رواية يسرا الجزء الثالث
لفتت أنظارها کمرأة محنكة لها باع في تقدير أشخاص مثلها حتى أنها عرضت عليها شراكة عمل مکتب محاسبة لكبرى الشركات تديره درية ببراعتها المعهودة وكبراعتها في اكتشاف مواهب فذة كذلك براعتها في نبش خبايا الأفكار والقلوب خاصة مع اختلاج نظرات درية وحركات جسدها المتوترة عندما مر ذكر أسامة العرضي بحديث لها مع سالي ضحكت واعترفت ببرائتها التي يدمنها
صعب حالتنا تتكرر . . . حبنا غير وكعادتها كما هي دوما قطبت جبينها دون فهم
یعني إيه . . كمل . . . غير إيه
فرفع أنظاره للأعلى دون حيلة وقال
فصيلة .
والجمع كان بمنزل العائلة الصيفي بوقت الظهيرة ولولا تعالي ضحكات الصغار وسعادة سليم التي لا تقارن إذ وجد صحبة أيهم مسلية للغاية لظنت آشري أن فكرتها كانت لجمع عزاء وليس لصحبة سعيدة وحفل شواء استرقت الأنظار لدرية التي التصقت بسالي عندما علمت بتواجد أسامة وداخلها يلعن ألف مرة رغبتها الرعناء من التهرب من أبيها ودعوته لها بصحبته هو وزوجته متعللة له بتلك الدعوة التي لم تكن تنوي حقا قبولها ولكنه هو من دفعها لقبولها بإصراره فإما الذهاب معه أو مع رئيستها خاصة مع غياب الأوسط بمعسكر رياضي والصغير يكاد يجن من الوحدة وعدم ممارسة أي نشاط ترفيهي يكاد يودي به وبها أيضا للجنون همست آشري لزياد حانقة
أنت كده ھتحرقي الأكل على فكرة ترکت آشري موقعها قائلة بحنق
شوف أنت فين وأنا فين فلم يتماسك نفسه إذ قال ضاحكا
اسمها شوف أنت في إيه وأنا في إيه وعندما لمح تصاعد لهيب خديها پغضب رفع كفه مستسلما بضحك
خلاص خلاص أنا هتصرف ترکها واتجه نحو أخويه قائلا بضيق
عايش الدور بجد فهز كتفه مستنكرا
طبعا أومال افضل منكد على نفسي زيك أنت وأخوك ألقى جاسر بسېجاره قائلا بترفع
ومين قالك أني متنكد أنا الحمد لله كويس جدا فرفع زیاد نظارته الشمسية وقال وهو يرتكز بأنظاره علي سالي التي كانت تجلس بصحبة درية في الجهة المقابلة
ومين قالك أني هنزل
فجذبه من كتفه وسار به قائلا بمكر هامس
هتنزل یا أسامة وهتاخد بالك من ابن درية وأنا هاخد بالي من ولاد أخوك فابتسم أسامة رغما عنه وألقي نظرة على جمع الصغار الخائفين من خوض المياة تحت نظرات المنع شديدة الوطأة من أمهاتهم المحذرات بدورهن فشعر بقلبه يلين خاصة مع نظرات أيهم الماكرة إذ يحاول الفرار من ذلك الحصار بشتى الطرق تارة بالتعلل بمليء الدلو بالماء وتارة أخرى بغسله هاه فكرتي وقررتي ولا لسه ابتسمت لها درية وقالت لسالي التي عقدت حاجبيها دون فهم إزاء کلمات آشري المقتحمة لحديثهما
ده بعد إذنك يعني فرفعت سالي يدها باستسلام
صراحة مجهودك تشكري عليه يادرية وأنا أتمنالك كل خير وكالصقر عندما يقتنص فريسته قالت آشري بنصر
أظن كده مالكيش حجة فأقرت درية بإبتسامة
لأ ماليش فصافحتها آشري بجدية قائلة
deal ثم ابتعدت بأنظارها عنها وأردفت بمكر
حرام يفضل قاعد يلعب على الرمله وبس فتشبثت بعندها
هو جاي وعارف أنه هيقعد على الرمله فردد هو
ده طفل ! طبيعي يضعف ويرجع في كلامه فقالت بإصرار
أنا بربي راجل فقال هامسا
حتى الراجل بيضعف وبيرجع في كلامه وباستهانتها للفكرة قالت
مايبقاش راجل ساعتها فقال غاضبا
ولو كان غلطان ورجع في كلامه واعتذر مايبقاش راجل برضه!
وترجعوا تلوموا على الراجل أذيته وأنت اللي بتربيه على الكبر والعند ارتفع حاجبيها وقالت بنزق
أنا مش فاهمة أنت إزاي وصلت الكلام لكدة
فهز رأسه نافيا وقال لها وهو ينصرف نحو أيهم المتعلقة أنظاره به بأمل یائس
لاء فاهمة يادرية ثم جذب كف أيهم وقال لها
أطلب من ماما السماح المرادي عشان أنت اتفقت معاها أنك مش هتنزل البحر وكيف باستطاعتها خذلان تلك العيون المتسعة برائتها وشعورها بالذنب لكونها تنتمي لطفل صغير يرغب في حقه باللهو واللعب فقالت قبل أن يتهدج صوت الصغير برجائه وأسفه
أنا آسفة إني طلبت منك حاجه مش هتقدر عليها لكن ده