الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه جامده الفصول من الاول الي السابع

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

هذا
لم تشعر بنفسها و هى تتذكر ذلك اليوم الذى وقف فيه وسط الورشة الصغيرة التى تعمل بها هى و الفتايات
و ديني لو الفلوس إللى أنسرقت ما طلعت دلوقتي مخلي واحدة فيكم تنفع فى سوق الحريم
الفلوس أهي بس أبوس إيدك متأذينيش
كانت عينيه تدور بين الفتايات جميعا لا يرى من تتحدث ليقول بنفس الصوت الجهوري
وريني وشك
لتخرج الفتاة منكسة الرأس بين يديها المال و هى تقول بصوت باكي
و الله ما كنت قصدى أسرقه
أنتبهت من أفكارها على صوت فاطمة القريب منها و هى تقول
سمعتى يا أبله هدير عمو جعفر هيجبلنا لبس جديد
الفصل الثالث
صعد الأطفال كل إلى غرفهم و ظلت هدير جالسة فى مكانها تتابع حركات جعفر و هو يسخن الطعام بعد أن منعها من الصعود إلى غرفتها حتى تتناول كل الطعام الذى سوف يحضره لها و رغم رغبتها القوية للأعتراض إلا أن الإجهاد منعها من الجدال معه فى أى شىء
و فضلت الصمت تتابع حركته و كل شىء فيه و كأنها تراه لأول مره و ليست تعرفه و تراه كل يوم و لسنوات طويلة
أنتهى جعفر من تسخين الطعام و وضعه أمامها و سحب الكرسي المجاور لها و قال
الأكل كله يخلص بدل ما أرجعك المستشفي و الدكاتره هناك يتصرفوا معاكى
ظلت صامته تنظر إليه رغم تلك الإبتسامة التي رسمت على وجهها ليأخذ الملعقة و حمل بها بعض الطعام و قربها من فمها لتنظر إلى الملعقة ثم له ليشير لها أن تأكل لتجد نفسها و كأنها مغيبه تفتح فمها تلتقط ما يوجد بالملعقة ليبتسم بسعادة كبيرة و هو يأكل ما تبقا منها بسعادة
أنت بتعمل كل ده ليه 
رفع عيونه إليها بحيره لتكمل كلماتها
أنت مين 
ترك المعلقة من يديه و عقص ذراعيه فوق الطاولة و نظر إلى الحائط أمامه لعدة ثواني صامتا ثم نظر إليها و قال بابتسامة حزينة
أنا جعفر إبن سلطان و سنيه أتنين أيتام قرروا يسندوا بعض ويعافروا فى الحياة سوا أتجوزوا و خلفوني أنا بس و لما كملت خمستاشر سنه أبويا ماټ و أمى مقدرتش تعيش بعده كتير و سابتني لوحدى من يومها إعتمدت على نفسي أشتغلت ليل نهار حاولت أكمل تعليمى لكن معرفتش أصل بصراحة دماغى مش فى العلام 
كانت تستمع إليه بكامل تركيزها صحيح هى لم تقصد هذا من سؤلها لكنها فرصة جيدة لتكتشف من هو جعفر لم ينتبه لحالها أو أفكارها و أكمل كلماته
كنت عامل يوميه فى المصنع أشيل الكراتين و أفرغ العربيات ألملم القصصات و أنظف الورش بعد العمال ما يمشوا لحد ما فى يوم الحج برعي صاحب المصنع شافني و فضل مراقبني جالى فى يوم و سألني أنت ليه بتشتغل كتير ليه مش بتروح بيتك و حكتله كل حكايتي صعبت عليه و فضل يرقيني شوية بشوية لحد ما بقيت رئيس العمال و المسؤل عن ورش التفصيل رغم حنان الحج برعي لكن كنت ديما حاسس بالوحده و اليتم
نظر إليها و أبتسم إبتسامة صغيرة وأكمل قائلا
لحد اليوم إللى دخلتى عليا الورشة و أنت باصه فى الأرض و الدموع ماليه عيونك
كانت تستمع لكلماته و وصفه و هى تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله و حزنها بسبب تركها للمدرسة و مرض والدتها و تخلى والدها عن مسؤليته
ليكمل جعفر كلماته
وقتها قررت أعيش علشانك وقتها حسيت الدنيا بتقولى لسه ليك نصيب من الحلو يا جعفر
هما ليه سموك جعفر 
قاطعت سيل كلماته بذلك السؤال ليضحك

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات