رواية السمراء الجزء الثالث الاخير
تنحنح أحمد مرة أخرى قائلا
أنا عايز أطلب منك ايد الآنسه نرمين
لم يبدى مراد رد فعل فقال أحمد بتوتر
أنا من زمان وأنا عايز أفاتحك .. بس قولت أستنى لما العيادة بتعتى تجهز عشان أتقدم بقلب جامد
ابتسم مراد قائلا
ايه ده العيادة جهزت .. طيب الحمد لله ألف مبروك يا أحمد انت تستاهل كل خير
ابتسم أحمد وقد استبشر خيرا وقال
قال مراد مفكرا
ان كان عليا فمعنديش أى اعتراض انت شاب محترم ومؤدب ومن العيلة وأنا مش هلاقى ل نرمين أحسن منك .. بس باقى رأيها ورأى ماما طبعا
ابتسم أحمد قائلا بحماس
ان شاء الله خير انا متفائل
نظر اليه مراد قائلا بإهتمام
انت اتكلمت مع نرمين فى حاجة
قال أحمد بسرعة
ابتسم مراد وهو يقول
طول عمرك تعرف الأصول يا أحمد
قال أحمد مبتسما
ربنا يكرمك يا مراد وانتوا طول عمركوا بيت أصول وعشان كدة أنا عارف ومتأكد انى مش هلاقى لنفسي زوجة أحسن من نرمين أختك
خلاص اتفاقنا يا دكتور .. هتكلم معاهم وان شاء الله خير .. وانت متناش صلاة الإستخارة
طرقت مريم باب غرفة المكتب فأذن لها مراد بالدخول .. ابتسمت قائله
هعطلك عن حاجة
ابتسم لها قائلا
لا أبدا اتفضلى
دخلت مريم وهى تحمل حاسوبها وقالت
كنت عايزة أوريك الشغل اللى خلصته
وريني كده
جلس مراد بتفحص التصميمات ثم قال
ممتاز طبعا
قالت له بعتاب
يعني أحسن من الزفت اللى كان قبله
رفع نظره اليها وابتسم ابتسامه خفقت لها قلبها بشدة وتطلع اليها قائلا
شغلك دايما بيعجبنى
نظر مرة أخرى الى الحاسوب وأشار الى نقطة به وقال
وقفت مريم بجواره لتتمكن من مشاهدة التصميم فأمرها بالجلوس .. جلست بجواره بحرج وقد تركت مسافة بينهما .. قالت مريم وهى تشير الى التصميم
مفيش مشكلة .. بسيطة .. نخليه يمين
أشار مراد الى الخط المكتوب به احدى الجمل وقال
ولو ينفع الفونت ده يتغير ويكون أوضح شوية
تمام مفيش مشكلة
كانت عينا مراد مسلطتان عليها .. يتأمل ملامح وجهها بعينان تلمعان بنظرات حانيه .. أكملت وهى مازالت تتطلع الى التصميم
ممكن أعمل أكتر من نسخة لكذا فونت وتختار اللى شكلها يعجبك أكتر
كانت نظرات مراد مازالت مسلطة عليها .. لم يشعر بنفسه الا وهو يرفع يده ليحتضن بين أصابعه احدى الخصلات المتساقطة على وجهها .. التفتت اليه مريم لترى تلك النظرة الغريبة فى عينيه .. والتى لم تعتادها منه .. شعرت بقلبها يخفق پجنون .. لمس بأصابعه وجنتها ومررها عليه فى رقه .. انتفضت فجأة وقد تدرجت وجنتاها خجلا هبت واقفه وقالت وهى تغادر مسرعه
ثوانى وراجعه
عبرت الغرفة بخطوات متسارعه وعينا مراد ترمقانها بنظرات ڼارية .. خرجت لتتركه يغلى من الڠضب .. أخذ يفكر فى رد فعلها وردود أفعالها السابقة .. أخذ يلعب بأصابعه فى الحاسوب وهو شاردا و غير منتبه بالفعل لما يفعل .. أفاق من شروده عندما وجد أمامه أحد الملفات المكتوب عليها حبيبى .. ضاقت عيناه بشدة و فتح الملف ليجد به العديد من الصور المصغرة .. كبرها وأخذ يتطلع اليها .. شعرت پصدمة شديدة تجتاح كيانه .. يالله كأنه ينظر فى المرآة .. رجلا يشبهه الى حد بعيد يقف بجوار مريم محيطا كتفيها بأحد ذراعيه ويبتسمان معا للكاميرا .. أخذ يقلب فى الصور وينتقل من صورة لأخرى وشرارة الڠضب بداخله تزداد حتى صارت كالبركان الذى على وشك القاء حممه التى تتأجج بداخله .. كان يتطلع الى الصور بحيرة پألم بيأس بلهفه پغضب بضيق بغيرة بحب .. مشاعر كثيرة مختلطة ومتضاربة شعر بها تجاه الاثنان اللذان يقفان معا فى جميع الصور وعلامات الفرح والبهجة والحب على وجه كل منهما .. توقف عند الصورة التى تجمع ماجد ب مريم وكلاهما يرتدى دبلته فى اصبعه اليمنى .. أغلق شاشة الحاسوب پعنف .. تذكرها .. تلك الدبلة التى مازالت تزين أصابعها حتى الآن .. والتى نقلتها ناهد من يدها اليمينى الى اليسرى ظنا منها انها ل مراد .. نهض مراد وهو يحمل الحاسوبه وخرج ليبحث عن مريم حتى وجدها فى غرفته جالسه على الأريكة شاردة .. هبت واقفة بمجرد أن رأته وبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بالخۏف من نظراته التى كانت كالړصاص المصوب تجاهها ..فتح مراد الشاشة فظهرت أمامها آخر صورة كان يشاهدها .. نظرت الى الصورة وقلبها يخفق پعنف .. تلك الصورة التى لم تراها منذ أن وطأت قدماها هذا البيت .. ألقى مراد الحاسوب على السرير پعنف وهو يقول
نسخة منى .. اخويا كان نسخة منى .. عشان كدة كنتى بتبصيلي واحنا فى المركز الصحى فى الصعيد مش كدة .. لانى نسخة منه .. فكرتك بيه مش كده .. الشبه اللى بينا هو اللى خلاكى تعرفى انى أخوه .. عشان كده وافقتى تتجوزيني أنا مش جمال مش كدة .. عشان أنا شكل أخويا اللى حبيتيه واتجوزتيه وفقدتيه.. صح يا مريم
تطلعت اليه مريم باعين دامعة فأكمل يقول بقسۏة
كنتى وتمتمت بصوت خاڤت جدا لم يستطع سماعه
ده فى الأول بس
نظرت اليه پألم فصړخ پعنف و پغضب شديد
كنتى طول الوقت ماسكه اللاب وأعدة أدامه وتقوليلى شغل .. كنتى بتشوفى صوركوا سوا مش كدة .. كنتى عايشه معاه طول الوقت .. متعرفيش انك كده تبقى پتخونينى اى ان كان سبب جوازنا انتى كده بټخونيني
صاحت مريم والدموع ټغرق وجهها
لا أنا مخنتكش .. انا مشوفتش صوره ولا مرة من ساعة ما دخلت البيت ده
نظر اليها مراد بإحتقار وعدم تصديق .. لم تتحمل تلك النظرة فى عيناه فتوجهت الى الدولاب وأخرجت منه الحقيبة التى تحوى رسائل ماجد .. أخرجت الرسائل وأمسكتها ولوحت بها أمامه قائله پحده بصوت مرتجف
دى رسايل ماجد ..