رواية الذكية الجزء الثاني الاخير
انت في الصفحة 17 من 17 صفحات
تكتمها بالأكل وهي تشعر بأن الدنيا قد اسودت في وجهها .
شعر هو بها وسمع صوت بكائها المكتوم لينظر لها ويجدها على حالتها تلك لا يعلم أيضحك على هيئتها أم يحزن على ما وصلا إليه
نهض من مكانه وتوجه ناحيتها وجلس قبالتها ليجد وجهها المحمر من أثر البكاء واسرعت هي بمسح دموعها ولكن هيهات فغلبتها الدموع وتساقطت رغما عنها لتكره ضعفها ذلك وتستمر في تناول طعامها ولم تتحدث معه .
أردفت بدموع تأبى الوقوف مش عارفة .
لتزداد شهقاتها مع صوت بكائها المسموع ليرق قلبه الخاضع لعشقها ويحتضنها بحب وهو يقول برفق خلاص بطلي عياط .
ردت عليه بعتاب أنت زعلان مني ومش راضي تصالحني وأنا مش عارفة اعمل إيه.
ردد بتريث وتعقل ويا ترى إيه اللي مضايقني ومخليني مصر إني ما أصالحكيش تقى مش كل حد يقولك كلمة تسلميله ودانك وتصدقيه خليكي واثقة في نفسك شوية مش كلمتين يهزوكي أنا مضايق منك علشان مش واثقة فيا زيادة ودة هيأثر على حياتنا .
ردد بعتاب كام مرة قولتي الجملة دي وبترجعي تاني
رددت بتذمر خلاص بقى مش هصدقها تاني الصفرة دي بس ما أوعدكش لما أشوفها رد فعلي هتكون إيه أنا ممكن أجيبها من شعرها على فكرة .
رفع حاجبه باستنكار ليقول بسخرية من حديث زوجته المبالغ فيه فهي أبعد من أن ټؤذي نملة لتقوم بالمشاجرة مع سالي ياه كل دة هتعمليه طيب يا ستي وأنا ساعتها هبقى مبسوط .
أومأ بتأكيد أيوة بس خلي بالك دي آخر غلطة علشان بعد كدة مترجعيش تقولي يا ريتني أعمل إيه قلبي مش مطاوعني أبدا .
تعلقت برقبته قائلة بفرح أنا بحبك أوي يا سفيان وبغير والله عليك .
ردد بحب وأنا عاوزك تعرفي إني بحبك وبس متفكريش تاني في أي حاجة .
أردفت بحذر طيب أنت مش هتاكل
جعدت جبينها بضيق قائلة بقى أنا ديناصور يا سفيان .
ردد بتراجع مين بس اللي قال كدة الأكل زي ما هو أهو كلي يا قلبي بالهنا والشفا وأنا هاكل معاكي.
ابتسمت بسعادة وهي تشاركه الطعام بألفة بينهما بعد أن عادت المياه لمجاريها.
مرت الأيام بسعادة على الجميع حاول فيها طه بكل جد أن يثبت لسبيل بأنه جدير بها وهي لا تنكر بأنها كم هي سعيدة بهذا التغير الذي طرأ عليه وتحسنت حالتها المزاجية كثيرا عما سبق .
سفيان وتقى والذي يحاول أن يغير من ثقتها بنفسها للأفضل .
عاصم وحسناء التي سعيدة للغاية بزوجها الحنون والذي لم يخيب ظنها ولو لمرة ولكن يظل حلم الطفل هو مبتغاها ويعكر صفو حياتها .
تجلس بتعب على إحدى المقاعد وهي تنتظر مجيئه
وفي وسط ذلك دلف طه للمنزل بعد أن عاد من العمل وألقى عليها التحية وقبل جبينها بحنو ثم جلس بجانبها وشدها نحوه ليحتضن بطنها قائلا الواد عتريس أخباره إيه النهاردة
أردفت بضيق من هذا اللقب كويس بس متقولش على ابني عتريس أنا هسميه سيف .
ردد بنبرة جدية مصطنعة لا هو عتريس ودة آخر كلام .
أردفت برجاء وهي على وشك البكاء حرام عليك يا طه عتريس إيه دة كمان أنت عاوز تعقد الواد من أولها أنا هقول لماما شهد تشوفلها حل معاك قال عتريس قال .
ضحك عليها بعلو صوته ليقول أنت بتصدقي أي حاجة اعملك إيه أنا مش هسميه عتريس هسميه زي ما أم سيف عاوزة .
نظرت له بحب وامتنان قد فاض من عينيها لتنظر هي
وتلاحظ أنه يخفي شيئا خلف ظهره لتقول بفضول إيه اللي معاك دة
ردد بكذب ولا حاجة .
نفخت بضيق لتشيح بوجهها للناحية الأخرى ليبتسم على فعلتها بمكر ليقول وهو جاعلا منها أن تنظر له وهو يقول خلاص متتقمصيش بسرعة كدة يا عيلة أنا كنت عاوز أقولك حاجة . بقلم زكية محمد
تطلعت له بانتباه ليكمل هو بحب أنا جاي النهاردة بكامل قواي العقلية علشان أقولك بحبك بحبك من غير ما حد يفرض دة عليا وبحبك من غير ما تكون مجرد كلمة تقضية مهمة وخلاص بحبك لأني أنا حاسس بدة فحبيت أقولك على اللي جوايا ناحيتك .
لوهلة ظنت أنها تحلم لتنظر يمينا ويسارا عل هناك أخرى وهو يوجه لها هذا الكلام لتشير على نفسها بدون أن تنطق إن كان يقصدها هي ليقول بتأكيد أيوة أنا بحبك أنت ومش حد تاني والكلمة دي ليكي لوحدك
ومن هنا ورايح مش هتسمعي مني غيرها
تساقطت دموعها بفرح عارم وهي لا تصدق ما سمعته لتوها هل تحقق حلمها أخيرا الآن
أخرج من خلفه ما يخبئه لتكون صدمة أخرى من العيار الثقيل إذ وجدت تلك اللعبة التي أعطتها له في الصغر ما زالت كما هي كما لو أنها جديدة لتوها لتقول بغرابة دي شبه اللعبة اللي اشترتهالك زمان .
ردد بتوضيح قصدك هي دي اللعبة بتاعتك .
اتسعت عيناها بذهول ليكمل هو اللعبة دي كانت معايا مرمتهاش ولا أديتها لابتهال زي ما قلت لا حطتها في الدولاب عندي مش عارف ليه احتفظت بيها بس افتكرت كلمتك لما قولتي خليها معاك علشان خاطري وكأن جملتك أمر وأنا نفذتها بس الحمد لله نفذتها وإلا كنت هندم أوي.
رددت ببلاهة هو أنت بتكلمني أنا
أردف بضحك لا بقصد الحيطة اللي وراكي أيوة أنت أومال مين يعني !
أردفت بابتسامة واسعة يعني أنت بتحبني أنا مش بقيت بتحب آسيا.
لم يعد يتأثر بها ولا اسمها حينما يسمعه ليقول أنا بحب سبيل سبيل وبس خليكي عارفة دة كويس ويلا بطلي عياط بقى متنكديش علينا .
هزت رأسها لتقول بلهفة حاضر أهو .
قالتها وهي تمسح دموعها سريعا وهي تقول بارتباك من قربه الزائد أنا .... أنت جعان .
ردد بضحك مكتوم أيوة أنا أنت جعان أوي .
أردفت بسرعة حاضر هروح أحضرلك الأكل حالا .
ليقول بخبث لا ما أنا هاكل حاجة تانية تعالي بقى أقولك عليها في ودنك .
ظنا منها أنه سيفشي لها سرا ليقوم في رحلة طويلة ليغوصا معا في سماء الحب والسعادة دون وجود لشيء يعكر صفوهم.
بعد مرور شهر آخر في المشفى يقف الجميع استعدادا لاستقبال حفيدين للعائلة حيث ستضع كلا من ابتهال وسبيل أطفالهم.
وبعد أن تمت العملية بنجاح تم نقلهم إلى غرفة واحدة ليحاوطهم أفراد العائلة يباركون لهم .
حملت حسناء ابن أخيها بحب وهي تنظر له بعاطفة جياشة كبحت دموعها بصعوبة كي لا يلاحظها الموجودين ومن ثم أعطته لوالدته لتقوم بحمل ابن سبيل بعدها وهي تضحك له بحب وتلاعبه فجأة شعرت بدوار عڼيف ضربها وتشوش أمام عينيها فبالكاد ترى الموجودين كادت أن تسقط بالجنين ليلاحظها عاصم الذي حملها قبل أن تسقط أرضا وطه الذي مسك ابنه بلهفة .
حملها عاصم پخوف وركض بها للخارج وذهب بها لإحدى الطبيبات لتقوم بفحصها وهو معها لم يتركها خوفا عليها فبالتأكيد لم تتحمل رؤيتها للأطفال هكذا وفقدت وعيها .
بعد أن فحصتها الطبيبة قال لها عاصم پخوف مالها يا دكتورة
ابتسمت له لتقول متقلقش حضرتك المدام حامل في شهر ودي أعراض حمل مش أكتر.
فقد النطق للحظات قبل أن يردد بعدم تصديق بجد بجد يا دكتورة حسناء حامل
أومأت بنعم لتقول أيوة متأكدة ألف مبروك متقلقش هي هتفوق كمان دقايق كدة .
تركتهم الطبيبة ليجلس بجوارها وهو ينتظر أن تستيقظ بفارغ الصبر .
وبعد فترة وجيزة فتحت عينيها وهي تنظر حولها لتنطق اسمه بخفوت ليقول بعشق يا روح قلب عاصم ودنيته كلها .
أردفت بتساؤل هو إيه اللي حصل
ردد بابتسامة واسعة في إن حبيبتي هتبقى أجمل مامي في الدنيا دي كلها .
نظرت له بعدم فهم ليقول أنت حامل في شهر يا حسناء ربنا كرمنا يا قلبي شوفتي بعد الصبر جبر إزاي.
أردفت بفرح مختلط مع دموع السعادة أنا... أنا حامل ...جوايا بيبي هبقى مامي هيقولي ماما هلعب معاه مان أنت
ضحكت بفرح وهي تعانقه بقوة سرعان ما تحول إلى ضحك ثم إلى بكاء شاركها هو ذلك وحمد الله بداخله على ما كرمه
انتشر بعدها الخبر بين البقية لتعم فرحة غامرة وسط الحاضرين.........
لتمر الشهور بسرعة ويرزقها الله بتوأم ولدين أسمتهما يزن ومازن .....