الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية الذكية الجزء الثاني الاخير

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


بحذر على الفراش وهي تمسح وجهها الغارق بالدموع لتنظر لابنها بلوم ومن ثم قالت بحزم تعالى ورايا .
اتبعها قبل يلقى بنظرة حزينة يغمرها الندم على تسرعه جلس قبالتها لتقول بعدم فهم لمجريات الأمور حولها عاوزة أعرف إيه اللي حصل وسبيل ليه بتتكلم كدة 
تردد كثيرا في أن يخبرها بحقيقة الأمر فلا أحد يعلم بهذا الأمر سوى عدي هكذا ظن فوالده وهي أيضا علي علم بذلك حسم الأمر بالأخير ليتنهد بقوة قبل أن يخبرها بكل شيء ومن ثم أخذ يقص عليها كل ما يكمن بداخله وما إن انتهى نظر لوالدته ليرى رد فعلها إذ وجدها ساكنة لا تبدي أي شيء فهي استقبلت لتوها صدمة من العيار الثقيل لتخرج حروفها بتثاقل إيه اللي سمعته دة معقول يا طه ! 

دي عندها حق في كل كلمة قالتها ليه موضحتش دة من الأول أنا كنت عارفة إنك بتحب آسيا قولت لما تتجوز سبيل هتنساها عندها حق أنا استخدمتها كبش فدا لابني كنت أنانية أوي بصيت لمصلحة ابني وبس.
قالت ذلك ثم انخرطت في البكاء لينهض هو ويجلس بجانبها  پخوف عليها ليقول بهدوء ماما أهدي أنت مش السبب أوعدك إن كل حاجة هتتصلح.
هزت رأسها بندم لتقول لا أنا السبب بس والله لما لقيت منها قبول عملت كدة هي مرفضتش يا ربي هتشيلني ذنبها .
ردد بحنو يا أمي أهدي مفيش حاجة أنا اللي غلطان وهصلح غلطتي متقلقيش .
رددت بتيه إزاي بس أنا هتكلم معاها وهفهمها دي حامل وأي زعل وحش عليها وواجبي إني أخد بالي منها .
هز رأسه بتعب ليقول بانتباه خليكي جنبها هنا يا أمي على ما أروح أشتري شوية حجات كدة علشان تعمليلها أكل.
أومأت بموافقة لتقول حاضر يا ابني متتأخرش أنت بس .
تنزل إلى الجامعة بوجه باهت فما زال ذلك الموضوع يشغل عقلها وكيف لا تفعل ذلك فستظل أمنيتها الأولى والأخيرة هي أن تنجب طفلا فإلى متى سيصبر عليها وإن فعل ذلك هل ستصبر والدته بالتأكيد لا ستزوجه في أقرب فرصة من أجل أن ترى أطفاله ابتلعت غصة مريرة تشكلت بحلقها فور تخيلها أنه مع غيره وينجب أولادا من غيرها هذه الفكرة ټقتلها ببطء .
مرت على منزل والدة زوجها عندما وجدته مفتوحا فلا بأس بأن تلقي عليها التحية قبل أن تغادر دلفت بهدوء للمكان لتقف مرة واحدة متسمرة عندما سمعت صوت أم زوجة معتصم تقول بتفكير أنت بس قولي أيوة والعروسة من بكرة هتكون عندك أنا أعرف بنات كدة زي القمر .
هتفت ندى بشرود فلن تنكر رغبتها في رؤية احفادها من ابنها عاصم ولكن ما ذنب تلك المسكينة العالقة بالمنتصف دة موضوع سابق لأوانه يا أم مصطفى محدش عارف بكرة في إيه.
مصمصت شفتيها بعدم رضا لتقول يا حبيبتي هتستنوا لحد إمتى دة متجوز ليه تلات سنين لو معاها خلفة كنا شفناها أنا كل همي أنت وابنك وأنتوا أحرار بعدين .
رددت بضيق من أطفالها الزائد في الموضوع لتقول بحزم وايه يعني تلات سنين يا أم مصطفى طالما سعدا مع بعض ربنا يهنيهم وإن شاء الله ربنا يكرمهم بالخلف الصالح إن مكانش السنة دي تبقى السنة الجاية.
قالت ذلك ثم غيرت الموضوع لتصرف انتباهها بعيدا عن هذا الأمر أما تلك المسكينة التي بالخارج تقف وهي على وشك السقوط من اللطمات التي تعرضت لها من الكلام الذي سمعته لتوها لماذا لا يرحمونها ألا يكفي ما هي فيه 
أخذت تتراجع للخلف حتى اصطدمت بإحدى الكراسي لتنتبه لها ندى فنهضت لترى من بالخارج لتهرب الډماء من عروقها فور رؤيتها لحسناء ودموعها همت بالحديث ولكن الأخرى لم تترك لها الفرصة إذ ركضت للخارج بسرعة وصعدت للأعلى للشقة مسرعا وتغلق الباب خلفها بقوة لتسقط خلفه باكية بصوت مسموع ركضت ندى خلفها والتي أخذت تطرق الباب بقوة وهي تسمع لبكائها قائلة بندم افتحي يا حسناء متعمليش في نفسك كدة متزعليش أنت عارفة شخصيتها إزاي متحمليش هم يا عمري أنا مش هخرب بيت ابني بأيدي كفاية أنه مبسوط معاكي وإن شاء الله يا حبيبتي ربنا يكرمك قريب في كل صلاة بدعيلك والله افتحي يا بنتي بردو هتسبيني كدة وأنا ست كبيرة .
بلحظة قامت بفتح الباب وعانقتها بقوة وهي مستمرة في البكاء لتربت الأخرى على ظهرها بحنو قائلة بس أهدي خلاص مفيش حاجة بطلي دموع ولا أتصل بعاصم يجي يشوف شغله معاكي متبقيش هبلة أومال . بقلم زكية محمد
هتفت پبكاء أنا مليش ذنب
يا ماما ندى .
ردت عليها بحنان عارفة يا حبيبتي دي إرادة ربنا واحنا راضيين لازم ترضي علشان يكرمك يا حبيبتي.
أردفت بدموع راجية ونعم بالله بس بالله عليكي يا ماما مش تخلي عاصم يتجوز والله ھموت لو حصل كدة .
أردفت بسرعة ولهفة بعد الشړ عليكي متقوليش كدة هو أنت صدقتي كلامها تقول اللي تقوله أهم
 

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات