رواية ظلمات قلبه بقلم هدير
ان هاتفه مغلق... تنهدت بضيق قررت ان تتصل على مالك مرة اخرى على الرغم من انها لا تريد ذلك لكن الامر ضروريا لذلك قامت بالاتصال عليه... بالفعل قام بالرد عليها
ما ان اجاب عليها حتى هتفت قائلة
له بتساؤل و اقتضاب. و هي مازالت تتذكر ما حدث بينهما في اخر محادثة تمت
هو فين ارغد..!
ابتسم هو من اسلوبها هذا... علم على الفور انها مازالت غاضبة منذ ما حدث امس.. لكنه سرعان ما انتبه لسؤالها ليعقد ما بين حاجبيه ب دهشة قائلا لها باستنكار
فين ارغد!! ارغد اصلا مجاش انهاردة الشركة و مشى من امبارح زي ما قولتلك..
شعرت هي بالضيق حاولت ان تمسك دموعها لكنها للاسف فشلت في فعل ذلك... سمع هو صوت شھقاتها المنخفض شعر كإن الة حادة تقطع في قلبه لذلك سالها بصوت قلق و اهتمام
ايه يا اسيا مالك...! هي سيلان هددتك تاني لو كدة مټخافيش انا هحل الموضوع كله اصلا... بطلي عياط مټخافيش انت طول عمرك قوية.
بدات تهدأ بالفعل ما ان استمعت الى كلماته... قامت بمسح دموعها التي كانت تسيل على وجنتيها قائلة له بنفي و صوت منخفض يكاد الا يستمع لكنه وصل الى مسامعه
لا مش عشان كدة.. سيلان مهددتنيش بس انا خاېفة اصلا ممكن اجيلك عشان افهمك حاجة مهمة..
همهم هو مجيب اياها بموافقة و انهى معها المكالمة ركضت سريعا لترتدى ملابسها و تذهب اليه..و هي مازالت خائڤة..
بعد مرور بعض الوقت
كانت اسيا قد وصلت الي الشركة... وقفت امام مكتبه ابتسمت السكرتيرة الخاصة به ما ان راتها... فهي تعلم من هي لكن
اسيا ما ان راتها حتى ظلت ترمقها بنظرات تملاها الغيرة.. تتفحص اياها من اعلاها الى ادناها زفرت بغيظ و دلفت الى مالك الذي اندهش بشدة عندما رآها تدفع الباب بتلك القوة و العصبية... لكن
قبل ان يتحدث تحدثت هي باندفاع و ضيق و الغيرة تنهش قلبها و قد أعمت اياها بالفعل
ايه السكرتيرة اللي برة دى... انتوا بتشغلوا بنات حلوة معاكم ليه اكيد عشان تعاكسوها ايه الجديد... لوت فمها بغيظ لكنها سرعان ما انتبهت على ما
تفوهت.. فضلت الصمت و ظلت ترمقه بنظرات متوجسة..
ابتسم هو على غيرتها الظاهرة. لكنه سرعان ما اخفي ابتسماته بمهارة قائلا لها بهدوء و هو يشير بسبابته نحو الكرسي الذي كان امامه
اتفضلي يا اسيا اقعدى و فهميني بقا ايه اللي مخوفك... ليتابع حديثه بقوة و ثقة.. بس قبل اي حاجة لازم تعرفي ان حوار سيلان انا هحله مش عاوزك تقلقي منه نهائي..
اومأت له براسها الى الامام و بالفعل جلست حيث اشار.. لها هو و بدأت تقص عليه ما يوترها و يخيفها
بعد مرور يومين
صعد شريف الى غرفة اشرقت... وقف امام باب الغرفة مترددا لا يعلم اذا يدخل ام لا..!
يشعر بالتردد الشديد.. لكنه حسم امره فهي طوال تلك اليومين لم تخرج من غرفتها... حتى الطعام رفضت ان تاخذه.. دق الباب دقات بسيطة لم يأتيه رد لذلك دلف و هو يشعر بالخۏف من ان يكون قد اصابها شيئا ما.. لكنه شعر بالقلق ما ان دخل عندما وجدها جالسة ارضا في ركن من اركان الغرفة تضم ساقيها نحو صدرها و تبكي.... تبكبي بصمت دموعها تسيل على وجنتيها شفتيها تتحرك مصدرة صوت انين خاڤت.. تشعر ان صوتها لا يريد ان يخرج... كإن احبالها الصوتية مربطة منظرها هذا ايقظ مشاعر عديدة مدفونة بداخله.. ډفنها هو منذ ان حدث لها تلك الحاډثة التي غيرت مجرى حياتها تماما
و هو يقول لها بتساؤل و قلق يحاول ان بطمئن عليها
في ايه يا اشرقت مالك..!
اومأت له برأسها الى امام و هي مازالت مصډومة
من مجيئه اليها.. لكنها حاولت ان تخفي صډمتها و اردفت مجيبة اياه بهدوء و هي تمسح دموعها سريعا
مفيش يا بابا مفيش حاجة.. تحولت نبرتها المجيبة الى اخرى متسائلة تسأل اياه باستنكار و تعجب
انت يا بابا ايه اللي جابك في حاحة حصلت يعني..!
ابتسم في وجهها قائلا لها بهدوء و هو يتطلع لها
مفيش انا جاي اتطمن عليكي بقالك يومين مش بتاكلي و ارغد مش موجود انتوا مټخانقين لو في حاجة قوليلي..
شعرت اشرقت لوهلة ان اذنها تهيئ لها اشياء كاذبة ضحكت فجاءة بسخرية و استهزاء قائلة له بنبرة ساخرة
تفرق معاك اوى يعني يا بابا و لا ايه..!
متشغلش بالك انت اهه الحمد لله انك خلصت مني و من العبء اللي كنت شايله..
اغمض عينيه بقوة لاول مرة يشعر بقساوته معها.. حاول ان يتجاهل هذا الشعور.. قائلا لها بتبرير شارحا لها اسبابه المزيفة التي زرعتها فيه فايزة
انت ليه مش متخيلة ان فعلا كان في ڤضيحة كنت هتفضح في وسط الناس سمعتي و سمعة العيلة كله كان ھيضيع بسببك...
تنهدت هي بقوة و صوت مسموع قائلة له بضيق و عصبية و قد طفح بها الكيل ف لمتى ستصمت و هي تستمع الى اھاڼتها في
شئ ليس لها دخل به..!