الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية امل الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الفصل الأول
منزل كبير العائلة بل والبلدة بأكملها حيث يقع وسط مساحة شاسعة في الأرض التي استصلحها الجد الأكبر عبد القادر الدهشان منجبا ثلاث أبناء يامن وسعيد وكامل ليسيروا على نفس نهج والدهم باستصلاح المزيد والمزيد حتى توسعت أملاكهم وصار لكل واحد منهم منزل مستقل وسط الأراضي الممتدة على مرمى البصر 

عبد القادر كان داهية بشخصية قوية مكنته أن يتولى مسؤلية قيادة العائلة التي تيسر حال باقي افرادها على يديه بفضل مساعدته بصفته الكبير المسؤل حتى اصبحت عائلة الدهشان كسلطة وحدها بالمال والنفوذ الذي تضاعف بمرور السنوات 
ورث المسؤلية من بعدها لأكبر أحفاده غازي الأبن الوحيد لكامل على ثلاث فتيات وذلك بعد أن نصبه الجد لذلك مفضله على باقي أحفاده بل وابناءه ايضا وذلك بفضل شخصيته المميزة بينهم حيث الهيبة المختلطة بخشونته الدهاء المتوارث رغم اندفاعه في بعض الأوقات وذلك لحمائيته الشديدة وطبعه الڼاري والتي لطالما كانت العيب الوحيد به لكنه كان خير راعي للجميع حتى نافس بنفوذه اعضاء السلطة الحكومية كنائب المجلس وعمدة البلدة 
بالإضافة لعقليته الفريدة حيث تمكن من زيادة العوائد 
بتنوع الاستثمار في عدة مجالات كتصدير الفواكه والخضر وهو ما يجبره أحيانا للسفر والمبيت خارجا كما حدث منذ اسبوع ليعود اليوم 
وصل صباحا والساعة لم تتعدى الثمانية بعد دلف من الباب الخارجي حيث الفناء الواسع ينقسم إلى جانبين أحدهما للحديقة والاخر كمجلس للرجال والاجتماعات وأشجار المانجو الضخمة ارتصت على طول السور الخارجي
وجد جدته فاطمة جالسة على الكنبة الخشبية أسفل المظلة الضخمة والتي عادة ما تعقد فيها أهم الجلسات العائلية وتسامر الشباب في أوقات السهر 
تسبح وردها اليومي في دفء خيوط الشمس الوليدة والتي تسللت من بين الفتحات العليا للسقف الخشبي بخجل عينيها على أقراص الخبز التي ترصها الفتيات الخادمات مع حفيدتها روح التي تشرف عليهن ليضعنه في الجزء المشمس من الأرض بالقرب من السور حتى يتخمر قبل أن يتم خبزه في الأفران الصناعية الحديثة 
القى تحيته متغزلا بمزاج رائق
بسم الله ما شاء الله صباح الرغفان الزين على زينة البنات 
شهقت روح في البداية مجفلة بحضوره قبل أن تستدرك سريعا لترد التحية بابتسامة اشرقت بوجهها الصبوح
صباح الهنا والنور حمد الله ع السلامة يا سيد الناس يا كبير البلد كلها 
اقترب ليضع حانية على جبهتها وخدها الأيمن قبل أن يأخذ دوره مع جدته فاطمة ليتناول كف يدها المجعدة يضع ة إجلال على ظهرها متابعا وصلة الغزل
عاملة ايه يا جميلة الجميلات
ضحكت برنة تدغدغ الأسماع بجمالها لتضع كف يدها الأخرى على وجنته مرددة بمزاح
اللي يسمعك وانت هتهزر كدة وتضحك يجول دا واحد تاني مش غازي الدهشان اللي يتهز له بلاد 
اعتدل بوضعه ليجاورها الجلوس على كنبتها ثم لف ذراعه على كتفيها قائلا
لهو انا ههزر مع كل الناس ولا أي حد يستاهل غيرك يا ست ابوها انتي 
عادت فاطمة لتقهقه بغبطة وقد أخجلها بذكرها الأسم الذي كان يلقبها به زوجها الراحل عبد القادر لكزته بمرفقها تنهره بدلال
كفياك يا واد كامل محدش كان يناديني بالأسم ده غير جوزي الله يرحمه وانت مش جوزي 
وه 
تفوه بها مدعي الصدمة حتى تدخلت شقيقته التي انضمت على الكنبة المقابلة
شكلك واصل مزاجك رايج ربنا يحلي دنياتك دايما يارب 
ردد خلفها مؤمما ليردف بعدها بتساؤل وعينيه تجول في المحيط حولهن 
امين وانتي كمان يا جلب اخوكي هي البت دي راحت فين مش شايفها يعني 
طالعته شقيقته بتوتر وقد فهمت مقصده فلم تجب وادعت الحديث مع إحدى الخادمات تشير بيدها 
فهيمة حولي الرغيفين دول من مكانهم لتحت الشجرة الشمس نازلة زين هناك 
اذعنت الفتاة تنفذ مطلبها أما هو فعاد بتساؤله مرة أخرى
خبر ايه بسألكم ع البت فتنة فينها
هذه المرة تولت فاطمة مهمة الرد عنها بلهجة حادة
مرتك منزلتش من الدور التاني اساسا لساتها نايمة 
انتفض ينقل بأعين مشټعلة نحو أقراص الخبز وشقيقته ليردف بتساؤل
يعني إيه ومين بجى اللي عجن وجطع العيش ده الشغالين!
نفت على الفور شقيقته لعلمها التام بطبع شقيقها الشديد في هذا الأمر
ابدا والله دا انا اللي عجنتهم وجطعتهم بيدي ما انا عارفاك يا حبيبي الحتة دي بالذات ما بتفوتش فيها 
ضيق عينيه ليردد خلفها باستهجان اختلط بلهجة خطړة
يعني انتي يا روح جومتي من على
 

انت في الصفحة 1 من 48 صفحات