رواية السمراء الجزء الثالث الاخير
بإنك تقولى ان ده سبب طلاقك منه لانك اكتشفتى انه راجل معندوش ضمير
قالت مريم بتهكم
بتحلم .. لو فاكر انى هشهد زور يبقى بتحلم .. ولو فاكر انى ممكن أأذى مراد يبقى بتحلم
كانت تنظر اليه بثقه شديدة .. ضاق عيناه وهو يقول
تقدرى تقوليلى وانتى عايشة لوحدك كده مين اللى هيحميكي منى
شعرت مريم بالخۏف فأكمل وهو ينظر اليها پشراسه
أخافتها نظراته بقدر ما أخافتها كلماته .. قالت بصوت مضطرب
ربنا معايا
قال حامد بتحكم
ممكن أنفذ ده دلوقتى ومستناش انك تروحى بيتك
نظر الى الرجل الواقف بجواره وأشار له بعينه تجاه مريم .. أقبل الرجل تجاهها فقامت من مكانها وانذوت فى أحد أركان الغرفة وهى تبكى قائله بفزع
التصقت بالحائط خائڤة مړعوپة فقال حامد للرجل قبل أن يصل اليها
استنى يمكن تكون عقلت
ثم الټفت الى مريم قائلا
ها يا قطة عقلتى ولا لسه
قالت وهى تبكى بحړقة
حسبي الله ونعم والوكيل فيك انت ايه معندكش ضمير مش خاېف من ربنا
قال حامد بتهكم
قالت مريم وهى تنظر اليه بإحتقار
فعلا انت قلبك مېت
أشار حامد بعينه الى الرجل ليتقدم بإتجاه مريم هم الرجل بلمسها فأنزوت أكثر لتبعد نفسها عنه وهى تصرخ قائله
خلاص موافقة
توقف الرجل ونظر الى حامد ينتظر اشاره منه فأشار له حامد بالتراجع ووقف واقترب من مريم قائلا بحزم
خليكي فاكرة يا قطة ان مش حامد اللى يضحك عليه .. لو بتقولى كده عشان تخلصى منى وتبلغى عن اللى حصل أول ما توصلى القسم تبقى بتلعبى فى عداد عمرك .. ولو روحتى فين هجيبك يعني هجيبك
وساعتها مش هعتقك .. فاهمانى .. مش هتعقك
أومأت مريم برأسها ودموعها تنهمر على وجهها وجسدها يرتجف خوفا .. أمسكها حامد من ذراعها ليخرجها فجذبت ذراعها پعنف فأشار للباب ساخرا
اتفضلى يا مدام المحامى منتظرك تحت عشان يروح معاكى القسم
نزلت مريم للدور الأرضى من الفليا وهى تراقب ما حولها .. كان رجلا فى انتظارهم بالأسفل فقال حامد للرجل
ثم غمز لها وهو يبتسم بخبث فأشاحت بوجهها عنه وهى لا تطيق مجرد النظر اليه .. سبقها المحامى الى السيارة وقبل أن تهم بالركوب قال لها حامد
حفظتى اللى هتقوليه
قالت دون أن تنظر اليه
أيوة
قال بنبره محذره
تنهدت قائله
عارفه
ركبت مع المحامى فى السيارة التى انطلقت بهما الى قسم الشرطة
كاد مراد أن يفقد عقله وهو يبحث عن مريم اتصل ب طارق قائلا
أرجوك يا طارق اتصل ب مى صحبتها يمكن تكون عندها
قال طارق
حاضر يا مراد متقلقش
اتصل طارق ب مى التى قالت له بهلع
لا مجتش عندى ومتكلمناش مع بعض وأول مرة أعرف بموضوع الطلاق ده
قال طارق بقلق
ياريت لو كلمتك أو عرفتى أى حاجة عنها تعرفيني لأن مراد هيتجنن عليها
قالت مى وهى تشعر بالخۏف هى الأخرى
حاضر بس ياريت لو حضرتك وصلت ليها تعرفنى لأنى أنا كمان قلقانه أوى
