلة ريم كده .. دي اختك الكبيرة ..
رد علي بضيق
انا بردوا مش بحبها .. دي عصبية اوي ومش بتحبنا .. وانت بعدتي اننا بسببها ..
نهرتهما ملك بحدة
كفاية .. عيب نتكلم على حد اكبر مننا بالشكل ده .. لازم نحترم الكبار ونتكلم عنهم بشكل كويس .. ولا ايه ..!
اخفض الطفلان وجهيهما بخجل وقال بصوت واحد
سوري ماما ..
تحدثت منى قائلة
علي مش بيخلص اكله يا ماما ..
عارضها علي
دي بتكدب يا ماما .. انا بخلص اكلي كله ..
ردت منى
لا انا مش بكدب .. انت مخلصتش نص الطبق حتى ..
هم علي بالرد الا ان ملك سبقته وهي تقول بقوة
كفاية انتوا الاتنين .. وانت يا علي مش اتفقنا انك تخلص الاكل كله عشان تكبر بسرعة .. ولا انت مش عايز تكبر ..!
قال علي بجدية
لا عايز اكبر اكيد ..
ابتسمت ملك وقالت
يبقى تخلص اكلك ..
اومأ علي رأسه بإذعان بينما جاسر يتابع الحديث الدائر بينهما بملامح صامتة حينما تقدمت الخادمة وقدمت لهم المشروبات التي طلبوها ..
بدأ الاربعة في تناول مشروباتهم حينما دلف حامد بعد قليل وهي يتجه نحو ملك بلهفة فنهضت ملك من مكانها بقوة وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها ..
ابتعد حامد عنها قليلا وهو يتأملها قائلا
انت كويسة مش كدة ..! طمنيني عنك ..!
اجابته ملك بصوت مبحوح
انا بخير يا بابا .. اطمن ..
اتجه حامد ببصره نحو جاسر الذي نهض من مكانه وحياه ببرود قبل ان يجلس حامد معهم وينظر الى ملك وصغاره بحنو ..
أشار حامد الى جاسر قائلا
جاسر بيه ممكن نتكلم ..!
اومأ جاسر برأسه وهو ينهض من مكانه ويسير خلفه الى الحديقة الخارجية للفيلا ليجد حامد يقول
ارجوك يا جاسر بيه .. رجاء شخصي مني .. تاخذ بالك من ملك وتعاملها كويس .. هي ملهاش ذنب بعمايل اختها ..
نظر اليه جاسر بطرف عينيه وقال
حد قالك اني هاكلها ..
رد حامد بهدوء
مش قصدي .. بس ملك طيبة وبسيطة .. ومش شبهك ابدا .. هي مختلفة عنك فكل حاجة .. هي فترة صغيرة وكل واحد هيروح لحاله .. اتمنى انوا الفترة دي تعدي على خير وتتقبل وجودها معاك وتعاملها بشكل