رواية رجلي الغامض الجزء الاول
الفيلا و دقت الجرس الخارجي
اتي الحارس مهرولا و هو يقول
مرفت هانم.. اتفضلي
فتح لها البوابة و دلفت هي قائلة
ازيك يا سمير!!
تمام الحمد لله يا هانم
قول لدكتور محسن أني عايزة أقابله
طيب اتفضلي يا هانم!
لم تنتظر كثيرا حتي وجدته يهبط من علي الدرج بخطي واهنة.. ابتسمت و هو يلقي التحيه عليها فبادلته قائلة
يعني عشان في شوية مشاكل بين الولاد يا محسن نقعد سنة منشوفش بعض.. عيب عليك و الله!!
أحنا منقدرش علي زعلك يا أم نور عاملة إية!
ابتسامة باهتة صدرت منها و أطرقت قائلة بحزن
مش كويسة يا محسن.. انا عندي لوكيميا!!
نظر لها غير مصدقا لما قالت فاردفت هي
مش وقت صدمة و لا حزن يا محسن.. احنا مش هنعيش اكتر من اللي عشناه الولاد هما اللي أهم دلوقتي.. نور ملهاش حد غير حسام لازم يرجعوا يا محسن!!
كانت تتذكر ما حدث يوم فراقهم.. شردت في تلك اللحظة التي قلبت حياتها رأسا علي عقب
منذ خمسة عشر عاما
أغمض عينيه پألم و هو يضغط علي كفيها و قال بعيون دامعة
صدقيني يا هنا لو لينا نصيب في بعض الدنيا هتجمعنا تاني
صړخت فيه و هي تحاول السيطرة علي شهقاتها
أشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يقوي علي وضع عيناه في عينيها و قال
مش بإيدي يا هنا و الله.. مش بإيدي!!
أومال بإيد مين يا يوسف فهمني بإيد مين... احنا فرحنا بعد اسبوع.. حرام عليك!!
هتفت بها هنا و هي ټنهار جالسة أرضا ليهبط لمستواها فتكمل هي قائلة
احنا مالنا بفارس و ليلي.. هما انفصلوا هما حريين!!
نظرت له پصدمة حقيقية و قالت و هي في مزيج بين الضحك و الدموع
بس تقدر تسيبني أنا صح صح!!
ازداد صړاخها و بكائها و هي تضربه علي صدره فاحتضنها بقوة لتهدأ تشنجاتها فيهمس هو لها قبل أن ينهض من محله تاركا إياها كقشة تتقازفها الأمواج العالية
سامحيني.. أنا آسف يا هنا!!
غادر!!! لقد غادر... صړخت هي باڼهيار.. و كأنها صړخة من أعماق قلبها تركت چرح لازال أثره كامن بقلبها!!
أفاقت من تلك الذكريات الأليمة و الذي لازال أثرها قابع في قلبها و هو يقبل وجنتيها قائلا
القهوة فارت يا حبي!!
معلش يا يوسف أنا سرحت... آسفة!!
ضيق عينيه يحاول أن يستشف ما بها و قال
و لا يهمك يا حبيبتي تعالي نقعد نتكلم و بعدين نعمل قهوة كمان شوية
سارا معا إلي البهو ليجلسها و يجلس أمامها قائلا
نظرت له باستفهام فأكمل هو مبللا شفتيه قائلا بتوتر
أنتي مسامحاني!
تشنجت ملامحها و قد فهمت مقصده نظرت له لبرهة ثم اخفضت عيناها.. أتكذب عليه!!
فهو الشخص الوحيد الذي مهما صار لا تستطيع أن تخفي شيء عليه!
لا مفر من الحقيقة
مقولة لو أدركها البشر لما كانت حياتهم علي ما هي عليه الآن!!
لا يا يوسف مقدرش اكدب عليك و انت عارف كدة كويس.. حاولت اسامحك كتير صدقني بس معرفتش كل ما افتكر ان احنا كان فضلنا اسبوع و نتجوز و انت مشيت و سبتني عشان فارس معرفش اسامحك!!
امسك بكفيها و قال و نظرة الرجاء تلمع بعيناه
هنا.. انا عارف ان انتي عندك حق في كل كلمة قولتها و عارف اني استاهل اي حاجة بس انا مش هكدب عليكي فارس مش صاحبي و بس.. فارس اكتر من اخويا انا و هو متربين مع بعض من و احنا صغيرين عشان كدة مكنتش أقدر أسيبه لاني عارف اني لو كنت سيبته مكنش هيسامحني لكن انا بردو عارف اني مهما اعمل لما ارجعلك هتسامحيني و بعدين خلينا نبدأ حياة جديدة يا هنا.. زي مانا سامحتك علي اللي حصل سامحيني انتي كمان علي اللي انا عملته!!
أخذت نفس عميق و قالت
ماشي يا يوسف هسامحك بس انت كمان توعدني أنك المرادي مهما يحصل مش هتسيبني!!
ابتسم لتظهر هاتان الغمازتين اللتان يؤرقونها.. و قال