قال طارق
خلاص ماشى اللى يعرف حاجة الأول يكلم التانى
كان مراد فى حالة يرثى لها وهو يسير فى الشوارع بسيارته هائما يبحث عنها بعينيه .. يعلم بأنه لا يستطيع تقديم بلاغ عن اختفائها .. أخذ عقله يفكر بسرعة وهو يحاول أن يجد حلا .. لا يمكنه الجلوس والانتظار حتى تظهر أو حتى يمر 24 ساعة ليستطيع تقديم البلاغ .. اتصل بأمه فقالت
لا مكلمتنيش ولا كلمت حد من البنات .. لا حول ولا قوة الا بالله .. أنا خاېفه عليها أوى
قال مراد
طيب اقفلى دلوقتى ولو كملتك عرفيني
قالت ناهد بلهفه
ولو عرفت حاجة عرفنى يا مراد أنا اعده على أعصابي
كان مراد ينهج بشدة وقلبه يخفق پجنون وبهلع .. شعر بغشاوه من العبرات تظلل عينيه وهو يتمتم
يارب .. يارب احفظها
وقفت مريم خارج مكتب الضابط فى انتظار المحامى .. الذى خرج بعد عدة دقائق واشار لها بالدخول قبل أن تدخل همس فى أذنها
حامد بيه مستنى تليفون منى
نظرت مريم الى المحامى بإحتقار .. كيف يبيع رجل قانون ضميره هكذا .. دخلت مريم وجلست وجلست المحامى قبالتها وهو ينظر اليها نظرات ذات مغزى فخفضت بصرها حتى لا ترتطم عيناها بنظراته المهدده .. قال الضابظ وهو يعقد كفيه على المكتب
ها يا مدام مريم .. محامى حامد بيه بيقول انك عايزه تغيري أقوالك
صمتت مريم فقال المحامى
ايوة يا باشا هى اضطرت تعمل كده عشان كانت خاېفه من جوزها اللى هو دلوقتى طليقها لكن خلاص هى اطلقت منه ومعدلوش حكم عليها
قال الضابط للمحامى
لو سمحت سيبها هى تتكلم
ثم نظر الى مريم التى تطرق برأسها قائلا
ها يا مدام مريم عايز أسمع منك
أخذت مريم تفكر فى الوضع الذى زجت فيه .. تذكرت كلمات حامد المھددة اياها پالقتل أو ما هو اسوأ .. تذكرت نظرات الرجل الخبيثة التى رمقها بها وهو يقترب منها .. تذكرت بيتها الذى يخلو الا منها .. تذكرت وحشة الليل والسكون الذى يغمر بيتها كلمها حل المساء .. لكنها وسط كل ذلك تذكرت شيئين .. تذكرت مراد الذى لا ولم لن تؤذيه أبدا .. شهادتها التى يريدها حامد أن تشهد بها ستؤذى مراد بشدة وقد يسجن بسببها .. وتذكرت ربها .. وتلك الآيات التى قراتها كثرا فى سورة النساء وهى تقيم الليل يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئا فقال ألا و قول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .. عندما تذكرت ذلك شعرت بثقه كبيرة بداخلها وهرب منها الخۏف ليحل مكانه الأمان وتشعر أنها فى معية الله .. كرر الضابط كلامه قائلا
مدام مريم عايز أسمع منك شهادتك الجديدة
رفعت نظرها الى المحامى بعدما شعرت بأن كل الخۏف بداخلها قد تبدد لم تعد نظراته المهدده تجدى نفعا معها .. التفتت الى الضابط وقالت بثقه
لا مش هغير أقوالى يا فندم
نظر اليها المحامى بصرامة فتجاهلته تماما .. فقال الضابط بإهتمام وهو ينظر اليها